موال
الموال هوصنف من صنوف الشعر الشعبي العربي المعروف منذ زمن طويل. ويعتبر الموال من القوالب الغنائية التقليدية، ويعتبر من الفنون الملحونة التي انحرفت عن الفنون القولية. يعيش الموال ويزدهر على ألسنة الناس المتفكهين والظرفاء، وعلى ألسنة الشعراء الذين ينظمون الشعر الفصيح.
والموال فن غائي شعبي رائج في أغلب البلاد العربية، فهولون من الأدب الشعبي يظهر قدرات المغني ومساحته الصوتية، وامكان التطريب، والقدرة على الابتكار.
ويؤدى الموال عادة إما بطريقة السرد الالقائي أوبطريقة السرد الغتائي وكلاهما يؤدى منفرداً، ويعتمد على الارتجال والبراعة في استعراض الانتنطقات اللحنية. والموال يبدأ عادة بعبارة "يا ليل يا عين" لتحضير جوالتآلف والتعايش مع المستمعين، والانسجام مع الطابع المقامي الذي سيغنى منه المطرب.
التسمية
أصل حدثة موال: جذر الحدثة هو"المواليا"، وهوشكل شعبى عربى، إيقاعه واحد لا يتغير هوبحر البسيط، الذى احتفظ به الموال الشعبى فى مصر.
تاريخ الموال
هناك الكثير من النظريات في أصل الموال حيث ينسبه السيوطي في كتاب "شرح الموشح" إلى عصر هارون الرشيد حينما أصر على جواريه حتى يرثين وزيره جعفر البرمكي بعد بطشه به, فرثته جارية تدعى المواليا حيث نطقت:
- أين الذين حموها بالقنا والترس
- نطقت تراهم رمم تحت الأراضي الدرس
- سكوت بعد الفصاحة ألسنتهم خرس»
وقد شاع بعدها هذا النمط عند موالي آل برمك. في حين حتى صفي الدين الحلي وعبدالكريم العلاف في كتابه "الموال البغدادي" ينسبانه إلى فينسبونه إلى أهالي واسط في العراق. كما ان صفي الدين الحلي يقول ان الموال هومن البحر البسيط صوتاً على قاعدة البحر العريض وقد استمر الموال بهذه الطريقة حتى القرن الثامن الهجري حيث ظهر الموال الذي يستخدم اللهجة العراقية الدارجة وما تلاها من تفرع الموال في القرن الحادي عشر إلى ثلاثة أنواع أخرى هي الرباعي والأعرج والنعماني.
أشكال الموال
البغدادي
وهويهجرب من أربع شطرات متحدة القافية (أ أ أ أ)، وفى الممارسة العملية نرى من النماذج المنشورة، حتى الموال البغدادى أوالرباعى أحياناًقد يكون «أعرج»، أى به شطرة غير مقفاة وسنتحدث بعد قليل عن الموال الأعرج الخماسي.
ومن النماذج اللطيفة لهذا الموال الرباعى المسمى بالبغدادى وهوهنا أعرج (أ أ ب أ) هذه الطقطوقة:
سحبوا علينا سلاح الهجر وجه فينا
ولبسوا علينا ثياب الهجر وجافينا
والله اللى جفانا لا نجفاه
ونعمله سِنّ للمحرات وجافينا.
الموال الخماسي (الأعرج)
يهجرب هذا الموال من أربع شطرات متحدة القافية عدا السطر الرابع، ويرمز له بالآتى ( أ أ أ ب أ). وفى التطبيق العملى هناك حالات تكون كالتالى: (أ أ ب ب أ) مثال على ذلك.
يا واخد القرد إوعى يخدعك مالُه
تحتار فى طبعه وتتعذب بأحوالُه
حبل الوداد إذا وصلته يبتر احباله
تقضّى عمرك حليف الفكر والأحزان
ويمضى المال ويبقى القرد على حاله
الموال السداسي (المرصع)
يتكون من ستة سطور متحدة القافية ماعدا السطر الخامس (أ أ أ أ ب أ)، وأحيانا كما يتضح من بعض النماذج المنشورةقد يكون نمط التقفية كالتالى: (أ أ أ ب ب أ)، والنموذج الذى اخترته ينتمى لهذه التنويعة الأخيرة:
تعبان يا قلبى، من مَشْى الردِى تعبان
ياريت الطعام اللى كَلُه الردِي كان بَخّ فيه تٍعبان
شوف الردِي! ماش يتلَوْلَوكما التٍعبان
نطق ح تزور النبى،يا ترى؟ أنا قلت عاقد النية
وحقّ تٍربة نبى زين، والختمة الإلهية
من خالِف الوالدين طول عمره يعيش تعبان
الموال السباعي
الموال السباعي (أ أ أ ب ب ب أ):
يادهر مالك عليّا بالأسى عتماه (أى عتمة)
صبحتنى أبكى، ودمعى ع الخدود عتماه
زاد الهنا مُرّ بعد ما حِلِى عتماه
صبّحتنى أبكى وف زندى اليمين قايد
أنا من بعد ما كنت أسار فى الطريق قايد
عجبى على ناس دايماً شمعهم قايد
صبحم غلابة وديارهم بقت عتماه
ألوان الموال
موال الغزل
الغزِل المحتفى بالحب والحياة يسمى بالموال الأخضر، أما المواويل التى فيها عنصر المأساة وأحياناً الدم فتسمى بالموال الأحمر. وهناك من يتحدثون عن موال أبيض، لكنى لم أعثر على نماذج تؤيد ذلك، إذ يُعَرّف الموال الأبيض بأن فيه وصفاً للطبيعة، والله أفهم.
الموال القصصي
لا يرتبط بعدد معين من السطور، ولا بنمط معين للقافية، إنما هوشكل مُرسَل ومسترسل يصل طوله أ حياناً إلى ثلاثمائة سطر. وأشهر المواويل الشعبية القصصية الطويلة ترتبط بقصص الحب فى معظم الحالات، كما هوالحال فى موال: “حسن ونعيمة” و”ياسين وبهية” و”أيوب وناعسة”, و”شفيقة ومتولى” الذي يرتبط بمفهوم الشرف الصعيدى أ كثر من الحب. وهناك مواويل بطولية كموال “أدهم الشرقاوى”، وأقصر المواويل القصصية الشعبية هو“موال الطير”، وهوأيضاً سيرة حب لكن الشاعر الشعبى يتناولها رمزاً:
يا تاجر الود هوالود سَجَرُه قل
ولا سواقى الوداد نزحت وماءها قل
أنا سألت شيخ عالم التفت نطق لى
من عاشر الندل بعد الغندره بينذل
أصل الحكاية فرشت للطير شيشان الحرير والفل
تَنُّه يعافر معايا فى الزرد الرفيع وحَل (أى عافر حتى هرب من القفص)
أنا سألت على الطير.. نطقوا لى الطير راح جرجا بلد عيسى
والقلب منى استوى لما بقى بسيسه
كنا فى شهر ر مضان والفقى سهران
قابلنى الفقى ف إيده قلم بيزوم
نطق لى تكتم السر قلت له والله العظيم ما أقول
نطق لى طيرك راح دمياط وهوخافى
دمياط كبيرة قوى عليها جميع الطيور تورد
انا نصبت للطير الشَّرَك وقويت له المضرب
من وِسع بختى طلع الطير فى وسط الطيور يشرب
مديت ايدى بصنعة وقمت ماسك فيه
أنا قلت له يا طير أنا جايبك حتة لحمه م السوق من غير ريش
وفهمتك الطيران والزك والتعشيش
ليه يا طير تلوف بغيرى وتجعل طعمتى بقشيش
اتمحك الطير ونطق لى بلاش تعفيش
التفت أقول له يا طير أنا جبت طير احسن منك وأ كحل عين من عينك
اتمحك الطير ونطق لى عريان اكسينى
قميص ملس ومن تحت القميص صينى
التفتّ أقول له يا طير القرشين اللى كان عِلمك بهم راحوا
وصبحت من عشرتك أنضف من الصينى
اتمحك الطير ونطق لى دا كان ريقى عسل يرويك
التفت أقول له هنيئا وامنع الساقى
اتمحك الطير ونطق لى عصاتى فى الهوى ترميك
التفت أقول له اضرب متين وانا الاقى
وأصل الحكاية فرشت للطير شيشان الحرير والفل
الموال الشعبي
وسواء فى الأشكال القصصية الطويلة أوالغنائية القصيرة، فإن الشاعر الشعبى المجهول، الذى لم يفهم رغم شاعريته قواعد العروض، أى أوزان الشعر، تمتلئ أشعاره بما يسميه المتخصصون "الكسر" فى الوزن، أى الخلل فى الإيقاع وموسيقى الشعر. لكنه استطاع رغم هذا حتى يأتى بصياغات شعرية عالية، وإذا كان يعيبه الإفراط فى الافتتان بلزوم ما يلزم فى قوافيه، والتضحية بالمعنى أوبوضوح المعنى فى سبيل ذلك.
نظم الموال
عدد الأبيات والشطرات:
المفـــرد: ثلاثي، خماسي، سباعي أى ثلاثة أوخمسة أوسبعة شطرات
الزوجي: رباعي، سداسي، ثماني أى أربعة أوستة أوثمانية شطرات
القوافي
تتنوع القوافي بحيث تكسر رتابة القافية الواحدة، ويمكن حتى تختلف القافية داخل المبتر الواحد كما يمكن تكرار قافية بعينها في نهاية جميع مبتر إما مماثلة لختام المبتر الأول أومختلفة عنه.
ومن الناحية الشعرية فالموال غناء بالعامية يستخدم اللغة الدارجة الواردة على ألسنة العامة بما في ذلك اصطلاحاتها وأمثالها وحكمها، وتستخدم فيه ألوان اللقاءة اللفظية كالجناس والطباق والصور البلاغية القوية كالتورية.
اللحن
الموال غناء فردي حر لا يتقيد بأزمنة أوإيقاعات، وإن بدأ المطرب غناءه بمقام موسيقي فإنه قد يتفنن في التنقل إلى مقامات أخرى بكيفية تمكنه من العودة إلى المقام الذي بدأ به، ولكن حيث حتى الأصل في الموال هوالارتجال النغمي فإن الموال قد يغنى من مقامات مختلفة ولا يشترط غناؤه من نفس المقام جميع مرة.
مشاهير الملحنون والمطربون
من أشهر ملحني الموال في القرن العشرين محمد عبد الوهاب، محمد القصبجي وزكريا أحمد
ومن أشهر مطربيه:
- محمد عبد الوهاب
- أم كلثوم
- فتحية أحمد
- صالح عبد الحي
- محمد عبد المطلب
- كارم محمود
- عبد الغني السيد
- محمد قنديل
- سيد مكاوي
- فريد الأطرش
- محمد الكحلاوي
- محمد فوزي
- صباح
- فايزة أحمد
- فيروز
- فهد بلان
- صباح فخري
- محمد رشدي
- محمد العزبي
المصادر
- ^ الموال، مجلة الموسيقى العربية
- ^ الأدب الشعبي العراقي, ماجد شبر, صفحة 29
- ^ الأدب الشعبي العراقي, ماجد شبر, صفحة 30-31
- ^ "الموال الشعبي". جريدة الأهرام. 2018-06-19. Retrieved 2018-06-22.
- ^ الموال، كلاسيكيات الموسيقى العربية