محمد الدغباجي
| ساهم بشكل رئيسي في تحرير هذا الموضوع |
| محمد الدغباجي | |
|---|---|
|
محمد الدغباجي إثر إعتنطقه.
| |
| وُلـِد |
محمد بن صالح الزغباني الخريجي 1885 الحامة، تونس |
| توفي | 1 مارس 1924 |
سبب الوفاة |
إعدام رمياً بالرصاص |
| مبعث الشهرة | مقاومة المستعمر الفرنسي في تونس والإيطالي في ليبيا |
محمد الدغباجي أومحمد بن صالح الزغباني الخريجي وكنيته الدغباجي (1885-1924) مناضل تونسي، آمن بالنضال المشهجر في الدول الإسلامية. تزعم الكثير من التنظيمات الجهادية التي قاومت الاستعمار الفرنسي والإيطالي. مثل بين 1918 و1924 أسطورة حية في البلاد التونسية بعد عمليات عسكرية ناجحة ضد المستعمرين، وفي مايو1922 قبض عليه في ليبيا من طرف الجيش الإيطالي وسلم إلى القوات المحتلة الفرنسية وحكم عليه بالاعدام في 27 أفريل 1921. وتم تطبيق الحكم في 1 مارس 1924 في الحامة أمام أعين أهله.
سيرته
ولد الدغباجي في مدينة الحامة من ولاية قابس، واستقر ذكره بالوجدان الشعبي فغناه، وخلد وقائع كفاحه، ثم لما توفي بكاه ورثاه. كان الدغباجي منذ الصغر يستشعر حقدا خاصا ضدّ الدخيل الجاثم على بلاده، شأنه شأن الكثيرين من أبناء الجنوب، وسائر أبناء تونس، الذين أبودوما حتى يرضخوا للحكم المركزي المجسّم في المظالم، فرفضوا التجنيد في الجيش المستعمر، وثاروا وتمردوا.
لم يكن الدغباجي مخططا سياسيا ولا منظرا أومستهديا بنظرية ثورية، يحسب للمعارك جميع حسابها. ولم يكن منظرا للواقعية والعقلانية، كما يعمل بعض أشباه مثقفينا اليوم. كان فقط ثائرا ومثالا للفدائي الذائد عن العزّة والكرامة.
عندما بلغ الثانية والعشرين أجبرته الحاجة والحرمان على قبول التجنيد، وذلك سنة 1907 حتى 1913. في تلك الفترة كانت تصل الجنوب أنباء فوزات الأشقاء الليبيين على الطليان، فتثير الحمية، وتبعث النخوة، وتؤجج مشاعر التعلق بالكرامة. وبلغت أخبار المواقف البطولية لقادة المقاومة الطرابلسية مسامع الدغباجي، وخاصة منهم خليفة بن عسكر النالوتي.
تحركت فيه مشاعر الرجولة، وبدأ يفكر في الفرار من الجندية، في الوقت الذي كانت فيه فرنسا مشغولة بالحرب العالمية الأولى. لم يتردد الدغباجي طويلا، إذ فر من المعسكر الفرنسي بذهيبة في تطاوين)، والتحق بصفوف المقاومة مع خمسة من رفاقه. شارك في بداية نشاطه في مهاجمة الحصون الفرنسية بالحدود كجندي بسيط، لكنه اشتهر بإقدامه، وبحسن رمايته، فنال حظوة خاصة عند قائده النالوتي. بيد حتى بطولاته لم تتأكد إلا بداية من سنة 1918.
جهاده
صمّم الشاب الدغباجي على كيل الصاع صاعين للمستعمر الفرنسي، فكوّن مجموعة فدائية عادت خلسة عبر التراب الليبي. وتناه إلى مسامع الفرنسيين أخبار الدغباجي، فعزموا على مطاردته، والمطالبة برأسه، خاصة بعد حادثة "الزلوزة" (01/01/1920)، التي اغتال فيها عدد من أعضاء الديوانة الفرنسيين. وقد أشبع المستعمرون بني زيد وأهالي الدغباجي ألوانا من التنكيل الانتقامي، حيث عمدوا إلى ردم الآبار والمواجل لبتر الماء عن المقاومين، ونقلوا الأهالي مع حيواناتهم إلى الحامة. فوضعوا الرجال في السجون، والنساء في محتشد خاص. وأجبر السكان على حمل السلاح لمطاردة المقاومين، بقيادة العميل المسمى "عماربن عبد الله بن سعيد"، الذي وعدته السلطات الاستعمارية بمنصب خليفة الحامة.
وقد حاول هذ العميل استدراج الدغباجي، ولكنه تفطن للمكيدة فبعث له رسالة بتاريخ (16/02/1920) يقول فيها "أنتم تطلبون منا الرجوع إلى ديارنا لكن ألسنا في دريارنا،يا ترى؟ إنه لم يطردنا منها أحد، فحركتنا تمتد من فاس إلى مصراتة، وليس هناك أحد يستطيع إيقافنا.. ونقسم على أننا لولم نكن ننتظر ساعة الخلاص لأحرقنا جميع شيء، والسلام من جميع جنود الجهاد". وتثبت هذه الرسالة الأبعاد، التي كانت تعبئ الدغباجي وأمثاله بروح المقاومة، وهي الأبعاد الوحدوية والجهادية الرافضة للاستغلال والظلم، وتعبر عن روح التحدي لقوة الاستعمار وبطشه.
وقد نجح الدغباجي عملا في إشعال معارك عديدة في الجنوب التونسي أهمها معركة "خنقة عيشة"، و"المحفورة"، وواقعة "المغذية" من ولاية صفاقس، والتي قابل فيها وهوفي قلة من رفاقه قوات المستعمر تعد حوالي 300 نفرا، ونجا خلالها بمساعدة بني عمّه، مما جعل السلطة الاستعمارية تسلّط ضدّهم عقابا شديدا. وكذلك واقعة "الجلبانية"، التي كاد يسقط أثناءها ثانية بين أيدي القوات الاستعمارية وهوجريح.
اعتنطقه واعدامه
في مايو1922 قبض عليه في ليبيا من طرف الجيش الايطالي وسلم إلى القوات المحتلة الفرنسية وحكم عليه بالاعدام في مارس 1924 وتم تطبيق الحكم في ماي 1924 في مدينة الحامة أمام أعين أهله.
وفي غرّة مارس 1924 اقتيد البطل إلى ساحة سوق البلدة حيث أعدم. ويروى أنه رفض العصابة، التي تقدم بها نحوه ضابط فرنسي ليضعها على عينيه، رفضها ساخرا من الموت. ويروى حتى زوجة أبيه زغردت لهذا المشهد، وهتفت عاليا، مباركة شجاعته والشرف الذي نالها منه، وأنه أجابها وهويبتسم "لا تخشي علي يا أمي فإني لا أخاف رصاص الأعداء، ولا أجزع من الموت في سبيل عزّة وطني..الله أكبر ولله الحمد.."
إلى غير ذلك بقيت قصّة الدغباجي شفوية تتردد على الألسن:
|
|
||
| جوخمسة يقصوا في الجرة | وملك الموت يراجي | |
| ولحقوا مولى العركة المرة | المشهور الدغباجي | |
|
|
||
| فزعوا خمسة بربايعهم | تايجيبوا الفلاَّقَة | |
| مخزن مطماطة ينجِّيهم | لثرنهم بنداقة | |
| الكيلاني يتحلَّف فيهم | بحلالة وطلاقه | |
| الدَّالة الفلاَّقة نمحيهم | في واسع رقراقة | |
| ضربوا الخمسة وحبوا إيديهم | زفُّوا زفْ تلاقى | |
| كذب الوسعة يقصر بيهم | زي هدير الناقة | |
| تاوان يتلاقوا يقضيهم | بوسربة شلهاقة | |
| زي الذيب يمزِّل فيهم | ويلالي ويهاجي | |
| كان التل يخبَّر بيهم | وجواب البسطاجي. | |
|
|
||
| فزعوا حمسة فوق حصُنَّة | من مخزن مطماطة | |
| ونطقوا هاهي الجرة منا | وجَوا في اوّل شوَّاطة | |
| الدَّغباجي قاعد يستنّى | طاح لهم وتواطى | |
| فيده ستوتي يلدغ سِمَّه | دار فيهم شاماطة | |
| صُبْعَه والقرَّاص يلمَّه | يعجل ما يتناطى | |
| واللي ينُوشَه يا ويل أمَّه | فاح قتار اشياطه | |
| يجي مرمي مصبوغ بدمَّه | سِمْ منحَّس لاطه | |
| مسَرْجِي بيت النار بضمَّه | وشُغْل الحربي ساجي | |
| ومولاها كبير آصل وهمة | وعنده الكيف مقاجي | |
|
|
||
| نهار الخمسة لحقوا خمسة | وللهم حامي ربِّي | |
| صباح إلْ ما زرقتشي شمسه | اللي يقتُل ما يدِّي | |
| يا لاحق مكناتك همشة | ظنِّي فيك مغدِّي | |
| اللي يصبح منكُمْ ما يمْسَى | الدغباجي متنبي | |
| سرجاها بستوتي نَمْشَه | لقداهم متفاجي | |
| معاها يتحدث بالرَّمْشَة | ويحكم بالكِفاجي | |
|
|
||
| جوخمسة يقصُّوا في الجرة | وملك الموت معاهم | |
| راميهم شيطان بشرَّه | على تبزيع دماهم | |
| قِرْحوا يحسابوها غِرَّه | يتبشروا بملقاهم | |
| وقت ان شبح العين تعرَّى | تَكـُّوا الخيل قداهم | |
| والدغباجي فيده حُرَّة | يسربيلهم في عشاهم | |
| سرجاها وخرجت عل برَّة | في المِلهاد اخذاهم | |
| دوَّفْهم كيسان المُرة | موش من القهواجي | |
| الخمسة درجحهُمْ في مرة | لا من روَّح ناجي. | |
| جوخمسة يقصوا في الجرة | وملك الموت يراجي | |
| ولحقوا مولى العركة المرة | المشهور الدغباجي | |
انظر أيضاً
- الاحتلال الفرنسي لتونس
مرئيات
| فيلم وثائقي عن مسيرة محمد الدغباجي. |
- ^ لكي لا ننسى : محمد بن صالح الدغباجي 1885-1924 Archivedعشرة July 2017[Date mismatch] at the Wayback Machine.
- ^ محمد الدغباجي: 1885-1925 جوخمسة يقصّوا في الجرة وملك الموت يراجي, 26 أكتوبر 2008 Archived 31 December 2012[Date mismatch] at the Wayback Machine.
