قلهات

قلهات
مسقط تراث عالمي حسب اليونسكو
	ضريح بيبي مريم.
المسقط	صور، محافظة جنوب الشرقية، عُمان
السمات	ثقافي: (ii), (iii)
مراجع	1537
التدوين الرقمي	2018 (42nd Session)
الإحداثيات	Coordinates:
	مسقط قلهات في عُمان.

مدينة قلعات القديمة، تقع على بعد 20 كم شمال صور، المنطقة الشرقية في شمال شرق عُمان. وهي أقدم مدينة عُمانية على الإطلاق، وهي أول عاصمة لعُمان قبل دخول الإسلام إلى هناك. وبسبب مسقطها الاستراتيجي المطل على البحر كان ميناؤها يستقطب السفن القادمة من شتى بقاع الأرض، فرست فيه سفت الهند واليمن وكل من مرت أساطيله من مضيق هرمز الحيوي.

وصف المسقط

لم يتبقى من مدينة قلهات القديمة سوى أطلال قليلة، باستثناء ضريح بيبي مريم. كانت المدينة نقطة توقف هامة في المحيط الهندي، وكانت أيضاً ثاني أبرز مدن مملكة هرمز. المدينة التي تغطي أكثر من 240.000 م²، محاطة بالأسوار الحصينة وتحتوي على بيوت ومتاجر. عُثر في المسقط على بتر أثرية من أماكن بعيدة مثل فارس والصين.

درس الفهماء تاريخ قلهات الاقتصادي والثقافي والسياسي عن طريق التدوين الرقميات التي هجرها الرحالة العرب والفرس الذين مروا من هناك، إلى جانب الشواهد التاريخية ودراسة النقوش والأحجار والمخلفات البشرية. عملى سبيل المثال خط الرحالة الأوروبي ماركوبولوعام 1292 عند مروره من قلهات ذاهباً إلى الصين، بأن لها مسقطاً استثنائياً وأن "ميناءها ضخم وتقدم فيه خدمات بجودة عالية وترسوفيه الكثير من السفن المحملة بالبضائع، كما يستخدم لتصدير الخيول العربية إلى الهند".

وتخبئ قلهات في بطن الأرض مدناً كاملة بعضها فوق بعض، وذلك بعد حتى شهدت زلزالاً مدمراً قبل 300 عام هدم الأغلبية الساحقة من شواهدها ومبانيها القديمة ودفنها تحت الأرض. وما قد تجده هناك من شواهد باقية ما إلا جزء سهل جداً مما ابتلعته الأرض ويمكن للحفريات حتى تعثر عليه وتدرسه وتوثقه.

ويعد ضريح "بيبي مريم" من أشهر المعالم الأثرية للمدينة، الذي نسجت الكثير من القصص حوله وحول تاريخه. فبحسب السيرة التقليدية المتوارثة للمؤرخين يرجع الضريح الغامض إلى حاكم قلهات الذي ينطق إنه بناه لزوجته عام 1311 قبل الميلاد، ولم يوثق التاريخ هوية البنائين لكن تفرّده وطراز بنائه يجذب السياح بشكل كبير ويدفعهم لتمضية وقت أكبر باستكشافه وتحسس أحجاره.

وبني الضريح من طينة تدمج بين الحجر والشعب المرجانية، الأمر الذي يجعله متفرداً ودالاً على الطبيعة الجغرافية المحيطة به. كما يحتوي الضريح على سرداب تحت الأرض كانت تعلوه قبة انهار جزء منها لأسباب متعلقة بالتغير المناخي والعوامل الطبيعية. كما يميز المكان طراز بناء يعتمد الشكل الأسطواني الذي يشير على طراز البناء الذي كان متبعاً في ذلك العصر.

وتقف قابلات الضريح لتثبت مرور ومكوث وتأثر المنطقة هناك بالحضارة الهندية والإيرانية، فالقابلات بنيت على شكل أقواس على النمط المغولي الذي اعتاد الهنود والإيرانيون اتباعه في تلك الفترة. كما حتى النقوش والزخارف أوما تظل منها يزين حيطان الضريح يشير على المهارات اليدوية التي تمتع بها الحرفيون في تلك الفترة واهتمام الحضارة القديمة بالتفاصيل الجمالية.

مدينة قلهات التاريخية

وقد عثر حتى الرحالة المعروف ابن بطوطة قد دوّن في مذكراته مشاهدات عن المدينة وعن الضريح، فنطق: "يحتل ضريح بيبي مريم مسقطاً متميزاً مطلاً على مرفأ المدينة، ومع تعاقب الأجيال يبقى ذلك المفهم واحداً من شواهد التاريخ لمدينة لم تكشف بعد عن أسرار ماضيها الكبير مثل ضريحها الذي يلف الغموض حول سره".

ونظراً لأهميتها التاريخية وثرائها التراثي العميق، يرى زائري المدينة العريقة حتى هناك مساحة كبيرة لتطويرها لتكون مكان جذب سياحي تستفيد سلطنة عمان اليوم من وجوده بشكل أكبر. فيمكن على سبيل المثال التنقيب عن الآثار المدفونة تحت الأرض وإنشاء متحف يحكي قصتها وتعاقب الحضارات عليها، الأمر الذي يلبي احتياج توثيق تاريخ عُمان ويذكّر العالم بأهمية مدنها ومكانتها الضاربة في عمق التاريخ البشري.

وضعها كتراث عالمي

أضيفت قلهات إلى القائمة المبدئية لمواقع التراث العالمي التابعة لليونسكوفي أربعة يوليو1988 ضمن الفئة الثقافية. وأصبحت المدينة القديمة مسقطاً للتراث العالمي في 2018.