عباس بن فرناس
هوابوالقاسم عباس بن فرناس المخترع الأندلسي والفيلسوف الشاعر الذي عاش بعصر الخليفة الاموي الحكم الأول وعبد الرحمن الثاني ومحمد الأول في القرن التاسع للميلاد وشاعر بلاط الأمويين في إمارة قرطبة ، شخصية عربية فذة ، اهتم بالرياضيات والفلك والفيزياء ، واشتهر بمحاولته الطيران اذا هواول طيار في التاريخ . توفي في حدود عام 888 م.
إن يركب الغرب متن الريح مبتنادى | ما قصرت عن مداه حيلة الناس |
فإن للشرق فضل السبق نعهده | للجوهـري وعباس بن فرناس |
قد مهَّدا سبلاً للناس تسلكهـا | إلى السماء بفضل الفهم والباس |
قامت بداية الحضارة الأولى محاكاة للطبيعة، من حيوان ونبات وغيرهما؛ لذلك حاول الإنسان القديم تقليد الحيوان في جملة من أنماط حياته، والطيران من هذه الأنماط التي حاكى بها الإنسان الطير.
ثم تاقت نفسه إلى ارتياد عالم الجو، وهي مجهولة عنده، فنهضت محاولات بدائية لتحقيق فكرة الطيران، كما وضح من كشف حضاري جديد، قام به العالم الطبيب هافير كابريردارك، الذي تفهم حضارة الإنسان القديم في بيرو، ورأى حتى إنسان النياندرتال، قد أفلح في تدجين الحيوان الطائر المعروف بـ "الرتيلاء" حيث استخدمه في الطيران، وافترض حتى تكون هناك في أراضي بيروشوارع منظمة تشبه المطارات اليوم.. وهذه فرضية فهمية لوصحَّت لغيرت معالم تاريخ الحضارة البشرية؛ إذ إذا تاريخ نشوء هذه الحضارة يعود إلى 150 - 200 ألف سنة من عمر الزمن.
ثم عهدت حضارات أخرى عالم الطيران، وذلك في دنيا الخيال والأسطورة كما هوالشأن في الأسطورة اليونانية، التي تقول إذا رجلاً يدعى: "ددالوس" وولده "إيكاروس" حاولا الطيران، واستخدم جميع منهما جناحين من أجنحة الطيور، وثبتاها في جسميهما بالشمع، وطار "ددالوس" بأمان إلى حتى صهر الشمع، فسقط في البحر ومات غرقاً.
وبقى غزوالفضاء عند الإنسان ضربًا من الخرافة، وعاش في عالم الأحلام والأساطير، حتى عهدت الحضارة الإسلامية عالم الفضاء وفق أسس فهمية مدروسة، منزهة عن ترهات الخرافة والأوهام.
فكانت مباحث أولاد موسى، وثابت بن منصور والخوارزمي والبتاني، ويحيى بن منصور بداية لتطور فهم الفضاء عند المسلمين، ثم شد من أزر هذه الطائفة من فهماء المسلمين، جهد فهماء الفلك المسلمين، بدراساتهم العميقة في "فهم الفلك" ، وفي أفياء الحضارة الإسلامية، نهض فهماء أفذاذ إلى إجراء التجارب في عالم الطيران. وهذه البدايات كانت المحاولات الرائدة في ارتياد عالم الفضاء.
ومن هؤلاء الرواد الأوائل الذين تدين لجهودهم الفهمية حضارة اليوم بالفضل، عالم مسلم فذ، عالج فنونًا من شتى أبواب الفهم، واشتغل في صناعات مختلفة، حتى عهد بـ "حكيم الأندلس" والحكمة تطلق عند المسلمين على الاشتغال بصنعة الكيمياء والطب. فمن هوحكيم الأندلس،يا ترى؟
هوأبوالقاسم، عباس بن فرناس بن فرداس، من أهل قرطبة، وابن فرناس، رجل متعدد المواهب الفهمية، فهو: فيلسوف، وكيميائي، وفيزيائي، وفلكي، ذاع نجمه في الأندلس، وفي قرطبة ، وعايش ثلاثة من خلفاء بني أمية، وهم: الحكم بن هشام، وولده عبد الرحمن بن الحكم، وحفيده محمد بن عبد الرحمن. وقد ضنت مظان الفكر الإسلامي على إيضاح معالم حياة هذا العبقري الفذ، فتخارست عن تبيان نشأته وفهم حياته.
الرائد الأول للطيران
من الواضح حتى ابن فرناس لم يقم بتجربته الرائعة بوحي من الخيال، إنما قام بها على أساس من البحث والدرس في ميادين الفهم، وبخاصة في الفلك والفيزياء.
وكان كثيراً ما يقوم بشرح نظريته في الطيران لرواد منتديات الخلافة في قرطبة.. نتيجة لدراساته في الرياضيات والفلك.. لذلك قام بتجربته الخطرة، أمام جمٍّع غفير من أهالي قرطبة، وفيها ما فيها من إيماءات فهمية نادرة، فضلاً عن كونها مغامرة بارعة "فاحتال في تطيير جثمانه، وكسا نفسه الريش على الحرير، فتهيأ له حتى استطار في الجو، فحلق فيه حتى سقط على مسافة بعيدة".
وهذا النص يكفي لتفسير أبعاد هذه التجربة الفهمية الفذة، حيث إذا ابن فرناس بناها عل دراسة فائقة في الفيزياء والفلك. وفي العصر الحديث، نتذكر أمر الطائرات الشراعية، واتخاذ مظلات الهبوط من الحرير.
ومحاولة ابن فرناس هذه بداية الطريق لولوج عالم الفضاء، وربما كان أثر الحسد الذي ناله من بعض معاصريه قد منعه من إعادة تجربته على أساس حديث من الفهم، حيث إنه لم يحسن الاحتيال في هبوطه، فتأذى في مؤخره، وقد تناقل المؤرخون مقولة إنه: لم يدر حتى الطائر إنما يقع على زمكه (ذيله) ولم يعمل له ذنبًا.. وذكروا قول مؤمن بن سعيد أحد شعراء عصره.. وهوالذي يسخر فيه منه:
بطم على العنقاء في طيرانها | إذا ما كسا جثمانه ريش قشعم |
وهذه المقولة من نسيج خيال المؤرخين؛ لأن الرجل الذي يتخذ من الحرير والريش جناحين له كان يفهم السر في خفة هذين النوعين.. ولا يمكن حتى يخفى عليه خلق الذيل.. كما أنه كان يشرح للخليفة كيفية طيران الطير ، ولبراعة ابن فرناس في فهم الفلك، تمكن من خلق هيئة السماء في بيته، وخيَّل للناظر فيها النجوم والرعود والبروق والغيوم.
وتبع ابن فرناس، عالمان عربيان آخران، الأول أبوالعباس الجوهري، العالم اللغوي صاحب معجم (تاج اللغة وصحاح العربية/ الصحاح) المُتَوَفَّى سنة 393هـ فقد قام الجوهري بتجربته الفريدة هذه في نيسابور؛ حيث خلق جناحين من خشب وربطهما بحبل، وصعد سطح مسجد بلده، وحاول الطيران، أمام حشد من أبناء مصره، إلا حتى النجاح لم يحالفه فسقط شهيد الفهم.
والعالم الثاني، لا تذكر مظان التاريخ اسمه، عاش هذا العالم في مدينة القسطنطينية، فدرس التجارب التي قام بها من سبقه من الرواد فتوصل إلى حتى أجنحة الريش لا تصلح لطيران الإنسان، ورأى حتى يصنع أجنحة من القماش فقام بتجربة أمام الناس، وكان من بينهم الإمبراطور البيزنطي كوفينوس ونخبة من حاشيته فحاول الطيران من رأس برج عال، إلا حتى أمله تحطم بعد حتى أسلم نفسه للريح، حيث إذا جناحي الخشب لم يقويا على حمله، وكان ذلك في حدود سنة 1100م.
فهؤلاء الثلاثة، هم رواد الفضاء، ولهم يعود الفضل الكبير في تقدم علوم الفضاء، التي أخذت تتطور طيلة ثمانية قرون، حتى تمكن الأخوان أورفيل وويلبر رايت من الطيران بواسطة الطيران الآلي.
أهم إنجازاته
لابن فرناس إنجازات فهمية عديدة منها: صنعة الميقاتة وهى آلة لقياس الوقت وصنع أيضا في بيته ما يشبة القبة السماوية. الجدير بالذكر حتى أسم ابن فرناس أطلق على إحدى فوهات القمر (فوهه ابن فرناس)
المصادر
مؤمن, عبد الأمير (2006). قاموس دار الفهم الفلكي. بيروت، لبنان: دار الفهم للملايين.
إسلام أون لاين: عباس بن فرناس رائد فضاء تصريح
انظر أيضا
- فوهه ابن فرناس