الإنفصال السوري

عودة للموسوعة

الإنفصال السوري

الانفصال السوري عن الجمهورية العربية المتحدة هوانقلاب عسكري في 28 أيلول/سبتمير 1961 قادته زمرة من الضباط السوريين. هذا الإنقلاب تلاه أربعة إنقلابات أخرى في فترة 22 شهر، وكل منها يتبرأ ويتنصل من الإنفصال. بل ادعت الإنقلابات التالية أنها تطالب بعودة الوحدة مع مصر. إلا حتى بعض قيادات إنقلاب الإنفصال الأول ظلوا في مناصب هامة في الإنقلابات التالية.

الأوضاع إبان الوحدة

عبد الحميد السراج

كان الاستياء من عبد الحميد السراج في الإقليم الشمالي للجمهوريّة العربية المتحدة قد بلغ الزبى وكانت التذمر الشعبي والسياسي وتذمر الاقتصاديين قد بلغ حداً في وقت كان يدور صراع معلن بين عبد الحميد السراج باني الدولة البوليسية في الإقليم الشمالي وبين المشير عبد الحكيم عامر الذي استشعر خطر السراج عليه وعلى سلطاته كنائب لرئيس الجمهورية العربية المتحدة، وكالرجل الأول في الإقليم الشمالي حاول حتى يحد من تأثير عبد الحميد السراج ما اعتبره السراج نوعاً من تهديد شخصي لكيانه الذي يبنيه.

السراج كان مسئولاً عن تحول الإقليم الشمالي إلى دولة بوليسية من خلال عدد من أجهزة القمع والقهر والاستبداد التي لم يعهدها السوريون حتى في أظلم العهود التي حكم فيها الجيش، فكانت ممارسات السراج وأعوانه وتدخلاته في الشؤون الاقتصادية والسياسية وفي شؤون الجيش ومحاولة بسط نفوذه على القرارات ومراكز القوى في الإقليم الشمالي هي الخط الأحمر الذي أفرغ غضب الساخطين على الوحدة كلها كبناء للدولة المتحدة. المشير عبد الحكيم إذ لمس ذلك الشعور المتزايد بالكره والغضب في الأوساط المتنوعة فأدرك خطر السراج عليه من جهة وعلى الدولة الفتيّة من جهة أخرى فشرع بعدد من الإجراءات التي اتخذها ضد عبد الحميد السراج وكتلته في المخط الثاني أدت إلى نوع من الارتياح الشعبي على مختلف المستويات السياسية والعسكرية والاقتصادية في البلاد مما بشّر بحلّ قريب للمشاكل العالقة بسبب عبد الحميد.إلا حتى المشير ركز جميع اهتمامه وقدراته على عبد الحميد وكتلته لتسقطه نوعاً من ردّة العمل على إجراءاته بتحييدها وهومما لا يرضي عبد الحميد ورجالاته وغفل عن الأوضاع العامة في الدولة.

في هذه الفترة الخطيرة، كان حزب البعث العربي الاشتراكي من أوائل من التقطوا رائحة الانقلاب المتسقط منه الإطاحة بالنظام في دمشق. فعقدت قيادة الحزب القوميّة عدّة اجتماعات في لبنان درس وتشاور لمتابعة ما يجري في دمشق (والجدير بالذكر حتى البعث العربي الاشتراكي كان أول الأحزاب التي بايعت الوحدة ومهدت لحدوثها وكان أول الأحزاب التي حلّت نفسها طوعياً في سبيل الوحدة بالرغم من تعارض الأفكار حول أساليب معالجة القضايا المصيرية للأمة بين البعث والناصريين ) وكان من أهمّ تلك الاجتماعات مجلس برمانا التشاوري الذي عقد قبل أربعة أيام فقط من وقوع الانقلاب.

"حلب تنادي: لا وحدة مع الديكتاتورية" - صحيفة الأيام السورية، 15 يوليو1962.

إن حركة 28 أيلول لا يمكن فهم دوافع من قاموا بها دون دراسة مستفيضة للأوضاع التي أدّت بالضباط إلى العصيان المسلح. فالأوضاع السيئة التي تردت إليها سورية عموماً كانت قد بلغت نقطة اللاعودة وبالرغم من حتى الحركة كانت عسكريّة صرفة في بداياتها فإن الانعكاسات التي أدت لها كانت على الصعيد المدني مثلها على الصعيد العسكري فالجيش في الإقليم الشمالي كان قد أحسّ بالظلم الشديد تماماً كما المدنيين الذين أساءت لهم الدولة بشكل كبير نفصله فيما يلي ذكره، ولم تكن غاية تلك الحركة هي الانفصال عن مصر بل كانت تهدف إيصال رسالة إلى القاهرة مفادها أنه ثمّة أخطاء شنيعة ترتكب في حق الوحدة وهومالا يجب السكوت عنه. وهوما يفسره البيان رقمتسعة الذي توصل إليه المشير مع الضباط والذي يقضي كما سنرى بعودة الجنود إلى الثكنات وعليه لا يمكن حتى يعتبر إطلاقاً حتى الانفصال كان نتيجة مؤامرة دولية بالرغم من كثرة تلك المؤامرات الهادفة إلى الإطاحة بالوحدة. إن مطالب الضباط كانت تهجرز بالدرجة الأولى في عدد من الأمور ترتكز على مبادئ الإصلاح العسكري الداخلي لكنها وتبعاً لعدد من المتغيرات وبسبب ظروف داخليّة وإقليمية وعربيّة وحتى دوليّة معينة أجهزت على أول تجربة وحدوية بين قطرين هما من أبرز الأقطار العربية في قضية الصراع العربي الإسرائيلي.


أسباب الانفصال

الأسس العاطفية لدولة الوحدة

إن الوحدة بين الشقيقتين مصر وسورية قامت على أسس العاطفة المتأججة بالنضال الثوري العربيّ في تلك الفترة وهذه العاطفة لم تكن في لحظة ما واقعيّة بمعنى حتى الوحدة قامت على أسس الآمال الشعبية الجارفة بالتحرر من الاستعمار والوحدة الفوريّة بين الأقطار العربية وكان جمال عبد الناصر هذا الزعيم المصري المتمتع بكاريزما ساحرة في شخصيته آسرة لمن يخطب بهم، أهلته لأن يصبح الزعيم العربي التقدمي رافع شعارات الوحدة والحريّة والاشتراكية ومحقق آمال الشعب وخاصة وأنه صاحب موقف مضخّم إعلامياً في مسألة وقوفه في وجه القوى العظمى آنذاك في عام 1956م يوم العدوان الثلاثي على بور سعيد وللأسف فإن نادىيته وإعلامه لعبوا دوراً سلبياً في جعل الرجل مارد المصباح العربي الذي سيحقق للعرب الثورة على الأصعدة الاجتماعية بتحقيق المساواة والتقدم لكل فئات المجتمع ضمن الدولة الاشتراكية، والدوليّة من خلال تحقيق حلم الوحدة العربيّة الذي سيجعل العرب ندّاً للغرب ويثأر لهم من الجرائم التي اقترفها الغرب بحقهم، والعسكرية فهوالزعيم الوحيد الذي تجرّأ إعلامياً على إسرائيل ومرغ أنفها بالطين والتراب إعلاميّاً، ولم يخشاها بالرغم من الدعم الفرنسي والبريطاني الكبيرين لها ثم الدعم الأمريكي، ومن هنا كان عبد الناصر هوبطل الشعب العربي غير المنازَعْ حيث لم تكن تجربة الوحدة ماثلة للأعين بعد، وإزاء مطالب الجماهير السوريّة وبعد حتى تسربت أنباء قيام عدد من الضباط السوريين -المشكوك بتبعيتهم للناصريّة وبشراء ضمائرهم - بزيارة القاهرة من خلف ظهر الرئيس شكري القوتلي قامت الجماهير السورية تطالب بالوحدة الاندماجية الفورية بين سورية ومصر، فقام الشعب السوريّ بجميع تياراته السياسية /تقريباً/ وفئاته الاجتماعية بمسيرات تطالب بالوحدة، ومظاهرات تطالب بالاندماج الفوريّ ، فهماً حتى المدّ العاطفي في سورية ومصر والشعور القومي كان شعوراً متفاوتاً وخاصّة على الصعيد السياسي فقامت الوحدة بعد عدة أحداث ذكرت في موضوع الوحدة السورية المصريّة على تلك الأسس العاطفية ولأول مرّة في التاريخ تخرج إلى العالم دولة مبنيّة على هذا الأساس.


السبب الاقتصادي

إن أحد الأسباب البارزة لما أصاب الوحدة هوالوضع الاقتصادي المتردي في الإقليم الشمالي. فقد كانت سورية تعاني من عجز اقتصادي في الموازنة العامّة في حين كانت بعض الأوساط المصرية تعتبر الوحدة صلحاً واقياً من إفلاس محتمل فأعربت منح سوريّة مبلغ ثلاثة عشر مليون ليرة سورية ونصف وكان هذا المبلغ في واقع الأمر لقاء ما قيمته مئة ألف طن من القمح ومئة وخمس وعشرون ألف طن من الحبوب التي صدرت لمصر قبل الوحدة. كما أنه لا يخفى على أحد حتى دولة الوحدة سخرت الاقتصاد السوريّ فيما بعد لمصلحة الاقتصاد المصري فعبئت البضائع المستوردة (من أدويّة وسيّارات وأجهزة كهر بائية ومنزلية وترفيهية) بالبتر الأجنبي النادر وشحنتها إلى مصر وافتقدت تلك الأصناف في سورية بالإضافة إلى أصناف أخرى. كما حتى محاولة دمج الخطوط السورية بشركة مصر للطيران عام 1960م واستيلائها على رصيدها البالغ ستة ملايين دولار أمريكي في ذلك الوقت كانت الشركة قد ادخرتها لشراء عدد من الطائرات الأقوى من الدوغلاس التي كانت تمتلكها آنذاك، ومحاولة فرض شراء طائرات من نوع فايكونت للتوحيد مع الطراز المصري أكبر مرشد على أطماع بعض السياسيين المصريين في الاقتصاد السوري. كما حتى التاجر السوري لم يسمح له بإدخال الصناعات السورية المنافسة إلى الإقليم الجنوبي ولم يضمن له حرية التجارة على عكس التاجر المصري الذي قدمت له جميع التسهيلات ولا ننسى حتى أبرز الوظائف والمراكز الحكومية بالإقليم الشمالي كانت آنذاك بيد المصريين كما حتى القائمين على الوحدة قاموا بتحويل عدد من المشاريع المقامة أوالتي تقام لصالح الإقليم الجنوبي ومنها معمل للعتاد العسكري كان يبنى في حلب وعدد من المشاريع التنموية والاقتصادية الضرورية للإقليم الشمالي.

السبب العسكري

بدأت القيادة بعملية تصفية منظمة للضباط السوريين من خلال تصفية العناصر ذات الكفاءة –خشية قيامها بانقلاب وهوما يغرس الشك في نوايا القائمين على الوحدة لأن الجيش هوأول من ألزم الحكومة المدنية ونظام فخامة الرئيس القوتلي على الوحدة- وذلك من خلال نقلهم إلى جهات إداريّة مدنيّة وزارية أودبلوماسيّة لا يعهدون عنها شيئاً أوإحالتهم إلى التقاعد القسري أوالطوعي لقاء رواتب تقاعدية كبيرة، كما ومنعت البعثات العسكرية للتخصص في الفنون القتاليّة أواقتصرت على المحسوبين على الوحدة، أوبندب الضباط السوريين للخدمة في مصر وتكليفهم بأتفه الأمور وأبسطها مما لا يليق بهم وبرتبهم وبماضيهم، ولا ننسى تفضيل الضباط المصريين عليهم في الترفيع ومنح السلطات لهم ومحاولة إذلال بعض كبار الضباط السوريين وبالذات ممن لم يقبلوا بتلك الوحدة العاطفيّة أوالذين طالبوا بتحسين الوضع العسكري للجيش السوريّ، ولا ننسى حتى القائمين على الوحدة قد حولوا صفقات الأسلحة السورية مع السوفييت لصالحهم فمدوا بها الجيش في الإقليم الجنوبي على حساب جيش الإقليم الشمالي بدعوى طول خط الحدود مع الكيان الصهيوني الغاصب.


محاولة توطين المصريين في سوريّة

أثار أعداء الوحدة مخاوف لا أساس لها حول توطين المصريين في سورية بانادىئهم حتى الحكومة المصرية تعمل على تأمين عملية توظيف المصريين في الجيش والقوّات المسلحة من جهة ومن جهة أخرى من خلال توزيعهم على الدوائر الحكومية وتعيينهم في المراكز الهامّة في قطاعات الدولة ووزاراتها المتنوعة وخاصة تلك المستحدثة خصيصاً لهذه الغاية ولم يكن لها عمل يذكر في حين كان إدارة دفتها إلى حشود الفنيين والإداريين المصريين والخبراء الذين كانت تتحمل رواتبهم وتعويضاتهم الخزينة السورية دوناً عن الخزينة المصرية دون حتى يؤدوا أوحتىقد يكون لهم عملاً يذكر وقد بلغ وسطي ما دفع للموظفين المصريين المنتدبين في آخر سنة من الوحدة خمسين مليون ليرة سورية! كانت تحملها الخزينة السورية على شحّ مواردها وضعف امكاناتها فهماً حتى انتداب السوريين في مصر لم يكن يحدث إلا في أندر الحالات مع فرق كبير في الرواتب والتعويضات من جهة والمعاملة الرسميّة من جهة ثانية إذ كان يحسب الجنيه للموفد السوري بتسع ليرات في التحويل ويستلم جنيهات في المصرف المركزي أما المصري في سورية كان يتقاضى تسع ليرات لقاء الجنيه كتعويض في حين حتى ثمن الجنيه في السوق كان سبع ليرات سورية، أما على الصعيد الرسمي فقد شجّعت الدولة المصريين على الهجرة إلى سورية بدليل ما ورد في كتاب الجمهوريّة العربيّة المتحدة (تاريخ وحقائق-وأرقام) الصادر عن مديرية النادىية والأنباء تحت عنوان الفوائد البشرية للوحدة ما يلي:

تنبثق الوحدة من حقيقة بسيطة هي كون مصر أكثر الدول العربية سكاناً إذ يتجاوز عددهم 23.5 مليون، وكون سورية من أقلّها سكاناً بعددهم البالغ 4.5 ملايين نسمة ويكفي حتى نفهم حتى الكيل المتري المربع المسكون في مصر يضم 700 إنسان أما في سورية 50 إنسان وفي الوقت الذي تشكون منه مصر شدّة الكثافة تعاني سورية من قلّة السكان في كثير من المناطق ذات الإمكانيات الانتاحيّة الكبيرة، وهذا ما أدى لهبوط مستوى المعيشة في مصر، ونقص للقوى البشرية في سورية، وسيكون من نتاج الوحدة بينهما وضع خطة لإعادة توزيع السكان بينهما ونقلهم إلى المناطق شبه الخاليّة من سورية حيث لا توجد اليد العاملة الكافية ونضرب على ذلك مثلاً، وادي الفرات وسهول الجزيرة والغاب وبعض الأجزاء الجنوبيّة، ويساعد على هذا النقل كون بيئة الفرات والغاب مثلاً مماثلة للبيئة النهرية التي ألفها عرب مصر، وأن استيعاب أربعة ملايين إنسان في مدى ربع قرن تفرضه الضرورات الإستراتيجية والقوميّة في سورية.

الحقد الطبقي

كان من أكبر أخطاء الوحدة مسألة انتهاج المسئولين سياسة الدمج الكامل على صعيد الإقليمين وانتهاج سياسة التفريق على صعيد الداخلي في سورية من خلال التفريق بين عناصر الشعب السوري فأصدرت جملة من التشريعات التي أدت إلى اضطراب الثقة بين الحاكم والمحكوم على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي من نتيجتها تدني قسمة النقد السوري من جهة ومن جهة أخرى وقف دولاب العمل وارتفاع معدلات البطالة لأول مرة في تاريخ سورية ونشير هنا إلى قانون التأميم الذي أصدر في تموز من عام 1961م لما رافقتها من ارتجال وغموض وبلبلة واضطراب في السوق السورية، وقد دلت التقارير الرسمية حتى معدل التسريحات في الشهر في دمشق ومحافظاتها كان 150 عاملاً قبل تموز 1961 وأصبح في آب 1961 يقارب 2560 عاملاً وذلك بسبب خشية القطاعات الاقتصادية والصناعية من التأميم بسبب ضخامتها وحتى صغار الصنّاع قد بدأوا تخفيض عدد عمالهم رغم وجود النص الزاجر في المادة رقم 209 من قانون العمل، إلا حتى الكيفية التي طبق بها القانون شكك في نيات القائمين على الوحدة، وكان من أبرز المشاريع التي حاول القائمون على الوحدة من خلالها تجزيء سورية لمناطق يسهل حكمها قانون الحكم المحلي الذي طرحته القاهرة فكان أمضى تعليق عليه ما نطقه المحافظ السيد يحيى علي أديب الذي أشار في مطالعته على المشروع إلى حتى الانتداب الفرنسي أيام بسط نفوذه على سورية لم يجرؤ على تطيق نظام إداري مماثل في الحكم.

نقل الحكومة

العقيد الركن ياسين فرجاني، ابن تدمر، وقّع الرئيس عبد الناصر مرسوم تعيينه محافظاً للإسكندرية في أيلول 1961 قبل الانفصال بيومين .

كانت القاهرة مقر الحكومة الاتحادية، وتحتها حكومتي الإقليم الشمالي في دمشق والإقليم الجنوبي في القاهرة. إلا حتى أعداء الوحدة بعد الانفصال بدأ في اختلاق مسببات للانفصال منها زعمهم نقل الحكومة السورية ووزاراتها إلى القاهرة في محاولة لتحويل الإقليم السوري إلى محافظة مصرية بعد حتى كان الشعب قد منّى نفسه بإقامة الرئيس في أشهر الصيف في دمشق والشتاء في القاهرة وكذلك الأمر بالنسبة لمجلس الأمة. واتهم أعداء الوحدة حتى حكومة الوحدة لم تهجر المجال للسوريين بتسلم مناصب رفيعة في دولة الوحدة من خلال تخطيط الملاكات الجديدة في أجهزة الدولة الوليدة ومؤسساتها. ووادعوا حتى السوريين يحصلون على المناصب الثانوية أوالثالثية في تلك المنشآت مما أساء للوحدة ككل في الداخل والخارج. ففي آب عام 1961 قام عبد الناصر بإصدار قرار بتشكيل حكومة واحدة للإقليمين عيّن بموجبه عباس رضوان وزيراً للداخلية، ثم تلا ذلك القرار بقرار توحيد المخابرات بين الإقليمين وعين عبد الحميد السراج نائباً له. هذا الاتهام يتجاهل فكرة دمج المسئولين، مثل تعيين ياسين فرجاني، ابن تدمر، محافظاً لمدينة الإسكندرية.


خنق الحريات وشراء الضمائر

وذلك من خلال الكيان البوليسي الذي خلقته دولة الوحدة في سورية لأول مرة منذ الإستقلال عن العثمانيين وهوالبلاء التي ابتليت به سورية فيما بعد من خلال أنظمة تشابه في مضمونها نظام عبد الناصر وأسلوب إدارته في الحكم. فقد عاش الشعب السوري في سجن كبير حيث طبق سلاح الترغيب والترهيب في دولة كان القائم عليها عسكري هوعبد الحكيم عامر ورجل بوليس هورجل المخط الثاني عبد الحميد السراج، فمن لا يشترى سكوته عن الحق بالمال والسلطة والإغراءات الأخرى كان يشترى سكوته بإخراسه أوسجنه وتعذيبه، وسارت الدولة على سياسة التسلط واستخدمت سياط الجور والظلم وأقبية السجون وجحيمها للجم السوريين الذين لم يعهدوا النظام البوليسي في الحكم قبل الآن. وانقلب المواطنون السوريون إلى حالة من اليأس والقنوط والسلبيه لم تعهده سورية في تاريخها حتى عندما كان العثمانيون في أعتى نوبات جنونهم وحتى عندما كان الفرنسيون في أبلغ نوبات غضبهم فقد عمد المسئولون إلى تعطيل صوت الحق، ووأد الأنفة التي تحلى بها السوريون وقد افترض الحاكم المتفرد في السلطة أنه لن يجرؤ أحد على حمل صوته أمامه أوحمل رأسه ولومطالباً بحقه وقد افترض أنه في يعيش في مصر ويحكم شعباً طيباً بسيطاً كشعب مصر ولم يدرك ماهيّة قول شكري القوتلي له "إني أسلمك بلداً فيها أربعة ملايين زعيم."

الفراغ السياسي

يقول أحمد أبوالفتح: إذا قاعدة فرّق تسد هي قاعدة أساسية من القواعد التي ارتكز عليها حكم عبد الناصر فهوقد حاول من خلال فرق الهمس التنديد بحكم المشير عبد الحكيم عامر وصلاح سالم وخالد محيي الدين وسائر خصومه السياسيين) كما أنه أسقط بين الساسة السوريين وغدر بهم وأساء إليهم (من خلال مصادرة بعض أملاكهم أومراقبتهم أوتحجيم حرياتهم كما وقع مع السيد فارس الخوري) من رفاق الدرب الذي سقطوا صك الوحدة وصفّاهم مستعيناً بالسراج الذي كان يلقب بكلب جمال ، ثم سلط عبد الحكيم على السراج فأذله ورماه لا حول له ولا قوّة ثم أعاده إلى سورية لينتقم منه الشعب الذي عانى من جوره وطغيانه وليس أدّل ما قيل عن حكم عبد الناصر مما نطقه أحمد أبوالفتح (يؤمن جمال عبد الناصر حتى الكذب يمكن حتى يصبح حقيقة إذا ما تولت أجهزة النادىية ترديده على أنه حقيقة فهويعتقد حتى الشعب الذي يوضح تحت نادىية واسعة النطاق ينتهي به الأمر إلى تصديق جميع ما تردده أجهزة النادىية مهما كان ما تردده مخالفاً للحقيقة. وإن جمال ليؤمن إيماناً جازماً بالنادىية ويتصور أنها الوسيلة التي عن طريقها يستطيع حتى يقنع الناس بكل ما يريد). وتجلت عمليه التفريغ السياسي لسورية من خلال حلّ جميع الأحزاب والمنظمات السياسية في سورية في خطة نحوعملية الإفراغ السياسي التي رأى عبد الناصر أنه يمكن ملئها إعلامياً بما سماه الاتحاد القومي هذا الاتحاد الذي كان مسرحاً للمصفقين من جهة وكان مرتعاً وتكيّة للمرتزقة وللمنافقين من جهة أخرى وأصبح مركزاً لعبد الحميد السراج فيما بعد مما حدا بالمشير إرسال وحدة عسكرية سورية لإغلاق مقر الاتحاد بعدما تحول إلى بؤرة لتخريب الوحدة .

الإغتيالات وعمليات التصفيات

إن أحد أبرز مسببات الانفصال هي تلك العمليات الاستخباراتية التي قام بها عبد الناصر للتدخل في شؤون الدول المجاورة لسورية وأهمها العراق والأردن الشقيق ولبنان، فقد بثت أجهزة عبد الناصر الفرقة بين اللبنانيين لإشعال حرب أهلية أريد من خلالها تدخل للقوات المصرية للاستيلاء على لبنان، كما وبثت روح فتنة في إضرابات الموصول التي راح ضحيتها المئات من العراقيين، وكانت عمليات التسلل إلى الأردن والنسف والتخريب لمقار الحكومة الملكية الأردنية القشة التي قصمت ظهر البعير، فعزلت سورية عربياً ودولياً. دون حتى ننسى العملية التي اغتيل خلالها فرج الله الحلوالأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني على يد عبد الحميد السراج والتي أساءت للعلاقات السورية السوفييتية.

الخطر الأخلاقي

لم يشعر القائمون على الوحدة بمسؤولياتهم الكبيرة المنوطة بهم فلم يحسنوا انتداب ضباطهم وفنييهم للعمل في سورية كما لم يحسنوا اختيار أعوانهم من السوريين وخاصة الضباط ورجال المباحث والعيون فظن هؤلاء حتى البلد استبيح لهم ولم يقروا المسئولية التاريخية الملقاة على عواتقهم وأن عليهم حتى يتحلوا بمكارم الأخلاق العربية الأصيلة والقيم الدينية التي نشأنا عليها في عالمنا العربي، وقد افتضحت عدة حوادث أثارت الرأي العام في سورية كقضايا الضابط عبدوحكيم الذي اشتهر عنه اعتداؤه على الأعراض، والضابط فوزي شعيبي الذي اغتصب فتاة عنوة في سيارته.

الإصلاح

أخذت أيام شهر أيلول تمر حافلة بالإضطرابات فجمال أوفد المشير عبد الحكيم إلى سورية ونقل عبد الحميد السراج إلى القاهرة، ليستقيل عبد الحميد السراج فجأة ويبدأ المشير سلسة من الإجراءات التي تهدف إلى استئصال كتلة عبد الحميد وأنصاره من أجهزة الحكم بأنصار جدد هم موضع ثقة. وكان جهد المخلصين الغيارى على الوحدة يهجرز في إصلاح الوضع وتقويم أساليب الحكم في سورية فقد شعر هؤلاء حتى أسلوب الحكم بدا متعثراً فقد وسدت الوزارات والمصالح الحساسة إلى أيد غير أمينة ولا اختصاصية لا ترتكز إلى أي تأييد شعبي تطبيقاً لخطة تصفية الجيش من خيرة عناصره التي اتبعها المسئولون عن الوحدة فأخطاء العهد ترتكز في نقطتين أولهما هوخسارة الجيش للضباط الذين أحيلوا على التقاعد أوالذين نقلوا إلى تلك الإدارات المدنية وثانيهما هوطبع الحكم المدني بطابع عسكري بوليسي غير اختصاصي. وجرت بعض الحوادث الفردية والاحتكاكات المحليّة التي لم تكن مؤثرة على الوحدة بأي حال لكنها كانت تخلف في نفوس المواطنين غصّة ومرارة وخيبة أمل.

وقد تشكلت عدد من الحلقات التي تضم الشباب لمناقشة مسببات الانحرافات التي تعاني منها الوحدة، وأسباب تلك المشاكل وتم حملها إلى الجهات المسئولة واجتمعت الآراء بين جميع السياسيين القدامى والشباب على وجوب معالجة الأمور بالحكمة والصراحة حتى يصان وجه الوحدة، وأجريت التعديلات في أجهزة الحكم حتى كان الوزير لا يستقر في وزارته ولا يكاد يتعهد على سير العمل حتى يستبدل أوينطق، وكانت هدف جميع دعوات الإصلاح هي إلغاء الجدار بين الدولة والشعب الذي أقيم على الرعب والتهديد والجبروت المبني بطوب بوليسي متين وكانت حركات الإصلاح التي تحرك بها السياسيون السوريون هدفها الإطاحة بعبد الحميد وإرهابه. وحين أطل أيلول عام 61 كانت نذر الثورة تلوح للعيان .

الحركة والبدء بالإنقلاب

في الساعات الأولى من صباح الثامن والعشرين من أيلول صحا الناس على تبادل عيارات نارية في أنحاء متفرقة من البلد، وانبلج الصبح فإذ بدبابات ومصفحات ومجنزرات قوات البادية تحاصر الدوائر الرسمية وتتجول في الشوارع الرئيسية بدمشق.

الإذاعة استهلت برامجها ببث للقرآن الكريم، وفي حوالي الساعة السابعة والنصف صباحاً صدر البيان رقم 1 عن القيادة الثورية العربية العليا للقوات المسلحة ونصّه:

لقد قام جيشكم الذي كان دائماً وسيبقى أبداً نادىمة وطنيّة راسخة، قام للحفاظ على أرض الوطن وسلامته وحريته وكرامته، قام لإزالة الفساد والطغيان، ورد الحقوق الشرعية للشعب، واننا نعلن حتى هذه الانتفاضة لا صلة لها بشخص أوبفئة معينة، وانما هي حركة هدفها تسليم الأوضاع غير الشرعية. فيا أيها الشعب العربي، ثق بجيشك فإننا أقوياء بعون الله وبقوته.

إننا قد طرقنا على جميع باب للإصلاح قبل حتى ننفجر، فلم نجد إلا القوة سبيلاً لكي تعاد إلى الشعب حريته وللجيش كرامته. ولن نرضى بعد اليوم لراية العروبة مقراً إلا هامات النصر وهذه دماؤنا نخط بها أننا وفينا العهد وأبينا العيش إلا كراماً، والعزّة للعرب

تمرد معسكر قطنة 1961، المانشيت الرئيسي لصحيفة الأهرام غداة التمرد.

وقد شده الناس للحدث وقابلوه بالتهليل والتكبير وانفجروا بعد اليأس المرير وخرجت الجموع في الشوارع تهتف للجيش والانتفاضة محطمة جميع الشعارات التي زيفها حكم النظام المتداعي. وتتالت البلاغات فكان البيان رقم 2 يوضح مسببات الثورة والانتفاضة والبيان رقم 3 صدر للحض على المحافظة على الأخوة المصريين وحسن معاملتهم. والبيان رقم 4 القاضي بإغلاق المطارات السورية والموانئ السورية.

في تلك الأثناء كان الرئيس جمال يهدد ويتوعد في الإذاعة ويحرض الجيش العربي في سوريا على الاقتتال زاعماً حتى الانتفاضة هي حركة تمرد لبعض الضباط فاتى البيان رقم 5 معلنا نجاح الحركة في جميع أنحاء سوريا وأن الحالة هادئة ولم تقع أية حوادث بفضل تعاون الجيش والشعب في سوريا.

ثم اتى البيان رقم 6 لمنع استغلال الحركة بعد حتى قامت بعض العناصر المؤيدة للسراج بحمل صوره والسير بها في تجمعات صغيرة في الصالحية.

أما البيان رقم 7 فقد تضمن منع المظاهرات والتجمعات.

واتى البيان رقم 8 ليندد بالمنبوذين المرتزقة. ويهدد بأي محاولة لاستغلال الحركة.

وقد اتضح لاحقاً الكيفية التي قامت بها الحركة:

  1. تحركت قوات البادية تحت قيادة العقيد حيدر الكزبري من منطقة الضمير على طريق الضمير-دوما-حرستا-دمشق وهدفها استراحة المشير عبد الحكيم عامر في نهاية شارع المرجة وكان هدفها محاصرة مقره والقضاء على أي مقاومة وقامت بالإحاطة بمبنى الأركان ومن ثم قامت قوات البادية بنصب خيامها امام بناء الاركان في ساحة الامويين.
  2. تحرك اللواء المتمركز في قطنا، أقوى لواء في الجيش السوري وهولواء محمول يضم في تشكيلته الدبابات ومدفعية ميدان ومدفعية مضادة للطائرات بقيادة المقدم مهيب الهنداوي رئيس أركان لواء للإحاطة بمبنى الإذاعة والهاتف الآلي، وتأمين بعض مداخل دمشق لحماية الحركة من قوى مضادة.
  3. أصدر النحلاوي (مدير مخط المشير) أمراً بالقبض على الضباط المصريين للحيلولة دون قيامهم بحركة مضادة.
  4. الطيران السوري بقيادة العقيد موفق عصاصة كان على أهبة الاستعداد للقضاء على أي حركة مضادة.

قبل حتى تبلغ الوحدات المتحركة دمشق كانت شعبة الاستخبارات العسكرية قد فهمت بالتحرك وأخطرت المشير في استراحته فاتصل بالفريق جمال الفيصل قائد الجيش الأول وبرؤساء الشُعَب في الأركان ليتوجهوا فوراً إلى مقارهم واتصل بالوزراء العسكريون ليصلوا إلى الأركان بالترتيب وهم طعمة العودة الله، أحمد حنيدي، جادوعز الدين.

حوالي الساعة الرابعة صباحاً وصلت دبابات اللواء الأول المتحرك من قطنا لتحيط بدار الإذاعة وبمبنى الأركان وكان معهم عبد الكريم النحلاوي.

عند الفجر كانت أول الاتصالات بين الانقلابيين وبين المشير حيث كلف المشير الضابط جاسم علوان قائد اللواء المحاصر في المبنى حتى يستفسر عن أهداف الحركة. وعندما قابل النحلاوي أجابه حتى حركته تستهدف إجراء الإصلاحات في الجيش والإدارات المدنية وأنه حريص على الوحدة وعلى الاعتراف برئاسة عبد الناصر للجمهورية وبقيادة عبد الحكيم عامر كقائد عام للقوات المسلحة في الإقليمين.

وطلب النحلاوي لقاءة المشير عبد الحكيم عامر ليعرض عليه تصوراته حتى يتفقا وتعود القوات إلى الثكنات فطلب عبد الحكيم إبعاد قوات النحلاوي عن الأركان إثباتاً لحسن النية فنفذ النحلاوي ذلك فرجع إلى مسافة قريبة، لكنه طلب بعض الرهائن من عامر كضمان على عدم خيانته أثناء اللقاء فوافق المشير عبد الحكيم عامر وكانت الرهائن التي تسلمها النحلاوي هم اللواء أنور القاضي والعقيد أحمد زكي وهما مصريان.

وحينما ولج النحلاوي وقابل المشير أوضح حتى حركته لا تهدف لأي طموح انفصالي وإنما ترغب تخفيف عدد الضباط المصريين إضافة إلى إجراء عدد من التنقلات في الجيش، وطلب ترحيل جميع من اللواء أنور القاضي، العقيد أحمد علوي، العقيد أحمد زكي، العقيد محمد استنبولي رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية إلى القاهرة إضافة للوزراء العسكريين السابق ذكرهم. وقد رحل الوزراء عملاً في الساعة الثالثة من بعد ظهر اليوم واتفق الطرفان على إنهاء حالة العصيان بمجرد إتمام عملية الترحيل. وقد صدر من إذاعة دمشق البيان رقم 9 وهذا نصّه :

إن القيادة العربية الثورية للقوات المسلحة تعلن أنها لمست عناصر مخربة انتهازية ترغب الإساءة لقوميتنا العربية، فقامت بحركتها المباركة تلبية لرغبة الشعب العربي وآماله وأهدافه وعرضت قضايا الجيش وأهدافه على سيادة المشير نائب رئيس الجمهورية والقائد العام للجيش والقوات المسلحة الذي تفهم أمور الجيش على حقيقتها واتخذ الإجراءات اللازمة كلها لصالح وحدة القوات المسلحة والجمهورية العربية المتحدة. وقد عادت الأمور العسكرية إلى مجراها الطبيعي اعتماداً على ثقتها بحكمة القائد العام للقوات المسلحة وقائد الجيش الأول اللذان يحققان أهداف القوات المسلحة والجمهورية العربية المتحدة.

ولكن بعد فترة قصيرة أصدر النحلاوي البيان رقم 10 ليقوم بإلغاء تأثيرات البيان السابق حيث اتضح أنه في الساعة الخامسة والنصف عند قراءة البيان رقم 9 كان مناورة من الجانب المصري أثناء عملية إنزال في الساحل السوري ومطار حميميم وهبوط مظلي في مدنية اللاذقية وقضى البيان رقم 10 حتى القيادة الثورة العربية للقوات المسلحة تعلن للشعب العربي أنها لدى اتصالها بالمشير عبد الحكيم عامر وعدها بالقضاء على الانتهازيين والمخربين مما نادىهم لإصدار البيان رقم 9 ولكن المشير نكث عهده وحرصاً من القيادة الثورية على فوزات الشعب العربي والقومية العربية تعلن للشعب اعتبار بلاغها رقمتسعة لاغياً وهي تعلن أنها وضعت يدها على كافة الأمور وتعاهد الله والوطن على حماية سلامة الأمة وصيانة حقوقها والحفاظ على كرامتها، والقيادة الثورية لها في سعة وعي الشعب أمل بعدم السماح للمأجورين والانتهازيين حتى يندسوا بين صفوفه فالحركة من الشعب وإلى الشعب.

ثم صدر البيان رقم 11 القاضي بمنع التجول الليلي من الساعة السابعة مساءً حتى السادسة صباحاً.

وكان مصير المشير غامضاً حتى صدور البيان رقم 12 القاضي بمغادرته البلاد إلى القاهرة في الساعة الخامسة والثلث مساءً.

وكان حتى صدر البيان رقم 14 الذي يعلن انضمام حلب إلى الحركة تقديم الولاء لها بالبرقية المرسلة من قائد مركز التدريب في حلب إلى القيادة الثورية والتي كان نصها:

نبارك خطواتكم الجبارة ونحن معكم بانتظار أوامركم بغية الخلاص من جميع وضع فاسد ونحن مسيطرون على الوضع تماماً

ثم أعربت قيادة حلب انضمام القوات المتنوعة والمدرعات والمغاوير إلى الحركة وكان العمل يجري في أثناء ذلك لإعداد بيان وزاري.

ثم صدر البيان رقم 15 القاضي بإغلاق الحدود حتى إشعار آخر.

ثم صدر البيان رقم 16 الذي يتضمن شكر قوات حلب والشعب العربي السوري في حلب.

ثم صدر البيان رقم 17 القاضي بتكليف الأستاذ مأمون الكزبري بتشكيل وزارة تسند إليها إدارة شؤون البلاد وتضمن البلاغ قبول الدكتور الكزبري التكليف وأنه قد باشر اتصالاته لتشكيل الوزارة.

ثم صدر البيان رقم 18 القاضي بتخويل رئيس مجلس الوزراء الأستاذ الدكتور مأمون الكزبري سلطة إصدار المراسيم الخاصة بتسمية الوزراء وتشكيل الحكومة.

ثم صدر البيان رقم 19 القاضي بتخويل مجلس الوزراء إصدار المراسيم التشريعية خلال الفترة الانتنطقية شريطة حتى تعرض على السلطة التشريعية التي تنبثق عن الشعب بعد إجراء انتخابات حرة في أولى اجتماعاتها.

حكومة بعد الوحدة

مأمون الكزبري

وتلا ذلك كله صدور المرسوم رقم 1 القاضي بتشكيل الحكومة الانتنطقية وأذيع في ظهر يوم الجمعة في 29 أيلول عام 1961 م على الوجه التالي:

  1. الأستاذ الدكتور مأمون الكزبري: رئيس لمجلس الوزراء ووزيراً للخارجية.
  2. الأستاذ الدكتور ليون زمريا: وزيراً للمالية والتموين.
  3. الأستاذ الدكتور فرحان الجندلي: وزيرا ًللصحة والإسعاف العام.
  4. الأستاذ الدكتور عدنان القوتلي: وزيراً للداخلية.
  5. الأستاذ الدكتور عزة النص: وزيراً للتربية والتعليم والثقافة والإرشاد.
  6. الأستاذ الدكتور عوض بركات: وزيراً للإقتصاد والصناعة.
  7. المهندس أمين نظيف: وزيراً للزراعة والاصلاح الزراعي.
  8. الأستاذ أحمد محمد سلطان: وزيراً للعدل والأوقاف.
  9. الأستاذ الدكتور فؤاد العادل: وزيراً لشؤون الاجتماعية والعمل.
  10. المهندس عبد الرحمن الحورية: وزيراً للأشغال العامة والمواصلات.
  11. الدكتور نعمان الأزهري: وزيراً للتخطيط والشؤون البلدية والقروبة.

وقد لحق بالوزارة فيما بعد جميع من الأستاذ الدكتور مصطفى البارودي وزير دولة للنادىية والأنباء والإذاعة والتلفزيون، والأستاذ سعيد السيد وزيراً للإصلاح الزراعي.

وبدأت الاعترافات تتوالى على سورية بعد صدور مرسوم الحكومة، وأبلغ الأستاذ الدكتور مأمون الكزبري الهيئة العامة للأمم المتحدة بقيام الجمهورية العربية السورية كما أبلغ بذلك الدول الأعضاء وجامعة الدول العربية وأصدرت الحكومة المؤقتة عدة مراسيم أولها وأهمها حمل الفهم العربي السوري وإطلاق اسم الجمهورية العربية السورية على الدولة وإعادة العمل بالنشيد الوطني والشعار السوريين والعمل على دستور جديد.

كانت الحكومة قد وعدت الشعب على حتى تعمل على الانتنطق بالبلاد إلى الأوضاع الدستورية خلال مدة أقصاها أربعة أشهر على الأكثر.

ناظم القدسي

وبرّت الحكومة بوعدها، فأُجريت الانتخابات وأُعلن المجلس التأسيسي النيابي وكان رئيس الجمهورية الفائز هوالرئيس ناظم القدسي في ولاية تمتد لخمس سنوات وتسلم معروف الدواليبي رئاسة الحكومة في أقل من أربعة أشهر وقد أعربت حركة الثامن والعشرين من أيلول أهدافها وشعاراتها لأمة العربية جمعاء وكان نداء القيادة العربية الثورية العليا، وحكومة الجمهورية العربية السورية الموجه إلى جميع بلد عربي لتحقيق الوحدة العربية المبنية على أسس سليمة منطلقة من تجربة الوحدة السورية المصرية في سبيل بناء الوحدة العربية السياسية على نحوترتضيه الشعوب العربية جمعاء لإقامة الكيان العربي الموحد على ركائز وطيدة لا يتسرب إلى أسسها الخلل ولا تزعزعها الأحداث والنوائب. وتبع تلك الأحداث بتاريخ 6/10/1961 صدور بيان ثورة العهد الجديد الاشتراكية العربية الذي عين الخطوط العامة لسياسة الثورة. فأعيدت للعمال حقوقهم المغتصبة وأعيد العمل بقانون العمل القديم وألغي قانون التأميم والإصلاح الزراعي بقانون حديث يعوض على المتضررين من القانون القديم.

مهدت الحركة لتدخل الجيش مجدداً في الحياة العامة بل وأكثر من ذلك فهي قد جعلت من تدخل الجيش أمراً طبيعياً وخاصة في السياسة الخارجية للبلد من خلال ما سمي بمجلس الأمن القومي الذي اعتبر نفسه الآمر الناهي والذي كان المسيطر العملي على الأمور في سورية على الرغم من أنف الرئيس ناظم القدسي.

انظر أيضا

  • قائمة ضباط الإنفصال السوري
  • s:خطاب جمال عبد الناصر حول انفصال سوريا عن الجمهورية العربية المتحدة

المصادر

  • حركة القوميين العرب: النشأة - التطور - المصائر: محمد جمال الباروت
  • الناشر: المركز العربي للدراسات الإستراتيجية
  • [www.syrians4ever.com]
تاريخ النشر: 2020-06-09 10:17:23
التصنيفات: انقلابات, سياسة سوريا, تاريخ سوريا, الجمهورية العربية المتحدة

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

"الصحة" توضح تطورات إنتاج أدوية مصرية لعلاج كورونا

المصدر: الرئيس نيوز - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-17 20:31:26
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 52%

رئيسة الحكومة تستقبل رئيس هيئة الرقابة العامة للمصالح العمومية

المصدر: تونس الرقمية - تونس التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-01-17 20:33:03
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 58%

«التحالف»: بدء ضربات جوية في صنعاء استجابة للتهديد

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-17 20:33:07
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 56%

آل أحمد يحتفلون بزواج إبراهيم - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-01-17 20:28:46
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 64%

للعام الثاني على التوالي.. ليفاندوفسكي الأفضل في العالم

المصدر: صحيفة اليوم - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-01-17 20:33:02
مستوى الصحة: 35% الأهمية: 35%

مشجعو الدنمارك وفنلندا يفوزان بجائزة أفضل تشجيع لعام 2021

المصدر: صحيفة اليوم - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-01-17 20:33:07
مستوى الصحة: 33% الأهمية: 43%

إيما هايس تفوز بجائزة أفضل مدرب كرة نسائية في العالم

المصدر: صحيفة اليوم - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-01-17 20:33:11
مستوى الصحة: 37% الأهمية: 37%

الاقتصاد السعودي الأعلى نموًا بين مجموعة العشرين وفقا لمؤشر «IHS»

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-17 20:33:11
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 57%

آل ميره يستقبلون المعزين في إبراهيم - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-01-17 20:28:47
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 53%

لاميلا يفوز بجائزة بوشكاش لأفضل هدف

المصدر: جريدة الرياض - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-17 20:28:04
مستوى الصحة: 75% الأهمية: 75%

توخيل يفوز بجائزة أفضل مدرب في العالم

المصدر: صحيفة اليوم - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-01-17 20:33:14
مستوى الصحة: 31% الأهمية: 39%

فيديو| "البحوث الفلكية" يعلن موعد أول أيام رمضان 2022 فلكيًا

المصدر: الرئيس نيوز - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-17 20:31:24
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 57%

الفتح يوقع مع أيمن الخليف حتى 2025 - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-01-17 20:28:48
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 59%

المملكة تتصدر دول G20 كأعلى نمو اقتصادي في الربع الأخير لعام 2021م

المصدر: جريدة الرياض - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-17 20:28:01
مستوى الصحة: 70% الأهمية: 84%

"الحجرف" يؤكد أهمية العلاقات الخليجية - الأوروبية وتعزيز التعاون

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-17 20:33:04
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 60%

السنغالي إدوارد ميندي يفوز بجائزة أفضل حارس مرمى لعام 2021

المصدر: جريدة الرياض - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-17 20:28:19
مستوى الصحة: 61% الأهمية: 74%

pendik escort
betticket istanbulbahis
1xbetm.info betticketbet.com trwintr.com trbettr.info oslobet
Turbanli Porno lezbiyen porno
Anal Porno izle
ankara escort
تحميل تطبيق المنصة العربية