صدر الإسلام هومصطلح يستخدم للدلالة على السنوات الأولى للإسلام وتضم تلك الفترة الممتدة بين بعثة نبي الإسلام محمد بن عبد الله إلى آخر أيام الخلفاء الراشدين، والتي انتهت في حدود نهاية العقد الرابع الهجري بتبعات اغتيال الخليفة الرابع علي بن أبي طالب عام 40 هـ وقيام الدولة الأموية بعدها.

العرب قبل الإسلام

كان العرب قبيل الإسلام أمة متفرقة لا يحكمهم ملك واحد بل شيوخ وأقيال، أدى ذلك إلى غياب قانون يرجعون إليه أوقوة تحفظ حقوقهم وتمنع الحروب والاعتداءات الجاهلية التي أنهكت الموارد الاقتصادية والبشرية عند العرب، أدى ذلك إلى غياب أشكال الرعاية التي تقوم الدول عادة بعملها لمواطنيها من رعاية سياسية بحمايتهم من العدوالخارجي وأمنية بحفظ حقوقهم وحمايتهم من النزاعات الداخلية.

عصر النبوة

عصر الخلفاء الراشدين

الخلفاء الراشدون هومصطلح سني يضم الحكام الخمسة الأوائل بعد وفاة النبي محمد , ومدة الخلافة الراشدة ثلاثون سنة من 11هـ إلى 41هـ.

يفضل الشيعة اطلاق فترة صدر الإسلام على تلك الفترة التي تبعت وفاة النبي وقبل الدولة الأموية.

الخلفاء الراشدون

أبوبكر الصديق

هوصحابي ممن رافقوا النبي محمد صلى الله عليه وسلم منذ بدء الإسلام، ويعتبر الصديق المقرب له. أول الخلفاء الراشدين وأحد العشرة المبشرين بالجنة يعهد بأبي بكر الصديق لأنه صدق محمد صلى الله عليه وسلم في سيرة الإسراء والمعراج، وقيل لأنه كان يصدق النبي صلى الله عليه وسلم في جميع خبر يأتيه. وفي أثناء سقم الرسول محمد صلى الله عليه وسلم أمره حتى يصلي بالمسلمين، وبعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم.

تولي الخلافة

بعد وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم اجتمع المهاجرون والأنصار, واتفقوا على حتى تكون الخلافة في المهاجرين وكان اجتماعاً تسوده المودة والحب فبايعوا أبا بكر رضي الله عنه في سقيفة بني ساعدة, فكانت توليته خليفة لرسول الله شورى بين المسلمين, وكان يلقب بخليفة رسول الله.

أعماله

حروب الردة : بعد وفاة محمد صلى الله عليه وسلم ارتدت بعض القبائل عن الإسلام ومنعت الزكاة فقام أبوبكر الصديق بمحاربتها وشارك في حروب الردة هذه معاوية بن أبي سفيان.

بعث جيش أسامة بن زيد : كان الرسول صلى الله عليه وسلم قد جهز جيشاً لقتال الروم وأمر عليه أسامة بن زيد, وعندما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم, واصل أبوبكر الصديق مهمة إرسال الجيش وبرغم اعتراض الصحابة على كون أسامة بن زيد هوقائد الجيش بسبب صغر سنه إلا أنه أصر على بعث الجيش كما أصر على كون قائده أسامة بن زيد حتى لا يخالف أمر الرسول صلى الله عليه وسلم.

جمع القرآن : اغتال الكثير من حفاظ القرآن في حروب الردة فأشار عمر بن الخطاب علي ابي بكر الصديق بجمع القرأن في مصحف واحد وقام بتجميع القرآن الكريم بعدما خط على أشياء متفرقة.

الفتوحات الإسلامية : واصل أبوبكر الصديق فتح البلاد, وكانت أبرز فتوحاته فتح بلاد الشام وفتح العراق. فأوفد جيش خالد بن الوليد إلى الكوفة بالعراق ( واستطاع خلال بضعة أشهر فتح أكثر من نصف العراق ولم يجبر أحداً على الدخول في الإسلام). وأوفد جيش أبي عبيدة بن الجراح إلى حمص. وأوفد جيش يزيد بن أبي سفيان إلى دمشق. وأوفد جيش شرحبيل بن حسنة إلى الأردن. وأوفد جيش عمروبن العاص إلى القدس.

عمر بن الخطاب

هوأحد العشرة المبشرين بالجنة وثاني الخلفاء الراشدين تولي الخلافة بعهد من أبي بكر وبمبايعة الصحابة. اتسم عهده بإتساع رقعة الدولة الإسلامية، ففتحت مصر والشام وفارس وأرمينية. يتميز عهده بعصر الفتوحات وأحد العصور المضىية للدولة الإسلامية وقد أسس ديوان المظالم، اغتال عمر سنة 644م في صلاة الفجر مطعونا بخنجر مسموم على يد أبي لؤلؤة المجوسي.

عثمان بن عفان

ثالث الخلفاء الراشدين, ولي عثمان الحكم بعد عمر بن الخطاب وعمره 68 عامًا، في عهده سقطت الدولة الساسانية وفتح المسلمون قبرص, وأمر بإنشاء أول أسطول إسلامي للحد من سيطرة البيزنطيين على مياه البحر المتوسط. توفي مقتولا -في الفتنة الكبرى- وهوجالس في منزله يقرأ القرآن. ومن أبرز أعماله نسخ القران الكريم وإرسال نسخ منه إلى مختلف الولايات الإسلامية.

علي بن أبي طالب

ابن عم النبي محمد صلي الله عليه وسلم ورابع الخلفاء الراشدين، بايعه المسلمون بعد مقتل عثمان بن عفان, فور توليه الخلافة بعزل ولاة الدولة السابقين وتعيين ولاة آخرين يثق بهم. وتخللت فترة حكمه الفتن والمعارك التي أثرت كثيرا في مستقبل تاريخ العالم الإسلامي كمعركة الجمل ضد طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام ومعهما عائشة بنت أبي بكر الذين طالبوا بالقصاص من قتلة عثمان وانتهت بمقتل طلحة والزبير وفوز علي. ومعركة صفين ضد معاوية بن أبي سفيان الذي طالب كذلك بدم عثمان، وإن كان بعض المؤرخين يرجعون ذلك لأغراض سياسية ولتعارض المصالح وقُتِل علي على يد عبد الرحمن بن ملجم الخارجي وانتهت فترة الخلفاء الراشدين بعد موته.

الحسن بن علي بن أبي طالب

بويع بالخلافة بعد مقتل واستشهاد ابيه علي بن أبي طالب ويرى بعض أهل الفهم ان خلافته هي امتداد لخلافة ابيه , واستمرت خلافة ستة أشهر , وقد آثر الحسن إنهاء الخلاف بين المسلمين وجمع الأمة وحقن الدماء فتنازل عن الخلافة لمعاوية بن أبي سفيان أمير الشام آنذاك الخصم السياسي لأبيه, رغم التفوق العددي والعسكري لجيش الحسن على جيش معاوية المهزوم سابقا في معركة صفين.

وسمي ذلك العام بعام الجماعة لإجتماع حدثة المسلمين , لفب الحسن بسيد المسلمين ، وأحد فهماء الصحابة وحلمائهم وذوى آرائهم . والدليل على أنه أحد الخلفاء الراشدين الحديث الذي أوردناه في دلائل النبوة من طرق عن سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حتى رسول الله صلى الله عليه وسلم نطق : " الخلافة بعدي ثلاثون سنة ، ثم تكون ملكا " . وإنما كملت الثلاثون بخلافة الحسن بن علي ، رضي الله عنه ، فإنه هبط عن الخلافة لمعاوية في ربيع الأول من سنة إحدى وأربعين ، وذلك كمال ثلاثين سنة من موت رسول الله صلى الله عليه وسلم ; فإنه توفي في ربيع الأول سنة إحدى عشرة من الهجرة ، وهذا من أكبر دلائل النبوة ، وقد مدحه رسول الله صلى الله عليه وسلم على صنيعه هذا ، وهوهجره الدنيا الفانية ، ورغبته في الآخرة الباقية ، وحقنه دماء هذه الأمة ، فنزل عن الخلافة وجعل الملك بيد معاوية ، حتى تجتمع الحدثة على أمير واحد ،وهذا المدح قد ذكرناه فيما تقدم وسنورده في حديث أبي بكرة الثقفي ، حتى رسول الله صلى الله عليه وسلم صعد المنبر يوما ، وجلس الحسن بن علي إلى جانبه ، فجعل ينظر إلى الناس مرة وإليه أخرى ، ثم نطق : " أيها الناس ، إذا ابني هذا سيد ، وسيصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين " رواه البخاري

التوسع العسكري

في عهد الخلافة الراشدة أصبحت الدولة الإسلامية أقوي دول العالم عسكريا آنذاك وأوسعها رقعة، حيث ضمت الدولة الإسلامية شبه الجزيرة العربية والشام والعراق ومصر وأفريقية، وفارس، وخراسان.

إصلاحات دولة الإسلام

هذه الموضوعة جزء من سلسلة:

•  •

شخصيات محورية  •  •  •

•  •

مدن مقدسة  • مواقع مقدسة  • الخلافة الإسلامية  •  •  • الفتوحات الإسلامية  •  •  •  •  •  •  •

أعياد ومُناسبات الأعياد في الإسلام  • مناسبات إسلامية  •

إن أعظم الآثار التي هجرها الإسلام في العرب هي إخراجهم من الظلمات إلى النور حيث قام بتوحيدهم ووضع نظام معيشة لهم كما كان للإسلام آثاره في نهضتهم في كافة جوانب الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأخلاقية والثقافية والمعهدية.

السياسية

كان العرب قبل الإسلام في مؤخرة الركب بين الأمم وذلك بسبب الحروب والمنازعات والعصبيات القبلية التي كانت سائدة بينهم، كما حتى نشاطهم في الجنوب قد خَمُد، وتضعضع أمرهم في الشمال، ثم اتى الإسلام واتى محمد بما يسميه المسلمون بالنور من عند الله، فجعلهم خير أمة أخرجت للناس على حد تعبيره، , وبعثه الله لهم برسالة الإسلام، ووحدهم تحت لواء واحد، فإذا الأعداء المتناحرون بالإمس يتحولون إلى جيوش موحدة يخفق عليها فهم الإسلام، وقد اتجهت تلك الجيوش إلى ميادين الفتوحات فأسقطت الدول التي تسلطت على الناس لفترات طويلة، وهما فارس والروم.

الاجتماعية والأخلاقية

اجتث الإسلام من العرب الكثير من العادات التي كان سائدة وحرم الخمر والميسر والمنافرة والمفاخرة وحرم الربا أي الفوائد على الديون.

وقد حاول الإسلام بناء المجتمع على الإخاء والتضحية حيث ذكر القرآن: (إنما المؤمنون اخوة). كما وحسن الإسلام أوضاع وحقوق المرأة عما كانت عليه سابقاً فقد أعطاها دورها في بناء المجتمع الإسلامي حين أنقذها من عبوديتها، ومنع وأدها، وكفل لها حق التفهم واختيار الزوج والميراث إلى حد ما، وكلفها ما كلف به الرجال من أمور الدين مع بعض الاستثناءات.

الآثار الثقافية والعقلية

محى الإسلام جميع من الوثنية والكهانة والعرافة والطيرة والتشاؤم والتنجيم باعتبارها معتقدات باطلة، وأحل مكانها ما سماه بالتوحيد الخالص. وعندما سيطر المسلمون على الكثير من الدول وانتشروا في الآفاق درســوا أحوال الأمم المغلوبة وعلومها واقتبسوا من حضارتها، فامتزجـت العقلية العربية بتلك العقليات امتزاجا عميقا تولدت منه الفهم الشرعية، الفنون الأدبية، والحضارة الإسلامية التي طبقت الأرض مهدت لرقي الإنسان الحديث.

الآثار اللغوية والأدبية

اللغة والأدب مظهران من مظاهر الحياة المتنوعة، ومن ثم فلا بد حتىقد يكون للإسلام تأثير فيهما. أما اللغة فقد خلد الإسلام اللغة العربية حين هبط القرآن بلسان عربي مبين ويعتقد المسلمون حتى الله ضمن لها ذلك الخلود حيث نطق القرآن:(انا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) ويصر المسلمون على حتى حفظ القرآن يستلزم حفظ لغته التي هبط بها. ومن أثر الإسلام في لغة العرب أنه جعلها لغة عالمية غير مقصورة على إقليم معين حيث يحرص جميع مسلم على وجه الأرض على تفهمها، ليقرأ بها القرآن في صلاته.

أما الأدب فكان بليغاً منذ قبل الإسلام مثال ذلك المعلقات وما شابه، ولكن أيضاً أثر الإسلام في الأدب من خلال القرآن والحديث حيث اقتفى الأدباء أثرهما، واقتبسوا من أسلوبهما. ومن أثر الإسلام في الأدب أنه أمده بكثير من الألفاظ التي لم يكن له عهد بها كالجنة والنار، والميزان الصراط، والبعث والنشور، والصلاة والزكاة، وأسماء الله الحسنى.

ولكن فرض الإسلام تحريم الشعر الذي يصف الخمر، وغيرها مما يتنافى مع مبادئ الإسلام وتعاليمه.

انظر أيضا

• السيرة النبوية كيف من الممكن أن نبني دولة قوية

مصادر