أنكريون
أنـَكريون (باليونانية Ἀνακρέων؛ بالإنگليزية: Anacreon) (عاش 582 ق.م. – 485 ق.م.) كان شاعراً غنائياً يونانياً، اشتهر بأغانيه وأناشيده عن الشراب. اليونانيون اللاحقون ضموه إلى القائمة الشهيرة المسماة الشعراء الغنائيون التسع.
حياته
عاش أنكريون في مدينة تئوس، المدينة الأيونية على ساحل آسيا الصغرى والقريبة من كلوفون. وكان هذا الشاعر كثير الأسفار ولكنه ولد في أنكريون، عام 563 ق.م. وتوفي فيها عام 478 ق.م.. وقد نادىه كثير من الملوك ليعيش في بلاطهم لأنه لم يكن ينافسه في بُعدْ الصيت أحد من معاصريه إلا سيمونيدس Simonides of Ceos وحده. ونشهده منضماً إلى جماعة من المهاجرين إلى أبدرا Abdera في تراقية، وينخرط في سلك الجندية، ويحارب في سلسلة أوسلسلتين من المعارك، ثم يهجر درعه في الميدان كما كان يعمل الشعراء في زمانه، ولا يستل بعدئذ إلا قلمه، ثم يقضي بضع سنين في بلاط پوليكراتيس من ساموس Polycrates؛ وجيء به من هناك في موكب رسمي فخم، ليزدان به قصر هيپارخوس حاكم أثينة، ثم عاد آخر الأمر إلى تئوس بعد الحرب الفارسية ليخفف عن نفسه العناء في شيخوخته وضعفه بالغناء والشراب. وكان جزاؤه على إفراطه في ملذاته حتى عمر طويلاً حتى بلغ الخامسة والثمانين من عمره؛ وكان سبب موته على ما نقل إلينا الرواة حتى وقفت بذرة عنبة في حلقه.
وقد عهدت الإسكندرية خمسة من خط أنكريون ولكن لم يبقَ من أشعاره إلا بضعة أبيات مزدوجة. وكانت موضوعات شعره هي الخمر، والنساء، والغلمان، وكان يلجأ فيه إلى المزاح اللطيف يصوغه في البحر العمبقي (Iambic) الخفيف. وأياً كان الموضوع الذي يطرقه فإنه لا يظهر للقارئ بذيئاً أوغليظاً لأنه يصوغه في ألفاظ عفة وشعر رقيق. ولم يكن أنكريون مثل هبوناكس ذا ألفاظ بذيئة حادة، أومثل سافوفي شدتها، بل كان شاعر بلاط يعرض ثرثرته المهذبة الرقيقة على من يشتريها، ويمتدح جميع ملك يعجبه ويبتاع له الخمر. ويظن أثنيوس حتى أغانيه الخمرية، وتقلبه في عشقه، كانت كلها تصنعاً؛ ولعل أنكريون كان يخفي وفاءه لكي يحظى بإعجاب النساء به، كما كان يخفي اعتداله في الشراب ليزيد بذلك شهرته. وثمة سيرة لطيفة تروي كيف من الممكن أن صدمت قدمه وهوثمل طفلاً صغيراً فانهال عليه سباً بأقذع الألفاظ، ثم أحب في شيخوخته هذا الغلام نفسه وكفر عن ذنبه بأن أخذ يكيل له المدح. وكان لا يفرق في عشقه بين الذكور والإناث، بل يحب الجنسين على السواء، ولكنه لما كبر دفعته شهامته إلى تفضيل الإناث على الذكور.
أشعاره
وقد اتى في بعض ما بقي لنا من شعره: "أنظر الآن، إذا الحب ذا الشَّعر المضىي يضربني بكرته الأرجوانية، ويدعوني لكي ألعب مع فتاة ذات حذائين متعددي الألوان، ولكنها تسكن لسبوس الشامخة، ولا يعجبها شعري الأبيض وتمضى لتبحث لها عن ضحية أخرى". وقد خط أحد الكتاب الفكهين الذي عاش بعد عصره قبرية تكشف عن حقيقة أمره نطق فيها:
ذكراه
الشاعر الفارسي حافظ يسمى "أنكريون فارس" لقصائده الخمرية.
المصادر
ول ديورانت. سيرة الحضارة. ترجمة بقيادة زكي نجيب محمود. Unknown parameter |coauthors=
ignored (|author=
suggested) (help)