أبوموسى المردار
أبوموسى المردار |
---|
هوعيسى بن صبيح، أبوموسى المُردار، إليه يرجع الفضل في انتشار الاعتزال في بغداد - بعد حتى كان قد أسسه بشر بن المعتمر - وذلك بفضل شخصيته الزاهدة الورعة الناسكة، وبقوة لسانه وفصاحته، وقدرته على الوعظ وحسن القصص. توفي عام 226هـ = 841م.
زهده
حضر مجلسه يوماً أبوالهذيل العلاف، فسمع قصصه بالعدل وحسن ثنائه على الله، ووصفه له بالإحسان إلى خلقه، والتفضل على عبيده، وإساءتهم إلى أنفسهم، وتقصيرهم فيما يجب لله عليهم، فبكى ونطق: ((هكذا شهدت مجالس أشياخنا الماضينمن أصحاب أبي حذيفة وأبي عثمان رضوان الله عليهم)).
ولما حضرت أبوموسى الوفاة أوصى ألّا يُورث ورثته من هجرته، وان يُفرّق ما خلّف على المساكين، فقيل له: فلم ذلك،يا ترى؟ فذكر حتى ماله لم يكن له، وأنه كان للفقراء، فخانهم إياه، ولم يزل ينتفع به طول حياته - يقول ذلك تزهداً-.
اعتزاله
كان أبوموسى المردار غالٍ في الاعتزال، وكان يتساهل في التكفير، فكفر من نطق إذا الله يُرى بالأبصار، ومن نطق حتى أعمال العباد مخلوقة لله، وكفر من لابس السلطان، وكفر المشبهة والمجبرة.
ولعلّه أول من أشعل في بغداد فتنة خلق القرآن، فقد أثار المسألة بشكل يلفت الأنظار، ويغري بالجدال.
موقفه من الفتنة بين الصحابة
وقف من الصحابة والأحداث السياسية موقف كثير من المعتزلة، فكان يتبرأ من عمروبن العاص ومعاوية ومن كان في صفهما، وتوقف في الحكم على عثمان، فلم يحكم عليه بخير ولا بشر، لأنه خلط عملاً صالحاً وآخر سيئاً، ولكنه تبرأ من قاتليه، وشهد لهم بأنهم من اهل النار.
أثره
إن المردار وتلميذيه الجعفرين (جعفربن مبشر وجعفر بن حرب) قد أظهروا في بغداد نوعاً من الاعتزال، ورِعاً زاهداً، فكانوا أشبه شيء بعمروبن عبيد وواصل بن عطاء، وكانت سيرتهم سبباً في انتشار الاعتزال في بغداد.
انظر أيضاً
- معتزلة
المصادر
- الملل والنحل، أبوالفتح الشهرستاني
- الفوز، الخياط المعتزلي
- ضحى الإسلام، أحمد أمين
خط أخرى يمكن الرجوع إليها
- فضل الاعتزال وطبقات المعتزلة، القاضي عبد الجبار المعتزلي
- تاريخ بغداد، الخطيب البغدادي