ثورة العلويين (762-763)
| ||||||||||||||||||
ثورة العلويين 762–763 أوثورة محمد النفس الزكية، كانت ثورة قام بها الحسنيون، فرع من العلويين على الخلافة العباسية حديثة النشأة. الحسنيون، بقيادة محمد النفس الزكية وشقيقه ابراهيم، لم يعترفوا بشرعية الخلافة العباسية.
ثورة محمد في المدينة
كان محمد النفس الزكية يرى نفسه أحق بالخلافة من أبي جعفر المنصور، فامتنع عن بيعته، كما امتنع من قبل عن بيعة أبي العباس السفاح، فلما ولي أبوجعفر المنصور رأى في بقاء محمد وأخيه خطرًا يهدد دولته، وأيقن أنهما لن يكفا عن الدعوة إلى أحقية البيت العلوي بالخلافة، وأقلق اختفاؤهما الخليفة اليقظ؛ فبذل ما في وسعه لفهم مكانهما فلم ينجح في الوصول إليهما، وعجز ولاة المدينة عن تتبع أخبارهما، فاستعان بوالٍ حديث للمدينة غليظ القلب للوصول إلى مكان محمد النفس الزكية، فلجأ إلى القبض على عبد الله بن الحسن والد الزعيمين المختفيين وهدده وتوعده، وقبض أيضا على نفر من آل البيت، وبعث بهم مكبلين بالأغلال إلى الكوفة فشدد عليهم الخليفة وغالى في التنكيل بهم، فاضطر محمد النفس الزكية إلى الظهور بعد حتى مكث دهرا يدعولنفسه سراً، واعترف الناس بإمامته في مكة والمدينة، وتلقّب بأمير المؤمنين، وكان الناس يميلون إليه لخلقه وزهده وحلمه وبعده عن الظلم وسفك الدماء حتى أطلقوا عليه النفس الزكية. وحين نجحت حيلة المنصور في إجبار محمد النفس الزكية على الظهور بعد القبض على آل بيته، بعث إليه بجيش كبير يقوده عمه عيسى بن موسى فتمكن من هزيمة محمد النفس الزكية وقتله بالمدينة المنورة فيستة ديسمبر 762.
ثورة ابراهيم في البصرة
أوفد محمد النفس الزكية، شقيقه ابراهيم إلى البصرة لنشر الدعوة سراً، فنادى الناس إلى بيعة أخيه، فاستجابوا له، وكان فيهم جماعة كثيرة من الفقهاء وأهل الفهم، واستولى على دار الإمارة. ولما بلغه مقتل أخيه محمد بايعه العلويون في البصرة وجهزوا جيشاً وتوجه به إلى الكوفة يريد المنصور، فجهز المنصور لقتاله جيشا بقيادة ابن أخيه عيسى بن موسى بن محمد العباسي ومعه حميد بن قحطبة فالتقوا بابراهيم ومؤيديه في مسقط يدعى باخمري - على ستة عشر فرسخاً من الكوفة - وفي معركة ضارية جرت بين الفريقين سنة 145هـ اغتال ابراهيم وحمل رأسه إلى المنصور. وبذلك زال خطر هائل كان يهدد سلامة الدولة الناشئة.
وقد أثبتت هذه الأحداث المتلاحقة والثورات العارمة، ما يمتلكه الخليفة أبوجعفر المنصور من براعة سياسية وخبرة حربية، وقدرة على حشد الرجال، وثبات في المحن، ودهاء وحيلة في الإيقاع بالخصوم، وبذلك تمكن من التغلب على المشكلات التي قابلته منذ حتى تولى الحكم.
النتائج
أعقب فشل ثورة محمد وابراهيم على العباسيين، شن حملة اضطهاد واسعة ضد العلويين، وسُجن أوقُتل منهم الكثيرين، حتى وفاة المنصور التي تلتها فترة أخرى من محاولات المصالحة في عهد المهدي (حكم 775–785)، والتي انتهت بثورة علوية أخرى عام 786. ظلت العلاقات بين العباسيين والعلويين مضطربة: فترات اضطهاد، عادة ما تأتي بعد ثورات العلويين، وتخللتها فترات من التصالح النسبي. بالرغم من حتى المأمون (حكم 813–833)، قام بتعيين أحد العلويين، علي بن موسى الرضا، ولياً لعهده أثناء الفتنة الرابعة، إلا حتى هذا لم يستمر، وفي عهد خلفاء المأمون، أُبعدت العائلتين بالكامل. أبناء محمد وأشقاؤه، رحل منهم الكثير إلى أقصى أركان الخلافة فراراً من اضطهاد العباسيين، حيث قاموا في بعض الأحيان بتأسيس أسرات محلية، مثل اللفسة في المغرب، والتي أسسها إدريس شقيق محمد، أوالأسرة العلوية في طبرستان.
المصادر
- ^ "الثورات والغارات التي اعترضت مسيرة التاريخ الإسلامي في العهد العباسي الأول". منتديات ستار تايمز. 2006-01-12. Retrieved 2014-01-21.
- ^ خطأ استشهاد: وسم
<ref>
غير سليم؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماةAlids
-
^ خطأ استشهاد: وسم
<ref>
غير سليم؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماةBuhl389
المراجع
- Buhl, F. (1993). "Muḥammad b. ʿAbd Allāh". . Leiden and New York: BRILL. pp. 388–389. ISBN .
- Cobb, Paul M. (2011). "The empire in Syria, 705–763". In Robinson, Chase F. (ed.). The New Cambridge History of Islam, Vol. 1: The Formation of the Islamic World, Sixth to Eleventh Centuries. Cambridge, UK: Cambridge University Press. pp. 226–268. ISBN .
- El-Hibri, Tayeb (2011). "The empire in Iraq, 763–861". In Robinson, Chase F. (ed.). The New Cambridge History of Islam, Vol. 1: The Formation of the Islamic World, Sixth to Eleventh Centuries. Cambridge, UK: Cambridge University Press. pp. 269–304. ISBN .
- Kennedy, Hugh N. (2004). (Second ed.). Harlow, UK: Pearson Education Ltd. ISBN .
- Lewis, B. (1986). "ʿAlids". . Leiden and New York: BRILL. pp. 401–403. ISBN .
- Veccia Vagleri, L. (1986). "Ibrāhīm b. ʿAbd Allāh". . Leiden, and New York: BRILL. pp. 983–985. ISBN .