القديس ديديموس الضرير
القديس ديديموس الضريرمدير مدير مدرسةالإسكندرية وُلد القديس ديديموس حوالي عام 313م، وفقد بصره في الرابعة من عمره. فلم يتفهم القراءة في مدرسة، وإنما بسبب ولَعِه بالتفهم اخترع الحروف البارزة بالنحت ليقرأها بإصبعه. بهذا تجاوز برايل بخمسة عشر قرنًا في استخدام الحروف البارزة للعميان.
حفظ الكتاب المقدس والتعاليم الكنسية عن ظهر قلب، كما نبغ في النحووالبيان والفلسفة والمنطق والرياضة والموسيقى. شهد عنه القديس جيروم: "تفهم الهندسة أيضًا التي بحاجة إلى النظر أكثر من غيرها فكان أعجوبة جميع ناظر إليه، وذاع اسمه في جميع مكان".بعد نياحة مقاريوس مدير مدرسة الإسكندرية لم يتردد القديس أثناسيوس في تسليمه مسئولية التعليم بإقامته مديرا للمدرسة (346-398م).
تتلمذ على يديه أوعلى كتاباته كثيرون منهم القديسين غريغوريوس النزينزي وجيروم وروفينوس وبالاديوس. أشار إليه القديس جيروم كمفهمٍ له، ومدح تعليمه وشهد لأثره على الفكر اللاهوتي في الغرب والشرق كما نادىه روفينوس "النبي" و"الرجل الرسولي".
السيرة الذاتية
كان صديقًا حميمًا للقديس أنبا أنطونيوس. إذ شرعا ذات يوم يتحدثان في الخط المقدسة سأله أنبا أنطونيوس ثلاث مرات: "ألعلّك لا تحزن لأنك كفيف البصر؟" أخيرًا أجابه القديس أنه يحزن على ذلك جدًا، فأجابه القديس: "إني متعجب لحزنك على فقدانك ما تشهجر فيه مع أحقر الحيوانات كواسطة للإحساس إذ ليس لديها ما تحس به غير البصر (المحسوس)، ولا تفرح متعزيًا لأن الله وهبك بصيرة أخرى لا يهبها تقدس اسمه إلا لمحبيه. أعطاك عينين كأعين الملائكة تُبصر بهما الروحيات، بل وبهما تدرك الله نفسه، ويسطع نوره أمامك، فيزيل جميع ظلام في قلبك…"
فتعزى القديس بهذا القول جميع أيام حياته. قد نقل ذات الفكر القديس جيروم عندما بعث رسالة تعزية لراهبٍ ضريرٍ.
نسكه
اجتذب القديس ديديموس معاصريه لا بفهمه فحسب وإنما بنسكه أيضًا، فغالبًا ما عاش كمتوحدٍ.زاره القديس أنبا أنطونيوس عدة مرات، كما زاره القديس بالاديوس أربع مرات في فترة عشر سنين، وقد روى عنه قصتين:
1.مرة إذ طلب مني حتى أصلي في قلايته ولم أُلبِّ طلبه روى لي هذه السيرة: ولج أنطونيوس هذه القلاية للمرة الثالثة لزيارتي، وإذ سألته حتى يصلي ركع في الحال ليصلي ولم يضطرني إلى تكرار الطلب، مقدمًا لي مثلاً في الطاعة. والآن إذا كنت تود حتى تقتفى آثاره، كما يظهر عليك، إذ تعيش في خلوة بعيدًا عن الأهل طالبًا الفضيلة، فأبعد عنك روح المقاومة.
2.أبلغني أيضًا الآتي: ذات يوم بينما كنت أفكر في حياة الشقي يوليانوس الإمبراطور، وفى كونه مُضطهِدًا، اضطربت للغاية حتى إني لم أذق خبزًا إلى ساعة متأخرة في المساء، وإذا بي أرى خيولاً بيضاء تجري، وكان راكبوها يهتفون قائلين: قولوا لديديموس حتى يوليانوس قد توفي اليوم الساعة السابعة. قمْ وكلْ، وأوفد إلى أثناسيوس الأسقف لكي يعهد هوأيضًا ما قد حدث. واستطرد يقول: "وقد دونت الساعة واليوم والشهر، واتضح لي ما قيل أنه سليم.
دفاعه عن أوريجينوس
نشر دفاعًا عن كتاب "عن المبادئ De Principiis"، لأوريجينوس. فيه أظهر خطأ الذين يتهمونه بالضلال، معتبرًا إيّاها مجرد أوهام لا قيمة لها، إذ يقول: "الذين يتهمون أوريجينوس بالهرطقة هم عديموالفهم، ليس لهم قدرة على إدراك الأفكار العالية والحكمة الغامضة التي امتاز بها ذلك الرجل العظيم الذي يعد من النوابغ المشهورين".
ضد آريوس:
نطق سقراط المؤرخ: "كان ديديموس عند الناس حصنًا منيعًا وسندًا قويًا للديانة المسيحية حتى قبل حتى يتولى رئاسة المدرسة اللاهوتية، ويُحسب خصمًا عنيدًا كسر شوكة اتباع آريوس وأذلهم في مناظرته معهم".
كتاباته
أعماله التفسيرية : يقول بالاديوس أنه فسر العهدين القديم والجديد حدثة حدثة. وذكر جيروم أنه وضع تعليقات على أسفار المزامير وأيوب وإشعياء وزكريا الخ. وأشار كاسيدوروس Casiodorus حتى له تعليقات على سفر الأمثال.
وفى بردي الطور بمصر التي اكتشفت عام 1941م وُجدت مقتطفات مطوّلة لتفاسيره على التكوين وأيوب وزكريا.
عن الثالوث: يقع هذا العمل في ثلاثة خط، وضعها ما بين عام 381 و392، لا تزال موجودة، لأنها لم تحمل اتجاهًا أوريجانيًا.
عن الروح القدس: الأصل اليوناني مفقود، لكن الترجمة اللاتينية للقديس جيروم موجودة.
ضد اتباع ماني: يتكون هذا العمل من 18 فصلاً صغيرًا، موجود باليونانية.
أعمال أخرى : في عمله "عن الثالوث" أشار القديس إلى عمل آخر من وضعه يُسمى "الحدثة الأول". كما يشير إلى منطقه Sanctorum Voluman في عمله عن "الروح القدس 5:12. واتى في سقراط حتى ديديموس خصص عملاً للدفاع عن كتاب أوريجينوس "عن المبادئ".
ويشير الأب يوحنا الدمشقي إلي عملين آخرين للقديس هما "عن الفلسفة" و"التجسد". كما حفظت له بعض الأعمال تحت أسماء آباء آخرين. الثالوث من يتصل بالروح القدس يتقابل حالاً مع الآب والابن. ومن يشهجر في مجد الآبقد يكون له هذا المجد من الابن بالروح القدس. فقد اتضح أنه في جميع شيء توجد عملية واحدة بذاتها للآب والابن والروح القدس. (عن الروح القدس 17)
لاهوتي الروح القدس
لم يكتفِ بتخصيص الكتاب الثاني من "الثالوث" للحديث عن الروح القدس، وإنما وضع كتابًا خاصًا عن الروح القدس، وقد لُقب بلاهوتي الروح القدس.أكد مرارًا وتكرارًا أنه الخالق وليس مخلوقًا. كما تحدث عن انبثاقه من الآب وحده. ينبثق الروح القدس من الآب ويستقر إلهيًا في الابن. (عن الروح القدس 1: 3). من المحال لأي واحد حتى يطلب نعمة الله إذا لم يكن لديه الروح القدس الذي فيه يتضح حتى جميع عطايا الله متضمنة فيه. (عن الروح القدس 9). يجددنا الروح القدس في المعمودية بكونه الله، وبالاتحاد مع الآب والابن يردنا من حالة التشويه إلى حالة الجمال الطاهر. إلى غير ذلك يملأنا بنعمته فلا نعود نستطيع حتى نفتح مجالاً لأي شيء لا يتأهل مع محبتنا. إنه يحررنا من الخطية والموت وأمور الأرض، ويجعلنا بشرًا روحيين شركاء في المجد الإلهي، أبناء الله الآب وورثة له. يُشكّلنا علي صورة ابن الله، ويجعلنا شركاء معه في الميراث واخوته، نحن الذين نتمجد معه ونملك معه. يهبنا السماء عوض الأرض، ويمنحنا الفردوس بيدٍ سخيةٍ، ويجعلنا أكثر كرامة من الملائكة، ويطفئ بمياه جرن المعمودية الإلهية نيران جهنم التي لا تًطفأ. (عن الثالوث 12:2).
التعليم الديني مدرسة الإسكندرية
المجلس الثاني للقسطنطينية
استشهاد
” | Being the source of goodness, God, even after our failures, calls us anew, not effacing entirely from our mind the knowledge of good, even if we have turned away from virtue through sin. This is what God, at present, also does for Adam in calling him although he has hidden himself, saying to him: 'Adam, where art thou?' Adam, in fact, had been placed there by God for the purpose of working and guarding Paradise; he had received this place from Him to be his own. Having distanced himself from there by disobedience, it is proper that he should hear from God: 'Where art thou?' - From Didymus the Blind. | “ |
في الأدب
المصادر
- ^ ديديموس الضرير , الموجة القبطية
- ^ Richard A. Layton, Didymus the Blind and his circle in late-antique Alexandria University of Illinois Press, 2004. ISBN 0252028813
- تحوي هذه الموضوعة معلومات مترجمة من الطبعة الحادية عشرة لدائرة المعارف البريطانية لسنة 1911 وهي الآن من ضمن الملكية العامة.
- [1]
وصلات خارجية
- Didymus the Blind at OrthodoxWiki