سهم الرب
الطبعة الأولى
| |
المؤلف | تشينوا أتشيبي |
---|---|
العنوان الأصلي | Arrow of God |
المترجم | سمير عبده |
البلد | الولايات المتحدة |
اللغة | الإنگليزية |
الناشر |
المجلس القومي المصري للترجمة القاهرة |
تاريخ النشر |
1964 |
نوع الوسائط | Print (Hardback) |
الصفحات | 287 pp |
سبقه | No Longer at Ease |
تلاه | A Man of the People |
سهم الرب Arrow of God هوثالث روايات الأديب النيجيري تشينوا أتشيبي، وصدرت في عام 1964. وكما سابقتها، تستكشف الرواية التداخلات بين عادات قبائل الأيگبووالمسيحية الأروبية. وتقع أحداث السيرة في قرية أوماروفي بدايات القرن العشرين، وتحكي الرواية سيرة حياة أوزولووهورئيس كهنة الأولو، والذي أمر أبنه لفهم أسرار الأجانب، وخصوصًا بعدما صُدم من قوة التدخل البريطاني في المنطقة. وكما هوالحال مع أكونكوفي «الأمور تسقط متناثرة» وكذلك مع أزولوفي في «ليس مطمئنًا»، قابل أزولونهايته التراجيدية.
تدور الرواية حول شخصية «إيزولو»؛ كبير كهنة «أولو» الذي منحه أهالي قبيلته الحب والتقدير، وأشعروه بقوة نفوذه عليهم، بينما هوكان يتشكك ويتساءل: هل هذا النفوذ حقيقي،يا ترى؟ رغم أنّ الأهالي منحوه حق اختيار أيام الأعياد القومية. وكان خصومه ينتقدون أحاديثه حول تشويه صورة الآلهة، فكان يتحداهم قائلاً أنّ من يقول هذا الكلام «لا يستطيع فهم الفرق بين وجه الإله ووجه القناع»، وكان على وعي بأنّ الناس هم الذين اخترعوا الآلهة المحلية. وكان (أولو) إلهــاً باقي الآلهة. بل إنه وصف أحد الآلهة بالإله الجبان. وأنّ الإله (شوكو) أوشك على تدمير العالم. بل إنّ الإله (أولو) يـُـدمّر الإنسان. ونطق للأهالي أنّ «أولو» لن يـُـحارب معكم كما تعتقدون. في إشارة- بلغة الفن- إلى ضرورة أنْ يعتمدوا على أنفسهم. ومن إشاراته الموحية عن اختراع الآلهة، يدخل الأديب إلى باب الأساطير المصبوغة بالخرافة، مثل أنّ سقم الأرواح لا يمكن علاجه إلّا بالنار. وحيرة الناس عند فهم الفرق بين الأفعى العادية و(الثعبان المقدس) وأنّ أهالي ست قرى نطقوا لجد إيزولو«سوف تتحمّـل الآلهة من أجلنا»، وأنّ شجرة الأودالا «مقدسة بالنسبة لأرواح الأسلاف»، وإذا زادتْ بذور البطاطا، فإنهم يـُـقـدّمون قربانـاً لأولوعهداناً بالجميل، وإذا كان العدد ناقصـاً يبحثون عن السبب عند العرّافين. ورغم الهوس بالخرافات، فإنّ ذلك لم يمنع أهالي شعب (أنينتا) من حرق إلههم. في ثنايا الرواية، تمكــّـن الأديب من تضفير الأساطير بصراع القبائل بالاحتلال الإنكليزي، فعندما حدثتْ معركة بين قبيلتيْن، فإنّ ممثل الاحتلال تمكــّـن من وقف الحرب بينهما، ولكنه- بدهاء المحتل – «جمع جميع الأسلحة وأصدر أمراً لجنوده بتكسيرها في وجوههم، ثم فصل في النزاع ومنح الأرض للقبيلة التي تستحقها»، ونطق ممثل الاحتلال إنّ الحكم غير المباشر يرتكز على الإرادة الوطنية أوالقومية بالنسبة لعديد من الأمم الاستعمارية»، وبعد هذا الكلام، حاول - بسذاجة بالغة - أنْ يظهر الاحتلال الإنكليزي مختلفــاً، فأضاف «نحن نسعى لتطهير النظام القومي من شوائبه، لبناء حضارة عليا تسموفوق الجذور القومية التي اكتسبتْ أفكارها من قلوب وعقول الشعب»، ثم تناقض مع نفسه فنطق: «لا يجب أنْ نــُـدمّـر البيئة الأفريقية أوالعقل الأفريقي أوأصل جنسه»، تصوّر مُـمثل الاحتلال أنّ الشعب سينخدع بكلامه «المعسول/ المتناقض»، ولذلك كان تعقيب إيزولو«حدثات؛ حدثات، حضارة، عقل أفريقي، بيئة أفريقية. هل - هذا الكلام الاستعماري - أنقذ رجلاً كان مدفونــاً إلى رقبته حيـاً، وبترة من البطاطا المُـحمّـرة فوق رأسه لجذب النسور؟».
لجأ ضباط الاحتلال إلى القسوة لدرجة أنهم كانوا- أحيانــاً- يجلدون بعض المواطنين، فساد الرعب بينهم، لذلك عندما تحدى شاب أفريقي أحد الضباط الإنكليز، وأهانه فإنّ صديقــاً نطق له: «هل جننتَ حتى تهاجم الرجل الأبيض،يا ترى؟ لقد سمعتُ أنّ عائلتك من المجانين»، وهذا الشخص الذي نطق هذا الكلام، لم يكن خانعـاً أوانتهازيـاً أوعميلاً للمحتل، وإنما كان يقرأ (الواقع)، لذلك نطق لمن حوله «الرجل الأبيض اتى ليبقى... الرجل الأبيض اتى ليقضي على عاداتنا... إنني متأكد مما أقوله لكم الآن وسترون»، ثـمّ أضاف ساخراً «هويملك قوة مصدرها إله حقيقي، قوة تحرق مثل النار. إنه الإله الذي نجتمع عنده في اليوم الثامن من جميع أسبوع» وكان الإنكليز يـُشرعون في إنشاء طريق حديث مُـسفلت، فكان تعقيب هذا الشخص الذي أجاد قراءة الواقع «الطريق الجديد... الدين الجديد، جميع ذلك جزءاً من الشيء نفسه... الرجل الأبيض يملك بندقية وفأسـاً وقوسـاً، ويحمل النار في فمه. ولن يـُـحارب بسلاح واحد».
وركــّـز الأديب على مزج الاستعمار بالدين، حيث إنّ الإنكليز شجـّـعوا على بناء الكنائس، وعلى أنّ يتخلى الشعب النيجيري عن آلهته المحلية، ولذلك عندما سمع إيزولوجرس الكنيسة، بدأ يفكر في الدين الجديد، وساورته الشكوك، وأصبح خائفــاً لكون الدين الجديد مثل الجُزام. وعندما اعتنق ابنه المسيحية عنّـفه، ولكن صار من العسير محاولة رده عن ذلك الدين. وعندما سأله البعض عن معنى جرس الكنيسة، لخــّـص رأيه قائلاً: «يعني أنْ تهجر جمع البطاطا لتمضى إلى الكنيسة. وينشد الناس أغنية الفناء»، ورغم ذلك فإنّ إيزولواستسلم للأمر الواقع ووافق على دخول ابنه في المسيحية، بهدف أنْ «تكون الكهنوتية من نصيب الابن»، وبرّر موقفه قائلاً لابنه: «العالم يتغير من حولنا، وأنا لا أحب ذلك، ولكنّ إحساساً يتملّكني بأنّ أولئك الذين يرفضون صداقة الرجل الأبيض اليوم سيقبلون غداً». عمل إيزولوذلك رغم معارضة زوجته الشديدة. وعندما وصفه البعض بأنه «سهم في قوس ربه المحلي شعر (إيزولو) بنشوة كبيرة»، وانتهى الأمر بإيزولوأنْ «عاش فى أيامه الأخيرة في بهاء وعجرفة وكاهنــاً مهووسـاً».
واختتم الأديب روايته قائلاً: «عهد زعماء القبيلة وشعبها النتيجة النهائية التي كانت بديهية. فقد وقف الإله بجانبهم ضد الكاهن الطموح والعنيد. لقد وقف بجانب حكمة أسلافهم، فالرجل مهما كان عظيمـاً لنقد يكون أعظم من شعبه. وقد عاقب الإله كاهنه وتخلى عنه»، والأكثر دلالة أنّ الناس قـدّموا البطاطا على الدين الجديد. ولكن صار حصاد البطاطا يتم باسم الابن. ورغم التحولات في شخصية إيزولو(من التمسك بالآلهة المحلية إلى قبول المسيحية)، فإنّ الأديب نجح في جعله أحد الرموز القومية للشعب النيجيري، حيث كان ممثلوالاحتلال الإنكليزي يعتبرونه أحد المُـحرّضين الأساسيين ضد الإنكليز، ولذلك سجنوه أكثر من مرة.
ولذلك أبدع الشعب النيجيرى أسلوب «المُـقاومة السرية» وكل ذلك رغم محاولات بعض الكتاب الإنكليز، في خلق أساطير (ملفــّـقة) حول (العلاقة التاريخية بين بريطانيا ونيجيريا) مثل كتاب جورج آلين المعنون «مصالحة قبائل النيجر البدائية»، واتى في الفصل الأخير منه «من أجل تلك المطالب (مطالب الاحتلال) بل من أجل حياة أفضل و(احتلال هادئ) فإنّ نيجيريا مغلقة وستظل مغلقة حتى تفقد الأرض بعضـاً من خصوبتها... إنّ نيجيريا تــُـقـدّم ذراعيها لأجل الرجال (الإنكليز) في الهند الذين جعلوا من الإنكليز صـُـناعـاً للقانون... إنه لمن الفخر الشديد أننا لا نخاف من هذه الشعوب المُـتخلفة. إنّ الجنس البريطاني سيأخذ مكانته. إنّ الدم البريطاني سيحكم».
ولكن عندما سمع أحد رموز الاحتلال الإنكليزي هذا الكلام، كان له رأي آخر، حيث نطق: «نحن البريطانيين مجموعة من الفضوليين نعمل جميع شيء بغير حماس. انظر إلى الفرنسيين، إنهم لا يخجلون من تعليم ثقافتهم إلى الأجناس المُـتخلفة، ويقولون لحاكم هذه الشعوب إذا لم تكن راضيـاً، فتعال وحاربنا. أما نحن البريطانيين فماذا نعمل،يا ترى؟ إننا نتخبط من طريقة إلى عكسها». في تلك الرواية البديعة، تمكن المؤلف من التأريخ الروائي لفترة من عمر الشعب النيجيري، فضفّـر- بالإبداع الروائي- بشاعة الاحتلال الإنكليزي بمقاومة الشعب النيجيري للاحتلال بالأساطير التي امتزج فيها ما غيبي، بالتراث الذي شكّـل الشخصية القومية للشعب النيجيري، من خلال الوعي بمُـجمل تراث الثقافة القومية لشعوب أفريقيا.
كيف تطورت فكرة الرواية
وقد اتىت الفكرة لكتابة هذه الرواية عام 1959، حينما عهد أتشيبي بسيرة رئيس الكهنة الذي سجنه أحد الضباط. وتتطورت الفكرة بعدها بعام، حينما عثر أتشيبي مجموعة من أثار قبيلة الإيگبويستخرجها عالم الأثار ثرستان شو، وقد ذُهل أتشيبي من مدى الرقي الثقافي لهذه الأثار. وفي الوقت الذي أظهر له أحد معارفه سلسلة من الرسائل السرية من ضباط الاستعمار (والتي لا تختلف عن تلك التي أشار إليها في روايته «الأمور تسقط متناثرة» الخاصة بالقبائل البدائية لجنوب النيجر.) جمع أتشيبي هذه الخيوط التاريخية جنبًا إلى جنب، ليخط روايته الثالثة «سهم الرب». ومثل الأعمال السابقة لأتشيبي، نالت «سهم الرب» إشادة من النقاد. وتم نشر النسخة المعدلة منها في (1974م) لتعديل ما وصفه أتشيبي " نقاط الضعف الهيكلية."
وفي أحدى الخطابات إلى أتشيبي، أعرب المحرر الأمريكي جون أپدايك عن إعجابه الممتزج بالمفاجأة تجاه السقوط المفاجيء لبطل رواية «سهم الرب». وأشاد بشجاعة المؤلف في "كتابة نهاية قد يفشل الكثير من كتاب الغرب في افتعالها." ورد أتشيبي مشيرًا حتى البطل الأوحد كان شيئًا نادرًا في الأدب، الأفريقي وأن جذوره تمدد في الحياة المشهجرة، ودرجة ابتكار هذه الشخصية يخضع لـ" قوي غير بشرية في الكون."
الهامش
- ^ طلعت رضوان (2016-04-19). "تشينوا أتشيبي والأدب الأفريقي". صحيفة الحياة السعودية.
- ^ Ezenwa-Ohaeto, p. 70.
- ^ Ezenwa-Ohaeto, p. 75.
- ^ Ezenwa-Ohaeto, p. 99.
- ^ Ezenwa-Ohaeto, p. 187.
- ^ Quoted in Ezenwa-Ohaeto, p. 105.
- ^ Quoted in Ezenwa-Ohaeto, p. 106.
وصلات خارجية
- Arrow of God study guide, themes, quotes, character analysis, teacher resources
- Time Magazine Book Review