جوسف أديسون
Joseph Addison | |
---|---|
جوسف أديسون، "پورتريه الكيت-كات"، حوالي 1703–1712، بريشة گودفري نلر
| |
وُلـِد | 1 مايو1672 ميلستون، ولتشاير |
توفي | 17 June 1719 (aged 48) لندن |
القومية | English |
المهنة | محرر وسياسي |
جوسف أديسون Joseph Addison (عاش 1 مايو1672 – 17 يونيو1719) كان محرر منطقات ومسرحيات وشاعر وسياسي إنگليزي. He was the eldest son of reverend Lancelot Addison. His name is usually remembered alongside that of his long-standing friend, Richard Steele, with whom he founded The Spectator magazine.
سيرته
ولد أديسون وستيل كلاهما في 1672، وكانا صديقين منذ كانا يدرسان معا في مدرسة تشارتر هاوس. وكان والد جوزيف أديسون قسيساً أنجليكانياً، أشرب ابنه من التقوى والورع ما قاوم به جميع مساوئ ومفاسد فترة عودة الملكية. وكسبت له براعته في اللاتينية منحه دراسيه. وفي سن الثانية والعشرين أحب إرل هاليفاكس بمواهبه، إلى حد أنه أقنع رئيس كليه ماجدلن بتحويل الشاب من سلك الكهنة الى خدمة الحكومة. ونطق هاليفاكس "يقولون عني أني عدوللكنيسة، ولكني لن أعود للإساءة إليها قط، بعد حتى أحتفظ بمستر أديسون بعيدا عنها(71)" ولما كانت المقدرة في اللاتينية غير مقرونة بفهم اللغة الفرنسية، وكانت الحاجة إلى فهم اللغة الفرنسية أساسية عند الدبلوماسيين فإن هليفاكس خصص لأديسون ثلاثمائة جنيه سنويا لينعق منها أثناء إقامته في القارة. ولمدة عامين تجول أديسون على مهل في أراتى فرنسا وإيطاليا وسويسرا.
وبينما هوفي جنيف ارتقت الملكة آن عرش إنجلترا فأبعد أصدقاؤه عن مناصبهم، وانبتر عنه راتبه. ولما لم يبق له إلا دخله الضئيل، فإنه اشتغل مفهما ومرشدا خاصاً لسائح إنجليزي شاب، وطاف معه بأنحاء سويسرا وألمانيا والمقاطعات المتحدة. ولما انتهت هذه المهمة عاد إلى لندن 1703، وعاش لبعض الوقت في فقر يستره التعفف وحسن المظهر. ولكنه كان "مغناطيسياً" يجذب الثراء والحظ السعيد. ذلك أنه عندما انتصر دوق مالبوروفي معركة بلنهيم في 13 أغسطس 1704 فتش جودولفين وزير الخزانة عن إنسان يخلد ذكر هذا النصر شعرا. وأوصى هاليفاكس بأديسون للقيام بهذا العمل، واستجاب الشاب الموهوب بقصيدة رنانة "الحملة" ونشرت في نفس اليوم الذي ولج فيه مالبوروالعاصمة دخول المنتصر الظافر، وساعد نجاح القصيدة على حتى توطن انجلترا نفسها على مواصلة القتال. إذا جورج وشنطن آثر الشعر المحلق عاليا الذي خطه أديسون على سائر القصائد. وإليك أبياتا مشهورة منها:
"إيه يا ربة القريض، أي شعر ترين حتى أنشده القوات التي اشتعلت في نفوسها نيران الغضب، المتراصة في ميدان المعركة! إني ليخيل إلي أني أسمع دقات الطبول الصاخبة وصيحات النصر وأنات الموتى يختلط بعضها ببعض وطلقات المدافع المرعبة تشق أجواء الفضاء، وصيحات الحب تدوي مثل الرعد. وهنا أثبت مالبوروالعظيم بروحه العالية أنه راسخ كالطود، لا يهتز لإلتحامات الجيوش المهاجمة، وفي غمرة لضجة والفزع واليأس، يشهد جميع مناظر الحرب المروعة، ويشرف على ساحة الموت ثابت الجنان، يفكر في هدوء. ويرسل المدد في الوقت المناسب للفرق المتخاذلة، وينفخ في المحاربين المترددين من روحه فيدفعهم إلى الالتحام مع العدو، ويحدد للمعركة المتأرجحة أين تشتد وتحتدم. كما لوحتى ملكا من السماء، بأمر من عند الله زلزل أرض الأعداء بريح عاتية (كما وقع مؤخرا لبريطانيا الواهنة). وفي هدوء ورصانة يسوق مالبوروالعاصفة العاتية، ويطيب نفسا بتطبيق أمر الله سبحانه وتعالى، فيمتطي صهوة جواده وسط الرياح الهواتى ويقود العاصفة ويوجهها كيف من الممكن أن يشاء".
وحقق البيت الأخير والتشبيه الملائكي لأديسون العودة سالما إلى وظيفة حكومية تدر عليه راتبا، بقي قيها طيلة السنوات العشر التالية. وفي 1705 عين عضوا في لجنة الاستئناف، خلفا لجون لوك. وفي 1706 وكيلا للوزارة. وفي 1707 ألحق ببعثة هاليفاكس إلى هانوفر، التي هيأت لأسرة هانوفر السبيل لارتقاء عرش انجلترا. وفي 1708 اتخذ مقعده في البرلمان، وبفضل خدماته الجليلة احتفظ به حتى الممات. وفي 1709 أصبح السكرتير الأول لنائب الملكة في إيرلندة. وفي 1711 أثرى إلى حد استطاع معه حتى يشتري ضيعة في رگبي بعشرة آلاف جنيه.
إن أديسون في أيام الرخاء لم ينس ستيل. فأنبه على أخطائه ولكنه هيأ له منصبا حكوميا، وأقضه مبالغ كبيرة من المال، وطالبه مرة واحدة حتى يسددها(72). وعندما صدرت صحيفة ((The Tatler)) غفلا من الاسم، لاحظ إشارة إلى فرجيل كان قد لمح بها إلى ستيل، وفي "إيزاك بيكرستاف" عهد ثانية صديقه المترف المفلس وسرعان ما اشهجر في الصحيفة. وفي 1710 سقطت حكومة الأحرار، وفقد ستيل وظيفته الحكومية، وفقد أديسون جميع مناصبه باستثناء عضوية لجنة الاستئناف. واحتفلت صحيفة تاتلر بهذا العام بالاحتجاب عن الظهور. وشارك أديسون وستيل الواحد منهما الآخر آلامه وآماله، وفي أول مارس 1711 أخرجا أول عدد من أشهر الدوريات في تاريخ الأدب الإنجليزي.
وظهرت صحيفة "سبكتايور" يومية - ماعدا يوم الأحد، في فرخ مطوي ذي أربع أوست صفحات. وبدلا من تحديد الموضوعات من مراكز مختلفة. ابتدع المحرر المجهول الاسم نادياً وهمياً يمثل أعضاؤه قطاعات مختلفة من دنيا الانجليز: سير روجردي كوفرلي سيد من الريف، سير أندروفريبورت يمثل طبقة التجار، ويتحدث الكابتن سنتري باسم الجيش، أما ول هنيكوم فهوالرجل العصري المتألق، أما المحامي في دار العدل فيمثل الفهم والفهم" ويجمع مستر "سبكتاتور" نفسه بين وجهات نظرهم في إطار من المرح اللطيف والكياسة والذكاء، مما نفذت معه الصحيفة إلى بيوت الانجليز وقلوبهم جميعاً. وفي العدد الأول وصف مستر سبكتاتور نفسه، حتى جعل النوادي والمقاهي تحاول الكشف عن شخصيته بالحدس والتخمين:
"قضيت سنواتي الأخيرة في هذه المدينة حيث يراني الناس كثيراً في معظم الأماكن العامة، ولوحتى عدد الصفوة المختارة من الأصدقاء الذين يعهدونني لا يجاوز الستة، وسأتحدث عنهم في العدد القادم بشكل أدق. ولا يكاد يوجد مكان يأوي إليه الناس بصفة عامة إلا وظهرت فيه، فأحيانا يرونني أدس أنفي في حلقة من رجال السياسة في "مقهى ول"، مصغيا بأكبر اهتمام إلى ما يدور في هذه الاجتماعات الدورية. وأحيانا أدخن غليوني، وعلى حين غير منصت لشيء إلا ساعي البريد، فإني أسترق السمع إلى النقاش الذي يدور على جميع مائدة من الغرفة. وفي أمسيات الأحد أقصد إلى مقهى سان جيمس، وانضم أحيانا إلى جماعة السياسيين الصغيرة في الحجرة الداخلية، بوصفي رجلا يمضى إلى هناك ليسمع ويستفيد. ووجهي كذلك معروف تمام الفهم في "جريفان" وفي مقهى "شجرة الكاكاو" "وفي مسارح "دروري لين" و"هاي ماركت" على حد سواء. وكانوا يحسبونني تاجرا في "البورصة" طيلة هذه السنوات العشر أوأكثر. وأحيانا حسبوا أني يهودي من جماعة السماسرة الذين لا يوثق بهم في "جوناتان" وجملة المقول إني لا أرى حشدا من الناس إلا حشرت نفس في زمرتهم، ولوأني لا أنبس ببنت شفة إلا في النادي الخاص بي.
إلى غير ذلك أعيش في هذه الدنيا متفرجاً، لا واحداً من الجنس البشري، وبهذه الطريقة جعلت من نفسي رجل دولة يطيل التأمل والتفكير، وجندياً وتاجراً، وصانعاً ماهراً، دون حتى أمارس العمل في أي قطاع من قطاعات الحياة. كما أني على دراية تامة بشؤون الزواج والأبوة، وأستطيع تبين وجوه الخطأ في الاقتصاد وفي الأعمال وفي الانحراف، أفضل بكثير ممن يتولون هذه الأمور بأنفسهم، لأن المتفرجين يكتشفون أخطاء يمكن ألا تقع عليها أعين المشهجرين في اللعبة. إني لم أناصر قط حزبا في اندفاع أوعنف. وإني عاقد العزم على حتى أقف موقف الحياد الدقيق بين الأحرار والمحافظين، إلا إذا اضطررت إلى إعلان الانحياز إلى أي من الفريقين بسبب تصرفات غير وديعة من الفريق الآخر. وصفوة القول إني كنت طوال حياتي "متفرجاً" وتلك هي الشخصية التي أقصد ألا أحيد عنها في هذه الصحيفة".
وبتقدم المشروع، جمعت "سيكتاتور" بين الموضوعات الاجتماعية ودراسات العادات والسلوك والأخلاق والنقد الأدبي واستعراض أحوال المسرح. وخط أديسون سلسلة من الموضوعات عن ملتون أدهش بها انجلترا حين سما بقصيدة "الفردوس المفقود" فوق مرتبة "إلياذة" هوميروس، و"إنيادة" فرجيل. وتجنبت المناقشات الخوض في السياسة التي تثير العداوات والتقلبات، ولكن ألحت - واشهجر في هذا أديسون عن طيب خاطر - على دعوة ستيل إلى الإصلاح الاجتماعي. وظهر من حديث شيء من الروح البيوريتانية هذبته المحنة، كرد عمل للنكسة التي اجتاحت فترة عودة الملكية، ولكنها لم تعد الآن انهماكاً لاهوتياً كئيباً مفزعاً في التخويف من الشيطان ومن الخطيئة المهلكة، بل دعوة إلى الاعتدال والاحتشام موسومة بالتفاؤل مغلفة بالدهاء والظرف. وعلى هذا النسق بدأ عددعشرة نوفمبر:
"إنه لمما يبعث عن الرضا والارتياح حتى أرى المدينة العظيمة تلح يوما بعد يوم على طلب صحيفتي هذه. وتستقبل منطقاتي الصباحية في جدية واهتمام مناسبين. ويقول الناشر حتى ثلاثة آلاف نسخة منها توزع يومياً بالعمل. فإذا حسبت حتى النسخة الواحدة يتداولها عشرون قارئا، وهوتقدير متواضع، لأحصيت من المريدين ستين ألفا في لندن ووستمنستر، آمل حتى يلحظوا الفرق بينهم وبين القطيع الطائش من أخوانهم الجهلة الغافلين، ومذ حظيت بمثل هذا العدد الكبير من القراء فإني لن أدخر وسعا في حتىقد يكون ما أزودهم به من فهم وفهم مقبولا، ومن تسلية نافعاً مفيداً. ولهذا أحاول حتى أحيي الأخلاق بالنادىبة وألطف النادىبة بالفضيلة، لعل قرائي يشقون إذا أمكن، عن هذا السبيل أوذاك، طريقهم إلى التأمل فيما يجري حولهم جميع يوم، رغبة مني في ألاقد يكون حظهم من الفضيلة قليلا عابرا، أومجرد ومضات متبترة من التفكير، صح عزمي على حتى أنعش ذاكرتهم وعقولهم بين الحين الحين، حتى أخرجهم من ظلمات اليأس والرذيلة والحماقة التي تردى في هذا العصر. فإن العقل الذي يخلد إلى الدعة والراحة ولويوماً واحداً، يشب على الحماقات والسخافات التي لا يمكن اقتلاعها إلا بالمداومة على تثقيفه تثقيفاً جاداً مثابراً. ولقد نطقوا عن سقراط أنه أنزل الفلسفة من السماء لتسكن بين الناس على الأرض، وكم تهفونفسي حتى ينطق عني أني أتيت بالفلسفة من المخابئ والمخطات والمدارس والجامعات، لتستقر في النوادي والجمعيات، وعلى موائد الشاي، وفي المقاهي. من أجل ذلك أوصي، بالنسبة لتأملاتي هذه، وبصفة خاصة، الأسرات التي ترعى النظام والدقة في حياتها، ن تخصص في جميع صباح ساعة محددة لتناول الشاي والخبز والزبد، وأنصحها جديا، ولخيرها هي، حتى تثابر على ثراء هذه الصحيفة، وتعتبرها جزءاً من تجهيزات الشاي".
واتجهت صحيفة "سبكتاتور" إلى النساء والرجال سواء بسواء، فعرضت حتى تعالج موضوع الحب والجنس، وتصور "الحب الزائف أقبح وأشد قتاماً من ... الخيانة في الصداقة أوالنذالة والخسة في التجارة وسائر الأعمال(73). وخط أديسون يقول: "سيكون من أعظم مفاخر هذه المهمة التي أنهض بها حتى تهيئ هذه الصحيفة بعض الموضوعات التي يخوض فيها بعض السيدات العاقلات المفكرات على موائد الشاي(74)". وشجعت الرسائل وطبعت، وخط ستيل نفسه سلسلة من الرسائل التي تشكوالحرمان من الحب والأحباب، كان بعضها موجها إلى خليلاته، وبعضها دبجه المحررون في أسلوب حديث جداً. وجمعت الصحيفة بين الدين والحب. وزودت باللاهوت المعتدل جيلاً بدأ يتساءل عن أثر تخلخل إيمان الطبقات العليا عن الأخلاق. وأهابت بالفهم حتى يتابع طريقه، ويدع الكنيسة وحدها حارساً حكيماً محنكاً على الأخلاق، فأن حقوق الوجدان ومتطلبات النظام تدل على إدراك الفرد وعقله، فهودوما في دور المراهقة. وخير للأخلاق ولسعادة الإنسان تقبل العقيدة القديمة في خشوع، وحضور صلواتها وخدماتها والالتزام بعطلاتها، والمساعدة على خلق الجوالمناسب ليوم العبادة الهادئة في جميع أبرشية.
"إني لأجد السرور جميع السرور في يوم الأحد في الريف، وكم أتمنى لوحتى تقديس اليوم السابع والتعطيل فيه كان مجرد نظام إنساني، إذن لأصبح أفضل وسيلة فكر فيها الإنسان لتهذيب الجنس البشري وصقله وتمدينه، ومن المؤكد حتى أهل الريف سيخطون سريعا إلى نوع من المتوحشين والمتبربرين إذا لم يعودوا دوماً إلى زمن محدد تجتمع فيه القرية كلها بوجوه باسمة في أبهى حلة ليتدارس أهلها فيما بينهم مختلف الموضوعات، وليوضح لهم ما ينبغي عليهم أداؤه من واجبات، وليجتمعوا معا لعبادة الله "الكائن الأسمى".
إن يوم الأحد صدأ الأسبوع كله، لا لأنه يحي الأفكار الدينية في العقول. بل لأنه يجمع بين الرجال والنساء. والكل يظهر في أحسن صورة(75)".
أما الأدب الذي كان مطية الإباحية والخلاعة طوال الأربعين عاماً الماضية، فقد انحاز الآن إلى جانب الأخلاق والإيمان. وأسهمت صحيفة سيكتاتور في انقلاب السلوك والأسلوب الذي استبق في عهد الملكة آن، بقرن من الزمان، روح أواسط العصر الفكتوري، التي قضت بألا يحترم إلا من هم حقا جديرون بالإحترام، وغيرت مفهوم الانجليز عن السيد الماجد "جنتلمان" من الرجل ذي اللقب الذي يحسن مغازلة النساء، إلى المواطن المهذب الكريم النشأة. وفي "سبكتاتور" وجدت فضائل الطبقة الوسطى من يدافع عنها دفاعا مهذبا مصقولا. وكان التعقل وحسن التدبير وعدم التبذير أجدى على المجتمع وثمن لديه من أناقة الثياب وسرعة الخاطر وكان التجار سفراء الحضارة إلى الشعوب المتنوعة. وكانت عائدات التجارة والصناعة عصب الحياة للدولة.
وأحرزت صحيفة سبكتاتور نجاحاً ومنزلة رفيعة ليس لهما مثيل في الصحافة الانجليزية وكان توزيعها ضئيلا، لا يكاد يجاوز أربعة آلاف، ولكن تأثيرهاً كان عظيماً إلى حد بعيد. وكان يباع من مجموعاتها المجلدة نحوتسعة آلاف نسخة سنويا(76)، وكأنما أدركت انجلترا عملا أنها لون من الأدب. ولكن بمرور الزمن بليت جدثها وخبا بريقها، وبدأت شخصيات النادي تكرر نفسها، وفترت حيوية الكتاب المنهوكين ونشاطهم، وصبحت عظاتهم تبعث السأم في نفوس القراء. وهبط توزيع الصحيفة، وزادت المصروفات على الايرادات نتيجة ضريبة التمغة التي فرضت 1712. وفي 16 ديسمبر 1712 احتجبت الصحيفة عن الظهور. وواصل ستيل الكفاح في صحيفة "جارديان". وأحيا أديسون صحيفة سبكتاتور 1714. ولم يطل عمر الصحيفتين كلتيهما، لأن أديسون كان قد أصبح آنذاك محررا مسرحيا ناجحا، وأعيدت إليه وظائفه ورواتبه الحكومية.
كاتو
وفي 14 أبريل 1713 أخرج مسرح "دروري لين" مسرحية "كاتو" لأديسون خط لها صديقه بوب مقدمة زاخرة بالحكم والأفكار التي عهدت عنه، مثقلة بالوطنية الثائرة المتفائلة معا، وأخذ ستيل على عاتقه حتى يحشد لمشاهدة المسرحية جميع "الأحرار" الغيورين المتحمسين، فلم يوفق في ذلك جميع التوفيق، ولكن "المحافظين" انضموا إلى الأحرار في استحسان وقفة "كاتو" الأخيرة دفاعا عن "الحرية الرومانية" (46 ق. م.) وتبارت صحيفة المحافظين "اجزامنر" مع صحيفة ستيل "جارديان" في نشوة الابتهاج والاستحسان. واستمر العرض لمدة شهر تام مع تزايد عدد المترددين على المسرح لمشاهدتها، حتى نطق بوب "لم يكن كاتومحل إعجاب ودهشة روما في زمانه قدر ما موضع إعجاب ودهشة بريطانيا في أيامنا هذه"(77). واعتبرت كاتوفي القارة أجمل مسرحية "تراجيدية" في اللغة الإنجليزية. وأعجب فولتير بالتزامها بالوحدات، وعجب كيف من الممكن أن حتى إنجلترا تطيق صبراً على شكسبير بعد مشاهدة رواية أديسون(78). ويهزأ النقاد اليوم بها على أنها خطابة تافهة مضجرة ولكن أحد القراء عثر حتى انتباهه مشدود حتى النهاية بفضل الحبكة المحكمة البناء وسيرة الحب المدمجة بشكل بارع في الصراع الأكبر.
وازدادت الآن شعبية أديسون إلى حد نطق معه سويفت "أعتقد أنه لوفكر في حتى يختار للجلوس على العرض لكان من العسير حتى يأبى عليه أحد هذه الرغبة(79)". ولكن أديسون الذي كان دوماً نموذجاً للاعتدال قنع بتعيينه وزيراً في الحكومة، لشئون إيرلندة آنذاك، ثم كبير مفوضي التجارة. وكان شخصية محبوبة جداً في النوادي، لأن إدمانه على الشرب منعه من حتىقد يكون "الرجل الشاذ البشع غاية الباعة والشذوذ الذي لا يحبه الناس أبداً". ورغبة منه في تتويج مجده وعظمته، تزوج (1716) من كونتيسة، ولم يكن سعيداً في حياته مع السيدة المتعجرفة في "هولندهاوس" في لدن. وفي 1717 عين ثانية وزيراً، ولكن مقدرته كانت محل نزاع وشك. وسرعان ما استنطق بمعاش قدره 1500 جنيه في العام. وعلى الرغم من تجلده وأدبه الجم انزلق في عراك مع أصدقاءه - ومنهم ستيل وبوب - الذي هجاه بأنه متزمت اعتاد "أن يلعن الناس بالإطراء الباهت الحقير، فهو:
مثل كاتويقدم للسناتوالهزيل القوانين، ثم يتخذ مقعده لينصت إلى ما يكال له من مديح(80). وكانت خاتمة حياة ستيل أقل عظمة وجلالاً من أديسون. أنه انتخب للبرلمان في 1713، ولكن الغالبية التي تنتمي إلى حزب المحافظين أخرجته بتهمة حتى لغته محرضة مثيرة للفتنة. وفاز حزب الأحرار في السنة التالية، فحظي ستيل بعدة مناصب إدارية تدر عليه مالاً، وتعادلت لفترة من الزمن موارده مع نفقاته، ولكن ديونه طغت، وطارده دائنون، وآوى إلى ضيعة زوجته في ويلز، وهناك وافته المنية في أول سبتمبر 1729، بعد شريكه بعشر سنين. أنهما معاً: ستيل بأصالته وحيويته ونشاطه، وأديسون بذوقه الفني المصقول ارتفعا بالسيرة القصيرة والموضوع إلى آفاق جديدة من الجودة والإتقان، وأسهما في إبتعاث الأخلاق من حديث في ذاك العصر، وحددا طابع الأدب الإنجليزي وشكله لمدة قرن من الزمان باستثناء العبقرية البالغة القوة والعنف في هذا العصر.
انظر أيضاً
- مسار أديسون
الهامش
- نطقب:A Short Biographical Dictionary of English Literature
وصلات خارجية
- Joseph Addison Seminar
- أعمال من Joseph Addison في مشروع گوتنبرگ
- Joseph Addison's Grave, Westminster Abbey
- Quotations Book – Joseph Addison
- The Bow and Grimace: International journal inspired by Addisons Spectator no. 69
- Cato (A Tragedy in Five Acts) (1713)
- Essays by Joseph Addison at Quotidiana.org
- Works by or about جوسف أديسون in libraries (WorldCat catalog)
- Archival material relating to جوسف أديسون listed at the UK National Register of Archives
- Index entry for Joseph Addison at Poets' Corner
- Joseph Addison at University of Toronto Libraries
مناصب سياسية | ||
---|---|---|
سبقه George Dodington |
Chief Secretary for Ireland 1708–1710 |
تبعه Edward Southwell |
سبقه Sir John Stanley |
Chief Secretary for Ireland 1714–1715 |
تبعه Martin Bladen Charles Delafaye |
سبقه Paul Methuen |
Secretary of State for the Southern Department 1717–1718 |
تبعه James Craggs the Younger |
پرلمان بريطانيا العظمى | ||
سبقه Russell Robartes James Kendall |
Member of Parliament for Lostwithiel 1708–1709 مع: James Kendall |
تبعه Francis Robartes Russell Robartes |
سبقه Thomas Farrington Henry Mordaunt |
Member of Parliament for Malmesbury 1710–1719 مع: Thomas Farrington 1710–1713 Sir John Rushout, Bt 1713–1719 |
تبعه Sir John Rushout, Bt Fleetwood Dormer |
برلمان أيرلندا | ||
سبقه Thomas Ashe Robert Saunders |
Member of Parliament for Cavan Borough 1709–1713 مع: Thomas Ashe |
تبعه Charles Lambart Theophilus Clements |