العلاقات السنغالية الفرنسية

العلاقات السنغالية الفرنسية، هي العلاقات الخارجية بين السنغال وفرنسا. البلدان عضوتام في المنظمة الدولية للفرنكفونية، ومنظمة التجارة العالمية.

التاريخ

الاستعمار الفرنسي

تمتد العلاقات بين السنغال وفرنسا إلى أوائل عقد 1300 عندما سافر التجار الفرنسيون وقاموا بالتجارة عبر الساحل السنغالي. كانت فرنسا تصدر للسنغال الملابس، الحديد والبنادق وتستورد منها المنسوجات، العاج، التوابل والعبيد. عام 1659، أسست فرنسا مركزاً تجارياً فيما يعهد اليوم بسانت لويس وكان تحت ادارة شركة الهند الغربية الفرنسية (عُرفت لاحقاً باسم شركة السنغال). نتيجة لحرب السبع سنوات (1754-1763) بين فرنسا و[[المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى|بريطانيا العظمى]، خسرت فرنسا ملكيتها لسانت لويس، إلا أنها عادت لفرنسا عام 1783 نتيجة لفوز فرنسا في الحرب الثورية الأمريكية.

أثناء الحروب الناپليونية، استولت بريطانيا العظمى على الممتلكات الفرنسية في السنغال وعام 1807 أعربت بريطانيا إلغاء تجارة العبيد فيما عُرف "بقانون تجارة العبيد لعام 1807". عام 1816، أعادت بريطانيا لفرنسا ممتلاكتها في السنغال. أثناء "الهروع إلى أفريقيا" بدأت فرنسا في فرض سيطرتها على نهر السنغال والمناطق الداخلية في البلاد. بحلول عام 1895، أصبحت السنغال جزءاً من مستعمرة غرب أفريقيا الفرنسي وكانت عاصمتها سانت لويس قبل حتى تُنقل إلى دكار عام 1902.

أثناء الحرب العالمية الأولى والثانية، عُرف الجنود السنغاليون بالرماة السنغاليون وقاتلوا في الحربين بجانب فرنسا وقاتلوا أثناء معركة فرنسا والحملة الإيطالية لصالح حكومة فرنسا الحرة في المنفى بقيادة الجنرال شارل ديجول. بعد تحرير باريس وانتهاء الحرب العالمية الثانية، أصبحت السنغال جزءاً من الاتحاد الفرنسية عام 1946.

الاستقلال والعصر الحالي

في أبريل 1959، اندمجت السنغال ومالي في فدرالية مالية وأعربت استقلالها عن فرنسا في يونيو1960. بعد شهران، انفصلت الفدرالية وأصبحت السنغال دولة مستقلة في أغسطس 1960. في أعقاب ذلك سرعان ما أسست السنغال وفرنسا علاقات دبلوماسية. اليوم، تعمل السنغال وفرنسا معاً على الشئون الاقليمية لغرب أفريقيا، ويتمتعان بعلاقات دلوماسية وثقافية وثيقة. في 2010، أغلقت فرنسا قاعدتها العسكرية في السنغال، إلا أنها لا تزال محتفظة بقاعدتها الجوية في مطار ليوپولد سيدار سنگور الدولي في دكار.

العلاقات التجارية

السفارة السنغالية في باريس.

في 2015، بلغت القيمة الإجمالية للتجارة بين السنغال وفرنسا 853 مليون يورو. وتعتبر السنغال سابع أكبر شريك تجاري عالمي لفرنسا وثالث أكبر شريك تجاري لها في أفريقيا. وفرسنا هي أكبر مستثمر أجنبي في السنغال بإجمالي استثمارات تبلغ 1.7 بليون يورو. وهناك عدد من الشركات الفرنسية متعددة الجنسيات العاملة في السنغال مثل بي إذا پي پاريباس، إرمت، أورانج، نكتورانس وسوسيتيه جنرال.

العلاقات الثقافية

تحمل شوارع السنغال، كغيرها من المستعمرات الفرنسية السابقة في أفريقيا، أسماء أشخاص فرنسيين. وقد خط الكثير من النشطاء والكتاب الأفارقة ممن زاروا السنغال عن هذه الظاهرة، وعن تشبث السنغال بكل ما فرنسي، الأمر الذي جعل أحدهم يشبه السنغال ب"فرنسا الصغيرة". ويرى المؤرخ والسياسي والأكاديمي السنغالي إيبا درم ثيام إذا استمرار حمل الشوارع المهمة في السنغال أسماء الجنود الفرنسيين الذي حاربوا جنود الاستقلال ورجال الدين في السنغال "أمر مؤلم ومخجل". وعلى حد تعبير ثيام - حسب ما نقلته وسائل إعلام محلية، فإن السنغال لم تشهد نقاشاً قوياً حول فترة الاستقلال، كما حتى أحد أكبر شوارع العاصمة داكار يحمل اسم قائد فرنسي اغتال 20 ألف إنسان في غضونثمانية أشهر.

ونطق:

«حين كنت وزيراً للتربية، حاولت تغيير أسماء جميع المدارس التي تحمل أسماء المستعمرين، إلا حتى الأمر الذي تلقيناه لم يكن في هذا الاتجاه.»

ويضيف قائلاً:

«حين أنظر إلى المجتمع، أرى أنه لا يزال هناك نخبة ترغب حتى تكون السنغال ولاية تابعة لفرنسا، وهذا وضع مؤلم للغاية.»

ونادى ثيام السنغال إلى إخراج العلاقات الفرنسية السنغالية من دائرة الغالب والمغلوب، وأنقد يكون الاقتصاد والتعليم في أيدي السنغاليين. ونادى أيضاً إلى ضرورة إعادة كتابة السنغاليين لتاريخ بلادهم من خلال الرجوع إلى مصادر موثوقة، و"إن لم يعمل السنغاليون ذلك، فلن ينجوا من قبضة المستعمر الفرنسي".. فالذين ناضلوا ضد الاستعمار من أمثال "مابا دياخوبة" و"الشيخ أحمد بامبا"، لم يتم إعلانهم كأبطال وطنيين في التاريخ الرسمي للبلاد.