الفردوسي
أبوقاسم الفردوسي شاعر فارسي (935-1020). ولد في خراسان في قرية قرب مدينة طوس (في إيران اليوم). عاش في حكم السامانيين في في حكم القزنويين. اشتهر بتأليف كتاب "الشاهنامة".
يعتبر الفردوسي أكبر شاعر ملحمي فارسي.
حياته
ولد الفردوسي بطوس الايرانية في أسرة اقطاعية ذات أملا وضياع. اسمه المنصور بن الحسن كما ورد في الترجمة العربية للشاهنامه التي قام بها الفتح البنداري عام 620 هـ. بينما ذكرت له بعض المصادر أسماء أخري كالحسن بن علي، والحسن بن اسحاق بن شرف شاه .. الثابت أنّ كنيته ابوالقاسم وتخلصه الفردوسي(1).
واختلف المؤرخون في عام ولادته ووفاته أيضاً، ويستشف من القرائن التي وردت في شعره أنه ولد بين 324 ـ 329 هـ وتوفي في 1411 و416 هـ. .
وفي القرن الرابع الهجري كان أكثر الاقطاعيين الايرانيين تحت تأثير السنن والعادات القديمة والتراث الثقافي رغم دخولهم في الاسلام. ولا شك حتى ذلك التأثير كان نتاجاً طبيعياً لشعور يملي التعبير عن الاحترام لسنن الاجداد وتمجيد المدنية السالفة (2).
وشهدت ايران ـ سيما خراسان ـ تحولات سياسية بارزه قبل نظم الفردوسي للشاهنامه وخلال نظمها ومنها ظهور وانقراض الأسره السامانية التي يقول المؤرخون أنّ ملوكها ينتسبون الي بهرام جوبين القائد الساساني(3). وكانت هذه الأسرة تبدي رغبة عظيمة في احياء ما لا يتعارض مع الاسلام من السنن والآداب الايرانية القديمة، تؤكد علي احياء التراث الايراني.
وفي مثل هذه الظروف ولد شاعرنا الفردوسي، وتفتحت عيناه علي الاسلام من جهه وعلي النزعة نحوالتراث من جهه أخري. ولاشك حتى هذا قد هجر تأثيراً كبيراً عليه، وخلق لديه تعلقاً منبتر النظير بالحضارة الفارسية القديمة. ووجد في نفسه دافعاً يدفعه نحوتخليد التراث القديم عبر لغة الشعر، تلك اللغة التي كان رائداً فيها.
لكن الفردوسي ورغم اعتزازه بالماضي الايراني الذي تجاوز الاسلام، فقد كان فخوراً باسلامه ايضا ويكنّ اعظم الاحترام للرسول (ص) والمقدسات الاسلامية. ففضلاً عن كونه ايرانياً أصيلاً، كان أيضاّ مسلماً ملتزماً لم ينحرف عن عبادة مباديء الاسلام ذرة ولم ينظم ما يتعارض مع العقيدة الاسلامية (4).
شاه نامه
ويعتبر كذلك من قادة الحركة الشعوبية القائلة بتفضيل الفرس وذم العرب. حيث قام وزير السلطان محمود الغزنوي (أبوالعباس الفضل بن أحمد الاسفرايني) بتكليف الفردوسي بكتابة قصائد شعرية يمجد فيها تاريخ فارس وحضارتها ويشتم فيها العرب وحضارتهم الإسلامية ويحط من شأنهم، وقد تعهد له بأن يعطيه وزن ما يخطه مضىا. وعلى هذا الأساس وضع الفردوسي ملحمته وأسماها الشاهنامه (ملك الخط) ووضع جلها في شتم العرب وتحقيرهم وتمجيد الفرس وملوكهم.
تعتبر الشاهنامه من مراجع اللغة الفارسية الحديثة، وأساس الفكر القومي الفارسي. يقول المستشرق الانجليزي كوويل (cowell) في الشاهنامه: «الفردوسي عثر بلده تقريباً بدون أدب، فسلّم إليه الشاهنامه التي لم يستطع الادباء من بعده سوي تقليدها، دون حتى يتفوق أحد عليها». وهي في الأصل عدة خط خطها أدباء فرس مختلفون في عدة عصور، جمعوا جميع الأساطير الفارسية القديمة. وقام الفردوسي بجمع ما في تلك الخط في قصيدة طويلة. وأكثر الباحثين الإيرانيين يرون ذلك الخط أبرز موسوعة عن الفرس قبل الإسلام. فيقول رستم عليوف: «الشاهنامه موسوعه تتحدث عن ثقافه الشعب الايراني وفهمه وفنه وتاريخه القديم، ونحن بحاجه إلى سنوات مديدة من البحث والدراسة حتي يمكن فهم وادراك عمق الكتاب الكبير .
وعلى النقيض يرى بعض الباحثين الإيرانيين (مثل أحمد شاملوأعظم الشعراء الفرس المعاصرين) عكس ذلك. فالكتاب لا يعدوكونه مجموعة لأساطير حيكت من قبل شعوبيين بتحريض بعض الحكام لأغراض سياسية، ولذلك لا يمكن اعتبارها أساساً لتاريخ إيران قبل الإسلام. يقول الباحث الفارسي ناصر بوربيرار: «هناك أدلة جلية جداً تقول أنه كانت توجد مجموعة لكتابة الشاهنامة انشغَلَت بهذا الامر لمدة 40 سنة. فقد بدأوا في عهد الساسانيين واستمر الأمر حتى عهد السلطان محمود الغزنوي. وقد انشد الشاعر دقيقي قسما من الشاهنامة. ونحن نفهم حتىستة اشخاص كانوا منشغلين بانشاد الشاهنامة في نفس الفترة وفي منطقة محددة من خراسان، فهؤلاء هم اصحاب الشاهنامة وليس الشاعر فردوسي الذي كان يتلقي راتبه من الشعوبيين لينشد شعرا يلبي اميالهم ونزعاتهم وقصصهم وامالهم واهدافهم. الفردوسي ليس الا منشدا للشاهنامة وان فكرتها تتعلق بمجموعة سياسية هي الشعوبية. وقد ذكرت جميع هذه الوثائق نقلا عن الفردوسي نفسه، فهويؤكد في مقدمة كافة قصصه انها لا تمثل رأيه وان فلانا وفلانا ذكر لي السيرة لانشدها، شعرا حيث يأسف احيانا لبعض النصوص ويعرب عن تقززه لها ويتبرأ منها».
أما لما قام الفردوسي هذا العمل،يا ترى؟ فيقول بوربيرار «لأن الفردوسي كان يرتزق من انشاد الشعر، وعندما انتهي من انشاد الشاهنامة تزامن ذلك مع سحق الحركة الشعوبية وقمعها حيث لم يكن احد ليدفع له اجرة كتابة الشاهنامة ويعبر عن ندمه لما قام به من عمل ويوجه السب والشتم للذين كلفوه بانشاد الشاهنامة لانه اخذ يعاني من ضيق العيش، وهويتحدث بصراحة عن النقود التي لم تدفع له ازاء كتابة الشاهنامة».
خطه
تأثيرات
انظر أيضا
نطقب:Wikisourceauthor
Wikimedia Commons has media related to: الفردوسي |
- شاه نامه
- قائمة الشعراء والمؤلفين الإيرانيين
- أدب فارسي
- ساسانيون
- Iranistics
- قائمة الأضرحة
- جيري كلينتون
المصادر
- ^ http://www.e-resaneh.com/Arabic/adab/shahnameh.htm
- ^ "الشاهنامه، رائعه الفردوسي الخالدة - عبد الرحمن العلوي". مؤسسة الفكر الإسلامية. 2010.
- ^ http://www.ssnp.info/thenews/daily/Makalat/SabahMoussawi/sabah_08-09-03.htm
- ^ http://www.azzaman.com/azz/articles/2002/02/02-13/396.htm
1- خداينامه وشاهنامه فردوسي ـ د. محمد روشن ـ ص 227.
2- جهان بيني فردوسي ـ غلام علي آذرخشي ـ ص 172.
3- المصدر نفسه ـ ص 176.
4- نمود عقايد مختلف وشاهنامه ـ د. امين عبدالمجيد بدوي ـ ص 57 – 58.
- E.G. Browne. Literary History of Persia. (Four volumes, 2,256 pages, and twenty-five years in the writing). 1998. ISBN 0-7007-0406-X
- Jan Rypka, History of Iranian Literature. Reidel Publishing Company. 1968 OCLC 460598 ISBN 90-277-0143-1
- Shirzad Aghaee, Imazh-ha-ye mehr va mah dar Shahnama-ye Ferdousi (Sun and Moon in the Shahnama of Ferdousi, Spånga, Sweden, 1997. (ISBN 91-630-5369-1)
- Shirzad Aghaee, Nam-e kasan va ja'i-ha dar Shahnama-ye Ferdousi(Personalities and Places in the Shahnama of Ferdousi, Nyköping, Sweden, 1993. (ISBN 91-630-1959-0)
وصلات خارجية
- Khosrow Nāghed, (Dar Kargāh-e Andisheh va Khiāl-e Ostād-e Tūs), in Persian, Radio Zamāneh, August 5, 2008.
- Ferdowsi: Poems Ferdowsi's poems in English
- Iraj Bashiri, The Shahname of Firdowsi