تفكر
التفكر تصرف القلب في معاني الأمور لدرك المطلوب. وقيل: هوإحضار ما في القلب من فهم الأمور. وقيل: هوالعبارة عن الشيء بأسهل وأيسر من لفظ الأصل.
التفكر أوالتدبر أوإمعان الفكر أوالاستبصار هوإطلاق الفكر والعقل في أمر أوشيء ما. وهووفق مفاهيم التصوف تصرّف القلب بالنظر في الدلائل.
يعد التدبر وفق المفهوم الديني أحد أنواع الصلوات والتأمل في الكون.
التعريف
لغًة
الفِكر : إعمالُ الخاطِر في الشيء . نطق الجوهري : التفكر : التّأمُّلُ ، والاسمُ الفِكْرُ ، والمصدر الفَكْرُ ، بالفتح .
اصطلاحًا
نطق ابن القيم في تعريف الفكرة في ( منزلة الفِكرة ) : (( تحديق القلب إلى جهة المطلوب التماسًا له )) ،ونطق الشرباصي : (( التفكر بالمعنى الأخلاقي الإسلامي القرآني : هوحتى ينظر الإنسان في الشيء على وجه العبرة والعظة ، لتقوية جوانب الخير والصلاح ، ومقاومة دواعي الشر والفساد )) ،نطق القرطبي في تفسير قولـه تعالى : ﴿وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ﴾(( التفكر في قدرة الله تعالى ومخلوقاته والعِبر الذي بث ، ليكون ذلك أزيد في بصائرهم : وفي جميع شــيءٍ له آيةٌ تدُلُّ على أنَه واحـدُ )) .ونطق ابن عثيمين : (( التفكُر هوحتى الإنسان يُعمل فكره في الأمر حتى يصل فيه إلى نتيجة )) .
المصطلحات والألفاظ المقاربةاااا
التدبر - التذكر - الاعتبار - النظر - التأمل - البصر .
نطق الغزالي في الإحياء : ((أماالتدبر والتأمل والتفكر : فعبارات مترادفة على معنى واحد ليس تحتها معانٍ ، وأما اسم التذكر والاعتبار والنظر ، فهي مختلفةالمعاني وإن كان أصل المسمى واحد )).ومع وجود الاختلاف في معنى الاعتبار والنظر إلا حتى النظر قد يطلق - أحيانًا - ويُراد به الاعتبار .نطق الدامغاني :(( في الوجه الثالث لمعنى النظر في كتاب الله ] النظر : الاعتبار ، وقولـه تعالى في سورة الغاشية:﴿أَفَلاَ يَنظُرُونَ إِلَى الإِبْلِ كَيْفَ خُلِقَتْ﴾ أي ((أفلا يعتبرون )) .ولعل هذا هوالمعنى المشهجر الذي تتضمنه جميع حدثة منها ، والذي أشار إليه ابن القيم فذكر حتى التفكر والتذكر والنظر والتأمل والاعتبار والتدبر والاستبصار معانٍ متقاربة تجتمع في شيء وتفترق في آخر .
حكم التفكر ومشروعيته
قد أمر الله - عز وجل - بالتفكر في مخلوقاته والتأمل في بديع صنعه والنظر في آياته الشاهدة على وجوده ووحدانيته . نطق - عز وجل :﴿أَفَلاَ يَنظُرُونَ إِلَى الإِبْلِ كَيْفَ خُلِقَتْ * وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ * وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ * وَإِلَى الأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ * فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ﴾ ، نطق القرطبي - رحمه الله تعالى - :(( استدل بهذه الآية - وما كان مثلها من قوله تعالى : ﴿قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ﴾ وقوله تعالى : ﴿أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا﴾،من نطق بوجوب النظر في آياته والاعتبار بمخلوقاته . نطقوا : وقد ذم الله - تعالى - من لم ينظر ، وسلبهم الانتفاع بحواسهم فنطق تعالى : ﴿لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا﴾ .وسواء قيل بالوجوب أم بالاستحباب فإن الإعراض عن هذه العبادة - بلا شك - مصيبة ، إذ إنها إشارة إلى غفلة القلب وإعراضه عن ربه ، وقد جعل اللهُ - عز وجل - الإعراض عن التفكر عقوبة من العقوبات التي تلحق المتكبرين والحائدين عن طريق الحق ، نطق تعالى : ﴿سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ﴾. نطق الإمام الطبري : (( سأمنع فهم الحجج والأدلة الدالة على عظمتي ، قلوب المتكبرين عن طاعتي ، عقوبة لهم على تكبرهم ، فهم عن الاعتبار والادِّكار مصروفون ))
انظر أيضا
- تصور
- تأمل
- مطالعة النفس
مراجع
- ^ تعريفات الجرجاني
- ^ تدبر في قاموس المعاني
- ^ لسان العرب ، لابن منظور ، جخمسة ، ص 3451 ، دار المعارف
- ^ تهذيب مدارج السالكين ، ص 105 ، ابن القيم ، دار السوادي
- ^ موسوعة أخلاق القرآن ، للشرباصي ج 2 ، ص 226
- ^ الجامع لأحكام القرآن ، للقرطبي ، ج4 ، ص 313 .
- ^ شرح رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين ، ج2 ، ص 536 .
- ^ الإحياء ، للغزالي ، ج أربعة ، ص 426 ، ، للتوسع انظر الفروق التي أوردها بين معاني التذكير والاعتبار والنظر
- ^ قاموس القرآن أوإصلاح الوجوه والنظائر في القرآن الكريم ، الدامغاني ، ص 459 ، دار الفهم للملايين ، ط3
- ^ مفتاح دار السعادة ، ج1 ، ص 182 ، دار الفكر(العبارة بتصرف)
- ^ كتاب الرائد ،ج1 ص 206
- ^ كتاب الرائد دروس في التربية والدعوة ،ج1 ،ص205
- ^ الجامع لأحكام القرآن ، للقرطبي ، جسبعة ، ص 2310 - 331
- ^ مختصر تفسير الطبري ، للصابوني ، ج 1 ، ص 283 ، دار القرآن الكريم ، ط 1 .
مشاع الفهم فيه ميديا متعلقة بموضوع Contemplation. |