يوهان كريستوف گوتشد
يوهان كريستوف گوتشد Johann Christoph Gottsched | |
---|---|
يوهان كريستوف گوتشد
| |
وُلـِد |
يوديتن، پروسيا |
2 فبراير 1700
توفي | 12 ديسمبر 1766 لايپزيگ، ألمانيا |
(عن عمر 66 عاماً)
يوهان كريستوف گوتشد Johann Christoph Gottsched مصلح وناقد ومنظّر مسرحي ومترجم ألماني. ولد في بلدة يوديتّنكيرشِن Judittenkirchen قرب كونيگزبرگ Königsberg وتوفي في لايپزيگ، وكان والده واعظاً كنسياً. يعد گوتشد أبرز محرر في عصر التنوير Aufklärug الألماني قبل لِسينگ، فقد كان سيد الساحة الأدبية في المنطقة الناطقة بالألمانية ما بين 1730-1740، كما أصدر أعمال الفيلسوف لايبنيتس Leibniz عام 1744، ومسرحيات زوجته لويزه گوتشد Luise Gottsched عام 1763، وهي مسرحيات اجتماعية ناقدة ذات طابع كوميدي كان لها كبير الأثر في تطوير الحركة المسرحية وفي تعرية النفاق الديني والاجتماعي في تلك الفترة. كما ترجم أعمال عدد من أدباء التنوير الفرنسي وفلاسفته من مثل فونتِنيل Fontenelle وراسين Racine وبايل Bayle وإلڤيتيوس Helvetius إلى جانب الإغريقيين لقيانوس السمسياطي Lukianos وتالِس Thales، مما سرّع في إنضاج الفكر التنويري في ألمانيا وفي نهوض البرجوازية قوة فاعلة.
حياته
بدأ منذ عام 1714 بدراسة اللاهوت في كونيگزبرگ، ثم تحول إلى اللغات والفلسفة، وحصل على درجة الماجستير عام 1723، ليهرب من فوره إلى لايبزيگ من وجه ضباط التجنيد حتى عام 1724، حين حصل على العفووبدأ يلقي في الجامعة محاضرات خاصة في الفلسفة والأدب. ولكونه غير مقيد بعلاقات وظيفةٍ رسمية ويمثل شريحة المثقفين البرجوازيين الشباب فقد دعم بين 1725 ونهاية الثلاثينيات مشروعات ثقافية تلبي حاجات القراء وطموحاتهم، مما بوّأه مكانة متميزة في ألمانيا بأسرها في سنوات قليلة؛ فصار في عام 1727 رئيس «جمعية أصدقاء الآداب التيوتونية» (أي الجرمانية) Societas Philoteutonica- Poetica التي حوّلها حسب نموذج الأكاديمية الفرنسية إلى «الجمعية الألمانية» Deutsche Gesellschaft. كما أصدر في الوقت نفسه المجلتين الأخلاقيتين الأسبوعيتين «اللائمات الحكيمات» Die vernünftigen Tadlerinnen بين (1725-1726) و«الرجل المستقيم» Der Biedermann بين (1727-1729)، وبدأ منذ عام 1726 بحركة إصلاح المسرح الألماني بهدف تربية البرجوازية وتنويرها، بالتعاون مع الفرقة المسرحية التي تديرها الممثلة الشهيرة آنئذ كارولينا نويبر Karolina Neuber. وكان من أوائل أهدافه إبعاد شخصية المهرج الشعبي هانس ڤورست Hans Wurst عن خشبات المسارح، وهوما أخذه عليه لسنگ لاحقاً بعَدِّه المهرج الشعبي لسان حال الشعب الناقد الساخر. وفي عام 1730 صار گوتشد أستاذاً فوق العادة في جامعة لايپزيگ، وبعد أربع سنوات صار أستاذاً بكرسي للدراسات الأدبية، وتبوأ منصب رئاسة الجامعة خمس مرات في حياته.
أنجز جوتشد الركائز الأساسية لجماليات الفترة المبكرة من حركة عصر التنوير الألماني، وذلك بوضعه الوظيفة التربوية للفن في أول مهمات الحركة، وبتوجيهه الأدب والمسرح معاً لتحقيق هذه المهمة. وركز اهتمامه في المقام الأول على تطوير الدراما الألمانية التي رأى وظيفتها في تربية المواطن وتعليمه عقلانياً. ولكي يقابل الفوضى السائدة في ميدان المسرح عامة، ولاسيما على صعيد العروض (الكرنڤالات) المسرحية الموسمية الرسمية، أوجد أدباً مسرحياً ألمانياً جديداً موازياً لمثاله الفرنسي الكلاسيكي ليليق بالمواطن الألماني. فقدم مع فرقة كارولينا نويبر عروضاً تتقيد بقانون الوحدات الثلاث (الموضوع والزمان والمكان) حرفياً، مقتدياً بجماليات مسرحيات كورنـِيْ وراسين المستمدة من أرسطوفي كتابه «فن الشعر»، ومن معاصرهما بوالوBoileau الذي وضع القواعد الجمالية لمسرح البلاط الفرنسي في القرن السابع عشر. وبذلك أوجد گوتشد الأرضية الملائمة لولادة الدراما الكلاسيكية الألمانية في القرن الثامن عشر، التي بنى عليها لسينگ لاحقاً مسرحه البرجوازي على صعيد المأساة والملهاة، مخلّصاً جهود گوتشد من شوائبها البلاطية كافة، ومن أحادية توجهها، وذلك باستلهام المسرح الإنگليزي الإليزابثي المتحرر من القيود والقواعد الكلاسيكية. ومن المنطلق نفسه جهد گوتشد ليُحِل الملهاة الراقية الناقدة محل التهريج الشعبي المبتذل، بهدف حتى تكون الملهاة أيضاً تربوية بغرض الإصلاح والتهذيب. وقد صاغ گوتشد أسس حركته الإصلاحية في كتابه الشهير «محاولة لإيجاد فن أدبي نقدي للألمان»Versuch einer kritischen Dichtkunst vor die Deutschen عام (1730).
وإلى جانب ذلك اختار گوتشد وترجم مجموعة من المسرحيات الفرنسية التي عدّها قدوة للمسرح الألماني القومي الجديد، ونشرها تحت عنوان «نماذج للمسرح الألماني مختارة حسب قواعد قدامى اليونانيين والرومان» Die deutsche Schaubuhne, nach den Regeln der alten Griechen und Romern eingerichtet في ستة مجلدات بين (1741-1745).
أما مسرحيته الوحيدة «كاتومحتضراً» Der sterbende Cato عام (1732) فكانت أول مأساة ألمانية حسب الأصول الأرسطية، قدمها لتكون نموذجاً يُقتدى به من قبل الكتاب الشباب، وتقع أحداثها المتشابكة في روما في عهد يوليوس قيصر. إلاّ حتى مثلب إصلاح گوتشد يكمن في إصراره على فصل الأنواع المسرحية حسب التراتبية الطبقية، فالمأساة للملوك والأشراف، والملهاة لسائر شرائح الشعب، مما حدّ من دوام تأثير آرائه في البرجوازية الصاعدة. إلاّ حتى جهود گوتشد لم تقتصر على المـسرح والأدب، بل امتدت إلى اللغة، ففي كتابه «التأسـيس لـفن لغـوي ألماني» Grundlegung einer deutschen Sprachkunst عـام (1748) نادى إلى توحيد اللغة الفصحى في أنحاء ألمانيا كافة.
المصادر
- تحوي هذه الموضوعة معلومات مترجمة من الطبعة الحادية عشرة لدائرة المعارف البريطانية لسنة 1911 وهي الآن من ضمن الملكية العامة.