أمثولة الكهف Allegory of the Cave (وتُسمى أيضاً كهف أفلاطون أوحكاية الكهف) عرضها الفيلسوف اليوناني أفلاطون في عمله الجمهورية (514a–520a) لمقارنة "...أثر التعليم (παιδεία) وانعدامه على طبيعتنا". وهي مكتوبة كحوار بين أفلاطون وگلوكون ومفهمه سقراط، ويرويها الأخير. الأمثولة معروضة بعد أمثولة الشمس (508b–509c) وأمثولة الخط المقسم (509d–513e). الأمثولات الثلاث هم سمات تتعلق بالجدلية في نهاية الكتابين السابع والثامن (531d–534e).

وصف أفلاطون وسقراط لتجمهر للناس الذين كانوا يعيشون مربوطين إلى جدار كهف، طيلة حياتهم، لقاءين حائطاً خالي من السمات. الناس تشاهد ظلال تسقط على الجدار بسبب أشياء تمر أمام نار خلفهم، ويبدؤوا في إطلاق أسماء على تلك الظلال. وتلك الظلال تشبه نظرة السجناء للواقع، ثم يشرح أفلاطون حتى الفيلسوف مثل السجين الذي يتم تحريره من السجن ليفهم حتى الظلال على الحائط لا تمثِّل الواقع على الإطلاق حيث يمكنه إدراك الواقع الحقيقي بدلاً من مجرَّد الظلال التي يراها السجناء.

قد يحدث الرمز مرتبطاً بنظرية الأشكال لأفلاطون والتي بموجبها تمتلك الأشكال أوالأفكار بالمعنى الصريح أعلى وأهم نوع من الواقع، وليس العالم المادي المعروف لنا من خلال الإحساس. فقط فهم الأفكار تشكِّل فهم حقيقية. يُبلغ أفلاطون گلوكون حتى الأكثر تميُّزاً يجب حتى يتعلَّموا جميع العلوم وبأعلى مستوى وهوالشئ الجيِّد، ومع ذلك يجب على أولائك الذين صعدوا إلى هذا المستوى الأعلى ألَّا يبقوا هناك ولكن يجب عليهم حتى يعودوا إلى الكهف وأن يتخالطوا مع السجناء ليشاركوهم الفهم والفهم.

يحتوى عمل الجمهورية لأفلاطون على صور مماثلة لتلك التي من رمزيَّة الكهف، يعترف فيها الأفلاطون أنه قبل الفلسفة كانت روحه سجيناً حقيقيَّاً مرتبطة بجسده وأنه بدلاً من التحقيق في الواقع بشكل منضبط وسليم ييضطر إلى النظر من خلال قضبان السجن.

الأمثولة

سقراط: تخيل رجالا قبعوا في مسكن تحت الأرض على شكل كهف، تطل فتحته على النور، ويليها ممر يوصل إلى الكهف. هناك ظل هؤلاء الناس منذ نعومة أظفارهم، وقد قيدت أرجلهم وأعناقهم بأغلال، بحيث لا يستطيعون التحرك من أماكنهم، ولا رؤية أي شيء سوى ما يقع أمام أنظارهم، إذ تعوقهم الأغلال عن التلفت حولهم برؤوسهم. ومن ورائهم تضيء نار اشتعلت عن بعد في موضع عال، وبين النار والسجناء طريق مرتفع. ولتتخيل على طول هذا الطريق جدارا صغيرا، مشابها لتلك الحواجز التي نجدها في مسرج العرائس المتحركة، والتي تخفي اللاعبين وهم يعرضون ألعابهم.

گلوكون : إني لأتخيل ذلك.

سقراط: ولتتصور الآن، على طول الجدار الصغير، رجالا يحملون شتى أنوا ع الأدوات الصناعية، التي تعلوعلى الجدار. وتضم أشكالا للناس والحيوانات وغيرها، صنعت من الحجر أوالخشب أوغيرها من المواد. وطبيعي حتىقد يكون بين جملة هذه الأشكال من يتحدث ومن لا يقول شيئا.

گلوكون : إنها حقا لصورة عجيبة، تصف نوعا غريبا من السجناء.

سقراط: إنهم ليشبهوننا. ذلك أولا لأن السجناء في مسقطهم هذا لا يرون من أنفسهم ومن جيرانهم شيئا غير الظلال التي تلقيها النار على الجدار اللقاء لهم من الكهف، أليس كذلك ؟

گلوكون : وكيفقد يكون الأمر على خلاف ذلك ما داموا عاجزين طوال حياتهم عن تحريك رؤوسهم ؟

سقراط: كذلك فإنهم لا يرون من الأمور التي تمر أمامهم إلا القليل.

گلوكون : بلا جدال.

سقراط: وعلى ذلك، فإذا أمكنهم حتى يتخاطبوا، ألا تظنهم يعتقدون حتى حدثاتهم لا تشير إلا إلى ما يرونه من الظلال ؟

گلوكون : هذا ضروري.

سقراط: وإذا كان هناك أيضا صدى يتردد من الجدار اللقاء لهم، فهلا يظنون، حدثا تحدث أحد الذين يمرون من ورائهم، حتى الصوت آت من الظل البادي أمامهم ؟

گلوكون : بلا شك.

سقراط: فهؤلاء السجناء إذن لا يعهدون من الحقيقة في جميع شيء إلا الأمور المصنوعة.

گلوكون : لا مفر من ذلك.

سقراط: فلتتأمل الآن ما الذي سيحدث بالطبيعة إذا حملنا عنهم قيودهم وشفيناهم من جهلهم. فلنفرض أننا أطلقنا سراح واحد من هؤلاء السجناء، وأرغمناه على حتى ينهض فجأة، ويدير رأسه، ويسير رافعا عينيه نحوالنور.

عندئذ تكون جميع حركة من هذه الحركات مؤلمة له، وسوف ينبهر إلى حد يعجز معه عن رؤية الأمور التي كان يرى ظلا لها من قبل. فما الذي تظنه سيقول، إذا أنبأه أحد بأن ما كان يراه من قبل وهم باطل، وأن رؤيته الآن أدق، لأنه أقرب إلى الحقيقة، ومتجه صوب أشياء أكثر حقيقة ،يا ترى؟ ولنفرض أيضا أننا أريناه مختلف الأمور التي تمر أمامه، ودفعناه تحت إلحاح أسئلتنا إلى حتى يذكر لنا ما هي. ألا تظنه سيشعر بالحيرة، ويعتقد حتى الأمور التي كان يراها من قبل أقرب إلى الحقيقة من تلك التي نريها له الآن ؟

گلوكون : إنها ستبدوأقرب كثيرا إلى الحقيقة.

سقراط: وإذا أرغمناه على حتى ينظر إلى نفس الضوء المنبعث عن النار، ألا تظن حتى عينيه ستؤلمانه، وأنه سيحاول الهرب والعودة إلى الأمور التي يمكنه رؤيتها بسهولة. والتي يظن أنها أوضح بالعمل من تلك التي نريه إياها الآن ؟

گلوكون : أعتقد ذلك.

سقراط: وإذا ما اقتدناه رغما عنه ومضينا به في الطريق الصاعد الوعر، فلا نهجره حتى يقابل ضوء الشمس، ألا تظنه سيتألم وسيثور لأنه اقتيد على هذا النحو، بحيث أنه حالما يصل إلى النور تنبهر عيناه من وهجه إلى حد لا يستطيع معه حتى يرى أي شيء مما تسميه الآن أشياء حقيقية ؟

گلوكون : إنه لن يستطيع ذلك، على الأقل في بداية الأمر. فاستطردت قائلا: إنه يحتاج، في الواقع، إلى التعود تدريجيا قبل حتى يرى الأمور في ذلك العالم الأعلى. ففي البدايةقد يكون أسهل الأمور حتى يرى الظلال، ثم صور الناس وبقية الأمور منعكسة على صفحة الماء، ثم الأمور ذاتها. وبعد ذلك يستطيع حتى يحمل عينيه إلى نور النجوم والقمر، فيكون تأمل الأجرام السماوية وقبة السماء ذاتها في الليل أيسر له من تأمل الشمس ووهجها في النهار.

گلوكون : بلا شك.

سقراط: وآخر ما يستطيع حتى يتطلع إليه هوالشمس، لا منعكسة على صفحة الماء، أوعلى جسم آخر، بل كما هي ذاتها، وفي موضعها الخاص.

گلوكون : هذا ضروري.

سقراط: وبعد ذلك، سيبدأ في استنتاج حتى الشمس هي أصل الفصول والسنين، وأنها تتحكم في جميع ما في العالم المنظور، وأنها، بمعنى ما، علة جميع ما كان يراه هوورفاقه في الكهف.

گلوكون : الواقع حتى هذا ما سينتهي إليه بعد جميع هذه التجارب. سقراط: فإذا ما عاد بذاكرته بعد ذلك إلى مسكنه القديم، وما كان فيه من حكمة، وإلى رفاقه السجناء، ألا تظنه سيغتبط لذلك التغير الذي طرأ عليه، ويرثي لحالهم ؟

گلوكون : بكل تأكيد.

سقراط: فإذا ما كانت لديهم عادة إضفاء مظاهر الشرف والتكرم على بعضهم البعض، ومنح جوائز لصاحب أقوى عينين ترى الظلال العابرة، وأقوى ذاكرة تستعيد الترتيب الذي تتعاقب به أوتقترن في ظهورها، بحيثقد يكون تبعا لذلك أقدرهم على حتى يستنتج أيها القادم، أتظن حتى صاحبنا هذا تتملكه رغبة في هذه الجوائز، أوأنه سيحسد من اكتملت لهم ألقاب الشرف ومظاهر القوة بين أولئك السجناء ،يا ترى؟ ألن يشعر بما شعر به أخيل عند هوميروس، من أنه يّفضل ألف مرة حتىقد يكون على الأرض مجرد خادم أجير عند فلاج فقير وحتى يتحمل جميع الشرور الممكنة، ولا يعود إلى أوهامه القديمة أوالعيش كما كان يعيش من قبل ؟

گلوكون : إني أوافقك على رأيك هذا، فخير له حتى يتحمل أي شيء من حتى يعود إلى تلك الحياة.

سقراط: فلتتصور أيضا ماذا يحدث لوعاد صاحبنا واحتل مكانه القديم في الكهف، ألن تنطفئ عيناه من الظلمة حين يعود فجأة من الشمس.

گلوكون : بالتأكيد.

سقراط: فإذا كان عليه حتى يحكم على هذه الظلال من جديد، وحتى ينافس السجناء الذين لم يتحرروا من أغلالهم قط، في الوقت الذي تكون عيناه فيه مازالت معتمة زائغة، وقبل حتى تعتاد الظلمة، وهوأمر يحتاج إلى بعض الوقت، ألن يسخروا منه، ويقولوا إنه لم يصعد إلى أعلى إلا لكي يفسد أبصاره، وإن الصعود أمر لا يستحق منا عناء التفكير فيه ،يا ترى؟ فإذا ما حاول أحد حتى يحررهم من أغلالهم. ويقودهم إلى أعلى، واستطاعوا حتى يضعوا أيديهم عليه، ألن يجهروا عليه بالعمل ؟

گلوكون : أجل بالتأكيد.

والآن، عملينا، يا عزيزي گلوكون ، حتى نطبق جميع تفاصيل هذه الصورة على تحليلنا السابق. فالسجن يقابل العالم المنظور، ووهج النار الذي كان ينير السجن يناظر ضوء الشمس، أما رحلة الصعود لرؤية الأمور في العالم الأعلى فتمثل صعود النفس إلى العالم المعقول. فإذا تصورت هذا فلن تخطى فهم فكرتي، مادام هذا ما ترغب حتى تعهده. ولست أدري إذا كانت فكرتي هذه سليمة أم لا، ولكن هذا ما يظهر لي على أية حال، فاخرما يدرك في العالم المعقول بعد عناء شديد هومثال الخير، ولكن المرء ما حتى يدركه، حتى يستنتج حتما انه علة جميع ما خير وجميل في الأمور جميعا، وأنه في العالم المنظور هوخالق النور وموزعه، وفي العالم المعقول هومصدر الحقيقة والعقل. فبدون تأمل هذا المثال لا يستطيع أحد حتى يسلك بحكمة، لا في حياته الخاصة ولا في شؤون الدولة.

عن كتابه: " الجمهورية " - الكتاب السابع

تأثيرها

• Evolutionary biologist Jeremy Griffith's book A Species In Denial includes the chapter Deciphering Plato’s Cave Allegory.

• Journalist Chris Hedges' book Empire of Illusion: The End of Literacy and the Triumph of Spectacle refers to Plato's analogy in the chapter "The Illusion of Literacy".

انظر أيضاً

• Archetype
• Analogy of the Sun
• Analogy of the Divided Line
• Form
• Intelligibility (philosophy)
• The Form of the Good
• Nous
• Plato's Republic in popular culture

الهامش

وصلات خارجية

نطقب:Wikisource2

مشاع الفهم فيه ميديا متعلقة بموضوع Allegory of the cave.

• أمثولة الكهف لأفلاطون at PhilPapers
• Animated video of Plato's Cave
• Animated interpretation of Plato's Allegory of the Cave
• Plato: The Republic at Project Gutenberg
• Plato: The Allegory of the Cave, from The Republic at University of Washington – Faculty
• Plato: Book VII of The Republic, Allegory of the Cave at Shippensburg University
• Plato - Allegory of the Cave (animated) at YouTube
• Allegory of the Cave - Plato at YouTube