قناة السويس ومشكلاتها المعاصرة (كتاب)

عودة للموسوعة

قناة السويس ومشكلاتها المعاصرة (كتاب)

قناة السويس ومشكلاتها المعاصرة
المؤلف مصطفى الحفناوي
المترجم إيمان يحيى
البلد مصر
اللغة العربية
الموضوع تاريخ
الناشر الهيئة العامة لقصور الثقافة
الإصدار 2009

'قناة السويس ومشكلاتها المعاصرة هوكتاب من تأليف مصطفى الحفناوي، نشرته الهيئة العامة لقصور الثقافة في القاهرة، على ثلاث أجزاء، يتناول الجزء الأول الموقف القانوني لقناة السويس، ويدور الجزء الثاني عن المصري البريطاني على القناة، والجزء الثالث عن حرية الملاحة في القناة.

محتوى الكتاب

الكتاب هوالترجمة العربية للرسالة التي خطها الحفناوي بالفرنسية وناقشها بكلية الحقوق بجامعة باريس ونال عنها الدكتوراه في القانون بتقدير جيد جدا عام 1951.


الجزء الأول

يتناول المحرر في هذا الجزء الموقف القانوني لقناة السويس، حيث كانت القناة هي معضلة مصر عند جلاء بريطانيا منها، وعلى حد قول تام بك عبد الرحيم سفير مصر في واشنطن عام 1952 الذي نطق إذا معضلة مصر الأولى هي القناة لأن الأوساط العالمية على جهل تام بها، وهناك معلومات خاطئة غرستها النادىية البريطانية المغرضة ينصبون أنفسهم بموجبها حماة للقناة، ويصورون للعالم أنهم لوهجروها لتعطلت فيها الملاحة، ومنعت مصر سير السفن بها.

يتكون الجزء الأول من الكتاب من 12 فصلاً، يتناول في الأول منها خلفية تاريخية للقناة، وطريق رأس الراتى الصالح، والحروب الصليبية، والتسابق على استعمار الشرق، وتوجه النظر إلى السويس كأقصر الطرق على الرغم من ظهور طريق رأس الراتى الصالح.

ويعرض في الفصل الثانى للمساعي الفرنسية لوضع المشروعات البرية والبحرية للربط بين البحرين، وكانت هذه المساعي في عصور لويس الرابع عشر والخامس عشر والسادس عشر.

يقدم في الفصل الثالث حقيقة تفكير بونابرت في إقامة القناة، أثناء الحملة الفرنسية، وما وقع من تنافس بين انجلترا وفرنسا على امتلاك مصر، ومحاولة غزوانجلترا لمصر لتضمن لنفسها طريقاً للهند. ويفتتح الحفناوى الفصل الرابع بمقولة محمد على "أنا لا أريد حتى أفتح على مصر بسفورا آخر"، ويعرض لمساعى الأوروبيين للنيل من مصر، والتكتل المسيحى ضد مصر في معاهدة لندن. ويشرح في الخامس، مساعى الكونت سانت سيمونيان للاشتغال بمشروع القناة، واتصال ديلسيبس به. ويتعرض الفصل السادس كله لشخص فرديناند ديلسيبس، ونشأته وتأثره بآراء عصره، بدءاً من أبيه ماثيوديلسيبس الذى كان عين للاستعمار في أفريقيا. ويتناول الفصل السابع بالتفصيل سيرة أول فرمان أصدره سعيد باشا ليعطى ديلسيبس امتياز بدء الحفر في قناة السويس. كما يعرض في الفصل الثامن للمعركة الدبلوماسية بين بريطانيا وفرنسا على مشروع القناة، التى كادت تنذر للحرب بينهما، وفى الفصل التاسع يقوم المحرر بعرض سيرة فرمانخمسة يناير الذى كان أشد وطأة على مصر وأتى بقيود جديدة على القناة. ويشير الحفناوى في الفصل العاشر إلى موت الخديوسعيد نادما على منح جميع هذه الامتيازات، ودقة موقف إسماعيل الذى نطق "إنى أريد القناة لمصر ولا أريد حتى تكون مصر للقناة". ويعرض الفصل الحادى عشر لتطبيق المشروع في عهد إسماعيل بعد تسوية الخلافات مع الباب العالى، وأعمال الحفر والانشاء، وافتتاح القناة ومظاهر الأبهة، ويختتم الحفناوى كتابه بذكر خسائر مصر السياسية والمالية بعد بيع حصتها في أرباح القناة.

الجزء الثاني

يتناول الجزء الثاني من الكتاب النزاع المصرى البريطاني على القناة. وعالج فيها موضوع النزاع بين مصر وبريطانيا كمسألة من مسائل القانون الدولي العام، وبدأ بالكشف عن جذور الاحتلال البريطاني الذي سقط عام 1882، مستعرضا موقف مصر من الاحتلال.

ويبدأ الكتاب بمذكرة أوفدها مصطفى الحفناوي في 19 فبراير عام 1936 إلى أنطوني إيدن وزير خارجية بريطانيا آنذاك، وطالب الحفناوي في مذكرته بجلاء بريطانيا عن مصر. الكتاب يحوي أربعة أبواب تناول في الأول منها مسببات النزاع ومقدماته، وفي الباب الثاني عرض للسيادة على القناة، وبين الباب الثالث أوضاع القناة المتنوعة في آخر مراحل النزاع البريطاني في الفترة من 26 أغسطس 1936 حتى 1951، وختم في الباب الرابع بتقديم حل عملي للنزاع المصري البريطاني من حيث الشق الخاص بقناة السويس يتمثل في أمرين، هما الجلاء وتسوية المركز القانوني لمصر بعد الجلاء.

الجزء الثالث

الجزء الثالث من الكتاب بعنوان حرية الملاحة في القناة. يأتي هذا الجزء من الكتاب بعد تأميم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر للقناة، وما استتبعه من تأثيرات طالب الكثيرون الحفناوى بشرحها وتناولها في هذا الكتاب. ويشير الحفناوى في مقدمة الكتاب إلى حتى تأميم القناة لم يكن مفاجأة له، لكون هذا التأميم من الأمور التى كانت تشغل عبد الناصر. وهناك الكثير من الحقائق التاريخية التى يوردها الحفناوى في الكتاب منها استنادىء عبد الناصر له في مساء 23 يوليو1956 ليخبره بقرار التأميم، الذى كان وقتها محاطا بتكتم شديد. يتناول الحفناوى في هذا الكتاب المكون منخمسة أبواب مسألة حرية الملاحة في قناة السويس، وبدأ بدراسة تمهيدية للمبادئ المقررة في قانون البحار الدولى، وتاريخ فكرة الملاحة الحرة في الباب الأول من الكتاب، ثم الملاحة في قناة السويس في ضوء معاهدة القسطنطينية المبرمة في 29 أكتوبر 1888، وهوما يتعرض له الباب الثانى بشرح ما جرى في هذه الفترة في الحرب والسلم. ويتناول الباب الثالث شرح أحكام معاهدة القسطنطينية وحرية الملاحة في القناة من تاريخ هذه المعاهدة حتى نهاية الحرب العالمية الثانية. وفى الباب الرابع، عرض الحفناوى لمشكلات الملاحة المترتبة على حرب فلسطين، حيث فرضت مصر عدداً من القيود دفاعاً عن أمنها منذ حتى قامت تلك الحرب. ويختم المؤلف دراسته بمقارنة قناة السويس بالممرات المائية الأخرى مثل المضايق الهجرية، قناة بنما، قناة كييل، الدانوب وبعض الأنهار الأخرى. ويشير الحفناوى في الكتاب إلى حتى مصر لم تكن في أى وقت معارضة لقاعدة الملاحة الحرة في القناة، بل إنها من سعت في الإفادة منها.

في هذا الجزء نجد المعلومات الدقيقة في لقاءة المعلومات المغلوطة التي روجت لها النادىية البريطانية كما رصد قناة السويس منذ كانت حلما والمحاولات السابقة عليها وتطلع العالم لهذه القناة كما يعرض للمحاولات الفرنسية المبكرة لحفر القناة والتنافس بين انجلترا وفرنسا على امتلاك مصر ويستعرض سيرة ومساعي ديليسيبس في هذا السياق وأول فرمان أصدره سعيد باشا ليعطى ديلسيبس امتياز بدء الحفر في قناة السويس، والمعركة الدبلوماسية بين بريطانيا وفرنسا على مشروع القناة، التي كادت تنذر للحرب بينهما، وسيرة فرمانخمسة يناير الذي كان أشد وطأة على مصر وأتى بقيود جديدة على القناة.

ويعرض الفصل الحادى عشر لتطبيق المشروع في عهد الخديوي إسماعيل بعد تسوية الخلافات مع الباب العالي، وأعمال الحفر والانشاء، وافتتاح القناة ومظاهر الأبهة، ويختتم الحفناوى كتابه بذكر خسائر مصر السياسية والمالية بعد بيع حصتها في أرباح القناة غير أنه منذ وفاة هذا الرجل في 1980 لم يتذكره أحد رغم حتى جمال عبدالناصر قرأ كتابه عن القناة قبل التأميم بسنوات بل وقبل الثورة أيضا.

تقول سيرة الحفناوي، إنه ولد في محافظة الشرقية والتحق بكلية الحقوق عام 1935 وكان قد انتمى إلى الحزب الوطني الذي أسسه الزعيم مصطفي تام الذي كان مأخوذا به كرمز وطني وحين سقطت حكومة مصر معاهدة 36 أصدر كتاباً في تفنيد المعاهدة ثم انشغل بالعمل السياسي كما عمل بالصحافة وبالمحاماة، وواصل دراساته العليا بكلية الحقوق وجعل قضية قناة السويس ووضعها القانوني هما رئيسيا في دراساته وعهد حتى جميع وثائق القناة كانت في مقر الشركة بباريس، كماكانت هناك رسائل فهمية عن القناة أعدها مصريون كانت في فرنسا، مثل رسالة د. حسين حسني التي أجيزت من جامعة مونبيليه عن القناة عام 1933.

ولم تكن إمكانات الحفناوي تسمح له بالسفر لباريس للبحث فلجأ إلى وزير خارجية مصر في حكومة الوفد الأخيرة د. محمد صلاح الدين الذي أوفده إلى باريس ليكون مستشاراً صحفياً بالسفارة المصرية هناك ومكنه ذلك من ان يدخل مقر الشركة العالمية لقناة السويس ويطلع على وثائقها وفي يوليو1951 انتهى من إعداد رسالته ونوقشت في جامعة باريس، وانتهى في هذه الرسالة إلى حتى وظيفة القناة عالمية، تمر بها السفن من كافة أنحاء العالم، وطبقاً لاتفاقية القسطنطينية في عام 1888 فإن القناة يجب حتى تكون محايدة ويرتبط بهذه العالمية حتى القناة مصرية، على أرض مصرية.

وقد أحدثت الرسالة رد عمل قوي في باريس والقاهرة وكان مصطفي النحاس في مفاوضات معاهدة عام 36 وحاول النحاس فتح ملف القناة واستعادتها، لكن الإنگليز رفضوا، وازداد القلق المصري بعد الوثائق التي كشفها الحفناوي وتثبت تخطيط الشركة لعدم تسليم القناة للمصريين بعد انتهاء الامتياز في عام 1968 بدعوى ان القناة دولية ولا يجب حتى تهجر للمصريين وفي فبراير 1952 بدأ الحفناوي نشر رسالته بالعربية، وصدر الجزء الأول منها بمباركة الملك فاروق شخصياً ومساندة الديوان الملكي، خاصة وأن د. حسين حسني كان السكرتير الخاص للملك وفي أغسطس 1952 بعد الثورة بشهر نادى البكباشى جمال عبدالناصر د. الحفناوي إلى مخطه ودار بينهما نقاش طويل حول القناة، وفي نوفمبرمن نفس العام نادىعبدالناصر الحفناوي إلى نادي ضباط القوات المسلحة بحي الزمالك لالقاء محاضرة حول القناة، وطالب الحفناوي بتشكيل وزارة خاصة بالقناة تعمل على استعادتها من «الشركة العالمية» ثم تشكل مخط خاص بالقناة في مجلس الشيوخ، ويتبع رئاسة مجلس الوزراء مباشرة.

وكان هوأبرز العاملين به، وكان المخط يفهم جميع ما يتعلق بالقناة، وفي نوفمبر عام 54 صدر قرار جمهوري بإعادة تشكيل مخط القناة برئاسة د. حامد سلطان وعضوية محمد الغتيت ومصطفى الحفناوي وكان المخط يتبع رئاسة الجمهورية ومهمته دراسة أوضاع القناة واحتمال تأميمها ثم كلف عبدالناصر ضابط المخابرات المسؤول عن منطقة القناة بجمع المعلومات عن شركة القناة وما يدور فيها،ودخلت مصر مفاوضات مع الشركة العالمية لزيادة ولج مصر من القناة ولزيادة عدد المصريين الذين يعملون مرشدين ورفضت الشركة وكان ولج القناة 35 مليون جنيه سنوياً نصيب مصر منها ثلاثة ملايين وكان بالقناة 250 مرشداً بينهم 40 مصرياً فقط، وكان جميع المسؤولين والمدراء بالقناة من الفرنسيين إلى غير ذلك اختمرت فكرةالتأميم في ذهن عبدالناصرلكنه كان ينتظرالتوقيت،وفي 24 يوليو56 استقبل عبدالناصر د. الحفناوي وصارحه بأنه قرر تأميم القناة وطلب الحفناوي تأجيل القرار عدة شهور لحين تهيئة الرأي العام لتلك المستوى، وعهد عبدالناصر إلى مخط القناة بإعداد قرار التأميم، وطلب ناصر من الحفناوي ألا يتصل بأحد مطلقاً واحضر له مجموعة من الأشخاص في مجلس قيادة الثورة كي يشرح لهم سيرة القناة بالكامل وكان من بينهم عبدالحكيم عامر، وفي اليوم التالي استنادىه عبدالناصر إلى مخطه بمجلس القيادة وطلب منه ان يخط الخطاب الذي سيلقيه مساء 26 يوليو، وأن يقوم بالصياغة النهائية لقرار التأميم وحين تشكل مجلس إدارة الهيئة عند اتمام عملية التأميم كان الحفناوي عضواً به ومستشاراً قانونياً للشركة المصرية وتولى كافة القضايا التي حملت على مصر بعد التأميم في أوروبا

ووفق ماخطه المحرر الصحفي رشاد تام حتى الصدفة كانت وراء عشق (د. مصطفى الحفناوى) واهتمامه بموضوع قناة السويس، ففى عام 1946 وكان وقتها هومحامى (شركة قناطر إسنا) ودعته لزيارة لندن بالباخرة وكان هوالمصرى الوحيد بين الركاب، وتصادف حتى شاهد مواطنا إنجليزيا يتصدر المائدة في الصباح ويقص على المسافرين أمورا عن قناة السويس بلغة جارحة لمصر والمصريين وغضب الحفناوى ونطق للرجل بهدوء: إذا امتياز الشركة سينتهى في عام 1968 وبعدها تسترد مصر قناتها، وثار الرجل وشاركه في هياجه الأجانب الذين كانوا ينصتون لحديثه، وانسحب من المائدة من فرط الإهانة التي لحقت به حتى وصل إلى لندن !

ويقول الحفناوى: طلبت من أحد مرافقى حتى يصحبنى إلى إكسفورد لمشترى الخط، ولما سألنى أي لون من الخط أريد،يا ترى؟ قلت: أريد حتى اقتنى كتابا عن قناة السويس! فإذا بالرجل يصطحبنى إلى دار من دور المحفوظات التاريخية كان موظفا فيها وهى خاصة بمحفوظات قديمة عن قناة السويس ويتردد عليها الباحثون، فما حتى تصفحت أول ملف إلا وقد القى في قلبى حتى الله تعالى هوالذي رتب جميع هذا، وقررت فورا حتى التحق بجامعة أوروبية لدراسة القانون الدولى دراسة متخصص يعد رسالة فهمية عن قناة السويس ويدافع فيها عن بلاده.

وفى هذه الفترة اكتشف تفاصيل مؤامرة تدويل قناة السويس فيقول:

«فى سنة 1950 كنت مستشاراً صحفياً بسفارة مصر في فرنسا، وعينت في هذه الوظيفة خصيصا لغرض واحد كان يعهده سرا رجل واحد عاوننى في هذه المهمة،وهوالدكتور (محمد صلاح الدين) وزير الخارجية يومئذ الذي دبر معى هذه الحيلة وأنا مشغول بإعداد رسالتى لأتمكن تحت ستار دبلوماسى من الاتصال بشركة قناة السويس كى أنقب في ملفاتها، وعملا نجح التدبير وفتح لى (شارل رو) رئيس مجلس إدارة الشركة بنفسه محفوظات الشركة في باريس متوهما أنى أعد كتابا عن القناة لمصلحة شركته الاستعمارية، وكشف لى عن أوراقه، وأوقفنى على فكرة التدويل وطلب قيام لجنة دولية تابعة للأمم المتحدة تحل محل الشركة قبل انتهاء أجل الامتياز وأطلعنى على المشروع... وتوجهت من فورى إلى السفارة وفى يدى تقرير بتفصيل ما دار بينى وبينه وعنوانه مؤامرة لتدويل القناة وطلبت من السفارة تحذير الحكومة المصرية وإرسال التقرير بالشفرة فورا إلى رئيس الحكومة وكان وقتها مصطفى النحاس باشا!!»

وقد فوجئ الحفناوى بموظفين من السفارة يستجوبانه: من الذي أذن لك بالتوجه إلى الشركة،يا ترى؟ ونطقا إذا التقرير يفترض أن يسبب صداعا للسفارة وقد يسئ إلى العلاقات بين مصر وفرنسا.. ومع ذلك أوفد التقرير لكنه نام في ملفات الإهمال بوزارة الخارجية

وبعد عامين بالضبط افتتحت شركة قناة السويس مخطا لها في نيويورك بالقرب من الأمم المتحدة لكى تدرس لمصر في المجال الدولى وتقوم الشركة في صحف فرنسا وغيرها بنشاط فذ في النادىية لمد امتياز شركة قناة السويس أوتأليف لجنة دولية لإدارة القناة ويكون لمصر فيها نصيب.

وفي 1954 وحسب ما خطه الحفناوى في الجزء الرابع من موسوعته «قناة السويس ومشكلاتها المعاصرة» فإنه قد اجتمع بالوزير المفوض في مصر بدار المفوضية الذي أعرب له حتى بلاده في مقدمة حكومات الغرب المعنية بالإدارة المشرفة على قناة السويس ومصير هذه الإدارة عند انتهاء أجل الالتزام في 16 نوفمبر سنة 1968 وأن الأربعة عشر عاما المتبقية من أجل الالتزام لا تكفى الحكومة المصرية لإعداد إدارة مصرية تقوم بإدارة الملاحة في القناة مستقبلا!

والحل حتى تشكل قبل نهاية الامتياز لجنة دولية تحل محل شركة قناة السويس ونحن ـــ أي الوزير المفوض ننتظر حتى تتقدم مصر بمحض إرادتها واختيارها تدعوالدول إلى اتفاق تعقده لتنظيم هذا الأمر،

ورد الحفناوى عليه بأن هذا الكلام ليس جديدا، وأنه تجاوز «لشارل رو» حتى عرضه عليه ووصفه بأنه الحل الوحيد وأضاف إليه اقتراحا أخر هوجلاء القوات البريطانية عن منطقة قناة السويس وحلول قوات دولية محلها تكون خاضعة لإشراف هيئة الأمم ووصف الحفناوى هذا الكلام بالكلام الفارغ وعاد ليشرح للوزير المفوض الرأى القانونى من حيث ملكية مصر للقناة والسيادة عليها وضرورة التفريق بين الملكية والوظيفة، لكن الوزير المفوض نطق له: إذا جميع دولة تتنازل الآن عن قسط من سيادتها لخدمة المصالح العالمية، ونحن تنازلنا عن جانب من سيادتنا، وليس ثمة ما يمنع مصر من حتى تتنازل عن قدر من سيادتها على القناة

وكان رد د.الحفناوى بعد مناقشات طالت هوقوله: لا نجد إلا حلا واحدا وهوحتى تدار القناة بفهم الحكومة المصرية

وحمل الحفناوى تقريره إلى الحكومة بتاريخ 28 يونيه سنة 1954 الذي يقول فيه واصفا نوايا الغرب أبتر لسيادتكم بأنهم يبيتون شيئا يعدون له من الآن

كان رئيس الحكومة وقتها هو«جمال عبدالناصر» الذي تولى رئاسة الوزراء في 17 أبريل 1954 عقب إعفاء اللواء «محمد نجيب» من هذا المنصب وبعد عامين بالضبط اتى قرار تأميم قناة السويس في 26 يوليو1956 الذي علق عليه الحفناوي بقوله :«إن هذا الإجراء التاريخى الذي اتخذه الرئيس جمال عبدالناصر لم يكن بالنسبة لى مفاجأة غير متسقطة، فأنا أفهم من سنوات مضت حتى سيادته كان دائم البحث والتفكير في أمر شركة قناة السويس السابقة كقيد خطير من القيود التي فرضت على سيادة مصر، وأفهم أنه بعد درس عميق للمشكلة أعد برنامجه ووضع خطته واختار الوقت الذي رآه مناسبا لتسديد ضربته المباغتة للاستعمار، ولن أنسى قط استنادىءه لى في مساء 23 من يوليوسنة 1956 وكنت في صميم الريف منصرفا للزراعة ليفض إلى نبأ قراره التاريخى، وكان الخبر وقتئذ محوطا بتكتم شديد، كان من المقرر حتى تقام عدة احتفالات في مصر بمناسبة مرور خمسين عاماً على تأميم قناة السويس ولكن ما يجري في لبنان من عدوان إسرائيلي أدى إلى تقليص تلك الاحتفالات والاكتفاء بندوتين بمخطة الاسكندرية، وبمدينة الإسماعيلية.

وكشف المهندس محمد عزت عادل الرئيس السابق لهيئة القناة عن حتى قرار التأميم الذي أعربه الرئيس الراحل جمال عبدالناصر من ميدان المنشية بالاسكندرية يوم 26 يوليو1956قد أعده من الناحية القانونية وخطه د. مصطفى الحفناوي الذي لا يعهده أبناء الأجيال الجديدة رغم الدور المهم الذي قام به. ومنذ وفاته في عام 1980 لم يتذكره احد، وخلط بعض الباحثين والمعلقين بينه وبين د. مصطفى الحفناوي الذي كان يشغل مسقط وزير الإسكان في مصر وقت وفاة الحفناوي الأول، رغم ان الحفناوي الوزير كان مهندساً معمارياً والحفناوي الذي نعنيه كان قانونياً وصحفياً. وقد ولد الحفناوي بمحافظة الشرقية والتحق بكلية الحقوق عام 1935 وكان متشبعاً منذ صغره بسيرة وكفاح الزعيم مصطفى تام وانتمى الى الحزب الوطني وما حتى سقطت حكومة مصر معاهدة 36 حتى انبرى يهاجمها واصدر كتاباً في تفنيدها مما عرضه للاعتنطق بعض الوقت وانشغل بالعمل السياسي والكتابة للصحف لذا تخرج بعد سبع سنوات في الكلية وعمل بالصحافة وبالمحاماة، وكانت القناة قد أصبحت هماً وطنياً لدى قطاعات كبيرة في مصر.

لذلك قرر الحفناوي حتى يواصل دراساته العليا بكلية الحقوق وان تكون قناة السويس ووضعها القانوني موضوعاً لدراسته، ولكنه اصطدم بعقبة لأن جميع وثائق القناة كانت في مقر الشركة بباريس، أي حتى القناة على أرض مصر والعمل داخل مصر، لكن إدارة الشركة وكل الأوراق والوثائق المتعلقة بها تنقل الى باريس والأوامر العليا المتعلقة بتشغيل القناة تصدر من باريس.

ولم يكن غريباً حتى الرسائل الفهمية عن القناة والتي أعدها مصريون كانت في فرنسا، مثل رسالة د. حسين حسني التي أجيزت من جامعة مونبيليه عن القناة عام 1933 ولم يكن بمقدور الحفناوي اقتصادياً ان يسافر الى باريس للبحث فلجأ الى وزير خارجية مصر في حكومة الوفد الأخيرة د. محمد صلاح الدين الذي أوفده الى باريس ليكون مستشاراً صحفياً بالسفارة المصرية هناك وكلفه بمهمة محددة هي عرض قضية استقلال مصر ومكنه ذلك من ان يدخل مقر الشركة العالمية لقناة السويس ويطالع وثائقها جيداً، واكتشف ان الشركة في عقد تأسيسها عام 1854 طبقاً لفرمان والي مصر محمد سعيد باشا الى ديليسبس هي شركة مساهمة مصرية خالصة وقد أخفت الشركة هذه الوثائق تماماً. وفي يوليو1951 انتهى من إعداد رسالته ونوقشت في جامعة باريس، وانتهى في هذه الرسالة الى حتى وظيفة القناة عالمية، تمر بها السفن من كافة أنحاء العالم، وطبقاً لاتفاقية القسطنطينية في عام 1888 فإن القناة يجب ان تكون محايدة ويرتبط بهذه العالمية حتى القناة مصرية، على أرض مصرية، وحفرت بأيد مصرية وتحملت مصر وحدها كافة تكاليف الحفر، والوظيفة لا يترتب عليها تغيير صفة الملكية ولا حتى تمس قوانين الدولة التي تقع فيها المنشأة الدولية وإدارة القناة يجب حتى تكون مصرية، وقد أحدثت الرسالة رد عمل قوي في باريس وفي القاهرة.

في القاهرة كانت القناة تمثل جرحاً غائراً، وفي مفاوضات معاهدة عام 36 حاول مصطفى النحاس فتح ملف القناة واستعادتها، لكن الانجليز رفضوا، وازداد القلق المصري بعد الوثائق التي كشفها الحفناوي وتثبت تخطيط الشركة لعدم تسليم القناة للمصريين بعد انتهاء الامتياز في عام 1968 بدعوى ان القناة دولية ولا يجب حتى تهجر للمصريين وأن العالم الحر هوالمستفيد منها، وكانت الصحف الفرنسية والبريطانية وبعض الكتاب قد أثاروا بقلق مستقبل القناة، منذ حتى سقطت مصر اتفاقية إلغاء الامتيازات الأجنبية في عام 1937 وفي فبراير 1952 بدأ الحفناوي نشر رسالته بالعربية، وصدر الجزء الأول منها بمباركة الملك فاروق شخصياً ومساندة الديوان الملكي، خاصة وأن د. حسين حسني كان السكرتير الخاص للملك. وفي أغسطس عام ،1952 أي بعد أقل من شهر على خلع الملك فاروق نادى البكباشى جمال عبدالناصر د. الحفناوي الى مخطه ودار بينهما نقاش طويل حول القناة، وفي نوفمبر من نفس العام نادى عبدالناصر الحفناوي الى نادي ضباط القوات المسلحة بحي الزمالك لالقاء محاضرة حول القناة، حضرها عدد من ضباط الحركة المباركة التي سيصبح اسمها فيما بعد ثورة يوليو وتحدث الحفناوي عما توصل اليه وطالب بتشكيل وزارة خاصة بالقناة تعمل على استعادتها من الشركة العالمية ثم تشكل مخط خاص بالقناة في مجلس الشيوخ، ويتبع رئاسة مجلس الوزراء مباشرة.

وكان د. الحفناوي أبرز العاملين به، وكان المخط يفهم جميع ما يتعلق بالقناة، وفي نوفمبر عام 54 صدر قرار جمهوري بإعادة تشكيل مخط القناة برئاسة د. حامد سلطان وعضوية محمد الغتيت ومصطفى الحفناوي وكان المخط يتبع رئاسة الجمهورية ومهمته دراسة أوضاع القناة واحتمال تأميمها ثم كلف عبدالناصر ضابط المخابرات المسؤول عن منطقة القناة بجمع المعلومات عن شركة القناة وما يدور فيها، ودخلت مصر مفاوضات مع الشركة العالمية لزيادة ولج مصر من القناة ولزيادة عدد المصريين الذين يعملون مرشدين ورفضت الشركة بإصرار، وكان ولج القناة 35 مليون جنيه سنوياً نصيب مصر منها ثلاثة ملايين وكان بالقناة 250 مرشداً بينهم 40 مصرياً فقط، وكان جميع المسؤولين والمدراء بالقناة من الفرنسيين. إلى غير ذلك اختمرت فكرة التأميم في ذهن عبدالناصر، لكنه كان ينتظر التوقيت، وفي 24 يوليو56 استقبل عبدالناصر د. الحفناوي وصارحه بأنه قرر تأميم القناة وطلب الحفناوي تأجيل القرار عدة شهور لحين تهيئة الرأي العام لتلك المستوى، وعهد عبدالناصر الى مخط القناة بإعداد قرار التأميم، ولأن أستاذ القانون ورئيس المخط د. حلمي بهجت بدوي كان متغيباً في الخارج فقد تولى الأعضاء وضعه ومن أبرزهم الحفناوي نفسه ومحمد علي الغتيت والمستشار بدوي حمودة ممثلاً لمجلس الدولة والمستشار حسن نور الدين بوزارة الداخلية.

وطلب ناصر من الحفناوي ألا يتصل بأحد مطلقاً واحضر له مجموعة من الأشخاص في مجلس قيادة الثورة كي يشرح لهم سيرة القناة بالكامل وكان من بينهم عبدالحكيم عامر، وفي اليوم التالي استنادىه عبدالناصر الى مخطه بمجلس القيادة وطلب منه ان يخط الخطاب الذي سيلقيه مساء 26 يوليو، وكان عبدالناصر يتفاءل بذلك اليوم ويلقي فيه خطاباً بالاسكندرية، باعتبار انه اليوم الذي غادر فيه الملك الأسكندرية، وطلب منه ايضاً ان يقوم بالصياغة النهائية لقرار التأميم.

وحين تشكل مجلس إدارة الهيئة عند اتمام عملية التأميم كان الحفناوي عضواً به ومستشاراً قانونياً للشركة المصرية وتولى كافة القضايا التي حملت على مصر بعد التأميم في أوروبا، وكان قانونياً ومحامياً بارعاً، وارتبط اسمه بالقناة، وفي عام 1957 أصدرت هيئة القناة طبعة أنيقة من موسوعته عن القناة في خمسة مجلدات، ومن يومها لم تطبع ثانية حتى هذه اللحظة، ورغم حتى له مجموعة أخرى من المؤلفات ولم يتوقف عن الكتابة ورغم تاريخه مع الحزب الوطني فإنه يذكر بكتابة عن القناة، ونسى الجميع جميع إنجازاته سوى دوره في تأميم قناة السويس وأنه أول من نادى بهذه الفكرة.


المصادر

  1. ^ "الجزء الثالث من "قناة السويس" لمصطفى الحفناوى". جريدة اليوم السابع. 2009-09-29. Retrieved 2015-01-02.
  2. ^ قناة السويس ومشكلاتها المعاصرة" في كتاب". جريدة اليوم السابع. 2009-09-07. Retrieved 2015-01-02.
  3. ^ "الجزء الثانى من "قناة السويس" عن النزاع المصرى البريطانى". جريدة اليوم السابع. 2009-09-07. Retrieved 2015-01-02.
تاريخ النشر: 2020-06-04 19:43:17
التصنيفات: كتب تاريخ, كتب 2009, كتب الهيئة العامة لقصور الثقافة, قناة السويس

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

السودان: درجات الحرارة توالي ارتفاعها في جميع أنحاء البلاد

المصدر: صحيفة التغيير - السودان التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-23 15:25:45
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 57%

الذهب يعزز مكاسبه وسط رهانات على وقف زيادات الفائدة الأميركية

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-23 15:26:48
مستوى الصحة: 87% الأهمية: 95%

ميدفيديف: روسيا تخطط لإنتاج 1500 دبابة العام الجاري

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-23 15:26:46
مستوى الصحة: 80% الأهمية: 87%

جلالة الملك يهنئ رئيس باكستان بمناسبة العيد الوطني لبلاده

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2023-03-23 15:26:23
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 63%

مقتل فلسطيني برصاص إسرائيلي في الضفة باليوم الأول من رمضان

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-23 15:26:40
مستوى الصحة: 93% الأهمية: 87%

فرنسا: يوم تاسع من الإضرابات والمظاهرات ضدّ إصلاح نظام التقاعد

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-23 15:26:47
مستوى الصحة: 92% الأهمية: 95%

فرنسا.. يوم جديد من الإضرابات والمظاهرات ضد إصلاح نظام التقاعد

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-23 15:27:19
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 64%

«ناقلات الظل»... تقوض جهود السلامة وتنقل النفط من دول خاضعة لعقوبات

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-23 15:26:37
مستوى الصحة: 84% الأهمية: 92%

فرنسا.. يوم جديد من الإضرابات والمظاهرات ضد إصلاح نظام التقاعد

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-23 15:27:13
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 68%

pendik escort
betticket istanbulbahis zbahis
1xbetm.info betticketbet.com trwintr.com trbettr.info betkom
Turbanli Porno lezbiyen porno
deneme bonusu
levant casino levant casino levant casino levant casino levant casino levant casino
bodrum escort
deneme bonusu veren siteler
Bedava bonus casino siteleri ladesbet
deneme bonusu veren siteler
deneme bonusu
deneme bonusu
sex ki sexy
deneme bonusu
kargabet
تحميل تطبيق المنصة العربية