معركة بقدورة
معركة بقدورة | |||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|
| |||||||
القادة والزعماء | |||||||
خالد بن حميد الزناتي |
كلثوم بن عياض القشيري † |
||||||
القوات | |||||||
200,000 |
الجيش الشامي : 30,000 |
||||||
الخسائر | |||||||
غير معروف |
18,000 من الجيش الشامي |
القائد المغربي خالد بن حميد الزناتي
بعدما عزل أمازيغ المغرب ميسرة المدغري، بايعوا القائد الأمازيغي خالد بن حميد الزناتي قائدا وسلطانا لهم ثم توجهوا مباشرة الى تلمسان في الجزائر التي تحصن بها العرب مع قائدهم الأموي خالد بن حبيب.
معركة الأشراف
التقى قائد الأمويين خالد بن حبيب بالأمازيغ القادمين من المغرب في وادي الشلف بغرب الجزائر سنة 740 ميلادية فكان بينهم قتال شديد فبينما هم كذلك إذ غشيهم خالد بن حميد الزناتي من خلفهم بعسكر عظيم، فتكاثرت عليه الأمازيغ؛ فانهزم العرب وكره خالد بن حبيب حتى يهرب؛ فألقى بنفسه هووأصحابه إلى الموت أنفة من الفرار. فقُتل بن حبيب ومن معه، حتى لم يبق من أصحابه رجل واحد. فقُتل في تلك السقطة 20 ألفا من حماة العرب، وفرسانها، وكماتها، وأبطالها؛ فسميت الغزوة غزوة الأشراف لكثرة الشرفاء الذين سقطوا فيها؛ فانتفضت البلاد. وبلغ أهل الأندلس ثورة الأمازيغ في المغرب؛ فقام أمازيغ الأندلس على أميرهم فعزلوه وولوا عبد الملك بن فطن مكانه.
فاختلت الأمور على بن الحبحاب والي الأمويين في القيروان؛ فاجتمع عليه سكان القيروان وعزلوه. ثم وصل نبأ الثورة الأمازيغية لدار الخلافة بدمشق، واستبد الغضب بأمير (المؤمنين) هشام بن عبد الملك الذي نطق: ( والله لأغضبن لهم غضبة عربية، ولأبعثن إليهم جيشا أوله عندهم، وآخره عندي، ثم لا هجرت حصن أمازيغي إلا جعلت إلى جانبه خيمة قيسي أوتميمي.) ومن خلال القول يتضح حتى أسلوب اللقاءة كان القوة والغرض كان نهب خيرات المغرب.
تم عزل ابن الحبحاب بإرادة أهالي القيروان في تونس، واستبدل بوال حديث أوفده الخليفة على جناح السرعة خصيصا لإخماد الثورة، بجيش شامي قوامه 30 ألفا، دعم أثناء المسير بجيوش أخرى، تحت قيادة كلثوم بن عياض ومساعده بلج بن بشر. وبوصولهم إلى القيروان أساء بلج بن بشر لأهالي تونس والقيروان بكلام سفيه، الأمر الذي أدى إلى تنافر وتدابر القوم لولا الإعتذارات التي قدمها الوالي كلثوم لحبيب بن أبي عبدة وجنده، واجتمع للعرب جيش تعداده 70 ألفا، 30 الآف منهم من صلب بني أمية، 40 ألفا من سائر العرب.
معركة بقدورة وسقوط العرب
وفد العرب للإنتقام حسب ما يظهر من مقولة الخليفة، وكاد الإختلاف حتى يدب بين الجند العربي الوافد والمقيم، وكان بلج بن بشر سفيها شرسا في تعاملاته وأوامره، وكاد حتى يشعل حربا بين العرب أنفسهم لأسباب ينأى المقام عن ذكرها، وهي أمور كررها وأجترها بنفاق ونرجسية عند عبوره مضيق طارق في عدوة الأندلس .
التقى الجمعان في شمال غرب الجزائر شهر أكتوبر سنة 741 ميلادية، قرب بلدة الشلف. وحاول بلج بن بشر مهاجمة الأمازيغ ليلا لمباغتتهم والإيقاع بهم، فخرجوا له فهزموه، تقدم الجيش الأمازيغي المتكون من البورغواطيين والمكناسيين بقيادة خالد بن حميد الزناتي وبن سالم الهواري، فسقطت معركة حامية، تحت إشراف الوالي الأموي كلثوم بن عياض فوق دبدبانه، وتلاحم الجيشان، ونشبت الخيلُ الخيلَ، وكثر القتل بين الفريقين، وانكشف خيل العرب، والتف الرجال بالرجال، فتناثر الغبار من سقط التصادم، ومني جيوش العرب بهزيمة رهيبة سقط فيها نحو40 ألفا من خيرة جندهم وعدد كبير من أشراف العرب وحماتها وأبطالها، منهم الوالي كلثوم بن عياض، وحبيب بن عبيدة، وسليمان بن أبي المهاجر وغيرهم، وتذكر المراجع والمصادر المعركة باسم معركة بقدورة، وهرب الجيش العربي المتبقي من الميدان، فكانت وجهة أهل القيروان ومصر نحوتونس وأهل الشام نحوالأندلس.
* تعد هزيمة العرب في معركة بقدورة عام 741 ميلادية الضربة القاصمة للحكم الأموي في المغرب وغرب الجزائر (تنس، تيارت، تلمسان) الذي ضم الى المغرب. ومثلت أول استقلال للمغرب عن المشرق. ومنها، انبثقت الدول الأمازيغية الإسلامية الأولى خارج الخلافة التي أسسها أتباع ميسرة المدغري مثل مملكة بورغواطة أسسها القائد الأمازيغي طريف بن مالك عام 744 ميلادية ودامت أربعة قرون من الزمن ومملكة تلمسان أسسها أبوقرة اليفريني سنة 742 ميلادية وإمارة مكناسة (أوربة) في وليلي وسط المغرب ومملكة مدرادة في شرق المغرب. ويتم الإشارة إلى عام 740 كبداية للاستقلال المغربي، بما حتى المغرب الأقصى لم يرجع أبدا ليكون تحت حكم أي خلافة شرقية وبالأخص الدولة الأموية أوأي قوة خارجية أخرى إلى غاية القرن العشرين.
ما بعد المعركة
انتشر خبر مقتل أشراف إفريقية (أرستقراطية) في أوساط المجتمع كصاعقة مما ألقى بضلاله على جيش ابن المغيرة في تلمسان والذي دب الخوف فيه . نتيجة لذلك أخذ الجنود بقتل رجال الدين الصفريين والذين كانوا موجودين بكثرة في المدينة مما أثار غضب السكان وإحداث فوضى. وصلت حملة صقلية متأخرة والتي كانت يجب عليها منع حدوث هذه المجزرة ولكن عند إدراكهم ما جرى غادروا إلى تلمسان ليجدوا المدينة في نفس الوضع. نتيجة لذلك جمع ابن أبي عبيده ما بقي من جيش إفريقيا قرب تلمسان وطلب مساعدة القيروان والتي أوفدت الطلب إلى دمشق. عند بلوغ خبر مقتل الأشراف للخليفة هشام ابن عبد الملك صرخ قائلا:
- "والله لأغضبن عليهم غضب العربي وأوفد جيش تكون بدايته عندهم ونهايته عندي" وفي عام 741 عين الخليفة الأموي كلثوم ابن إياد القسي ليكون بدل حاكم القيروان عبيد الله. تم إرسال كلثوم مع جيش حديث مكون من جند الشرق قوامه 30,000 مقاتل والذي قاد إلى معركة بغدورة (الأشراف) في نهاية عام 741.
إضافة مهمة
طريف بن مالك كان من أتباع ميسرة المدغري وأسس مملكة بورغواطة سنة 744 ميلادية وكان طريف أول مسلم ولج الجزيرة الإيبيرية في مهمة عسكرية سنة 710 ميلادية لاستطلاع أراضي الجزيرة الأيبيرية وسمي المكان الذي هبط فيه جنوب إسبانيا "طريفه" نسبة له الى يومنا هذا وكان قائد المهمات الصعبة في جيش طارق بن زياد عند فتح الأندلس وبعد غزوطليطلة عاد الى المغرب وفي عام 740 ميلادية إنظم مع فرسانه إلى الحملة العسكرية التي قادها ميسرة المدغري وخالد الزناتي ضد العرب.
مصادر
- عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم ـ فتوح أفريقيا والأندلس ـ طبعة 1964 الصادرة عن دار الكتاب اللبناني. .
- أحمد أمين ـ فجر الاسلام ـ مخطة النهضة المصرية .
- الرقيق القيرواني ـ تاريخ أفريقية والمغرب ـ طبعة تونس 1968
- ابن عذارى المراكشي ـ البيان المغرب ج1 ـ الطبعة الثالثة 1983
- ابن الأثير ـ الكامل في التاريخ ج3و5 ـ الطباعة الأزهرية 1301هج
- ابن خلدون ـ المقدمة ج4و6و7 ـ الكتاب اللبناني للطباعة1959.
- موسى لقبال ـ تاريخ المغرب الاسلامي/طبعة 1969
- محمد علي دبوز ـ تاريخ المغرب الكبير ج2 ـ دارالاحياء 1963.
- عبد الرحمن الجيلالي ـ تاريخ الجزائر العام ـ ج2 بيروت 1980.
- عبد العزيز سالم ـ تاريخ المغرب الكبير ج2 ـ بيروت 1983.
- رابح بونار ـ المغرب العربي تاريخه وثقافته ـ الجزائر 1968.
مراجع
- ^ The end of the jihâd state. SUNY Press. 1994. p. 280.
- ^ Dozy (1861), p.133
- ^ Dozy (1861), p.134
- ^ Blankinship (1994), p.220
- ^ Blankship, p.212
- ^ ابن خلدون / المقدمة / ج4و6و7/ الكتاب اللبناني للطباعة1959.