اتفاقية لوكسمبورگ

عودة للموسوعة

اتفاقية لوكسمبورگ

مظاهرة في 1952 في إسرائيل ضد أي صفقة مع ألمانيا. وعلى المنصة يقف مناحم بيگن. اللافتة تقول: "شرفنا لن يباع بمال؛ دماؤنا لن تُغتفر ببضائع. سنمحوالعار!".
عربة قطار في القدس من صناعة ماشينن‌فابريك إسلنگن، كجزء من اتفاقية التعويضات مع ألمانيا.

اتفاقية دفع التعويضات بالألمانية: Wiedergutmachung؛ اتفاقية دفع التعويضات (بالعبرية: הסכם השילומים) أواتفاقية لوكسمبورگ (بالألمانية: Luxemburger Abkommen) هي اتفاقية بين دولة إسرائيل وجمهورية ألمانيا الاتحادية تم التوقيع عليها في سبتمبر 1952 والتزمت ألمانيا فيها بدفع تعويضات لليهود الناجين من الهولوكوست ولدولة إسرائيل باعتبارها الدولة التي ترث حقوق الضحايا اليهود والتي تعتني بتأهيل أغلبية الناجين اليهود. في إطار هذه الاتفاقية دفعت جمهورية ألمانيا الاتحادية لدولة إسرائيل ما يقدر بـ ثلاثة مليارات مارك ألماني غربي في غضون 12 عاما ما بين عام 1953 و1965، كذلك التزمت حكومة ألمانية بدفع معاش شهري لكل يهودي أينما كان، إذا أثبت تعرضه لمطاردة الحكم النازي في أوروبا منذ 1933 وحتى نهاية الحرب العالمية الثانية.

حينما سقطت الاتفاقية كانت الجمهورية الاتحادية مكونة من محافظات ألمانيا الغربية فقط، ولذلك نصت الاتفاقية على دفع ثلثين من مبلغ التعويضات، بينما ألقيت مسؤولية دفع الثلث الباقي على الجمهورية الألمانية الديمقراطية، أي ألمانيا الشرقية. ولم يتم دفع باقي المبلغ إلا بعد إعادة توحيد ألمانيا في 1991 إذ رفضت ألمانيا الشرقية الانضمام إلى الاتفاقية.

أثارت الاتفاقية معارضة شديدة في إسرائيل خاصة من قبل الحركات الصهيونية اليمينية برئاسة مناحيم بيگن، والتي اعتبرتها تحقيرا لذكر ضحايا النازية. أما الحكومة الإسرائيلية برئاسة داڤيد بن گوريون فبررت الاتفاقية بالوضع الاقتصادي الخطير الذي تعرضت له إسرائيل في السنوات الأولى بعد تأسيسها وبضرورة تحسين مستوى حياة الناجين اليهود. من الناحية الدولية فتحت الاتفاقية الباب أمام تطبيع العلاقات بين ألمانيا الغربية وإسرائيل، ويسرت على ألمانيا استعادة مكانتها في المجتمع الدولي.

تاريخ

بعد استسلام ألمانيا في 1945 قدم حاييم ڤايتسمان رئيس الاتحاد الصهيوني العالمي استنادىءا لدول الحلفاء باسم الشعب اليهودي طلب فيه دفع التعويضات لقاء ممتلكات اليهود ضحايا الإبادة النازية. كان هذا الاستنادىء واحدا من الاستنادىءات الكثيرة التي قدمتها الدول التي احتلها الجيش الألماني ضمن الحرب، غير حتى فايتسمان قدم طلبه قبل تأسيس دولة إسرائيل باسم شعب وليس باسم دولة. لذلك رفضت دول الحلفاء قبوله.

في مايو1948 تأسست دولة إسرائيل وفي 1949 تأسست دولتين ألمانيتين جديدتين: جمهورية ألمانيا الاتحادية في المناطق التي لفتها جميع من الولايات المتحدة، بريطانيا وفرنسا، وجمهورية ألمانيا الديمقراطية في المنطقة التي لفها الاتحاد السوڤيتي. في ذلك الحين واصلت المؤسسات اليهودية في أنحاء العالم المقاطعة التي بدأت عندما تولى الحزب النازي السلطة في ألمانيا. أما دولة إسرائيل فتبنت في سنواتها الأولى سياسة مضادة لألمانيا ولكنها اكتفت بتعبيرها بشكل رمزي حيث امتنعت من عرض الرموز الألمانية وطبعت في جوازات السفر الإسرائيلية ملاحظة: "صالح في جميع مكان ما عدا ألمانيا" (من أراد زيارة ألمانيا كان عليه طلب الموظف المصدر لجواز السفر حذف حدثات "ما عدا ألمانيا").

مع ذلك سعت إسرائيل الاندماج في كتلة الدول الغربية التي أصبحت ألمانيا الغربية بعجلة جزءاً لا يتجزأ منه. على سبيل المثال، في 1951 انضمت ألمانيا الغربية إلى مجلس أوروبا، وفي 1955 انضمت إلى تحالف ناتو. من ناحية أخرى، عانت إسرائيل في بداية الخمسينات من عوز مالي خطير حيث اضطرت على فرض نظام التقنين في بيع المواد الغذائية والوقود. نبعت هذه الحالة الاقتصادية من حالة الحرب المستمرة بين إسرائيل والدول المجاورة لها ومن استيعاب حوالي 700 ألف مهاجر، معظمهم من اللاجئين اليهود في أوروبا، ولكن بعضهم من المجتمعات اليهودية في اليمن والعراق.

في 1950 قررت الحكومة الإسرائيلية مبادرة التفاوض مع ألمانيا الغربية لمطالبة التعويضات الشخصية للناجين من المطاردة النازية والتعويضات العامة لإسرائيل كممثلة لشعب اليهودي. في الفترة الأولى لتحقيق القرار امتنعت الحكومة الإسرائيلية من التوجه المباشر لحكومة ألمانيا الغربية وبدلا من ذلك توجهت إلى دول الحلفاء سابقا. ردت حكومات جميع من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا بأنها لا تستطيع فرض دفع أكثر من التعويضات على ألمانيا، بينما امتنع الاتحاد السوفياتي من الجواب. عقب هذا الرد أمر رئيس الوزراء الإسرائيلي دافيد بن غوريون التوجه المباشر إلى الحكومة الألمانية بشكل سري إذ كان هذا التفاوض أمرا مثيرا للجدل داخل إسرائيل.

في اجتماع سري بين موظفين إسرائيليين والمستشار الألماني كونراد أدناور في أبريل 1951 وافق أديناور مبدئيا على الاعتراف بمسؤولية ألمانيا عن جرائم ضد الشعب اليهودي في الحرب العالمية الثانية وعلى دفع التعويضات. في سبتمبر 1951 ألقى أديناور خطابا في البوندستاگ (البرلمان الألماني الاتحادي) أعرب فيه اعتراف ألمانيا بمسؤوليتها لمأساة اليهود. أقر البوندستاج الإعلان وفتح الباب أمام مفاوضات رسمية مع إسرائيل. في نوفمبر من هذا العام نادى ناحوم گولدمان رئيس الوكالة اليهودية والمؤتمر اليهودي العالمي 23 منظمة يهودية في أنحاء العالم إلى مؤتمر خاص حيث أقيمت "لجنة المطالبات" (بالعبرية: ועידת התביעות بالإنكليزية: Claim Conference) التي لفت المفاوضات مع الحكومة الألمانية باسم المنظمات اليهودية ودولة إسرائيل.

فيعشرة سبتمبر 1952، بعدستة أسهر من المفاوضات، اتفق الجانبان على سلسلة من البروتوكولات والاتفاقيات التي نصت على تشكيل جهاز قانوني وإداري لدفع التعويضات.


المعارضة للاتفاقية في إسرائيل

بدأت الاحتجاجات ضد الاتفاقية منذ كشف النقاب عن المفاوضات بشأنها في نهاية 1951 وبلغت منتهاها فيسبعة يناير 1952 عندما ناقش الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) الاتفاقية. في هذا اليوم نظم حزب "حيروت" اليميني برئاسة مناحيم بيگن (والذي اندمج لاحقا في حزب الليكود) مسيرة تظاهرية في القدس (الغربية) حيث نطق بيگن: "هذه الحكومة التي تبدأ المفاوضات مع القاتلين طامسي شعبنا يفترض أن تكون حكومة شريرة تؤسس حكمها على السلاح". في هذا الخطاب نادى بيگن إلى التمرد المدني ومقاطعة دفع الضرائب. عندما انتهى بيگن من إلقاء كلامه أخذ المتظاهرين يمشون تجاه مبنى الكنيست حيث اشتبكوا مع رجال الشرطة. ألقى المتظاهرين الأحجار على الشرطيين ومبنى الكنيست مما أدى إلى إصابة 100 شرطي وعضوكنيست واحد بجروح. عقب المظاهرة قرر الكنيست معاقبة بيغن وحظر عليه أداء مهماته كعضوالكنيست لمدة بضعة أشهر. بعد ثلاثة أيام من النقاش فوض الكنيست الحكومة الإسرائيلية إلى مواصلة المفاوضات مع ألمانيا والتوقيع على الاتفاقية بأغلبية 61 عضوا لقاء 50 معارضا وبامتناعستة أعضاء عن التصويت وغياب ثلاثة أعضاء.

نتائج الاتفاقية

في إسرائيل

حلت الاتفاقية معضلة العوز المالي الذي عانت إسرائيل منه مما أدى إلى حمل نظام التقنين تدريجيا وخفض نسبة التضخم المالي من 66% في 1952 إلى 4-5% سنويا في السنوات المتلاحقة. كانت المدفوعات الألمانية جزءا كبيرا من موارد الميزانية الإسرائيلية لمدة 12 عاما. عند انتهاء فترة دفع التعويضات شهدت إسرائيل أزمة اقتصادية ولكنه كان أقل شدة مما شهدته في سنواتها الأولى. مع حتى الاتفاقية لم تنص حرفيا على تطبيع العلاقات بين إسرائيل وألمانية الغربية تفاهم الجانبان على أنها الفترة الأولى في تسخين العلاقات بينهما. أوفدت إسرائيل بعثة إلى ألمانيا الغربية لمراقبة تطبيق الاتفاقية والتي أصبحت وفدا دبلوماسيا. في 1956 طلبت إسرائيل تبادل السفراء ولكن ألمانيا الغربية رفضت خشية من تأزم علاقاتها مع الدول العربية. في 1965 قررت الحكومة الألمانية تعزيز علاقتها مع إسرائيل وتبادل السفراء معها على حساب علاقاتها مع العالم العربي. ألغت إسرائيل من جانبها مقاطعة الرموز والبضائع الألمانية بعد التوقيع على الاتفاقية بقليل وبدأت التعاون التجاري والأمني مع ألمانيا الغربية.

أدى دفع التعويضات الشخصية للناجين من الهولوكوست إلى تحسين مستوى حياتهم بشكل ملموس وخلص معظمهم من الفقر. رفض بعضهم، خصوصا من أعضاء الأحزاب اليمينية المعارضة للاتفاقية، تقديم طلب التعويضات الشخصية للحكومة الألمانية. بلغ عدد المستحقين للمعاش الشهري أكثر من 278,000 نسمة في أنحاء العالم.

من ناحية أخرى لعب دفع التعويضات دورا في توسيع الفرق الاقتصادي الاجتماعي بين الطوائف اليهوية في إسرائيل. بينما تحسن مستوى حياة الكثير من اليهود الأوروبيي الأصل، بقيت نسبة الفقر عند اليهود من شمال أفريقيا مرتفعة. حددت الاتفاقية المعايير لتسليم المدفوعات، واستثنت اليهود الذين لجأوا إلى بلدان خارج سيطرة الجيش الألماني وكذلك يهود شمال إفريقيا الذين خضعوا لمطاردة الألمان وحلفائهم منذ سقوط فرنسا في 1940 وحتى معركة الفهمين في نوفمبر 1942.

انظر أيضاً

  • Claims Conference
  • اتفاقية التعويضات بين إسرائيل وألمانيا الغربية

الهامش


وصلات خارجية

  • ، باللغة الألمانية.
  • , وزارة المالية (Germany)، مسقط بوابة، بالألمانية.
تاريخ النشر: 2020-06-08 01:40:04
التصنيفات: معاهدات ألمانيا الغربية, معاهدات ألمانيا الشرقية, تاريخ ألمانيا, تاريخ إسرائيل, محرقة, القرن 20, Articles containing non-English-language text

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

هل تراجع تأثير أسعار النفط على أداء الأسهم السعودية؟

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-23 12:18:51
مستوى الصحة: 93% الأهمية: 94%

رابع انهيار خلال شهر.. سقوط أجزاء جديدة من صوامع بيروت

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-23 12:17:09
مستوى الصحة: 88% الأهمية: 88%

صوته رهيب.. مطرب مصري يهدي "النقاش الموهوب" لحنا جديدا

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-23 12:17:30
مستوى الصحة: 92% الأهمية: 89%

الكاظمي يدعو للحوار.. والحلبوسي "خصومتنا ليست مع القضاء"

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-23 12:18:19
مستوى الصحة: 95% الأهمية: 94%

تحول قريب لمستقبل الطيران.. اختراع ثوري لوقود نفاث خالٍ من الانبعاثات

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-23 12:17:06
مستوى الصحة: 85% الأهمية: 95%

لربط خيرسون بالشرق.. موسكو تبني جسراً فوق نهر دنبيرو

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-23 12:17:10
مستوى الصحة: 81% الأهمية: 95%

"داماك" تدرس استثمار مليار يورو في قطاع التكنولوجيا الألماني

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-23 12:17:19
مستوى الصحة: 80% الأهمية: 85%

انخفاض معدلات الزواج والإنجاب في الصين.. وكورونا المتهم

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-23 12:17:11
مستوى الصحة: 84% الأهمية: 85%

أرقام مرعبة.. 18 ألف انتهاك حوثي ضد اليمنيين في ذمار

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-23 12:18:07
مستوى الصحة: 95% الأهمية: 89%

أخبار الاقتصاد

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-23 12:18:30
مستوى الصحة: 76% الأهمية: 98%

وزير أوقاف مصر: دعاء "اللهم اشفِ مرضى المسلمين" خاطئ

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-23 12:17:31
مستوى الصحة: 81% الأهمية: 91%

واشنطن: إمكانية الوصول لاتفاق مع إيران ليست واضحة

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-23 12:17:58
مستوى الصحة: 76% الأهمية: 87%

رقعة السيول تتسع بالسودان.. دنقلا تنضم للخارطة المنكوبة

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-23 12:17:10
مستوى الصحة: 90% الأهمية: 85%

فيديو.. الجيش الليبي يعلن إسقاط مسيرة في بنغازي

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-23 12:18:13
مستوى الصحة: 84% الأهمية: 98%

تأييد سجن رئيس وزراء ماليزيا السابق نجيب رزاق

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-23 12:17:07
مستوى الصحة: 91% الأهمية: 91%

رداً على اعتصام أنصار الصدر.. مجلس القضاء يعلق عمله

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-23 12:18:21
مستوى الصحة: 95% الأهمية: 100%

تركيا تعلنها رسمياً: نتحاور مع مخابرات النظام السوري

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-23 12:17:40
مستوى الصحة: 94% الأهمية: 90%

المبعوث الأممي للسودان: أزمة السيول تؤكد أهمية التوافق

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-23 12:17:08
مستوى الصحة: 80% الأهمية: 85%

pendik escort
betticket istanbulbahis zbahis
1xbetm.info betticketbet.com trwintr.com trbettr.info betkom
Turbanli Porno lezbiyen porno
deneme bonusu
levant casino levant casino levant casino levant casino levant casino levant casino
bodrum escort
deneme bonusu veren siteler
Bedava bonus casino siteleri ladesbet
deneme bonusu veren siteler
deneme bonusu
deneme bonusu
sex ki sexy
deneme bonusu
kargabet
تحميل تطبيق المنصة العربية