الكاريكاتير خلال ثورة 17 فبراير
كانت ثورة 17 فبراير (أوما يُطلق عليها الحرب الأهلية الليبية) جزءًا من موجة الاحتجاجات التي بدأت في أواخر عام 2010 واندلعت في العالم العربي بشمال إفريقيا والشرق الأوسط، ويشار إليها باسم "الربيع العربي".
وقد تحولت الثورة في ليبيا إلى صراع مسلح وحرب أهلية. وانتهت تلك الحرب بأسر الزعيم الليبي معمر القذافي، وقتله في 20 أكتوبر 2011. وقد زين الهاتى والسخرية الفنية من الزعيم الليبي سيئ السمعة شوارع ليبيا وجدرانها وأرضيتها.
تعظيم القذافي لشخصيته
طوال فترة حكمه التي استمرت حوالي 42 عامًا، ابتكر القذافي نوعًا من أنواع العبادة لشخصه مماثلة للمظاهر التاريخية الأخرى المتعلقة بالإخلاص الشديد والولاء لزعيم قوي.
وقد برزت مظاهر تعظيم زعامة القذافي في مجموعة واسعة ومتنوعة من الصور والموضوعات التي أقرها النظام، بما في ذلك الطوابع البريدية وساعات المعصم والملصقات والسجاد والبطاقات البريدية وأدوات أخرى.
الكاريكاتير كسلاح اجتماعي
في استكشاف للتاريخ وأهمية الكاريكاتير، نطق المؤرخ الفني جومبريتش والمحلل النفسي والمؤرخ الفني إرنست كريس : "تطور الكاريكاتير من نكتة معقدة تلقى لإمتاع أصدقاء الفنان ليصبح سلاحًا اجتماعيًا يكشف القناع عن انادىء القوة ويقتل بالسخرية."
"فالكاريكاتير" كما يقولون "قد يحدث معبرًا عن الشخص أكثر من نفسه."
موضوعات الكاريكاتير
ملابس القذافي
تعد ملابس القذافي واحدة من أكثر الصور شيوعًا في الرسوم الكاريكاتورية المعبرة عن الثورة في ليبيا. وقد صاغ الزعيم الليبي لنفسه شكلاً مميزًا من الملابس يتميز برداء منسدل، وألوان غنية وعميقة، وقبعة صغيرة مستديرة، وحلي، وغيرها من الأمور المميزة. وقد تم إعلان القذافي "ملك الملوك" عام 2008 من قبل ما يقرب من 200 ملك إفريقي وغيرهم من الحكام الذين يدعمون رؤيته في تحقيق وحدة إفريقية، وعكست الكثير من ملابسه هذه الصور "الملكية".
وخلال ثورة 17 فبراير عام 2011، انتقد الكثير من المعارضين أسلوب القذافي في الملبس من أجل التحقير من شأنه وإعلان العداء له.
شعر القذافي
كان شعر القذافي محلاً للسخرية المتكررة أيضًا في فن شوارع ليبيا. فقد كان شعر القذافي في حياته أجعد، وكان يهجره لينموويصبح طويلاً إلى حد ما وينساب من جانبي القبعة.
لهذا كان يطلق عليه معارضوه باستهزاء لقب "شفشوفة"، وهوتعبير بالعامية الليبية "للشعر السيء" أو"الشعر الضعيف المجعد".
كما حتى "شفشوفة" يعد مصطلحًا قد ينطبق على "الفوضى" ومن أكثر الشعارات انتشارًا ضد القذافي أثناء الثورة هي: "شفشوفة، معليشي!" والتي تعني بالعربية "يا صاحب الشعر السيء، عذرًا!"amp;lt;ref>Empty citation (help)</ref>
الجرافيتي
صورت إحدى رسومات الجرافيتي المرسومة بالرذاذ في أحد شوارع طرابلس القذافي على أنه فأر، من خلال شعر "شفشوفة" وقبعته المميزة. وتستدعي الصورة نقد القذافي لخصومه ووصفهم "بالفئران"، كما ذكر في تقرير التلفزيون الأسترالي: "مرتديًا رداءً بنيًا موحدًا ووشاحًا وعمامة ونظارات، قام القذافي بتحريض العامة قائلاً "امسكوا الجرذان"، مشيرًا إلى المتظاهرين المناهضين للنظام."
خط كريستيان غروبر، خبير الفن الإسلامي في جامعة ميتشيغان، "غالبًا ما يرتبط فن الشوارع والجرافيتي بأعمال العنف"، متسببًا في "تفجير" سريع للمشهد الحضري، حيث إذا الرسائل البصرية والنصية جزء لا يتجزأ من ترسانة الفنان. فما بين الصور التي تلصق في أي مكان وكل مكان إلى الصور المعروضة منفردة في المناطق رفيعة المستوى، يستخدم فنانوالجرافيتي معادلات فنية للقصف الشديد والضربات الإستراتيجية."
الصور
تستخدم بعض الصور الساخرة من القذافي صورًا حقيقية، تم التلاعب بها لإهانة الحاكم. وفي إحدى الصور المعروضة في قابلة محل في شارع فشلوم بطرابلس، تم هجريب وجه القذافي على صورة ملك إفريقي، بجوار الكثير من زوجاته. والصورة الأصلية هي لجوزيف لانغانفين، ملك داهومي في بنين، وقد التقطها دانييل لينيه في عام 1990.
التماثيل
أثناء الحرب وبعد انتهائها بفترة وجيزة، انتشرت صور للقذافي على شكل تماثيل في المدن الليبية.
وقد أطلق دانيل فريدبيرج، في إطار قوة الصور، على تطبيق الإعدام في التماثيل الشخصية بيانًا رمزيًا: "فهي تجسد هذا النوع من العقاب الذي كان قد يتلقاه القذافي لوكان حاضرًا أوعلى قيد الحياة، أوحتى إنه يبالغ فيه."
في شارع فشلوم الذي تصطف على جانبيه المحال، علقت التماثيل المصورة للقذافي في الطريق على مرأى من الناس على الأرصفة والسيارات. حيث يصور القذافي في ردائه الفضفاض، معلقًا من رقبته.
الإهانات الأخرى
أشار فريدبيرج إلى أنه "إذا كان من الممكن تكريم الشخص بصورة، فمن الممكن إهانته أيضًا بصورة."
وأضاف "كما هوالحال مع صور الزعماء السياسيين، فإننا نتعامل مع الشعور، غير المعلن أحيانًا، على أساس أنه بتدمير تمثيل أوصورة الشخص، فإننا ندمر الشخص نفسه. عملى الأقل، يراوده الشعور بأن بعضًا من خزي الإهانة أوالتدمير قد لحق بالشخص المشار إليه."
وتظهر هذه المشاعر في مبتر الصوت والصورة الذي يصور اللحظة التي يحطم فيها المتظاهرون تمثال تخليد "الكتاب الأخضر" الذي ألفه القذافي كخلاصة وافية لفلسفته السياسية.
الحذاء
في الصور الثورية الليبية، يوجد شكل آخر من أشكال الإهانة وهي تشويه صور القذافي التي كان الغرض منها تمجيده. فأن تدوس على شيء ما بحذائك يعني إهانتك لهذا الشيء في المجتمعات العربية، كما حتى إظهار نعل الحذاء أوإلقائه إهانة خطيرة.
عملى مداخل الكثير من المباني العامة وضعت البُسُط والملصقات وغيرها من رسوم الحاكم على الأرض بكيفية تجعل من المحال تجنب حتى تدوس على وجهه.
في الصورة إلى اليسار، يوجد جندي من الثوار يرتدي أحذية ثقيلة يقف على سجادة منسوجة عليها صورة للقذافي وضعت إستراتيجيًا عند عتبة الفندق.
الفهم الليبي
يستخدم فهم ليبيا في الجرافيتي وغيرها من الصور كرمز مناهض للقذافي. حيث يرسم في كثير من الأحيان على الجدران، وقابلات المحال، وأبواب المرآب في الكثير من المدن الليبية. وفي ليبيا الثورية وليبيا ما بعد الحرب، تمت خياطته في الملابس، واستخدم في عصابات المعصم والمجوهرات النسائية.
وكان الفهم الليبي أثناء الحرب الأهلية، والفهم الحالي لليبيا هوفهم المملكة الليبية الذي أدخل عام 1951، عندما حصلت ليبيا على استقلالها من إيطاليا. فاعتماده من حديث هورفض للفهم الأخضر السادة غير المزين الذي اعتمده القذافي عام 1977، في إشارة بصرية "للكتاب الأخضر" الخاص بفلسفته السياسية.
المصادر
- ^ Empty citation (help)
- ^ Empty citation (help)
- ^ Empty citation (help)
- ^ Empty citation (help)
- ^ Empty citation (help)
- ^ Empty citation (help)
- ^ Empty citation (help)
- ^ Empty citation (help)
- ^ Empty citation (help)
- ^ Empty citation (help)
- ^ Strategic Strikes: War and Disaster in Mural Arts from Iran to America. Austin: University of Texas Press. 2011.
- ^ Empty citation (help)
- ^ Psychoanalytic Explorations in Art. New York City: International Universities Press. 1952. p. 194.
- ^ The Power of Images, Studies in the History and Theory of Response. Chicago: The University of Chicago Press. 1989. p. 260.
- ^ The Power of Images. 1989. p. 260.
- ^ Empty citation (help)
- ^ Empty citation (help)