مالك بن عوف النصري
مالك بن عوف النصري ، قائد هوازن وثقيف يوم حنين ضد المسلمين وهزم جيشة بالمعركة ثم اسلم بعدها
نسبه
مالك بن عوف بن سعد بن يربوع ابن دهمان ، يرتفع نسبه إلى نصر بن معاوية بكر بن هوازن، ويلقب بأبي علي النصري نسبة إلى أحد أجداده نصر بن معاوية .
حياته
فارس وشاعر مخضرم من أهل الطائف، ويعدُّ بين الفرسان الجرارين، ولم يكن الرجل لِينعتَ بالجرار حتى يقود ألف مقاتل. كان رفيع القدر في قومه، قاتل ثقيفاً في الجاهلية، فكان لا يخرج لهم سَرْح إلاّ أغار عليه حتى يصيبه، وكثيراً ما كان يصيب .
لا تكشف المصادر كثيراً عن جوانب حياته في الجاهلية، ولا تذكر اسم زوجته وأولاده وعددهم، سوى ما قدّره صاحب الأعلام عندما قارب وفاته في السنة العشرين للهجرة، ذاع صيت مالك فارساً بعد الإسلام إذ تأخر إسلامه إلى ما بعد غزوة حنين، وما كان من شأنه فيها. ويذكر ابن إسحاق أنه لمّا سمعت هوازن برسول اللهr، وما فتح اللّه عليه من مكة، ونيته التوجه إلى الطائف لإخضاع هوازن وثقيف جمع مالك بن عوف هوازن، وانضمت معه ثقيف كلها، وأراد قتال المسلمين. فساق الناس مع أموالهم ونسائهم إلى القتال، ليجعل خلف كلّ رجل أهله وماله ليقاتل عنهم بشدة وبسالة. ولما سقطت الواقعة، واشتد القتال ارتجز مالك أبياتاً، ومما نطقه:
أَقْدِمْ مُحَاجُ إِنَّه يـَوْمٌُ نُـكَرْ
مِثْلِي على مِثْلِكَ يَحمِي ويَكُرّْ
إِذا أُضِيْعَ الصَّفُّ يَوْمَاً والدُّبرْ
ثُمَّ احْزَأَلَّتْ زُمَرٌ بَعْدَ زُمــَرْ
كَـتَائِبٌ يَكـِلُّ فيْهِنَّ البَصَرْ
قَدْ أَطْعَنُ الطََّعْنَةَ تَغْذِي بالسَّبَرْ
ولما كانت نهاية المعركة وانتصر المسلمون فرّ مالك بن عوف مع أشراف قومه، ودخلوا متحصنين بحصن الطائف، فنطق النبيr: «لوأتاني مسلماً لرددت عليه أهله وماله»، وبلغ الخبر مالك، فخرج من الحصن ورأس وفد قومه وأعرب إسلامه، مبايعاً النبيr، ومدحه ببضعة أبيات منها:
مَا إنْ رَأَيْتُ ولا سمِعتُ بِواحدٍ
في النًّاسِ كلًِّهم كَـمثْلِ مُحمَّدِ
أَوْفَى فأَعْطَى لِلْجَزِيْلِ لمُجْتَدِي
ومَتَى تَشَأْ يُخْبِرْكَ عَمّا في غَدِ
وإِذا الكَتِيبْـةُ عَـرَّدَتْ أَنْيَابُها
بالسَّمْهَريِّ وضَرْبِ كُـلّ مُهنَّدِ
فكـأنَّه ُ ليـثٌ على أَشْـبَالِهِ
وَسْطَ الْهَبَاءَةِ خَـادِرٌ في مَرْصَدِ
ولما سمعه النبي أعطاه أهله، وردّ عليه ماله، وخصّه بمئة من الإبل، كما عمل مع المؤلفة قلوبهم.
سيرة اسلامه
كان مالك بن عوف النصري قد قاد قبائل هوازن وثقيف لحرب المسلمين في حنين، فهُزموا وسقطت أموالهم وأهلهم وذراريهم بأيدي المسلمين.
نطق ابن إسحاق: نطق رسول الله صلى الله عليه وسلم لوفد هوازن عن مالك بن عوف النصري، (ما عمل؟)، فنطقوا: هوبالطائف مع ثقيف. فنطق رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أبلغوا مالكا أنه إذا أتاني مسلما رددت عليه أهله وماله، وأعطيته مئة من الإبل). فأتي مالك بذلك، فخرج إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الطائف، وقد كان مالكا خاف ثقيفا على نفسه حتى يفهموا حتى رسول الله صلى الله عليه وسلم نطق له ما نطق فيحبسوه، فأمر براحلته فهيّئت له، وأمر بفرس له فأتي به إلى الطائف، فخرج ليلا، فجلس على فرسه، فركضه حتى أتى راحلته حيث أمر بها حتى تحبس، فركبها. فلحق برسول الله صلى الله عليه وسلم فأدركه بالجعرانة أوبمكة، فردّ عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أهله وماله، وأعطاه مئة من الإبل .
حَسن إسلام مالك، فاستخدمه الرسول على قومه ومن معه من ثمَالة وَسلمة وفهم، وظل عليهم إلى حتى قامت حرب الفتوح، حيث شارك مع قبيلته في معركة القادسية، وكان لهم شأن فيها، كما شهد فتح مدينة دمشق وأقام فيها، وصارت له دار تعهد بدار بني نصر نزلها مالك أول ما فتحت دمشق .
أشعاره
لم يكن صيت مالك الشاعر مثل صيته فارسا، فهومن الشعراء المقلين الذين كانوا يقولون الشعر في المناسبات التي تقتضيها، وأشعاره القليلة مبثوتة في بعض خط الأدب، ولم يقم أحد بجمعها، ومن أكثر أشعاره ما قيل في الحماسة والمديح، يتسم شعره على قلته بالجزالة والقوة، وكثرة الغريب. ويعّد في واحد من الوجوه تعبيراً عما كان يعتمل في حياته من مواقف، وما يظهر من صورة الواقع الاجتماعي في حقبة حياته.
وفاته
توفي نحو20هـ ـ نحو640م.
المصادر
- السيرة النبوية لابن هشام
- المعجم الكبير
- تاريخ الطبري