فرنسا ڤيشي
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
فرنسا فيشي واسمها الرسمي الدولة الفرنسية (بالفرنسية: État Français ). استمرت بين يوليو1940 وسبتمبر 1944، وقد خلفت الجمهورية الثالثة وأعرب قيام حكومتها المارشال فيليب بيتان وذلك عقب سقوط فرنسا بيد ألمانيا النازية خلال الحرب العالمية الثانية، وانتخبت تلك الحكومة من قبل الجمعية الوطنية الفرنسية بتاريخعشرة يوليو1940 مع منحها صلاحيات واسعة لبيتان كرئيسا للحكومة.
التأسيس
ومع وصول القوات الألمانية إلى باريس سقطت حكومة پول رينوReynaud، وأسند تشكيل الحكومة إلى نائبه المارشال هنري فيليب بيتان الذي أعرب من فوره بتر علاقات فرنسا الدبلوماسية مع بريطانيا، معلناً موالاته لألمانيا النازية تحت ذريعة حماية البلاد والدفاع عن مصالحها العليا، ووقّع مع الحكومة الألمانية اتفاقية هدنة، في 22 يونيو1940، تضمنت نزع سلاح القوات الفرنسية، وقسمت البلاد إلى قسمين، الأول وهوالأكبر (ثلاثة أخماس فرنسا)قد يكون خاضعاً للنفوذ الألماني المباشر، والثاني تقوم عليه الدولة الفرنسية الجديدة برئاسة بيتان ولكنه في حقيقته كان خاضعاً كذلك للإملاءات الألمانية، ولم يكن لحكومة بيتان، إلا قدر ضئيل من الصلاحيات. ومع حتى قبول هذه الحكومة لشروط المعاهدة المعقودة بين الطرفين اتى بحجة إنقاذ ما يمكن إنقاذه، غير حتى واقع الحال أثبت حتى حكومة فيشي تجاوزت ما مطلوب منها عندما تبنّت بعض المبادئ النازية واليمين المسيحي المتطرف، مما نادى إلى رفضها من قبل عدد كبير من الفرنسيين، وعلى رأسهم العقيد (الجنرال فيما بعد) شارل ديگول بوصفها مهينة بحق فرنسا، ولا تتفق مع المبادئ والمثل التي يتطلع إليها الشعب الفرنسي، فغادر إلى لندن وترأس هناك مايعهد باللجنة الوطنية الفرنسية، داعياً إلى المقاومة المسلحة معتمداً على بعض رفاقه من العسكريين، وقام دوغول بتشكيل حكومة وطنية عهدت بحكومة (فرنسا الحرة) بمساعدة الحكومتين البريطانية والأمريكية، ونادى الفرنسيين في داخل فرنسا ومستعمراتها في الخارج إلى مقاومة الألمان.
نالت حكومة فيشي موافقة شبه إجماعية (395 لقاء 3) في مجلس النواب. وفي اليوم التالي لتوقيع الهدنة، عَيَّن بيتان پيير لاڤال رئيساً للحكومة. فقام لاڤال بتاريخعشرة يوليو1940 بإقناع الجمعية الوطنية الفرنسية حتى تعطي پيتان الصلاحيات اللازمة لإصدار دستور حديث للبلاد، حيث صوت 569 نائبا لصالح هذا الطلب بينما عارضه 80 وامتنع 18 عن التصويت، فأصبح پيتان بذلك يتمتع بنفس الوقت بالسلطتين التشريعية والتطبيقية في الدولة الفرنسية. فأصبح لاڤال الحاكم العملي لفرنسا، وقد كان لاڤال عضواً بارزاً في الحزب الاشتراكي، ثم أصبح من أكبر المتعاونين مع هتلر والقوات الألمانية الموجودة في فرنسا، وحصر بيده جميع السلطات، ولم يكن بيتان أكثر من رئيس شكلي لدولة فيشي الفرنسية.
وكانت جلسة الجمعية الوطنية قد عقدت في بلدة ڤيشي للتصديق على اتفاقية الهدنة مع ألمانيا النازية.
السياسة العامة
إلى غير ذلك استمرت حكومة فيشي للسنوات الأربع اللاحقة دون تغيير الدستور، وكانت سياساتها تتناغم مع أحوال ومستجدات الحرب. وفي 13 كانون الأول/ديسمبر 1940 سقط لافال من السلطة إثر مؤامرة أحيكت ضده، وخلفه في منصب رئيس الوزراء بيير إيتيان فلاندين وبعده الأدميرال فرانسوا درلان. تميزت حينها فترة حكومة فيشي (بالانتظار والترقب) في تعاملاتها مع الألمان، وأصبحت فرنسا فيشي حينها ولوظاهرياً دولة نقابية.
أبدلت حكومة فيشي شعار الجمهورية الفرنسية (والذي هونفسه شعار الثورة الفرنسية) "حرية . مساواة . أخوة" بشعار جديد: "العمل . الأسرة . الوطن"، وأصدرت ميثاق العمل. وأطلقت ما سميت بالثورة الوطنية كإيديولوجية رسمية للنظام الفيشي.
الانهيار
في 18 أبريل من عام 1942 عاد لاڤال للسلطة مجددا بعد حتى تمكن من إقناع الألمان بأنه سيتعاون معهم بنشاط كبير لتحقيق أهدافهم، ففي تلك الفترة كانت ألمانيا النازية تخوض حروباً هائلة ضد الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة الأمريكية، وكان النازيون مهتمين جداً بضمان استقرار مناطق نفوذهم من جهة اوروبا الشرقية. ولكن بعد ستة أشهر تغيير الوضع بأكمله، حيث حطت القوات البريطانية والأمريكية على شواطئ أفريقيا الشمالية، وقامت طواقم الوحدات الرئيسية من الأسطول الفرنسي بإغراق بترها البحرية في تولون لئلا تقع بيد الألمان، وفي 11 نوفمبر 1942 احتلت ألمانيا تام أجزاء فرنسا وحلت اتفاقية الهدنة مع حكومة فيشي.
المقاومة
في نفس الوقت كانت حركات المقاومة ضد النازيين وضد حكومة فيشي تتنامى في أنحاء البلاد بسرعة، وكانت تتزايد قوة وخطورة حيث غذتها الأعداد الضخمة من الشبان الفرنسيين الذين كانوا يلجؤون للتلال والأرياف للفرار من قبضة السلطات الألمانية ومن قوانين العمل القسري التي كانت تفرضها عليهم.
فكان الثوار يعيشون في الريف كخارجين عن القانون، يتلقون الدعم والمساعدة من الفلاحين ومن الإمدادات التي كانت تلقيها لهم من الجوالطائرات البريطانية، وكانوا عاملا رديفا للحلفاء أثناء قيامهم بعمليات الإنزال في فرنسا وذلك من خلال تعطيلهم لقنوات الاتصال والنقل بين القوات الألمانية.
وقد نظر أتباع ديگول إلى الڤيشيين على أنهم خونة، وبلغ الصراع أشده مابين الفريقين، وقام الديجوليون بمساعدة القوات البريطانية بضرب قوات فيشي في المستعمرات الفرنسية في سورية ولبنان وإفريقيا، وتمكن الأسطول الأنگلو-أمريكي من إنزال ضربات قوية بالأسطول الفرنسي الموجود في المغرب والجزائر وداكار. وفي عام 1943، عقد جميع من تيودور روزڤلت وونستون تشرشل مؤتمر الدار البيضاء، حضره ديگول، وتقرر فيه وضع خطة عسكرية لتحرير فرنسا والقضاء على الوجود الألماني فيها.
شهدت الأشهر الستة التي سبقت إنزال النورمندي حرب أهلية خاضتها خلايا المقاومة الفرنسية ضد رجال الگستاپووميليشيات فيشي. وفي يونيو1944 بدأ الهجوم على شواطئ نورماندي من قبل قوات مشهجرة بريطانية وأمريكية وكندية بقصف جوي شارك فيه نحو2000 طائرة، وبعد معارك ضارية وصلت القوات المتحالفة إلى باريس في 25 أغسطس 1944، بصحبة شارل ديجول بعد حتى تكبدت ألمانيا خسائر فادحة (نحومليوني جندي بين قتيل وجريح وأسير) وفقد الحلفاء نحونصف هذا العدد تقريباً. غادرت الحكومة الفرنسية المؤقتة (حكومة فرنسا الحرة) برئاسة شارل ديگول لندن لتعود إلى البلاد وتأخذ منطقيد السلطة من حكومة فيشي المنهارة. وفي سبتمبر 1944 بعد تحرير باريس أعربت حكومة ديغول إلغاء دولة بيتان الفرنسية مع جميع قوانينها وتشريعاتها.
فيليب بيتان فقد أخذ قسراً إلى ألمانيا ولكنه عاد طواعية إلى فرنسا للمحكمة حيث أدين وحكم عليه بالإعدام، ولكن تدخل ديگول حول الحكم إلى السجن الانفرادي المؤبد، ومات بيتان في المعتقل عام 1951. وسط تشكيك كثيرين بعدالة المحكمة التي أصدرت هذا الحكم لعدم قناعتهم بجدية تعاون بيتان مع الألمان.
أما پيير لاڤال فقد هرب إلى النمسا في أبريل 1945، ومنها إلى برشلونة، ومنها إلى إنسبروك حيث ألقت القوات الأمريكية القبض عليه وسلمته إلى السلطات الفرنسية التي حكمت عليه بالإعدام بتهمة الخيانة العظمى، ونُفّذ فيه الحكم رمياً بالرصاص في أكتوبر 1945.
المصادر
- الموسوعة البريطانية