موت الغرب (كتاب)

The Death of the West
المؤلف	پاتريك ج. بيوكانن
المترجم	محمد محمود التوبة
البلد	الولايات المتحدة
اللغة	الإنگليزية
الناشر	St. Martin's Griffin
تاريخ النشر	2001
نوع الوسائط	مطبوع (غلاف مقوى وغلاف ورقي)
الصفحات	320

ناصر علي، ضمن مساهمته في مبادرة بناة الفهم،

ساهم بشكل رئيسي في تحرير هذا الموضوع

للاستخدامات الأخرى، انظر وفاة الغرب (توضيح).

"موت الغرب: كيف تهدد شيخوخة السكان وغزوات المهاجرين ثقافتنا وحضارتنا" كتاب من تأليف المحرر اليميني الجمهوري پاتريك جوسف بيوكانن صدر في عام 2001 وترجم للعربية عام 2005.

تلخيص الكتاب

ينبئ الكتاب بقرب بموت وانتهاء الغرب، والمؤلف في هذا الكتاب ينبه الى حتى الموت الذي يلوح في أفق الغرب هوفي الواقع موتان:

موت أخلاقي: بسبب السقوط الأخلاقي الذي ألغى جميع القيم التربوية االأسرية والأخلاقية التقليدية.
موت ديموغرافي وبيولوجي (النقص السكاني بالموت الطبيعي).

ويستدل على ذلك بؤشرات بدأت بالظهور بوضوح في العائلة وفي السجلات الحكومية التي تشير الى إضمحلال القوى البشرية في الغرب، وإصابة ما تظل منها بشيخوخة لا شفاء منها إلا باستقدام المزيد من المهاجرين الشبان أوبالقيام بثورة حضارية مضادة تعيد القيم الدينية والأخلاقية الى مكانتها التي كانت من قبل. ويقول المحرر حتى الموت المقبل مريع ومخيف لأنه وباء وسقم من خلق أيدينا، ومن صناعة أفكارنا وليس بسبب خارجي مما يجعل هذا الموت أسوأ بكثير من الوباء الأسود الذي اغتال ثلث سكان أوروبا في القرن الرابع عشر، فالوباء الجديد لا يقتل إلا الشباب، مما يحول الغرب عموما، وأوروبا بشكل خاص الى (قارة للعجائز).

الترجمة العربية لكتاب موت الغرب. انقر على الصورة لمطالعة الكتاب كاملاً.

ويوضح حتى هذه التنبؤات ليست مجرد تخمينات أوتسقطات أوإحتمالات، إنما هي حقيقة واقعة صادمة لشدة وضوحها. خاصة عندما تبدأ الأرقام بالحديث: فوفقا للإحصاءات الحديثة هبط معدل الخصوبة عند المرأة الأوروبية الى (1 طفل) لكل إمرأة، فهما حتى الحاجة تدعوالى معدل (2 طفل) كحد أدنى (فقط لتعويض وفيات السكان الموجودين الآن..) دون الحديث عن زيادة عددهم.

وإذا بقيت معدلات الخصوبة الحالية على ما هي عليه فإن سكان أوروبا الباغ عددهم (728) مليون نسمة بحسب إحصاء عام 2000، سيتقلصون الى (207) ملايين نسمة في نهاية هذا القرن. أى أقل من الثلث، وفي اللقاء ففي الوقت الذي تموت فيه أوروبا لنقص المواليد، يشهد العالم الثالث كالهند والصين ودول أمريكا اللاتينية. (وخاصة البلدان التي يقطنها المسلمين) إنفجارا سكانيا لم يسبق له مثيل بمعدل (80) مليون نسمة جميع عام، ومع حلول عام 2050 سيبلغ مجمل نموهم السكاني (4) مليارات إضافية من البشر، إلى غير ذلك يصبح كابوس الغرب حقيقة وتصبح أوروبا بكل بساطة ملكا لهؤلاء بعد وقت ليس بالبعيد. ويضيف المؤلف "إن الأرقام تصبح مخيفة أكثر عند تناولها لتشخيص سقم النقص السكاني على مستوى الدول والأمم بعد (50) عاما من الآن، ففي ألمانيا سيهبط التعداد السكاني من (82) مليونا الى (59) مليون نسمة (وسيشكل عدد المسنين ممن تجاوزوا ال (65) عاما أكثر من ثلث السكان)، أما إيطاليا فستشهد تقلص عدد سكانها البالغ (57) مليونا الى (41) مليون ( وستصبح نسبة المسنين 40% من التعداد العام للسكان)، وفي إسبانيا ستكون نسبة الهبوط 25%، وحتى روسيا ستشهد تناقص قواها البشرية من (147) مليونا الى (114) مليون نسمة، ولا تختلف اليابان كثيرا في اللحاق بمسيرة الموت السكاني، فقد هبط معدل المواليد في اليابان الى النصف مقارنة بعام 1950." هذه الارقام المخيفة توصلنا لسؤال محير هو"لماذا توقفت أوروبا وشعوبها عن إنجاب الأطفال،وبدأت تتقبل فكرة إختفائها عن هذه الأرض بمثل هذه اللامبالاة،يا ترى؟ "

يجيب الكتاب، بأن الجواب يكمن في النتائج المميتة لهذه الثقافة الجديدة في الغرب، والموت الأخلاقي الذي جرته هذه الثقافة على الغربيين، هذا هوالذي خلق موتهم البيولوجي فانهيار (القيمة) الأساسية الأولى في المجتمع وهي الأسرة وانحسار الأعراف الأخلاقية الدينية التي كانت فيما مضى تشكل سدا في وجه منع الحمل والإجهاض والعلاقات الجنسية خارج ِإطار المؤسسة الزوجية إضافة الى تبرير لا بل أحياناً تشجيع العلاقات الشاذة المنحرفة بين أبناء الجنس الواحد، جميع هذا دمر بشكل تدريجي الخلية المركزية للمجتمع وأساس إستمراره وهي الأسرة.

وتبدولغة الأرقام هنا أكثر هولا، فقد ارتفع الرقم السنوي لعمليات الإجهاض في الولايات المتحدة من (6000) حالة سنويا عام 1966 الى (600) ألف حالة عام 1976 بعد حتى سُمِح بالإجهاض، واعتبرت عملية اغتال الأجنة حقا للمرأة يحميه الدستور وبعد عشر سنوات وصل الرقم الى (مليون ونصف المليون حالة إجهاض) في العام الواحد، أما نسبة الأطفال غير الشرعيين فهي تبلغ اليوم 25% من العدد الإجمالي للأطفال الأمريكيين. ويعيش ثلث أطفال أمريكا في منازل دون أحد الأبوين إما بدون الأب وهوالغالب وإما بدون الأم، وهناك مؤشر آخر خطير فقد بلغ عدد حالات الإنتحار بين المراهقين الأمريكيين ثلاثة أضعاف ما كانت عليه في عام 1960، أما عدد مدمني المخدرات (المدمنين وليس المتعاطين) فقد بلغ أكثر من ستة ملايين إنسان في الولايات المتحدة وحدها، وقد تناقصت كثيرا أعداد الشبان والشابات الراغبين في الزواج طبعا في مجتمع يسمح (بالحرية الجنسية الكاملة) ويتيح المساكنة بين الرجل والمرأة دون أي رابط شرعي أوقانوني في بيت واحد، وخوف الرجل من قانون الأحوال الشخصية الظالم إذ تأخذ الزوجة نصف ثروته في حالة الطلاق، وإضطرار المرأة للقبول بالمساكنة بدون زواج بسبب حاجتها الى رجل يقف معها ويحميها ناهيك عن الحاجة البيولوجية.

أما قضية الشذوذ الجنسي وقانون الزواج بين أبناء الجنس الواحد المثلية، فقد بلغت حدا لم يكن ممكنا مجرد تخيله في السابق. ويدل على ذلك حادثة انفصال الممثلة آن هيش عن صديقتها إلن دى جنرس وزيارة الرئيس الأمريكي لها بنفسه ليقدم تعاطفه وحزنه. وكانت هيلاري كلينتون أول سيدة أولى في البيت الأبيض تسير في تظاهرة للمثليين لإبداء تعاطفها مع قضيتهم ومطالبهم المشروعة.

وأخيرا يخلص المؤلف للقول "أن هذه هي إحصائيات مجتمع منحط وحضارة تحتضر وتموت وأن بلدا مثل هذا لا يمكن حتىقد يكون حرا فلا وجود للحرية دون فضيلة ولا وجود للفضيلة بغياب الإيمان".