عبد القادر بن عمر البغدادي

عبد القادر بن عمر البغدادي (1630 - 1682)، هوعبد القادر بن عمر بن بايزيد بن أحمد البغدادي، أديب ولغوي ونحوي محقق.

ولد في بغداد سنة 1030 هـ / 1630 - 1682.

تعليمه

تلقى في بغداد علومه الأولى، وأتقن العربية والفارسية والهجرية. ارتحل عن بغداد وورد دمشق نحوسنة 1048هـ واتّصل بنقيب أشرافها الطالبيين الذي أكرمه، وكان أول أستاذ له في دمشق، ثم جلس في حلقة محمد بن يحيى الفَرَضي (ت 1090هـ) فدرس عليه علوم العربية. وفي سنة 1050هـ رحل إلى مصر وجلس إلى طائفة من فهماء الجامع الأزهر، وكان أستاذاه البارزان ياسين الحمصي (ت1061هـ) وشهاب الدين الخفاجي (ت1069هـ) صاحب كتابي «ريحانة الألبّاء» و«شفاء الغليل»، وقد أجازه الخفاجي بمؤلفاته، كما هجر له مخطته بعد وفاته، وكان فيها كثير من خط اللغة والأدب ودواوين الشعر، مما كان له تأثير عظيم في ثقافته ومؤلفاته.

البغدادي في مصر

بقي البغدادي في مصر حتى سنة 1077هـ، ثم غادرها إلى اصطنبول عاصمة العثمانيين، لكنه لم يلبث حتى عاد إلى مصر، واتّصل بواليها إبراهيم كتخدا الذي اتخذه نديماً وسميراً، واستمرت الصلة بينهما قوية، فلمّا عزل الوالي رحل عبد القادر معه إلى بلاد الشام سنة 1085هـ ثم إلى أدرنة، وفيها لقي المُحِبّي صاحب كتاب «خلاصة الأثر» وكان صديقاً لوالده. كما تعرّف إلى الصدر الأعظم أحمد باشا كوبريلي الذي قرّبه إليه وجعله من خواصّه لما لمس فيه من فضل، فألّف البغدادي حاشيته على «شرح بانت سعاد» لابن هشام وجعلها برسم الصدر الأعظم. كما عهد فضله في هذه الأثناء السلطان العثماني محمد الرابع ابن السلطان إبراهيم الأول فنال تقديره، مما جعله يهدي إليه كتابه «خزانة الأدب». وفي أدرنة أصيب البغدادي بسقم لم يستطع الأطباء علاجه، فتنقل في بعض البلاد الهجرية قبل حتى يعود إلى القاهرة حيث وافته المنية في 1682.

مؤلفاته

مقدمة خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب. طالع أجزاءه الثلاثة عشر.

خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب ( كتاب موسوعي في علوم العربية وآدابها).
شرح شواهد الرضي على الشافية.
الحاشية على شرح بانت سعاد لابن هشام (مخطوطة).
شرح الشاهدي الجامع بين الفارسي والهجري.
شرح شواهد شرح التحفة الوردية.
رسالة في معنى التلميذ.

أشهر مؤلفاته

هجر البغدادي مؤلفات كثيرة كما ترجم لمعظم الأدباء والشعراء في الجاهلية والإسلام. أشهرها كتاب «خزانة الأدب ولبّ لباب لسان العرب»، وهوكتاب موسوعي في علوم العربية وآدابها، وقد ألّفه شرحاً لشواهد شرح الرضي الأستراباذي على الكافية التي ألفها ابن الحاجب في فهم النحو، وقد بلغ عدد الشواهد 957 شاهداً من شواهد العربية.

اتخذ البغدادي من ذكر الشاهد سبيلاً إلى ضبط روايته وشرحه والترجمة لصاحبه وذكر بعض أخباره المشهورة. وكان لا يكتفي بذكر الشاهد بل يضم البيت إلى ما سبقه وما تلاه من أبيات يتوقف عليها معناه، أويذكر القصيدة كلها التي ورد فيها الشاهد إذا كانت من القصائد النادرة، مع شرح غريبها وسبب قولها ومنشئها، وبهذا حفظ في كتابه كثيراً من آثار العربية، كما ترجم لمعظم الأدباء والشعراء في الجاهلية والإسلام. وقد ساق في مقدمة الخزانة ثبتاً للخط التي اعتمد عليها في الشرح والتحقيق، وصنفها بحسب موضوعاتها: الأدبية أوالتاريخية أوالنقدية أواللغوية أوخط الأمثال. وكان حريصاً في تأليفه للخزانة على إثبات تواريخ بدئها وختامها، شأنه في ذلك شأن ما عمله في سائر خطه.

وقد جمع البغدادي في خزانته علوم الأدب واللغة ومتعلقاتها، وتعد في أبرز التصانيف في العصر العثماني. وقد حاول عبد القادر حتى يرسّخ في كتابه جذور العربية، وإن كان قد أهداه إلى السلطان العثماني، وذلك في الوقت الذي بدأت أركان اللغة العربية تتزعزع فيه أمام انتشار اللغتين الفارسية والهجرية في الدواوين الرسمية والمجتمعات الخاصة.

خطه الأخرى

للبغدادي خط أخرى، منها: كتاب «شرح شواهد الرضي على الشافية» لابن الحاجب في التصريف، ونهجه فيه مماثل لنهجه في الخزانة، وقد ألحق بالكتاب فهرساً لمن لم يترجم له بالخزانة، وعددهم أربعة وثلاثون. وكتاب «شرح مقصورة ابن دريد» وكتاب «شرح أبيات مغني اللبيب لابن هشام» وهوفي مجلدين، شرح فيه زهاء أربعمئة بيت وحققها ونسبها إلى قائليها. كما ترجم في الكتاب لبعض الفهماء والفقهاء والقرّاء والنحاة. وكتاب «رسالة في معنى التلميذ»، وهي درس لغوي يتعلق بهذه الحدثة ومادتها.

مؤلفاته بغير العربية له

لفت شاهنامه (باللغة الهجرية).
شرح التحفة الشاهدية (باللغة الهجرية).

كتاب «لفت شاهنامه»

وللبغدادي خط في غير العربية، منها كتاب «لفت شاهنامه» شرح فيه باللغة الهجرية غريب الألفاظ الفارسية الواقعة في كتاب شاهنامه، وهي الملحمة الفارسية التي نظمها الفردوسي في حدود 330هـ سرد فيها تاريخ الفرس الأسطوري، وكتاب «شرح التحفة الشاهدية» وهي منظومة بالهجرية، ألفها الأديب الهجري الشاهدي على عدة بحور عربية في التصوف، وقد فسرالبغدادي ألفاظها ومعانيها باللغة العربية، وقد سمى المحبيّ هذا الكتاب «شرح الشاهدي الجامع بين الفارسي والهجري».

وقد ساعد عبد القادر على تأليفه إحاطته بالمعارف وتضلعه من الذخائر الفهمية والأدبية من كلام العرب في النظم والنثر، فكان يحفظ كثيراً من الدواوين ومقامات بديع الزمان الهمذاني (ت.398هـ) والحريري (ت.516) مع فهم وقائع العرب وأيامها وحكاياتها وتاريخ الفرس والهجر. وكان في تأليفه حرّ الفكر معتزاً بفهمه، عملى اعترافه بفضل أساتذته كان يسجّل في خطه اعتراضه على بعض ما أوردوه.

ما نطقه النقاد عنه

أديب ولغوي ونحوي محقق ويمثل البغدادي تياراً من التيارات النثرية في العصر العثماني . فقد وصفه ( المحبي ) بقوله : الأديب المصنف ، الباهر الطريقة في الإحاطة بالمعارف ، والتضلع من الذخائر الفهمية ، وكان بارعاً مطلعاً على أقسام كلام العرب في النظم والنثر ، راوياً لوقائعها وحروبها وأيامها ، وكان يحفظ مقامات الحريري وكثيراً من دواوين العرب ، وهوأحسن المتأخرين فهم باللغة والأشعار والحكايات البديعة مع الثبت في النقل وزيادة الفضل وا لانتقاد الحسن ومناسبة إيراد جميع شيء منها في موضعه . يضيف المحبي قائلاً : كان ( الخفاجي ) مع جلالة وعظمته يراجعه في المسائل الغريبة لفهم مظانها ، وسعة اطلاعه ، وطول باعه ، ولما توفي الشهاب تملك أكثر خطه ، وجمع خطاً كثيرة غيرها ، وكان عنده ألف ديوان من دواوين العرب العاربة .