المجرد والمزيد في صرف حدثات اللغة العربية هما تصنيفان للحدثات بحيث يطلق مصطلح " مجرد " على الحدثات التي تتألف من الحد الأدنى من الأحرف المعبرة عن الدلالة العامة للحدثة، ويطلق مصطلح " المزيد " للحدثات التي زيد فيه حرف أوأكثر على الأحرف الأصول للحدثة. فحدثة " جلس " مثلا تتكون من ثلاثة أحرف هي : الجيم، واللام، والسين، ولا يمكن إدراك دلالة الحدثة بأقل من هذه الأحرف. أما حدثة " جلوس "، فمن المؤكد حتى لها ارتباط بالحدثة السابقة، وهذا الارتباط هوتضمنها معنى العمل السابق، مع معنى إضافي نتج عن زيادة حرف الواو، وهذا النوع من الحدثات يطلق عليه مصطلح " المزيد "، لأنه زيد فيه حرف، أوأكثر على الأحرف الأصول للحدثة.

والفرق بين الأحرف الأصلية للحدثة، والأحرف الزائدة حتى الأولى خاصة بالحدثة نفسها، وتحمل معناها المعجمي الأساسي المتفرد، أما الثانية فهي تتكرر في نظائر كثيرة لهذه الحدثة تشهجر معها في البناء، فحرف الواوالزائد في حدثة " جلوس " نجده حدثات أخرى مثل وجد، سمو، وردة، عصفور … إلخ وهذا يعني حتى هناك مستويين لمعنى الحدثة المزيدة، أحدهما المعنى المعجمي الخاص وهوما تحمله الأحرف المجردة، والآخر معنى البناء الذي تشارك في حمله أحرف الزيادة، والمعنى الذي جلبته أحرف الزيادة إنما هومعنى البناء، ذلك المعنى الذي قد تكرر مع جميع حدثة على هذا البناء. (1).

أحرف الزيادة

يزاد على الأصل بطريقتين

1- تضعيف الحرف الأصلي، وهوزيادة حرف من جنس عين الحدثة، أولامها. مثل : كَرُمَ : كرَّم، حَطَمَ : حطَّم، عَلِمَ : علَّم، جلب : جلبَبَ، طمأن : اطمأنَّ.

""دروس في فهم الصرف""

وهذا النوع من الزيادة ليس خاصا بحرف دون الآخر، بل جميع أحرف الهاتى يمكن تضعيفها ماعدا " الألف " فلا تضعف، لأنها حرف مد، وتظهر هذه الأحرف في الميزان مضعفة بشكلها الموجود في الحدثة الموزونة، لا بنصها.

مثل : علَّم : فَعَّلَ، جلبب : عملل.

""إقحام حرف من أحرف الزيادة الفهم في حدثة (سألتمونيها).""

ويمكن التفريق بين الحرف الناتج عن التضعيف الأصلي، ومماثلة من أحرف سألتمونيها في زيادة الحدثة، حتى زيادة أي حرف من أحرف سألتمونيهاقد يكون مطردا في زيادته، وفي مواضع مختلفة من الحدثة، في حين زيادة الحرف

1. 3 ما كان على وزن " فَوْعَلَ " : " يُفَوْعِلُ ". وهولازم.

نحو : حَوْقَلَ : يُحَوْقِلُ، وأصله : حَقُلَ بمعنى ضَعُفَ.

نقول : حوقل الشيخ. إذا ضعف وفتر عن الجماع.

ويكون مركبا في النحت. نحو : حوقل المصلي.

نطق : لا حول ولا قوة إلا بالله.

ومنه : جَوْرَبَ : يُجَوْرِبُ. وهومتعد.

نحو : جوربت الأم طفلها. أي : ألبسته الجورب.

2 ـ ما كان على وزن " فَعْوَلَ " : " يُفَعْوِلُ ". ويكون متعديا ولازما.

مثال المتعدي : جَهْوَرَ : يُجَهْوِرُ. وأصله جَهَرَ بالقول. أي : حمل صوته به.

تقول : جهور الرجل قوله. أي : حمله.

ومثال اللازم : رَهْوَلَ : يُرَهْوِلُ. أي : أسرع.

تقول : رهول الغلام في مشيته.

3 ـ ما كان على وزن " فَيْعَلَ " : " يُفْعِلُ ". ويكون متعديا ولازما.

مثال المتعدي : بَيْطَرَ : يُبَيْطِرُ. بمعنى عالج الحيوان.

ويأتي بمعنى البمالغة في التبختر.

تقول : بيطر الطبيب القط، ويبيطر الطبيب القط. أي : يعالجه.

ومثال اللازم : بَيْقَرَ : يُبَيْقِرُ. بمعنى : أسرع.

تقول : بيقر الرجل، ويبيقر الغلام.

ومصدره : البيقرة، وهوإسراع يطأطئ الرجل فيه رأسه.

ومنه قول المثقب العبدي :

فبات يجتاب شُعَارى [1] كما بيقر من يمشي إلى الجلسد [2]

4 ـ ما كان على وزن " فَعْيَلَ " : " يُفَعْيِلُ ". وهومتعد.

نحو : شَرْيَفَ : يُشَرْيِفُ. بمعنى قطّع.

تقول : شريف الفلاح الغرس. أي : بتر شريافه.

ونحو : عثير : يعثير. وأصله عثر بمعنى : زلق ولم تستقر رجله.

وعثير بمعنى أثار.

تقول : عثيرت الريح الغبار. إذا أثارته.

5 ـ ما كان على وزن " فَعْلى " : " يُفَعْلي ". ويكون متعديا ولازما.

مثال المتعدي : سليقت الرجل. أي : ألقيته.

ومثال اللازم : سَلْقَى : يُسَلْقِي. بمعنى : استلقى.

تقول : سلقى الرجل على ظهره. أي : استلقى على ظهره.

6 ـ ما كان على وزن " فَعْنَلَ " : " يُفَعْنِلُ ". وهومتعد.

نحو : قَلْنَسَ : يُقَلْنِسُ. بمعنى : ألبس.

تقول : قلنست الطفل من البرد. أي : ألبسته القلنسوة.

فوائد وتنبيهات :

لقد استخدم العرب وزن عملل لمعان كثيرة منها :

1 ـ الدلالة على المشابهة :

نحو : علقمت القهوة. أي : صارت كالعلقم في مرارته.

ونحو : عندم الجسد. صار محمرا كالعندم. والعندم شجر أحمر.

2 ـ للصيرورة : نحو : مركشت الرجل. أي : صيرته مراكشيا.

وسعوده. صيره سعوديا، ولبننه، صيره لبنانيا.

3 ـ للدلالة على حتى الاسم المأخوذ منه آلة : نحو : عرجن. أي : استخدم العرجون.

وتلفز. أنجز أعمالا فنية في التلفزيون.

وتلفن : استخدمن التلفون.

4 ـ للنحت على وزنه، سواء أكان النحت من مركب إضافي.

نحو : عمنفى من عبد مناف.

وعبقسى من عبد قيس.

وعبدلى من عبد الله.

أم كان النحت من جملة.

نحو : بسمل. من قوله : بسم الله.

وحوقل. من قوله : لا حول ولا قوة إلا بالله.

وحيصل : نطق : حيَّ على الصلاة.

وحسبل : نطق : حسبي الله.

وفذلك : نطق : فذلك كذا وكذا.

5 ـ الظهور :

نحو : برعمت الشجرة : ظهرت براعمها.

6 ـ جعله محتويا على الاسم المأخوذ منه العمل :

نحو : فلفلت الطعام : جعلت فيه فلفلا.

وعصفرت الثوب : صبغته بالعصفر.

7 ـ الإصابة :

نحو : عرقبته : أصبت عرقوبه. العمل المزيد

ينقسم العمل المزيد إلى قسمين :

1 ـ المزيد على الثلاثي.

2 ـ المزيد على الرباعي.

أولا ـ المزيد على الثلاثي :

يمكن زيادة العمل الثلاثي المجرد حرفا، أوحرفين، أوثلاثة، بحيث غاية ما يبلغ العمل بعد الزيادة ستة أحرف.

وعليه نقول حتى العمل المزيد على ثلاثة أحرف هو : جميع عمل ثلاثي زيد على أحرفه الأصول حرف، أوحرفان، أوثلاثة.

1 ـ الثلاثي المزيد بحرف، وله ثلاثة أوزان :

أ ـ أعمل : بزيادة الهمزة في أوله.

نحو : كرم : أكرم، حسن : أحسن، جلس : أجلس، مضى : أمضى، قام : أقام، قعد : أقعد، مات : أمات، حيى : أحيى، لبس : ألبس، خرج : أخرج.

ب ـ فعَّل : بزيادة حرف من جنس عينه، وهوما يعهد بالتضعيف.

نحو : علِم : علَّم، حطَم : حطَّم، كرُم : كرَّم، قدِم : قدَّم، سلِم : سلَّم، وعد : وعَّد، وصل : وصَّل، نصب : نصَّب، وقف : وقَّف.

ج : فاعل : بزيادة ألف بعد فائه.

نحو : قتل : قاتل، ضرب : ضارب : شرك : شارك، منع : مانع، باع : بايع. نزل : نازل، وصل : واصل، وعد : واعد ن سمح : سامح.

الغرض من الزيادة :

لم تكن الزيادة الحرف، أوالأحرف في الحدثة، لمجرد زيادة عدد أحرفها، أولينطق إذا هذه الحدثة أحرفها أصلية، وأخرى زائدة، وهذا يعني حتى الزيادة ليست من قبيل العبث اللفظي، إنما الزيادة في أحرف الحدثة تعطيها دلالات ومعاني جديدة غير التي كانت للحدثة عند وضعها على أحرفها الأصلية، ويمكننا أدراك هذه الدلالات الجديدة للعمل بعد زيادة الأحرف التي ذكرنا آنفا، وهي على النحوالتالي :

أولا ـ المعاني والدلالات التي تزاد من أجلها الهمزة في أول العمل الثلاثي، صيغة " أعمل ".

1 ـ التعدية : زيادة الهمزة في أول العمل الثلاثي اللازم تجعله متعديا بعد حتى كان لازما، وتلك ميزة جديدة اكتسبها العمل، فبعد حتى كان العمل موضوعا في اللغة بغرض اللزوم، أي : ألاّ يتعدى فاعله ليأخذ مفعولا به، صار بعد زيادة الهمزة متعديا للمفعول به.

نحو : مضى الرجل. مضى عمل لازم، أخذ فاعلا فقط وهوالرجل.

بزيادة الهمزة يصير متعديا للمفعول به، نحوقولهم : أمضى الله بصره. بصره مفعول به.

ومنه قوله تعالى : الحمد لله الذي أمضى عنا الحزن 1. الحزن مفعول به.

ونحو : خرج الطلاب من المدرسة. الطلاب : فاعل. بزيادة الهمزة نقول :

أخرج المفهم الطلاب من المدرسة. الطلاب : مفعول به.

ومنه قوله تعالى : والذي أخرج المرعى 1. المرعى مفعول به.

فإذا كان العمل متعديا في الأصل لمفعول به واحد، صار بعد زيادة الهمزة متعديا لمفعولين، وإن كان متعديا لمفعولين تعدى بزيادة الهمزة إلى ثلاثة مفاعيل.

نحو : لبس، وحفظ، وشرب.

كل عمل من الأفعال السابقة متعد لمفعول به واحد.

نحو : لبس الرجل العباءة. وحفظ الولد الدرس.

وشرب الطفل اللبن.

فإذا ما زدنا الهمزة في أوله تعدى لمفعولين.

نحو : ألبستْ الأم الطفل الثوب.

الطفل : مفعول به أول، والثوب : مفعول به ثان.

ونحو : أحفظ المفهم التلميذ النشيد.

التلميذ : مفعول به أول ن والنشيد : مفعول به ثان.

ونحو : أشربته اللبن.

فضمير الغيبة : في محل نصب مفعول به أول، واللبن : مفعول به ثان.

أما الأفعال : فهم، ورأى، وبلغ، فهي في الأصل متعدية لمفعولين.

نحو : فهمت خالدا مسافرا.

ورأيت الأمانة فضيلة.

وبلغت محمدا قادما.

فإذا ما زيدت الهمزة في أول العمل تعدى بها إلى ثلاثة مفاعيل.

نحو : أفهمت والدي خالدا مسافرا.

والدي : مفعول به أول، ومحمدا : مفعول به ثان، ومسافرا : مفعول به ثالث.

نحو : أرأيت عليا الأمانة فضيلة.

عليا : مفعول أول، والأمانة : مفعول ثان، وفضيلة مفعول ثالث.

ونحو : أبلغت المفهم محمدا قادما.

المفهم : مفعولا أول، ومحمدا : مفعول ثان، وقادما مفعول ثالث.

2 ـ التعريض. بزيادة الهمزة في أول العمل تجعل المفعول به معرضا لمعنى العمل. نحو : أَبَعْتُ العقار. أي : عرّضته للبيع، سواء بيع أم لم يبع.

وأرهن الرجل المتاع. أي عرضه للرهن.

وأعرت الكتاب. أي : جعلته عرضة للإعارة.

3 ـ الصيرورة. وهوحتى يصير الفاعل صاحب شيء اشتق من العمل.

نحو : ألحمتْ الشاة. صارت ذا لحم.

وأطفلتْ الأم. صارت ذا طفل.

وأينع الثمر. صار ذا نضج.

وأزهرت الحديقة. صارت ذا زهر.

وأجربت الناقة. صارت ذا جرب.

وأشرقت الشمس. صارت ذا شروق.

وأغبرت السماء : صارت ذا غبار.

4 ـ الحينونة :

وهوحتى يحين زمن الشيء، وقد عدوه من باب الصيرورة.

نحو : أحصد الغرس. أي : حان وقت حصاده. أي : صار ذا حصاد.

وأبتر النخل. حان وقت بتر ثمره. أي : صار ذا ثمر ناضج حان بتره.

وأحلبت الشاة. حان وقت حلبها.

وأشرقت الشمس. حان وقت شروقها.

5 ـ الدخول في الزمان، أوالمكان، وهوداخل في حيز الصيرورة أيضا.

كما هوحال الحينونة، لأنه لاقد يكون بمعنى " ذا كذا "، وإليك تبيانه :

نقول : أصبح الرجل. أي : ولج في الصباح.

وأمسى المسافر. أي : ولج في المساء.

وأشهر الصائم. ولج في الشهر.

وأبحر الملاح. ولج في البحر.

وأعرق الرحالة. ولج في العراق.

في جميع الأمثلة السابقة سواء ما دل منها على الزمان، أم المكان كان متضمنا معنى الصيرورة، بمعنى الدخول في الزمان، أوالمكان الذي هوأصله، والوصول إليه.

فعندما قلنا : أصبح الرجل، أو : أبحر الملاح.

ف‘ن الرجل ولج في زمن الصباح، وصار ذا صباح حديث غير الذي انقضى.

وكلك في قولنا : أبحر الملاح. أي : انه وصل إلى البحر ودخل فيه.

ومنه أيضا قولنا : أنجد المسافر. وأمصر الجل. أي : وصل نجد ودخلها.

6 ـ الوصول إلى العدد :

أي : الوصول إلى العدد الذي هوأصله، وبهذا المدلولقد يكون هذا النوع داخلا في باب الصيرورة أيضا، بمعنى : صيرته ذا كذا.

نحو : أثلث العدد، أي : صار ذا ثلاثة، أووصل إلى ثلاثة.

وأتسع الجنين، أي : صار ذا تسعة أشهر، أووصل إلى الشهر التاسع.

وأخمس الأولاد، صاروا خمسة، بمعنى وصل عددهم خمسة.

وأعشر المجتمعون، صاروا عشرة، أووصل عددهم إلى عشرة.

7 ـ للدلالة على وجودك الشيء على صفة معينة، بمعنى حتى تجد مفعول العمل على صفة هي كونه فاعلا لأصل العمل.

نحو : أسمنت الشاة، أي : وجدتها سمينة.

وأكرمت محمدا، أي : وجدته كريما، أوصادفته كريما.

أوكونه مفعول لأصل العمل.

نحو : أحمدت خالدا، أي : وجدته محمودا، أوصادفته محمودا.

وأذممت الخائن، أي : وجدته مذموما، أوصادفته مذموما.

وأقهرت الحاقد، أي : وجدته مقهورا، أوصادفته مقهورا.

8 ـ للدلالة على السلب والإزالة :

وهوحتى تزيل معنى العمل عن المفعول.

نحو : أشكيت المهموم، أي : أزلت شكواه.

ومن المثال السابق نلاحظ حتى معنى العمل قبل زيادة الهمزة في أوله غير معناه بعد زيادتها، فقبل الزيادة نقول : شكا المهموم.

ومعناه : إثبات الشكوى له، وبعد زيادة الهمزة للعمل تغير إثباتها، وأزيلت الشكاية.

ومثله : أعجمت الكتاب، أي : أوضحته وأزلن عجمته.

وأعوجت الحديد، أي : أزلت عوجه.

9 ـ للدلالة على استحقاق صفة معينة :

نحو : أحصد الغرس، أي : استحق الحصاد.

وأزوجت الفتاة، أي : استحقت الزواج.

10 ـ للدلالة على الكثرة :

نحو : أشجر المكان، أي : كثر شجره.

وأزهر الربيع، أي : كثر زهره.

وأظبأ الوادي، أي : كثرت ظباؤه.

11 ـ للدلالة على التمكين :

نحو : أحفرته البئر، أي : مكنته من حفره.

وأملأته الزير، أي : مكنته من ملئه.

12 ـ ويأتي أعمل بمعنى النادىء :

نحو : أسقيت محمدا، أي دعيت له بالسقيا.

ومنه قول ذي الرمة :

وأسقيه حتى كاد مما أبثه تحدثني أحجاره وملاعبه

وقد يجيء " أعمل " لغير هذه المعاني، وليس له ضابط كضوابط المعاني التي ذكرنا آنفا ومنه : أبصره : بمعنى رآه، وأوعزت إليه بمعنى تقدمت (1).

ثانيا ـ المعاني المتولدة عن زيادة الألف بعد فاء العمل الثلاثي، صيغة " فاعل " :

لزيادة الألف في العمل الثلاثي دلالات ومعان جديدة هي :

1 ـ المشاركة بين اثنين أوأكثر.

نحو : صارع أحمد محمدا.

ومعنى ذلك حتى العمل يصدر من اثنين فصاعدا، ففي المثال السابق نجد حتى الصرع صدر من اثنين، من الفاعل والمفعول، أي حتى أحمد صرع، ومحمدا صرع أيضا، فكلاهما صرع الآخر، فالصرع منسوب إلى أحمد، ومتعلق بمحمد، أي سقط عليه ضمنا، فكل منهما فاعل من وجه، ومفعول به من وجه آخر.

أما إذا قلنا : صرع أحمد محمدا.

فالصرع صدر من طرف واحد وهوالفاعل، ومحمد هوالمصروع فحسب.

ومثل صارع نقول : قاتل الجيش العدو. أي : تقاتلا. ولاكم عليّ خالدا. أي : تلاكما. وضارب ماجد أخاه. بمعنى : جميع منهما ضرب الآخر.

كما تجعل زيادة الألف في العمل الثلاثي اللازم متعديا للمفعول.

نحو : وصل، وجلس. عملان لازمان، فإذا زدنا في جميع منهما الألف صارا متعدين، وأخذ جميع منهما مفعولا به.

نحو : واصل الرجل سفره.

وجالس محمد صديقه.

وكذلك إذا اتى العمل المتعدي إلى مفعول به واحد غير صالح للمشاركة بالمفاعلة إلى مفعولين. نحو : جذب اللاعب الحبل.

فالحبل هوالمفعول به، لكنه لا يصلح للمشاركة بالمفاعلة، فإذ تغير بناء العمل من

" فَعَلَ " إلى " فَاعَلَ " بزيادة الألف بعد الفاء، صار العمل متعديا إلى مفعولين، بمعنى حتى اللاعب مفعول آخر صالح للمشاركة.

نحو : جاذب اللاعب خصمه الحبل.

2 ـ للدلالة على حتى الشيء صار ذا صفة يشير عليها العمل.

نحو : عاقب المفهم المهمل. جعله ذا عقوبة.

وعافى الله المريض. جعله ذا عافية.

وكافأت المجتهد. جعلته ذا مكافأة.

وصاعر الرجل خده. جعله ذا صعر.

3 ـ للدلالة على المتابعة. بمعنى استمرارية العمل وعدم انقطاعه.

نحو : تابعت العمل باهتمام. أي : واصلت متابعته.

ووالى الرجل الصوم. أي : استمر في الصيام.

وقاوم المريض السقم. أي : استمر في مقاومته.

4 ـ للدلالة على معنى " فعَّل " لإفادة التكثير.

نحو : ضاعف الجهد. بمعنى ضعّفه.

وعاين المكان. بمعنى عيّنه.

5 ـ للدلالة على معنى " فَعَلَ " لإفادة المبالغة، ومكابدة المشقة.

نحو : سافر الرجل. بمعنى : سفر الرجل، أي : خرج للسفر.

وهاجر الناس. بمعنى : هجر الناس. أي : خرجوا للهجرة.

ومنه قوله تعالى : قاتلهم الله أنا يؤفكون 1. بمعنى قاتلهم الله وأهلكهم.

6 ـ ويأتي " فاعل " بمعنى " أعمل ".

نحو : عافاك الله. أي : أعفاك الله.

وراعِنا سمعَك. أي : أرعِنا سمعَك.

ثالثا ـ المعاني التي تكون للعمل الثلاثي المجرد بعد تضعيف العين :

لصيغة " فعَّل " معان كثيرة هي :

ـ

1 ـ 131 التوبة.

1 ـ يأتي " فعَّل " للدلالة على التكثير والمبالغة.

نحو : طوَّف المعتمر حول الكعبة. أي : أكثر الطواف.

جوَّلتُ في المدينة. أكثرتُ التجوال.

موتتْ الإبل. كثر فيها الموت.

والغالب في " فعَّل " حتىقد يكون لتكثير العمل كما في المثالين الأول والثاني، أوللتكثير في الفاعل، كما في المثال الثالث.

والتكثير في الأمثلة السابقة كان في العمل اللازم، أما في مفعول العمل المتعدي، فنحو : غلَّقتُ الأبواب. أي : أكثرت إغلاقها.

وقطَّعتُ الأثواب. أي : أكثرت بترها.

ومنه قوله تعالى وغلِّقت الأبواب 1

وقد لا يأتي فعَّل للتكثير، نحو : فرَّح، وكرَّم، وعلَّم، ووسَّم.

2 ـ يأتي للتعدية : وهوحتى يصير العمل اللازم متعديا بالتضعيف " فعَّل "، وهومشارك لأعمل في هذا المعنى.

نحو : فرَّحتُ الناجح. أي : جعلته فرحا، وأصله : فَرِحَ الناجح. لازم.

وجلستُ الضيف. جعلته جالسا، وأصله : جلس الضيف. لازم.

وقوَّمتُ المهمل. جعلته قائما، وأصله قام المهمل. لازم.

ونوَّمتُ الطفل. جعلته نائما، وأصله : نام الطفل. لازم.

وبالتضعيف أيضا يصير العمل المتعدي إلى مفعول به واحد متعديا إلى مفعولين، غير أنه لا يتعدى " فعَّل " إلى ثلاثة مفاعيل كما هوالحال في صيغة " أعمل ".

ومثال تعديه إلى مفعولين :

لبَّستُ الطفل الثوب. بمعنى : ألبسته الثوب، وأصله : لبس الطفل الثوب. متعد لواحد.

ـ

1 ـ 23 يوسف.

وفهَّمتُ الدارس المسألة. أي : أفهمته المسألة، وأصله : فهم الدارس المسألة. متعد لواحد.

وعلَّمته المشي. أي : أفهمته المشي، وأصله : فهم الطفل المشي. متعد لواحد.

وأكَّلت الطائر الحب. بمعنى : أأكلته الحب، وأصله : أكل الطائر الحب. متعد لواحد.

3 ـ للدلالة على النسبة : وهوحتى ينسب المفعول إلى أصل العمل، ويسمى به.

نحو : فسَّقت الرجل. أي : نسبته إلى الفسق، وسميته فاسقا.

وكفَّرت فلانا. نسبته إلى الكفر، وسميته كافرا.

وخوَّنت المرأة. نسبتها إلى الخيانة، وسميتها خائنة.

4 ـ للنادىء على المفعول، أوْ له بأصل العمل.

نحو : جدعته. بمعنى : جدعك الله.

وعقرته. أي : عقرك الله.

ومثال الثاني :

سقيت الرجل. بمعنى : سقيا لك.

ورعيته. بمعنى : رعاك الله.

5 ـ للدلالة على السلب : ويعني إزالة الشيء عن الشيء.

نحو : جلَّد الجزار الشاة. أي : أزال جلدها بالسلخ.

وقرَّد الراعي البعير. أزال قراده.

وقشَّرت الفاكهة. أزلت قشرها.

وقلَّمت الأظافر. أزلت قلامها.

6 ـ للدلالة على الصيرورة : وهوحتى يصير الشيء شبيها لشيء آخر، مشتق من أصل العمل.

نحو : قوَّس الرجل. أي : صار شبيها بالقوس.

وروَّ المكان. صار شبيها بالروض.

وحجَّر الطين. صار شبيها بالحجر في جموده.

وعجزَّت المرأة، وثيَّبت، وعوَّنت. أي : صارت عجوزا وثيبا وعوانا.

7 ـ للدلالة على التوجه : وهوالمشي إلى الموضع المشتق منه " فعَّل ".

نحو : كوَّف المرتحل. أي : توجَّه، أوسار إلى الكوفة.

ومصَّر المسافر. توجَّه إلى مصر.

ويمَّن الرجل. سار أوتوجه إلى اليمن.

وشرَّق الرجل أوغرَّب. أي : توجهه إلى الشرق، أوالغرب.

8 ـ ويأتي " فعَّل " بمعنى : عَمَلُ شيءٍ في الوقت المشتق هومنه، ويعهد بالتوقيت.

نحو : هجَّر الرجل. أي : سافر في الهاجرة.

وصبَّح المسافر. سار في الصباح.

ومنه قول عمر بن أبي ربيعة :

أمن آل نُعْم أنت غاد فمبكر غداة غد أم رائحٌ فمهجِّر

9 ـ للدلالة على حتى الشيء صار ذا أصله :

نحو : ورَّق الشجر. بمعنى : أورق الشجر، صار ذا ورق.

وعفَّن الخبز. أي : أعفن، صار ذا عفن.

وقيَّح الجرح. أي : أقيح، صار ذا قيح.

10 ـ قبول الشيء :

نحو : شفّعتُ محمدا. بمعنى : قبلت شفاعته.

ووسَّطتُ خالدا. أي : قبلت وساطته.

11 ـ لاختصار الحكاية :

نحو : كبَّر الإمام. أي : نطق الله أكبر.

وسبَّح المصلي. نطق : سبحان الله.

ولبَّى الحاج. نطق : لبيك.

وهلَّل القوم. نطقوا : لا إله إلا الله.

وأمَّن المصلون. نطقوا : آمين.

12 ـ ويأتي " فعَّل " للدلالة على معنى " فَعَلَ " :

نحو : زيَّلت الشيء. أي : زلته، بمعنى : فرقته. وزيَّل من العمل : زال يزيل.

13 ـ ويأتي للدلالة على معنى " تفعَّل " :

نحو : ولَّى زمام الأمر. بمعنى : تولَّى زمامه.

14 ـ التصيير :

نحو : جمّعت الطلاب : جعلتهم يجتمعون.

ودسم الرجل الطعام : جعل له دسما.

ثانيا ـ الثلاثي المزيد بحرفين :

وهوما يعهد بالعمل الخماسي المزيد في أوله، وله خمسة أوزان :

1 ـ انعمل : مزيد بالهمزة والنون في أوله، وأكثر ما يأتي مطاوعا للعمل " فَعَل "، وتسمى الأفعال المطاوعة أغعلا انعكاسية، ذلك حتى الفاعل معها يعمل العمل بنفسه.

فانتصر تعني نصر نفسه، وانكسر تعني كسر نفسه.

ونحو : انعصر، واندحر، وانجبر، وانبلج، وانصهر، وانداح، وانحنى، وانجلى، وانحاز، وانقلب، وانقاد، وانفك، وانذبح، وانقضى.

ولا تأتي صيغة " انعمل " إلا لازما.

تقول : انتصر المجاهدون.

وانكسر الزجاج.

واندحر العدو.

2 ـ افتعل : مزيد بالهمزة في أوله، والتاء بعد فائه. ويكون متعديا ولازما، وهو

نحو : ارتبك، وارتزق، وارتقى، وافتتح، وافترش، واتخذ، واتزن، واصطبر، والتأم، وافترج، واتسع، وانتقم، واتقى، والتحف، وانتعل.

مثال المتعدي : ارتجل الخطيب الخطبة.

وافتتح المدير الحفل.

وافترش النائم الأرض.

ومثال اللازم : ارتبك المتحدث.

والتأم الجرح.

واتسع الخرق.

3 ـ اعملَّ : بزيادة الهمزة في أوله، وتضعيف اللام، ولاقد يكون إلا لازما.

والغالب فيه الدلالة على قوة اللون، أوالعيب الحسي الملازم للشيء.

نحو : احمرَّ، واسودَّ، واخضرَّ، واغبرَّ، واعوجَّ، واعورَّ.

تقول : احمرَّ البلح. واسودَّ العنب.

4 ـ تفعَّل : بزيادة التاء في أوله، وتضعيف العين، ويكون متعديا ولازما.

نحو : تعلّمَ، تكرَّم، تسلَّم، توصَّل، تفهَّم، تقدَّم، تأخَّر، توسَّط، تعجَّل، تغيَّر، تنقَّل، توسَّم، تجشَّم، تحيَّر، تكسَّر، تلوَّن، تحوَّل، تجوَّل، تنبَّه، تقلَّص، تقوَّم، توعَّد، تكلَّف.

مثال المتعدي : تفهم الطالب الدرس.

تسلم الرجل الرسالة.

وتوعدت المهمل.

ومثال اللازم : تقدم الجيش.

تأخر الزائرون.

تجولت في المدينة.

5 ـ تفاعل : بزيادة التاء في أوله، والألف بعد الفاء، وهولازم، وإن كان متعديا في المعنى.

نحو : تعاظم، تخاصم، تقاتل، تصارع، تشارك، تعانق، تلاءم، تراحم، تساءل.

تقول : تخاصم محمد، وأحمد، وخالد.

وتعانق الضيف والمضيف.

وتشارك فلان وفلان في العمل.

وقد يأتي متعديا لفظا.

نحو : تقاسم، وتنازع، وتراشق، وتبادل.

تقول : تقاسم الورثة المال.

وتنازع محمد وعليّ المنزل.

وتراشق المنتفضون واليهود الحجارة.

وتبادل المجتمعون الاتهامات.

المعاني الناتجة عن الزيادات السابقة في العمل المزيد بحرفين :

1 ـ معاني انعمل :

لا تخرج معاني " انعمل " عن المطاوعة، لذلك لاقد يكون إلا لازما، كما بينا سابقا، ومطاوعته تكون لـ " فَعَلَ " المتعدي لمفعول به واحد، والمختص بالأفعال العلاجية والتأثيرية (1).

نحو : كسرته فانكسر، وحطمته فانحطم، وعدلته فانعدل.

وقد يأتي " انعمل " غير مطاوع، بمعنى أنه قد يؤخذ من أفعال غير متعدية، وهوقليل. نحو : انكمشت، وانجردت.

ومنه قوله تعالى : وإذا النجوم انكدرت 2.

فالأفعال السابقة مما يستعمل فيها " انعمل "، ولكنها ليست مما طاوع " فَعَلَ " بمعنى حتى تلك الأفعال لم تكن متعدية، مثل : حطمته فانحطم، وجذبته فانجذب، وإنما هي لازمة بمنزلة : مضى، ومضى.

ثانيا ـ معاني " افتعل " :

1 ـقد يكون لمطاوعة " فَعَلَ " غالبا سواء أكان من الأفعال الدالة على العلاج والتأثير.

نحو : جمعته فاجتمع، وعدلته فاعتدل، وحملته فارتفع، ونزعته فانتزع.

أم من غير العلاجية. نحو : غممته فاغتم.

1 ـ الأفعال العلاجية والتأثيرية : هي الأفعال الدالة على الحركة المحسوسة، والتي بحاجة في حدوثها إلى تحريك عضومن الأعضاء، ويرى بالنظر، كالضرب، والبتر، والسحب، والجذب، والتكسير، والتحطيم. أما الأفعال غير العلاجية فهي : الدالة على الأمور غير المحسوسة كالفهم والظن، ولا تكون مطاوعة، إذ لا يصح حتى نقول : فهمته فانفهم، ولا ظننته فانظن.

2 ـ 2 التكوير.

2 ـقد يكون لمطاوعة " أعمل ".

نحو : أنصفته فانتصف. وأسمعته فاستمع. وأنهيته فانتهى.

3 ـ ولمطاوعة " فعَّل ". نحو : قربته فاقترب. وسويته فاستوى، ولحمته فالتحم. ونظمته فانتظم.

4 ـ للاتخاذ : وهواتخاذك الشيء أصله، بمعنى ألاقد يكون ذلك الأصل مصدرا، وإنماقد يكون من باب اتخاذك أصل الشيء لنفسك.

نحو : اختدم الرجل. أي : اتخذ لنفسه خادما.

وامتطى الفارس الجواد. بمعنى : بمعنى جعله مطية لنفسه.

واشتوى الطاهي اللحم. أي جعله شواء لنفسه.

5 ـقد يكون للاشتراك بمعنى : " تفاعل ".

نحو : اقتتل الولدان. بمعنى تقاتلا.

واختصم محمد وخالد. أي : تخاصما.

واختلف زيد وعمرو. أي : تخالفا.

واجتور الضيفان. أي : تجاورا.

6 ـ للمبالغة والزيادة والاجتهاد في تحصيل العمل.

نحو : اكتسب، واقتدر، واجتهد.

تقول : اكتسبت المال. أي : بالغت واجتهدت في كسبه.

واقتدرت على العمل. بمعنى بالغت في القدرة عليه.

واجتهد الطالب في تحصيل الفهم. أي : بالغ في تحصيله.

ومنه قوله تعالى : لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت 1.

7 ـ يأتي بمعنى " فَعَلَ ". نحو : قرأتُ، واقترأتُ. وخطفت، واختطفت.

ــ

1 ـ 286 البقرة.

8 ـ ويأتي للدلالة على الإظهار.

نحو : اعتذر الرجل. أي : أظهر العذر.

واغتضب الحارس. اظهر الغضب.

واعتظم القائد. بمعنى : أظهر العظمة.

ثالثا ـ معاني " اعملَّ " :

تغلب صيغة " اعملَّ " في الدلالة على اللون.

نحو : احمرَّ البلح. واخضرَّ العشب، واسود العنب. بمعنى : اشتد احمراره.

والدلالة على العيب الحسي الملازم للمخلوق.

نحو : اعورَّ الرجل. واعرجَّ الطفل. بمعنى : اشتد عوره، وعرجه.

رابعا ـ المعاني التي تكون لـ " تفعَّل " :

1 ـ لمطاوعة " فعَّل "، سواء أكان للتكثير.

نحو : كسَّرت الزجاج. بمعنى : تكسَّر.

وحطمت الخشب. فتحطم.

وهدمت البناء. فتهدم.

وأدبت الطالب. فتأدب.

ونبهت الرجل. فتنبه.

وفقهته في الدين. فتفقه.

2 ـ يأتي للاتخاذ : ويكون " تفعَّل " في هذه الدلالة مطاوع " فعّل ". ولا يأتي إلا متعديا. والاتخاذ يعني : اتخاذ فاعل العمل، وجعله مفعول أصل العمل.

نحو : تدير الرجل المكان. اتخذه دارا. وتسنم عليّ المجد. اتخذه سناما.

وتوسد محمد الثوب. اتخذه وسادة.

3 ـ التكلف : وهورغبة الفاعل، واجتهاده في حصول العمل له حقيقة.

نحو : تشجع، وتحلم، وتصبر، وتجلد، وتكرم، وتنوه.

تقول : تشجع المغامر. أي : كلّف نفسه الشجاعة ليتم حصولها.

وتحلّم الرجل. بمعنى : كلف نفسه الحلم.

وتصبر المصاب. أي : تكلف الصبر.

4 ـ للتَّجنب : و" تفعَّل " الذي للتجنبقد يكون مطاوع " فعَّل " وهوللدلالة على السلب، وهجر العمل والابتعاد عنه.

نحو : تحرّج محمد. أي : هجر الحرج. تقول : حرجت محمدا، أي : جنبته الحرج.

وتأثم الرجل. بمعنى : هجر الإثم. تقول : اثمت الرجل، أي : جنبته الإثم.

وتهجد فلان. بمعنى : هجر الهجود. تقول هجدت فلانا، أي : جنبته الهجود.

5 ـ للتدرج : وهوالعمل المتكرر في مهلة، وفي هذه الدلالةقد يكون " تعمل " مطاوع

" فعّل " الذي يفيد التكثير، وحصول العمل مرة بعد أخرى، ويأتي للأمور الحسية والمعنوية.

مثال الحسية : جرعت المريض الدواء. فتجرعه، أي : شربه جرعة بعد جرعة.

وحسسته المال. فتحسسه، أي : حسه مرة بعد أخرى.

ومثال المعنوية : فهمت التلميذ المسألة. فتفهمها، أي : فهمها مرة بعد مرة.

وبصرت محمدا الأمر. فتبصر، أي : بصره مرة بعد أخرى.

وفهمته الوضع. فتفهم، أي : فهمه مرة بعد أخرى.

6 ـ ويجيء " تفعّل " بمعنى " استخدم "، وذلك فيما يختص بالطلب، والاعتقاد لأنهما مختصين بـ " استخدم ".

فالطلب نحو : تنجزته. أي : استنجزته، بمعنى : طلبت نجازه، وهوالحضور والوفاء به.

والاعتقاد : وهوتصورك الشيء أنه على صنعة أصله.

نحو : تعظمته. أي : استعظمته، بمعنى : افترض فيه أنه عظيم.

وتكبر الرجل. أي : استكبر، بمعنى : افترض في نفسه أنها كبيرة.

وتفهم واستفهم. وتأمل واستأمل. وتبصر واستبصر. وتعلّى واستعلى.

ومنه حديث ابن عباس : " فإذا هويتعلّى عنّي " أي : يتحمل عليّ.

ومنه قوله تعالى : نطق فاهبط منها فماقد يكون لك حتى تتكبر فيها 1.

وقوله تعالى : إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين 2.

وقوله تعالى : وقد أفلح اليوم من استعلى 3.

7 ـ ويأتي " تفعّل " بمعنى " فَعَلَ ".

نحو : تظلمني. بمعنى : ظلمنى.

وتجهمني. بمعنى : جهمني.

وتجهَّمت الرجل. بمعنى : جهمته، أي : كلحت في وجهه.

ومنه حديث نادىء الرسول : " إلى من تكلني، إلى عدويتجهمني ".

أي : يلقاني بالغلظة والوجه الكريه.

8 ـ ويأتي " تعمل " مطاوع " فعَّل " الذي لجعل الشيء ذا أصله حقيقة، أوتقديرا.

فالحقيقة نحو : أصلته فتأصل. أي : صار ذا أصل.

وألبته فاتألب. أي : صار ذا ألب (4).

ومتال التقدير : أهلته فتأهل. أي : صار ذا أهل.

9 ـ وقد يحدث مطاوع " فعّل " الذي معناه جعل الشيء نفس أصله حقيقة، أوتقديرا.

مثال الحقيقة : تزبب العنب. أي صار زبيبا.

والتقدير نحو : تكلل الشيء. أي : صار إكليلا.

1 ـ 12 الأعراف. 2 ـ 34 البقرة. ثلاثة ـ 64 طه.

4 ـ الألب : الجمع الكثير من الناس.

خامسا ـ معاني " تفاعل ".

تأتي صيغة تفاعل لعدة معاني نستعرضها على النحوالتالي :

1 ـ للمشاركة بين أمرين فأكثر، فيكون جميع منهما فاعلا في اللفظ، ومفعولا في المعنى.

نحو : تبارز، تصارع، تقاتل، تنازل، تلاكم، تشارك.

تقول : تبارز محمد وعلي.

وتصارع خالد وأحمد وإبراهيم.

ويمكن التفريق بين صيغة " تفاعل " وصيغة " فاعل "، وكلاهما يفيد التشريك بأن " تفاعل " وضع لنسبة العمل إلى المشهجرين فيه من غير قصد إلى التعلق له، أي : انهقد يكون لمشاركة أمرين فصاعدا في أصله صريحا.

نحو : تقاتلا، وتشاركا، وتمازحا.

أما " فاعل " فإنه وضع لنسبة العمل إلى المشهجرين متعلقا بغيره، مع حتى الغير هوالذي عمل ذلك، أي : أنهقد يكون لنسبة أصله إلى أحد الأمرين متعلقا بالآخر للمشاركة صريحا.

نحو : قاتلته، ولاطفته، وشاركته.

وعليه فإن كان " تفاعل " من " فاعل " المتعدي لمفعول به واحد صار لازما.

نحو : ضارب محمد عليا. يصبح : تضارب محمد وعلي.

وخاصم يوسف خالدا. يصبح : تخاصم يوسف وخالد.

وإن كان " تفاعل " من " فاعل " المتعدي لمفعولين صار متعديا لمفعول به واحد.

نحو : نازعت جاري البيت. يصبح : تنازعنا البيت.

وجاذب محمد خالدا الكرة. يصبح : تجاذب محمد وخالد الكرة.

2 ـ التظاهر : وهوانادىء الفاعل بحصول العمل له، وهومنتف عنه.

نحو : تجاهلت الأمر. أي : أظهرت من نفسي التجاهل للأمر دون الحقيقة.

ومنه : تغافلت، وتكاسلت، وتعاميت، وتناومت، وتخاذلت، وتمارضت.

ومنه قول الرسول : " لا تمارضوا فتسقموا فتموتوا فتمضى ريحكم " (1).

والفرق بين " تفاعل " و" تفعَّل " في معنى التظاهر، والانادىء، أوالتكلف، حتى " تعمل " في نحو : تعلّم، وتعظَّم.

يتكلف فيه الفاعل أصل العمل، ويريد حصوله فيه حقيقة، ولا يقصد إظهار ذلك غيهاما على غيره حتى ذلك فيه.

أما في ط تفاعل، فإن الفاعل لا يريد ذلك حقيقة، ولا يقصد حصوله له، بل يوهم الناس حتى ذلك فيه لغرض له.

3 ـ للدلالة على التدرج. أي : حصول العمل شيئا فشيئا.

نحو : تزايد السيل.

وتنامى المال.

وتواردت الأخبار.

وتكاثر النحل.

4 ـ مطاوعة " فاعل ". ويقصد بالمطاوعة هنا : التأثر وقبول أثر العمل سواء أكان التأثر متعديا.

نحو : فهمته الرماية. فتفهمها، أي : قبل التعليم وتأثر به.

وفهمته المسالة. فتفهما.

أم لازما. نحو : عدَّلت الحديد. فانعدل.

وثنيته. فانثنى. بمعنى : تأثر بالعدل، وتأثر بالثني.

5 ـ ويأتي " تفاعل " مطاوع " فاعل "، إذا كان فاعل لجعل الشيء ذا أصله.

نحو : باعدته. فتباعد، أي : بَعُدَ.

ــ

1 ـ ولا تمارضوا : لا تداعوا السقم وتظهروه، وأنتم أصحاء.

ثالثا ـ الثلاثي المزيد بثلاثة أحرف.

يأتي الثلاثي المزيد بثلاثة أحرف على عدة أوزان هي :

1 ـ استخدم : بزيادة الهمزة والسين والتاء.

وتكون الهمزة في أوله للتوصل إلى الساكن، والسين والتاء للطلب.

وهومتعد، ولازم، ومصدره استفعال.

المتعدي نحو : استخدم المريض الدواء.

واستغفر المؤمن ربه.

واستجلى محمد الأمر.

واستخرج الرجل الماء من البئر.

واللازم نحو : استسلم العدو.

واستحجر الطين.

واستقام الظل.

واستعظم الأمر.

2 ـ افعوعل : بزيادة الهمزة في أوله والواووتضعيف العين.

ومصدره : افعوعل : افعيعال مثل : اخشوشن :اخشيشان.

ولاقد يكون إلا لازماً نحو :

اعشوشب المكان، واخشوشن الثوب، واغدودن الشعر.

وقد ورد منه لفظان متعديان هما : اعرورى، واحلولى.

تقول : اعروريت الفرس. أي ركبته.

واحلوليت الطعام. أي استطبته.

3 ـ افعوَّل : بزيادة الهمزة في أوله وواومضعفة قبل اللام، والمصدر : افعوَّال.

ولاقد يكون إلا لازماً نحو :

اجلوّذت الإبل، وأصله جلذ، بمعنى سارت سيراً سريعاً.

وقد ورد متعدياً شذوذاً نحو : اعلوط الرجل البعير، أي تعلق بعنقه.

وقيل إذا هذا الوزن مرتجلاً وليس منقولاً عن عملٍ ثلاثي، ولكن يرده جلذ وعلط ،فهي أصل اجلوّذ، واعلوّط، ومصدرها اجلوّإذ، واعلوّاط.

4 ـ افعالّ : بزيادة الهمزة في أوله وألف بعد العين وتضعيف اللام. ومصدره : افعيلال.

ولاقد يكون إلا لازماً نحو :

احمارّ البلح، أي اشتد احمراره.

واشهاب الثوب، أي قوي شهبه.

ومن ماقد يكون مرتجلاً نحو :

اقطار العشب : أي أخذ في الجفاف.

وابهار الليل، إذا أظلم.

وهناك وزنان مرتجلان هما :

1 ـ افعنلل : بزيادة الهمزة في أوله والنون بعد العين وإحدى اللامين.

ومصدره : افعنلال مثل : اقعنساس.

ولاقد يكون إلا لازماً نحو :

اقعنسس الرجل، أي ولج ظهره وخرج صدره.

2 ـ افعنلى :بزيادة الهمزة في أوله، والنون بعد العين، والياء في آخره.

ومصدره : اعملناء، مثل : اسلنقاء.

ولاقد يكون إلا لازماً نحو :

اسلنقى الرجل، أي نام على ظهره.

واحرنبى الديك، إذا نفش ريشه.

وابرنتى الغلام، استعد للأمر.

وقد ورد متعدياً في عملين لا ثالث لها كما ذكر الصرفيون وهما :

اغرندى محمد فلاناً، أي غلبه، ومثله.

واسرندى. إذ هما بمعنى واحد.

ومنه قول الشاعر :

قد جعل النعاس يغرنديني أدفعه عني ويسرنديني.

تنبيه : ذكرنا هذين الوزنين في مزيد الثلاثي تبعاً للأصل، وقد ذكرهما بعض الصرفيين في مزيد الرباعي.

المعاني التي تخرج لها أوزان الثلاثي المزيد بثلاثة أحرف :

1 ـ الأوزان : افعوعل، وافعوّل، وافعالّ، افعنلل، افعنلى.

افعوعل : نحو : اغدودن النبات، إذا خضر وضرب إلى السواد من شدة ريه.

ونحو : اعشوشبت الأرض، صارت ذات عشب كثير.

افعوّل : نحو : احلوّز البعير، زاد في سرعته.

افعالّ : نحو : اسوادّ الليل، اشتد سواده.

وهومختص بالألوان والعيوب الحسية الثابتة.

مثل : اعوارّ الرجل، واعراجّ الغلام، إذا اشتد عوره وعرجه.

افعنلل : نحو : اقعنسست الإبل أي اشتدت في السير.

افعنلى : نحو : اغرنديته بالضرب، أي أعليته واشتدت عليه بالضرب.

2 ـ استخدم : يأتي وزن استفغل لكثير من المعاني وهي على النحوالتالي :

1 ـ للسؤال غالباً : وهوالطلب والاستنادىء، ويعني نسبه العمل إلى الفاعل لإرادة تحصيل المشتق منه حقيقة نحو :

استكثبت الطالب، أيطلبت منه الكتابة.

واستعطيت محمداً، طلبت منه العطية.

استغفرت ربي، طلبت منه الغفران.

أومجازاً نحو : استخرجت الماء من البئر، فطلب الاستخراج غير سليم بل هومعنى. ويقصد به الاجتهاد في استخراجه والحصول عليه.

واستلهمت القول، واستوحيت الشعر.

2 ـ للتحول والتشبيه : وهوحتى يصبر الفاعل متصفاً أومتشبهاً بصفة العمل الذي اشتق منه، ويكون التحول إما حقيقة نحو :

استحجر الطين، أي صار حجراً حقيقة.

واستحصن المهر، أي صار حصاناً.

أومجازاً وهوالمقصود بالتشبيه :

نحو:استحجر الطين، أي صار شبيهاً للحجر في صلابته.

ونحو : واستأسد الرجل، أي صار شبيهاً بالأسد في شجاعته.

ومنه قولهم : إذا البغاث بأرضنا تستنسر، أي تصير شبيهة النسر في قوته.

ونحو : استنوق الجمل، صار شبيهاً بالناقة.

استتيست الشاة، أي صارت شبيهة بالتيس.

3 ـ الإصابة : وهوالاعتقاد بأن الفاعل على صفة العمل.

نحو : استحسنت كلامه، أي اعتقدت أنه حسناً.

واستكرمت محمداً، أي اعتقدت فيه الكرم.

واستعذبت الماء، اعتقدته عذباً.

واستملحت الطعام، اعتقدته ملحاً.

4 ـ للاتخاذ : نحو :

استلأم الرجل، أي لبس لامة الحرب.

واستنطق المحارب، أي نطاقه.

5 ـ لاختصار الحكاية : نحو :

استرجع الرجل، مثال إنا لله وإنا إليه راجعون.

6 ـ للقوة : نحو :

استُهتر واستكبر، أي قوى هتره وكبره.

7 ـ للمصادفة : نحو :

استبخلت علياً، أي صادفته بخيلاً.

واستكذبت يوسف، أي صادفته كاذباً.

8 ـ ويكون بمعنى " أعمل " نحو :

استخلف لأبنائه، أي أخلف لهم. واستيقن وأيقن.

ويكون بمعنى " عمل " نحو :

استقر في مكانه، أي قَرّ في مكانه.

واستعلى وعلا، واستسخر وسخر، ومنه قوله تعالى : وإذا رؤوا آية يستسخرون 1.

واستهزأ وهزأ.

10 ـ ويكون مطاوع " أعمل " نحو :

أحكمته فاستحكم. وواقفته فاستوقف. وأقمته فاستقام.

11 ـ ويكون بمعنى "تفعّل " نحو :

تعظم واستعظم. وتكبر واستكبر.

1 ـ 14 الصافات.

ثانياً ـ المزيد من الرباعي ومعانيه.

العمل الرباعي المجرد تكون زيادته إما حرف وإما حرفان.

1 ـ الرباعي المزيد بحرف وله وزن واحد هو" تعملل " بزيادة تاء في أوله.

ومصدره : تعمللا. نحو : تدحرج تدحرجاً.

والغالب في هذا الوزن ألاقد يكون متعدياً ويدل على مطاولة العمل المجرد.

نحو : بعثرت الحب، فتبعثر الحب.

ودحرجت الكرة، فتدحرجت.

ولملمت الخرز، فتلملم.

وطمأنت والدي، فتطمأن.

ويلحق به الأوزان التالية :

تفيعل مثل : تشيطن، أي عمل عملاً مكروهاً.

وتعملى مثل : تسلقى وتقلسى، فالأولى استلقى على ظهره والثانية لبس القلنسوة.

وتفعنل مثل : تقلنس، لبس القلنسوة أيضاً.

وتفوعل مثل : تجورب، أي لبس الجورب.

وتمعمل مثل : تمسكن أي لبس المسكنة.

وتفوعل مثل : ترهوك، أي تبختر في مشيته.

وتعملل مثل : تجلبب، أي لبس الجلباب.

2 ـ الرباعي المزيد بحرفين وله وزنان :

أ ـ افعنلل : بزيادة الهمزة في أوله والنون في وسطه، ومصدره : افعنلال.

ويدل على مطاوعة العمل المجرد ولاقد يكون إلا لازماً.

نحو : حرجم الراعي الإبل فاحرنجمت، أي فاجتمعت.

ولحق بهذا الوزن ما ذكرناه في باب الثلاثي المزيد بثلاثة أحرف وهووزن " افعنلل " أيضاً ومثلنا له بقولهم : اقعنسست الإبل، واسلنقى الرجل.

تنبيه : والفرق بين احرنجم واقعنسس مع اتحاد مصدريهما في الحروف والحركات والسكنات، حتى العمل احرنجم لاماه أصليتان.

أما العمل اقعنسس فإحدى لاميه زائدة للإلحاق.

ولاقد يكون زائد الإلحاق في أول الحدثة ولاقد يكون حرف تضعيف ولا ألفاً زائدة.

ب ـ اعمللَّ : بزيادة الهمزة في أوله وتضعيف اللام في آخره.

ومصدره : اعمللال. نحو:اطمأنّ اطمئنان.

ويأتي للمبالغة في الشيء ولاقد يكون إلا لازماً، نحو :

اقشعر البدن، إذا اشتدت قشعريرته.

واكفهرت الوجوه، إذا اشتد تجهمها.

واطمأنت القلوب، زادت طمأنينتها. تنبيه

1 : يشبه وزن " اعمللّ " وزن " اعملّ " في الثلاثي الذي يختص بالألوان كأحمر وأصفر، وذلك ما جعله لازماً.

2 : لا يلزم في جميع مجرد حتى يستعمل له مزيد، ولا في جميع مزيد حتى يستعمل له مجرد ولا فيما استخدم فيه بعض المزيدات حتى يستعمل فيه البعض الآخر، بل المعول في جميع ذلك على السماع ما عدا الثلاثي اللازم فتطرد زيادة الهمزة في أوله للتعدية تقول : مضى وأمضى، ومنه قوله تعالى : الحمد لله الذي أمضى عنا الحزن 34 فاطر. ومنه خرج وأخرج، وحضر وأحضر على الكتاب.

3 ـ دلالات أبنية الأسماء، لا تكون إلا في الأسماء المشتقة، وأبنية المصادر والجموع، أما الأسماء الجامدة فليس لأبنيتها دلالة مد

انظر أيضا

• حرف زيادة

نطقب:منطقات بحاجة لشريط بوابات