أولوف لاگركرانتس

«أولوف لاگركرانتس

أولوف گوستاف هوگولاگركرانتس Olof Gustaf Hugo Lagercrantz ‏(10 مارس 1911 - 23 يوليو2002) أديب وناقد ومحرِّض سياسي سويدي، ولد في ستوكهولم لعائلة برجوازية نبيلة. تفهم في جامعة اوپسالا Uppsala وحصل على درجة الدكتوراه عام 1951. عمل في كبريات الصحف والدوريات السويدية، وترأس تحرير الكثير منها، مثل الصحيفة اليومية الأكبر والأوسع انتشاراً «داگنز نيهتر» أوأخبار اليوم Dagens Nyheter بين أعوام 1951- 1976. تزوج عام 1939 وبقيت زوجته إلى جانبه في مسيرته الطويلة. عمل مدة باحثاً في مركز ويلسون Wilson Center في الولايات المتحدة، إلا أنه ظل طوال حياته من أبرز المناهضين لسياستها، ومن أول المناصرين للمضطهدين والمستضعفين من ڤيتنام إلى فلسطين والعراق.

لاگركرانتس

كان نتاج لاگركرانتس الأدبي والنقدي غزيراً، وكانت بداياته دواوين شعر، منها «الطائر الميت» Den döda fågeln (1935)، «العذراء والشياطين» Jungfrun och demonerna (1938)، و«هرقل» Herkules (1946)، ثم خط «يوميات» Dagbok (1954)، وحرر وأصدر «شعراء غنائيون سويديون» Svenska lyriker (1961) ودراسة حول الشاعر كارلفلت، وجمع بعض شعره في ديوان «قصائد 1935- 1962» (1964) Dikter 1935-1962. بدأ الكتابة حول سيَر بعض الكتّاب السويديين وأدبهم مثل سويدنبورگ وإيكيلوڤ وداگرمان، وحول سترندبرگ عام 1979 ألحقه بكتاب آخر عام 1990، وأيضاً حول بعض الكتّاب الأجانب مثل جويس وكونراد وبروست.

بـدأ لاگـركـرانتس التأمـل فـي حياتـه الخاصـة نتيجة دراستـه المعمقة لكونـراد، فكتـب «حلقتي الأولـى» Min första krets (1982)، وأيضاً «حول فن القراءة والكتابة» Om konsten att läsa och skriva (1985) عن لغز الحدثة المكتوبة والمقروءة وعما تعنيه القراءة الأولى والثانية لأي مؤلَّف. وفي كتابه حول كونراد «رحلة عبر قلب العتمة» Färd genom mörkrets hjärta (1987) قارن أحداث رواية كونراد «قلب العتمة» The Heart of Darkness مع ما يحدث على الساحة العالمية في الوقت الراهن- مثلما عمل المخرج السينمائي فرانسيس فورد كوپولا F.F.Coppola حين جعل أحداث الرواية تدور في أثناء حرب ڤيتنام- حيث يرى لاگركرانتس كيف من الممكن أن أخذت الولايات المتحدة دور فرنسا وبريطانيا في الهيمنة على العالم و«تحضير» شعوبه وامتصاص خيراته عن طريق مبرر «الإرهاب» وإخافة الشعوب بشبحه وابتزاز دول العالم والأمم المتحدة لتسير في ركابها، وأيضاً بوضع العروبة والإسلام على رأس قائمة الشر الذي «يهدد» العالم الحر والديمقراطية.

حورب لاگركرانتس من قبل معارضيه من المعسكر اللقاء، إلا أنه ظل على موقفه المناهض لكل الحروب، وبأسلوبه الرصين المنمق والمشحون بالعاطفة الصادقة حمل على كاهله مهمة إحلال السلام والتفاهم بين الناس، ومثَّل ـ مثل كثيرين من أدباء بلاده ـ ضمير العالم حتى وفاته في ستوكهولم.