اوتو فون بسمارك

عودة للموسوعة

اوتوفون بسمارك

اوتوفون بسمارك
مستشار ألمانيا الأول
في المنصب
21 مارس 1871 – 20 مارس 1890
خلفه ليوفون كاپريڤي
وزير-رئيس پروسيا
في المنصب
23 سبتمبر 1862 – 1 يناير 1873
سبقه Adolf zu Hohenlohe-Ingelfingen
خلفه Albrecht von Roon
في المنصب
9 نوفمبر 1873 – 20 مارس 1890
سبقه ألبرخت فون رون
خلفه ليوفون كاپريڤي
تفاصيل شخصية
وُلِد 1 ابريل 1815
شونهاوزن, پروسيا
توفي يوليو30, 1898(1898-07-30) (عن عمر 83 عاماً)
Friedrichsruh, ألمانيا
الحزب -
التوقيع

أوتوإدوارد ليوبولد، الأمير فون بسمارك، دوق لاونبورج (1 أبريل 1815 - 30 يوليو1898) أحد أشهر الساسة الأوروبيين بالقرن التاسع عشر. عن طريق منصبه كرئيس وزراء بروسيا ووزير خارجيتها، كانت له يد كبيرة في تأسيس القيصرية الألمانية الثانية إبان الحرب الألمانية الفرنسية وقد أصبح أول مستشار لها. اشتهر بسمارك بلقب "المستشار الحديدي". لعب بسمارك دوراً هاماً حين كان مستشارا للرايخ الألماني, وأثرت أفكاره على السياسة الداخلية والخارجية لألمانيا في نهاية القرن التاسع عشر.

كانت جذوره الإقطاعية، وميراثه من المبادئ المحافظة القوية، تضعه على نقيض التيارات الليبرالية، وإن تحالف معها لفترة لاستيعاب خطرها من جهة ولتحقيق أغراضه السياسية من جهة أخرى. وظل بسمارك مؤمناً بأن مستقبل الدولة الألمانية سيتشكل في ظل نظام عسكري صارم، ورفض حتىقد يكون للبرلمان أية سلطة حقيقية على الجيش أوحتى يشارك البرلمان في وضع سياسة الدولة. وخاضت بروسيا تحت قيادته عدة حروب أثبتت من خلالها إمكان تحقيق نتائج إيجابية من خلال تطبيق العلوم والأساليب البروسية في فن الحرب، كما أنذرت هذه الحرب بظهور عصر تتقرر فيه أحداث التاريخ العظمى بالقدرة النسبية للدول على استخدام مواردها الفنية والفهمية، فيكون تسيير دفة الحرب شبيهاً أكثر فأكثر بإدارة عمل صناعي واسع النطاق متشعب الفروع.

أسَّس بسمارك عام 1866، بمقتضى الدستور الجديد لذلك العام، مجلس نواب سُمي «الرايخستاگ». وحقق الليبراليون الوطنيون الأغلبية في البرلمان. لكنه، ورغم معاداته لليبرالية، تَعاوَن معهم لقاء مساندتهم له ولسياسته الخارجية والداخلية، وخصوصاً سياسته ضد الكنيسة الكاثوليكية. وتزايدت مخاوف بسمارك من الكاثوليك بعد حتى حصل حزب ديني كاثوليكي معاد لبسمارك على 58 مقعداً في البرلمان. وانتهج بسمارك سياسة معادية لهم فيما عهد بالكولتوركامپف Kulturkampf، أي الصراع الحضاري، حيث اشتد الصراع بين الدولة من جهة ورجال الدين الكاثوليك من جهة أخرى حول السيطرة على التعليم. وكان لهذا الصراع غرض آخر أيضاً بالنسبة لبسمارك وهوتعزيز وحدة الإمبراطورية الجديدة من خلال خلق عدومشهجر، وخصوصاً في غياب العدوالخارجي. وكان من بين الليبراليين الذين أيَّدوا بسمارك في سنواته الأولى نواب يهود أمثال إدوارد لاسكر ولودفيج بامبرگر وغيرهما. وقد كان لهذا الأخير دور مهم في السياسات المالية للحكومة الألمانية ودور مهم في تطوير البنك المركزي.

حياته

بسمارك في صباه

ولد بسمارك في شون‌هاوزن، وهي ضيغة تمتلكها عائلته الثرية غرب برلين في مقاطعة ساكسونيا. كان والده ڤلهلم فرديناند فون بسمارك (1771- 1845) مالكا زراعياً، كان ضابطا سابقا في الجيش البروسي. وكانت والدته فيلهلمينه لويزه مينكن (1789- 1839) التي تزوجها والده في پوتسدام عام 1806 تنتمي إلى عائلة ساكسونية متوسطة. وكان لبسمارك أخ وأخت.

تلقي بسمارك تعليمه في مدرستي فريدريش فيلهلم وجراوس كلوستر الثانويتين. وحين بلغ سن السابعة عشرة التحق بجامعة گيورگ أوگوست في گوتنگن، حيث قضى عاما فقط انضم خلالها إلى فيلق هانوفيرا, تم انتقل إلى جامعة فريدريش ڤلهلم في برلين. وعلى الرغم من حتى بسمارك كان يطمح إلى حتى يصبح دبلوماسياً، إلا أنه كان ليقنع بمناصب إدارية صغيرة في آخن وپوتسدام.

تزوج بسمارك من يوهانا فون بوتكامر (1824- 1894) والتي تنحدر من عائلة نبيلة في عام 1847. وكان الاثنان يعتنقان اللوثرية التقوية. وقد أثمر زقابلما عن طفلة هي ماري وولدين هما هربرت وڤلهلم، ماتوا جميعا في مقتبل العمر.


بداية حياته السياسية

في العام الذي تزوج فيه بسمارك اختير ليكون نائبا في المجلس التشريعي الجديد "مجلس الشورى الموحد". وهناك اكتسب شهرة كمناصر للمكلية وكسياسي محنك. وكان يدافع في جميع مناسبة عن فكرة حتى الملك لديه الحق الإلهي في الوجود.

وحين اندلعت الثورة في پروسيا مارس 1848 (وكانت هذه الثورة إحدى الثورات الشعبية التي اجتاحت أوروبا في ذلك العام)، وكادت الثورة حتى تسقط الملك فريدريش فيلهلم الرابع. ورغم أنه رفض في البداية اللجوء إلى القوة العسكرية لقمع المتمردين وإخماد نيران الثورة، إلا أنه قرر في النهاية استخدامها لإنهاء الثورة قبل استفحالها. وبعد نجاحه في إخمادها وجه وعوده إلى الحركة الليبرالية بإقرار دستور يعترف بوحدة الشعب الألماني وحقه في إنشاء دولة متحدة، وعين أحد الليبراليين وهولودولف كام، رئيسا لوزراء بروسيا، في محاولة منه لاكتساب بعض الشعبية. غير حتى الحركة الليبرالية التي قادت الثورة ما لبثت حتى ضعفت في أقل من عام بسبب تنافسهم الداخلي، فعاد المحافظون إلى الحكم مرة أخرى، حين نجحوا في اكتساب دعم الملك. ورغم حتى الدستور أقر إلا أنه لم يفي بالمطالب الدنيا للثوريين.

وفي عام 1849 انتخب بسمارك لعضوية مجلس الشورى، وهوأحد غرفتي المجلس التشريعي البروسي. وفي هذه الفترة من حياته السياسية كان بسمارك يعارض الوحدة الألمانية بحجة ان بروسيا يفترض أن تفقد استقلالها في ذلك الاتحاد. وقد قبل تعيينه كأحد النواب في برلمان إرفورت، وهوبرلمان اجتمعت فيه عدة إمارات ألمانية لمناقشة مشروع الوحدة الألمانية، إلا ان البرلمان فشل في صياغة هذا المشروع لغياب دعم أبرز مملكتين ألمانيتين وهما بروسيا والنمسا.

وفي عام 1851 عينه فريدريش فيلهلم مبعوثا إلى مجلس الاتحاد الألماني في فرانكفورت. وقد تميزت فترة الثماني سنوات التي قضاها في فرانكفورت بتغيرات هامة في آرائه السياسية. فقد تخلص من تأثيره أصدقائه المحافظين، وأصبح أكثرا اعتدالا سياسيا. وأصبح يؤمن بأن بروسيا يجب ان تتحد مع الإمارات الألمانية الأخرى للقاءة خط النفوذ النمساوي المتزايد، إلى غير ذلك ترسخ لديه الإيمان بأمة ألمانية متحدة.

بسمارك، يسار، مع رون (وسط) ومولتكه (يمين). زعماء پروسيا الثلاثة في عقد 1860

في عام 1858 أصيب الملك فريدريش فيلهلم بصدمة تسببت له بالشلل والعجز العقلي، فتولى أخوه الأمير فيلهلم الوصاية على العرش وتولي إدارة شؤون الحكم في مملكة بروسيا. وما لبث فيلهلم ان استبدل بسمارك كمبعوث في فرانكفورت، وعين سفيرا لپروسيا لدى الإمبراطورية الروسية. وكان تلك نقطة هامة في حياة بسمارك السياسية، حيث كانت روسيا أحد أبرز جارتين سياسيتين لبروسيا (وكانت الأخرى هي النمسا). وقد عين الأمير فيلهلم الوصي على العرش، هلموت فون مولتكه رئيسا جديدا للأركان في الجيش البروسي، وألبريشت فون رون وزيرا للحرب وأكل إليه مهمة إعادة تنظيم الجيش. وكان هؤلاء الثلاثة هم من ساهموا في تحول بروسيا في السنوات الاثني عشرة التالية.

بقي بسمارك في سانت پطرسبورگ لأربع سنوات، ربطت الصداقة خلالها بينه وبين الأمير جورتشاكوف، الذي سيكون خصمه في المستقبل. وفي يونيو1862 أوفد إلى باريس ليكون سفيرا لبروسيا في فرنسا. وبرغم بقاءه الطويل خارج ألمانيا إلا انه لم ينفصل تماما عن الشؤون الداخلية الألمانية، فقد ظل على اطلاع تام بسبب صداقته مع رون وزير الحرب، وقد شكل الاثنان حلفا سياسيا قويا.

الوزير الرئيس لپروسيا

أوتوفون بسمارك، كالوزير-الرئيس لپروسيا

توج الأمير فيلهلم الوصي على العرش, ملكا على بروسيا ولقب ب "الملك فيلهلم الأول" بعد وفاة أخيه في عام 1861. وكان الملك الجديد في خلاف متزايد مع المجلس البروسي الليبرالي, وقد تفاقمت الأزمة في عام 1862 إثر رفض المجلس الموافقة على ميزانية إعادة تنظيم الجيش. لم يستطع وزراء الملك إقناع النواب بتمرير الميزانية, ولم يكن الملك على استعداد لإعطاء تنازلات. آمن ڤلهلم بأن بسمارك هوالشخص الوحيد الذي يستطيع معالجة الأزمة. وحين أجمع مجلس النواب في سبتمبر 1862على رفض الميزانية المقدمة، قرر ڤلهلم استنادىء بسمارك إلى بروسيا بناء على نصيحة من رون. وفي الثالث والعشرين من سبتمبر 1862 عين ڤلهلم بسمارك رئيسا للوزراء ووزيرا للخارجية.

كان بسمارك عازما على المحافظة على هيبة الملك بإنهائه الخلاف حول الميزانية لصالح الملك, حتى لواضطر إلى استخدام وسائل غير دستورية. وكانت وجهة نظره ان الدستور لم يفصل في حالة ما إذا فشل النواب في إقرار الميزانية، وعليه فإن ميزانية العام الماضي تظل سارية. وعليه فبناء على ميزانية عام 1816 فإن جمع الضرائب سيستمر لأربعة سنوات.

وتصعدت حدة الخلاف بين المجلس وبسمارك في السنوات التالية. ففي عام 1863 أصدر مجلس النواب قرارا يقولون فيه بعدم شرعية بقاء بسمارك في منصبه, وفي اللقاء رد الملك بحل المجلس متهما إياه بمحاولة السيطرة الغير دستورية على الوزارة. ثم قرر بسمارك فرض الرقابة على الصحافة, وقد لقي هذا القرار معارضة علنية من ولي العهد الأمير فريدريش ڤلهلم (الذي أصبح فيما بعد الملك فريدريش الثالث). وبرغم الانتقادات الكثيرة ظل بسمارك سياسيا عديم الشعبية. وقد سقط مؤيدوه في انتخابات أكتوبر 1863, التي فاز فيها الائتلاف الليبرالي (الذي يقوده حزب التقدم) بأكثر من ثلثي مقاعد المجلس. وقد طالب المجلس مرارا الملك ڤلهلم الأول بإنطقة بسمارك، إلا ان الملك ظل على تأييده له, خوفا منه بان يحل محل وزارة بسمارك وزارة ليبرالية.

الوحدة الألمانية

هزيمة الدنمارك والنمسا

كانت ألمانيا تتكون من الكثير من الإمارات المتفرقة. قرر بسمارك استخدام الدبلوماسية والعسكرية البروسية لتحقيق الوحدة, واستثني النمسا من الاتحاد لرغبته في ان تكون بروسيا هي أقوى الأعضاء واكثرهم نفوذا في الأمة المتحدة الجديدة. قابل بسمارك أزمة دبلوماسية حين توفي فريدريك الرابع ملك الدنمارك في نوفمبر عام 1863. فقد نشأ نزاع حول تبعية دوقيتي شليزفيج وهولشتاين بين كريستيان الرابع (وريث الملك فريدريك الرابع) ملك الدنمارك, وبين فريدريش فون أوْجوستنبورج (وهودوق ألماني).

وكان الرأى العام البروسي يؤيد تبعية الوقيتين للدوق الألماني. غير حتى بسمارك اتخذ خطوة غير شعبية بإصراره على تبعية الدقيتين للدنمارك بموجب بروتوكول لندن المسقط قبل عشر سنوات. غير أنه عاد فأعرب رفضه لضم الدنمارك للدوقيتين. وبدعم من النمسا أوفد قرره النهائي إلى كريستيان بضرورة إعادة الدوقيتين إلى الوضع الذي كانت عليه من قبل. وحين رفضت الدنمارك القرار, قررت بروسيا والنمسا شن الحرب على الدنمارك "حرب شليزفيج الثانية", وأجبرت الدنمارك على التنازل عن كلتا الدوقيتين. وفي الأساس فقد اقترح حتى يقرر مجلس الاتحاد الألماني (الذي يمثل جميع الإمارات الألمانية) بشأن مصير الدوقيتين. ولكن قبل حتى يحدث هذا أقنع بسمارك النمسا بالموافقة على معاهدة "جاستاين". وبموجب هذه الاتفاقية المسقطة في 20 أغسطس 1865 ، تمضى شليزفيج إلى بروسيا وتمضى هولشتاين إلى النمسا. وفي هذا العام منح بسمارك لقب "أمير فون بسمارك - شونهاوْزن".

لكن في عام 1866 خالفت النمسا الاتفاق السابق وذلك بمطالبتها بأن يقرر المجلس مصير شليزفيج وهولشتاين. فاستغل بسمارك ذلك ذريعة لبدء حرب ضد النمسا, باتهام النمساويين بأن أخلوا باتفاقية جاستاين. وأوفد بسمارك القوات البروسية لاحتلال هولشتاين. وسرعان ما طلبت النمسا مساعدة باقي الإمارات الألمانية, التي لبت هذا الطلب وخاضت الحرب البروسية النمساوية. وبفضل إعادة تنظيم الجيش البروسي الذي قام به ألبريشت فون رون, فإن قوة الجيش البروسي كانت تضاهي قوة الجيش النمساوي. وقد شكل بسمارك حلفا سريا مع إيطاليا, التي كانت تطمع في السيطرة على "فينيتيا" التي كانت خاضعة للسيطرة النمساوية. وبدخول إيطاليا الحرب اضطرت النمسا إلى تقسيم قواتها, للقاءة الجيش البروسي من جهة, والجيش الإيطالي من جهة أخرى.

هزمت بروسيا النمسا وحلفائها هزيمة ساحقة في معركة كونيجريتس. ونتيجة لصلح براج الذي عقد في عام 1866, فقد حل الاتحاد الألماني, وضمت بروسيا إليها شليزفيج وهولشتاين وفرانكفورت وهانوفر وهيسه - كاسل وناساوْ, وتعهدت النمسا بعدم التدخل في الشئوالداخلية الألمانية. ولتعزيز السيطرة البروسية, فقد انضمت بروسيا إمارت شمال ألمانيا الأخرى لتكوين ما سمي "بالاتحاد الألماني الشمالي" في عام 1867, وترأسه فيلهلم الأول وشغل بسمارك فيه منصب المستشار. ومنذ هذه النقطة بدأ ما يسميه المؤرخون "بؤس النمسا", والتي شكلت فيه النمسا دولة ضئيلة بالنسبة لجارتها المتفوقة ألمانيا, وظلت هذه العلاقة بين النمسا وألمانيا حتى أثناء الحربين العالميتين.

أكسب النصر العسكري دعما سياسيا ضخما لبسمارك في بروسيا. ففي انتخابات مجلس النواب في عام 1866 تكبد الليبراليون خسارة فادحة, حيث خسروا أغلبيتهم الكبيرة. وكان البرلمان الجديد المكون في أغلبيته من المحافظين يمثل ظلا لبسمارك, فقد وافق بطلب منه على الميزانية التي رفضت في الأعوام الأربع السابقة, ونفذت رغم ذلك. ومنذ ذلك الوقت وبسمارك يعتبر واحدا من أبرز السياسيين في التاريخ.

وبعد حرب عام 1866 ضم بسمارك مملكة هانوفر التي تحالفت مع النمسا ضد بروسيا. وقد سعى الملك المعزول جورج الرابع ملك هانوفر إلى التوصل إلى اتفاق يمنحه الحق بالاحتفاظ بنصف ممتلكات التاج, ويكون النصف الآخر ملك للدولة ثم يتحول إلى مكتسبات وطنية. لكن بسمارك اتهمه بالتخطيط للانقلاب ضد الدولة وقلص نصيبه من ممتلكات التاج إلى 16 بالمائة وكان ذلك في ربيع عام 1868. وقد استخدم بسمارك هذا المال لإنشاء صندوق سري (عهد بصندوق المخبرين الوقحين), والذي استخدمه لرشوة الصحفيين ولتشويه سمعة خصومه السياسيين. واستخدم هذه الأموال في عام 1870 لكسب تأييد الملك لودفيج الثاني ملك بافاريا لجعل فيلهلم الأول إمبراطورا لألمانيا.

واستخدم بسمارك هذه الأموال أيضا لغرس المخبرين داخل حاشية قصر ولي العهد الأمير فريدريش والأميرة فيكتوريا, وفي بث الأخبار الملفقة في الصحف تتهم الاثنين بأنهما عميلين بريطانيين يشيان بأخبار الدولة إلى الحكومة البريطانية. وكان فريدريش وفيكتوريا معجبان بالأمير ألبرت أمير ساكسكوبورج وجوتا, وكان يخططان للحكم كرفيفين مثل ألبرت والملكة فيكتوريا, ولإعادة تنظيم السلطة التطبيقية التي كان بسمارك يهدف للسيطرة عليها. وكان مخط المستشار المسئول أمام الملك سيستبدل بوزارة على الطريقة البريطانية, مكونة من وزراءقد يكونون مسئولين أمام الرايخستاج. وكانت سياسة الحكومة ستكون معتدمة على إجماع الوزراء.

وفيما بعد حين اعتلى فيلهلم الثاني العرش خطط بسمارك لتشويه سمعة والديه لفصله عنهما, ولوضعه تحت سيطرته. وكان ينوي استخدامه كسلاح ضد والديه لكي يحتفظ بقوته الخاصة. كما كان بسمارك سيدرب فيلهلم ليتمرد عليمها وسيفهمه حتىقد يكون عاصيا لهما. ونتيجة لذلك نشأت علاقة غير طبيعية لفيلهلم مع والده وخاصة مع أمه. وفي عام 1892 بعد عزل بسمارك, أوقف القيصر فيلهلم الثاني هذا الصندوق وفساده بالتخلي عن دفع الرواتب الإضافية في الميزانية الرسمية.

تأسيس الإمبراطورية الألمانية

بسمارك أصبح مستشار ألمانيا في 1871

أدى فوز بروسيا على النمسا إلى زيادة التوتر بينها وبين فرنسا. وكان الإمبراطور الفرنسي نابليون الثالث يخشى من حتى قوة ألمانيا ستؤدي إلى قلب ميزان القوى في أوروبا. ولم يكن بسمارك في الوقت نفسه يخشى من خوض حرب ضد فرنسا, فقد كان يؤمن حتى الحرب معها ستؤدي إلى توحيد الإمارات الألمانية خلف قيادة ملك بروسيا.

ولم ينقص لإشعال هذه الحرب إلا شرارة صغيرة. وقد حدث, ففي عام 1870 عرض على الأمير ليوبولد أمير هوهنتسولرن وزيجمارينجن حتى يعتلي العرش الإسباني, الذي كان قد شغر منذ ثورة عام 1868 في إسبانيا. عارضت فرنسا الترشيح وطالبت بضمانات لكى لا يعتلي أحد من آل هونتسولرن العرش الإسباني. ولدفع فرنسا إلى إعلان الحرب على بروسيا, تعمد بسمارك في الرابع عشر من يوليو(وهويوم الباستيل العيد القومي للفرنسيين) نشر الحوار بين الملك فيلهلم والسفير الفرنسي في بروسيا الكونت بنيديتي, بطريقة مهينة لفرنسا.

حشدت فرنسا جيوشها وأعربت الحرب في التاسع عشر من يوليو(أي بعد خمسة أيام). فبدت بمظهر المعتدي أمام الأمراء والملوك الألمان, فاندفعوا بنداء الوطنية والقومية إلى الاتحاد والتحالف مع بروسيا. حتى حتى عائلة بسمارك دفعت بابنيها للاشتراك في سلاح الفرسان. وكانت الحرب الفرنسية البروسية في عام 1870 نصرا كبيرا لبروسيا. وتوالت فوزات الجيش الألماني بقيادة الصقر هيلموت فون مولتكه فوزا بعد فوز. وسقطت المعارك الرئيسية في شهر واحد (بينسبعة أغسطس و1 سبتمبر), وهزمت فرنسا فيها كلها.

وأبرز ما ميز هذه الحرب هوالتنظيم البارع على الجانب البروسي والاضطراب الكبير على الجانب البروسي. وفي النهاية اضطرت فرنسا إلى التنازل عن الإلزاس وجزء من اللورين, لأن مولتكه وجنرالاته كانوا يصرون على وضع فرنسا موضع الدفاع. وقد عارض بسمارك هذا الضم لأنه لم يكن يريد حتى يجعل من فرنسا عدوا دائما.

ڤيلهلم الأول اُعلن امبراطوراً ألمانياً في قاعة المرايا في ڤرساي، فرنسا.

وبعد انتهاء الحرب تحرك بسمارك لتأمين الطريق نحواتحاد ألمانيا. فتفاوض مع ممثلين عن الولايات الألمانية الجنوبية، عارضا تنازلات خاصة لضمان موافقتهم على الاتحاد. ونجحت المفاوضات, فأعرب الملك فيلهلم الأول إمبراطورا لألمانيا في الثامن عشر من يناير عام 1871 في قاعة المرايا في قصر فرساي (للإمعان في إهانة فرنسا). وكانت الإمبراطورية الجديدة اتحادية تتكون من 25 ولاية (بما فيها الممالك والدوقيات الكبيرة والدوقيات والإمارت والمدن الحرة) والتي احتفظ جميع منها ببعض السلطة. ولم يكن ملك بروسيا, كإمبراطور لألمانيا حاكما مطلقا على بقية ألمانيا بل كان كما أطلق عليه "الأول بين متناظرين". ولكنه كان يرأس البوندستاج الذي يجتمع لمناقشة السياسة المقدمة من المستشار (الذي يعينه الرئيس الذي هوالإمبراطور).

وفي سنواته الأخيرة ادعى بسمارك حتى حروب بروسيا ضد النمسا وفرنسا إنما نشبت عن طريق تلاعبه بالإمارات المحيطة وفقا لخطته الكبيرة. وكانت هذه الرؤية مقبولة بين المعاصرين والمؤرخين حتى عقد الخمسينيات من القرن العشرين. وبالرغم من ذلك فقد بنيت هذه الرؤية على مذكرات بسمارك التي خطها بعد عزله, والتي يضع نفسه فيها في مقدمة الأحداث. غير حتى فكرة سيطرة وتحكم بسمارك في الأحداث الكبرى قد شكك فيها بعض المؤرخين ومن بينهم الجدلي أ. تايلور, التي خالف جميع التفسيرات السابقة عليه بقوله حتى بسمارك كان "قائدا هشا ذا سيطرة ضئيلة على الأحداث". ويرى كذلك حتى موهبة بسمارك الكبرى كسياسي هي موهبته في طريقة ردود أفعاله على الأحداث حين وقوعها, وتحويلها إلى ميزة في صالحه.


مستشار الإمبراطورية الألمانية

بسمارك مستشارا لألمانيا

في عام 1871 منح بسمارك لقب "أمير فون بسمارك". وعين في نفس السنة مستشارا للإمبراطورية الألمانية الناشئة, بجانب احتفاظه بمناصبه في مملكة بروسيا كرئيس للوزراء ووزير للخارجية. وبذلك فقد كان بسمارك على درجة عالية من النفوذ والسيطرة على الشئون الداخلية والخارجية لألمانيا. وقد وقع في عام 1873 حتى عزل بسمارك عن منصب رئيس الوزراء وعين مكانه ألبريشت فون رون, غير حتى ذلك لم يدم طويلا فما لبث فون رون حتى استنطق لأسباب سقمية. وعاد بسمارك مرة أخرى ليكون رئيس للوزراء في بروسيا.

في السنوات التالية كانت أحد أبرز أهداف بسمارك داخليا هوالحد من تأثير الكنيسة الكاثوليكية في ألمانيا. وربما كان ذلك بسبب خوف بسمارك من تأثير البابوات على المسحيين الكاثوليك الألمان واستخدامهم لفكرة عصمتهم في تحريك أتباعهم وجهة سياسية معينة, وخلق عدم استقرار عن طريق دق أسافين بين الكاثوليك والبروتستانت.

وقد حاول بسمارك دون نجاح حتى يتوصل إلى تفاهم مع الحكومات الأوروبية الأخرى حين كانت هناك انتخابات بابوية جديدة في الفاتيكان. فالحكومات الأوروبية كانت ستوافق على مرشحين غير مناسبين, وسيدفعون كاردينالاتهم إلى اختيار بابا حديث غير مؤمن بفكرة التعايش بين الكاثوليك والبروتستانت في أوروبا. وكانت بروسيا فيما عدا منطقة الراين أغلبيتها من البروتستانت, لكن كان هناك الكثير من الكاثوليك يسكنون في الولايات الجنوبية وخصوصا بافاريا. وبوجه عام فقد كان ثلث الألمان من الكاثوليك. وكان بسمارك يعتقد حتى الكنيسة الكاثوليكية تحوز سلطة سياسية أكبر مما ينبغي, وكان قلقا أيضا من تكوين الحزب المركزي الكاثوليكي (وقد وقع هذا في عام 1870).

وعلى هذا فقد بدأت حملة معادية للكاثوليكية معروفة باسم "الحرب الثقافية". فألغي القسم الكاثوليكي لوزارة الثقافة البروسية. وطرد اليسوعيون من ألمانيا في عام 1872. وقام بسمارك بدعم اللوثرية والكنائس المعادية للكاثوليكية الرومانية القديمة. وسنت في عام 1873 قوانين عديدة معادية للكاثوليكية الرومانية, فسمحت للحكومة الإشراف على تعليم رجال الدين الكاثوليك الرومان, وقللت من السلطات التأديبية للكنيسة. واشترطت مراسم مدنية لحفلات الزواج, التي تؤدى في الكنائس. لكن هذه الكنائس زادت من قوة الحزب المركزي الكاثوليكي, وتخلى بسمارك عن حملة "الحرب الثقافية" في عام 1878. ومات البابا بيوس في نفس العام وحل محله البابا ليوالثالث عشر الذي كان أكثر واقعية من سلفه.

وخرج بسمارك من هذه الحملة بكسب حليف حديث هوحزب الأحرار الوطني الفهماني, الذي أصبح حليفا رئيسيا له في الرايخستاج. لكن في عام 1873 دخلت ألمانيا ومعظم دول أوروبا فترة "الكساد الطويل" حين انهارت سوق الأوراق المالية في فيينا, وعهدت هذه الأزمة بأزمة المؤسسين Gründerkrise. وهوالكساد الذي ضرب الاقتصاد الألماني للمرة الأولى منذ التنمية الصناعية الواسعة في الخمسينات بعد ثورة عام 1848.

ولمساعدة الصناعات المتعثرة أصدر بسمارك قرارات بإلغاء التجارة الحرة وفرض تعريفات وقائية, أضعفت الأحرار الوطنيين الذين كانوا ينادون بالتجارة الحرة والذين كان بسمارك يدعمهم منذ حملة "الحرب الثقافية". إلى غير ذلك انتهت الصلة بين بسمارك وبين الأحرار الوطنيين في عام 1879 تقريبا. وعاد بسمارك لطلب الدعم وإنشاء الصلات مع القوى المحافظة ومن بينها الحزب المركزي الكاثوليكي.

وللحؤول دون دقوع مشاكل عنصرية بين الأقليات المتنوعة مثل المجريين والنمساويين والفرنسيين, شرع بسمارك في محاولة "ألمنة" هؤلاء الذين كانوا يقطنون المناطق الحدودية الألمانية, مثل الدنماركيين في الشمال والفرنسيين في الإلزاس واللورين والبولندينن في الشرق.

ونهج بسمارك تجاه البولنديين سياسة عدائية مما ساعد ازدياد الإحساس بالتمييز القومي بين البولنديين والألمان, مما أدى إلى توتر العلاقة النفسية بينهم. وكانت فكرة بسمارك في هذا هواعتقاده بأن الوجود البولندي في ألمانيا يمثل تهديدا للدولة الألمانية الوليدة.

وكانت من الأمور التي تثير قلق بسمارك هوازدياد شعبية الحركة الاشتراكية في ألمانيا وانتشار أنصارها. فقرر في عام 1878 سن قوانين مناهضة الاشتراكيين. فمنعت التنظيمات والاجتماعات الاشتراكية, كما اعتقل الاشتراكيين وحوكموا في محاكم بوليسية. لكن على الرغم من ذلك فقد استمرت شعبية الاشهجريين بالتزايد, فنجحوا في الفوز بمقاعد لا بأس بها في الرايخستاج, حين رشحوا أنفسهم مرشحين مستقلين غير معلنين تبعيتهم لأي حزب, وهوما كان يسمح به الدستور الألماني وقت ذاك.

فاتجه بسمارك إلى استخدام مبدأ "حارب عدوك بسلاحه", فشرع في التحول إلى الاشتراكية لمحاولة استرضاء الشعب وكسب تأييد الطبقة العاملة التي تمثل أغلبية الشعب الألماني. فشرع في سن قوانين تهدف إلى الإصلاح الاجتماعي, والتي تعتبر أولى القوانين الاشتراكية في أوروبا. ومن تلك القوانين التأمين الصحي على العمال في سنة 1883, التي تنص على حتى يدفع العامل ثلثي مبلغ التأمين ورب العمل الثلث الباقي. ثم أضيفت قوانين التأمين ضد الحوادث في عام 1884 ومعاشات التقاعد والتأمين ضد العجز الجسدي عن العمل في عام 1889. كما حددت القوانين شروط عمل النساء والأطفال ونظمته إلى حد كبير. وبرغم هذه القوانين إلا حتى الطبقة العاملة بقيت غير راضية عن حكومة بسمارك المحافظة.

السياسة الخارجية

هدف رئيسي لبسمارك كان منع القوى العظمى الأخرى من التحالف مع فرنسا.

كرس بسمارك جهوده السياسية للإبقاء على استقرار أوروبا السياسي, لضمان عدم تهديد بروسيا من أي قوة كانت. ولأنه أجبر على إبقاء روح التنافس والانتقام مع فرنسا منذ الحرب الأخيرة بينهما (الحرب الفرنسية البروسية)، فقد عمل على تطبيق سياسة تهدف إلى عزل فرنسا سياسيا, بينما أبقى على العلاقات الودية بين بروسيا وبقية الدول والممالك الأوروبية. ولتجنب الدخول مع المملكة المتحدة في تنافس على السيطرة فقد تنازل عن الطموح نحوإمبراطورية استعمارية ورفض توسيع الأسطول والجيش الألماني. وفي عام 1872 عرض الصداقة على الإمبراطورية النمساوية-المجرية وكذلك على پروسيا، اللتين انضم إمبراطوراهما إلى ڤيلهلم الثاني في تحالف عـُرِف بتحالف الأباطرة الثلاث Dreikaiserbund. كما حافظ بسمارك على علاقات جيدة مع إيطاليا.

لكن بعد فوز روسيا على الدولة العثمانية في الحرب الروسية الهجرية (1877-1878)، قام بسمارك في الاشتراك في المفاوضات التي جرت في مؤتمر برلين عام 1878، وقد أثمرت المفاوضات عن معاهدة برلين التي قللت من المزايا التي اكتسبتها روسيا في جنوب شرق أوروبا. عارض بسمارك وزعماء أوروبيون آخرون نموالنفوذ الروسي، وحاولوا لذلك حماية الدولة العثمانية وإقامة علاقات أكثر ودا معها. ونتيجة لذلك فقد أصاب العلاقة بين روسيا وألمانيا شرخ كبير. وقد اتهم الأمير الروسي گورتشاكوف بسمارك بالتقليل من هيبة الأمة الروسية. وقد ازداد الشرخ بينهما اتساعا بسبب السياسات الوقائية الألمانية. وحين حلت روسيا حلف الأباطرة الثلاث، حاول بسمارك إنشاء تحالف ثنائي مع النمسا-المجر. وقد أصبح الحلف ثلاثيا بانضمام إيطاليا. وباءت جميع محاولات الصلح بين ألمانيا وروسيا بالفشل.

في بادئ الأمر كان بسمارك معارضا لفكرة التوسع الاستعماري, محتجا بفكرة حتى تكاليف احتلال مستعمرة والدفاع عنها ستتجاوز فوائدها. غير حتى الرأي العام في أواخر عقد السبعينيات من القرن التاسع عشر كان مع الحصول على مستعمرات وأراض جديدة. في الوقت الذي تسابقت فيه الدول الأوروبية في الحصول على مستعمرات جديدة (فيما عهد بفترة الإمبريالية الجديدة). وخلال أوائل الثمانينيات انضمت ألمانيا إلى الدول الأوروبية المتنافسة على الوجود الاستعماري في أفريقيا. وكانت من بين المستعمرات الألمانية في أفريقيا: توگولاند (وهي حاليا جزء غانا وتوگو)، والكامرون.أفريقيا الشرقية الألمانية (حالياً رواندا وبوروندي وتنزانيا)، وجنوب شرق أفريقيا الألمانية (حاليا ناميبيا). وفي مؤتمر برلين (1884-1885) اتفقت الدول المؤتمرة على وضع عدة قواعد لتنظيم الاستعمار في إفريقيا, واتفق على حتى تكون هناك منطقة تجارة حرة في أجزاء معينة من منطقة حوض الكونغو.

وخلال الأزمة البلغارية ألقى بسمارك خطابا في الرايخستاگ حول أخطار حرب أوروبية. وحذر من حتى احتمالية حتى تحارب ألمانيا على جبهتين، وتحدث عن رغبته في السلام ثم عرض الأزمة في البلقان ووصف الحرب المحتملة بالعقيمة:

بلغاريا، هذا البلد الصغير الواقع بين نهر الدانوب والبلقان، بعيد عن حتىقد يكون ذا أهمية كافية. ولأي سبب يتم الزج بأوروبا من موسكوحتى جبال الپرانس ومن بحر الشمال حتى پالرموفي أتون حرب لا يفهم مداها أحد. وفي نهاية الصراع يجب علينا حتى نفهم بصدق لما بدأنا القتال.

صندوق الدين المصري

الإنطقة

بسمارك في عيد ميلاده الثمانين (1 أبريل 1895)

في عام 1888 توفي الإمبراطور الألماني ڤيلهلم الأول تاركا العرش لابنه فريدريش الثالث. لكن العاهل الجديد كان مصابا بالسرطان وأنفق الثلاثة شهور فترة حكمه في صراع معه قبل حتى يموت. فحل محله ابنه ڤيلهلم الثاني. وكان الإمبراطور الجديد معارضا لسياسة بسمارك الخارجية الحذرة والمترددة في التصرف. وكان يطمح نحوتوسع سريع وقوي لحماية مكانة ألمانيا في العالم.

وسرعان ما أفسدت الخلافات بين فيلهلم الثاني ومستشاره جوالعلاقة بينهما. وقد افترض بسمارك حتى بإمكانه السيطرة على فيلهلم، فأبدى احتراماً قليلا لسياساته في أواخر العقد الثامن. وقد وقع الشرخ النهائي بعد حتى حاول بسمارك تطبيق قوانين مكافحة الاشتراكيين في بداية عام 1890. وكانت الأغلبية البرلمانية المكونة من حزب المحافظين والحزب الليبرالي القومي على استعداد لتمديد مدة العمل بالقانون.

ولكن الخلاف وقع بشأن سماح القانون لقوات الشرطة بنفي الاشتراكيين من بلداتهم, وهي سلطة كانت تستخدم لقمع الخصوم السياسيين. ورفض الحزب الليبرالي القومي الموافقة على هذا الجزء من القانون, في حين ساند المحافظون فقط القانون إذا تم تعديله, وهددوا بعدم الموافقة على القانون لأن بسمارك لم يمنح موافقته على تعديل القانون.

وحين استمر الجدل ازداد اهتمام فيلهلم بالقضايا الاشتراكية, وخاصة معاملة عمال المناجم الذين أعربوا إضرابهم في عام 1889، واستمر في تطبيق سياسته النشطة في الحكومة, وكان دائما ما يقاطع بسمارك في المجلس لكي يوضح سياسته الاشتراكية. عارض بسمارك بحدة سياسة فيلهلم وعمل على تجاهلها. ورغم حتى فيلهلم دعم مكافحة الاشتراكيين المعدل, حاول بسمارك دفعه إلى عدم الموافقة على هذا التعديل كلية. ولكن حين لم تنجح حجج بسمارك في إقناع بسمارك لم يستطع التحكم في أعصابه واندفع يفصح لفيلهلم رغبته في تأجيج الصراع مع الاشتراكيين, لكي يتخذ ذلك حجة للقضاء عليهم وتحطيمهم. فأجابه فيلهلم بأنه لا يريد بدء فتره حكمه بمعركة دموية ضد رعاياه. وحين استوعب بسمارك الحماقة التي ارتكبها حاول التوصل مع فيلهلم إلى حل وسط, فوافق على سياسته الاشتراكية تجاه عمال الصناعة, بل وقترح أيضا تكوين مجلس أوروبي لمناقشة ظروف العمل يرأسه الإمبراطور الألماني.

ورغم هذا فقد أدت سلسلة الأحداث إلى زيادة الهوة بين فيلهلم وبسمارك. وشعر بسمارك بكراهية الإمبراطور وعدم تقديره له وبمحاولة مستشارية تشويه صورته لديه, فرفض التوقيع مع فيلهلم على إعلان لحماية حقوق العمال, كما كان يشترط الدستور الألماني، وقد أظهر ذلك مدى استياء بسمارك من تدخل الإمبراطور المتزايد في سلطات بسمارك الغير محدودة. وقد عمل بسمارك من خلف الكواليس على تحطيم مجلس العمل لعالمي الذي كان فيلهلم يعتز به أيما اعتزاز.

"التخلص من القبطان"

وكانت آخر فصول الخلاف حين حاول بسمارك تكوين أغلبية برلمانية جديدة, فصوتت كتلته بالموافقة على قانون الاشتراكيين. أما القوى الأخري في الرايخستاج فكانت الحزب المركزي الكاثوليكي وحزب المحافظين. أراد بسمارك تشكيل تحالف حديث مع الحزب المركزي, ودعى لودفيج فيندهورست الزعيم البرلماني إلى مناقشة إمكانية التخالف بينهما. وكانت هذه آخر مناورات بسمارك السياسية. وغضب فيلهلم لدى سماعة خبر زيارة بسمارك لفيندهورست. في دولة برلمانية يمتلك رئيس الحكومة معتمدا على الثقة التي منحهته إياها الأغلبية البرلمانية في تكوين تحالفات سياسية لدعم قرارته. أما في ألمانيا فالمستشار كان معتمدا على ثقة الإمبراطور وحده, وكان فيلهلم يعتقد بأن لديه الحق في ان يتم إبلاغه بلقاء رئيس وزرائه قبل حدوثه. وهنا انفجر فيلهلم بالغضب بعد حتى استوعب استهانة بسمارك به كإمبراطور.

وللمرة الأولى أجبر بسمارك على كتابة استنطقته، شجب فيها تدخل فيلهلم في الشؤون الداخلية والخارجية، ولم تنشر هذه الاستنطقة إلا بعد وفاة بسمارك. إلى غير ذلك سقط بسمارك ضحية لإمبراطور خلق هوإمبراطوريته بنفسه، وأدرك حتى قرار العزل على وشك الصدور.

اضطر بسمارك إلى تقديم استنطقته بعد إصرار ڤيلهلم الثاني في عام 1890, عن عمر يناهز الخامسة والسبعين, ليخلفه في مستشارية ألمانيا ورئاسة الوزراء في پروسيا ليوفون كاپريڤي. لقد طرح بسمارك مثل ورقة لعب، وأعطي لقبا جديدا وهو"دوق فون لاونبورگ"، وبدأ فترة تقاعده الهادئة في ضيعته في فارتسين (الواقعة حاليا في بولندا). وانتقل بعد شهر من وفاة زوجته في 27 نوفمبر 1894 إلى فريدريشس‌روهه بالقرب من هامبورگ، منتظرا بلا جدوى خطاب استنادىئه للخدمة مرة أخرى.

تخليده

وبمجرد خروجه من السلطة بدأ المواطنون في تمجيده، فجمعوا الأموال لبناء النصب التذكارية تخليدا له. وقد كان شهرته الواسعة في ألمانيا, فسميت الكثير من المباني باسمه، وألفت الخط عنه وحققت نجاحا كبيراً، ورسمه الكثير من الرسامين ومن بينهم فرانتس فون لينباخ وألرز.

ضريح بسمارك


النهاية

صرح بسمارك، هامبورگ
تمثال تذكاري في بيلفلد

أنفق بسمارك سنواته الأخيرة في جمع مذكراته المعنونة "أفكار وذكريات". توفي في 30 يوليوعام 1898 عن عمر ناهز الثالثة والثمانين عاما في فريدركس‌روهه، حيث دفن في ضريحه المسمى ضريح بسمارك. وقد نقش على شاهد قبره الرخامي "الخادم الألماني المخلص للقيصر فيلهلم الأول".


بسمارك واليهود

ورغم حتى بسمارك كان يُتَّهم أحياناً بمعاداة اليهود، إلا حتى جميع مواقفه تجاه اليهود وعلاقاته بالشخصيات اليهودية ارتبطت باعتبارات المصالح السياسية أوالاقتصادية المتبادلة. وربطته صداقة بأحد أفراد أسرة روتشيلد، كما كانت له علاقة خاصة مع المفكر الاشتراكي الألماني فرديناند لاسال نظراً لموقفهما المشهجر المعارض لليبرالية. ولكن أبرز علاقات بسمارك المالية كانت مع المموِّل الألماني اليهودي جيرسون بليخرودر الذي استفاد بخبراته المالية إلى درجة أنه اتُهم عام 1875، بسبب صداقته هذه، بأنه "جعل اليهود وشركاءهم الطبقة الحاكمة في ألمانيا". وقد حصل أعضاء الجماعة اليهودية في ألمانيا على تام حقوقهم المدنية في ظل رئاسة بسمارك للحكومة. كما أيَّد بسمارك في مؤتمر برلين (1878) القرارات الرامية لحماية حقوق أعضاء الجماعات اليهودية في دول البلقان، وتم ذلك في إطار اعتبارات العلاقات والمصالح الدولية. كان بسمارك يستاء من يهود بولندا (وهوشعور شاركه فيه يهود ألمانيا تجاه يهود شرق أوربا ذوي الثقافة اليديشية المغايرة). إلا حتى موقفه هذا نبع من استيائه من جميع ما بولندي. وكان بسمارك مؤمناً بأن الطموحات القومية البولندية تشكل التهديد الأكبر لوجود بروسيا ووحدة ألمانيا، ولكن ابتداءً من عام 1878 فَقَد بسمارك تأييد الليبراليين له ومن بينهم أعضاء الجماعة اليهودية بعد حتى بدأ في انتهاج سياسة محافظة، وخصوصاً في مجال التجارة الخارجية، حيث أقر عام 1879 مبدأ الحماية الجمركية على السلع الزراعية والصناعية. وكان تدهور أسعار السلع الزراعية يهدد مكانة الطبقة الأرستقراطية الريفية التي ينتمي إليها بسمارك والتي كان يريد الحفاظ على سيادتها، كما كان يريد الحفاظ على العمال الزراعيين الذين كانوا يشكِّلون المصدر الأساسي لخيرة جنود الجيش الألماني، وذلك بالإضافة إلى حتى الصناعة في ألمانيا كانت قد تطوَّرت إلى حدٍّ كبير، وبالتالي، ارتفعت الأصوات المطالبة بالحماية. واستغل بسمارك محاولة اغتيال وليام الأول عام 1878 لشن سياسة قمعية ضد الاشتراكيين، وللقيام بمحاولة لتدمير الليبراليين الوطنيين كقوة سياسية. فوضع قانوناً صارماً معادياً للاشتراكيين يضعهم تحت رحمة الشرطة، كما بدأ في التعاون مع الحزب الديني الكاثوليكي وفي حمل الإجراءات السابقة التي اتُخذت ضد الكاثوليك، وخصوصاً حتى قاعدة هذا الحزب من الفلاحين الألمان كانت معادية لليبرالية ومعادية للتجارة الحرة. وتحول الاشتراكيون في ظل التوجه الجديد إلى العدوالمشهجر الذي وُجِّه إليه السخط الشعبي. ولم يعتمد بسمارك على القمع فقط لضرب الحزب الديموقراطي الاشتراكي، بل كان أول رجل دولة أوربي يطور نظاماً شاملاً للتأمين الاجتماعي، وبالتالي حرم الحزب الذي كان ينمونمواً مطرداً من مقدرته على إثارة الفقراء وإذكاء سخط المحرومين. وبالإضافة إلى ذلك، كان بسمارك يعي أنه إذا أراد الإبقـاء على بنَى نظمه ومؤسـساته سلمياً، فإن عليه تخفيف معاناة الطبقات العـاملة، وقد كان ذلك يتفـق مع رؤيته الأبـوية لـدور الدولة.

صاحب توسع ألمانيا الصناعي والتجاري تَزايُد المطامع الاستعمارية، وتكوَّنت عام 1883 الشعبة الاستعمارية في الرايخستاج، ونجح بسمارك خلال عام واحد فقط في الحصول لألمانيا على مستعمرات في مناطق عديدة من أفريقيا. ولكن، مع دخول ألمانيا حلبة الاستعمار، تضاعفت فرص الاحتكاك بينها وبين إنجلترا التي كانت تمتلك الكثير من المستعمرات في أنحاء العالم. وقد استغل بسمارك هذه الخلافات مع إنجلترا كقضية محورية لانتخابات عام 1884. وفي هذه الفترة، بدأت تُطرَح حلول للمســألة اليهودية داخل التشكيل الاستعماري، ومن ثم بدأ الحديث عن فلسـطين باعتبارهـا مجالاً حيوياً لأوربا يمكن إلقـاء اليهود فيه.

أقام بسمارك عام 1872 التحالف الإمبراطوري الثلاثي مع روسيا والإمبراطورية النمساوية المجرية. وفي عام 1879، أبرم معاهدة سرية مع النمسا، وانضمت إليها إيطاليا عام 1882، ثم أبرم معاهدة سرية أخرى مع روسيا عام 1887. وكانت هذه التحالفات تهدف إلى منع اندلاع حرب بين روسيا والإمبراطورية النمساوية المجرية حول دول البلقان قد تتورط فيها ألمانيا، كما كانت موجهة أيضاً إلى فرنسا التي اعتبرها بسمارك عدوألمانيا الأخطر، نظراً لرغبتها في الانتقام لهزيمتها أمام ألمانيا. وانتهج بسمارك سياسة تهدف إلى عزل فرنسا في أوربا، واستغل المطامع الاستعمارية الأوربية كأداة لدبلوماسيته المعادية لفرنسا، فشجع فرنسا على استعمار تونس لتحتك بإيطاليا، وشجع إنجلترا على استعمار مصر كي تدخل في صراع مع فرنسا. ورغم أنه كان ملكياً في ألمانيا، إلا أنه شجع النظام الجمهوري في فرنسا حيث كان يراه أضعف جميع أشكال الحكم وأسوأها، وأنه سيخلق فجوة عقائدية بين فرنسا من جهة وبين الإمبراطوريتين الروسية والنمساوية المجرية من جهة، الأمر الذي يُضعف احتمالات تحالفهما معها ضد ألمانيا.

وقد أقيل بسمارك من منصبه عام 1890 بعد حتى اتى الإمبراطور الشاب وليام الثاني الذي نطق:"ليس هناك غير سيد واحد في هذه المملكة هوأنا". ولا شك في حتى بسمارك كان شخصية فذة، رسَّخ،خلال ثمان وعشرين سنة من إدارته الدولة بنجاح، قواعد مهمة في السياسة والعلاقات الدولية شكلت ميراث الدول الأوربية والغربية بصفة عامة. فقد أشعل الحروب ودبر المؤامرات وأقام التحالفات وأبرم المعاهدات وآمن بالقوة باعتبارها أساساً في العلاقات الدولية وآمن بسياسة الخداع والمناورة بعيداً عن اعتبارات الحق والأخلاق، إلا أنه آمن في الوقت نفسه بفن الممكن فلم يسع إلى السيطرة على أوربا ولكن إلى تحقيق التوازن بين القوى الكبرى واللعب على التناقضات فيما بينها بمهارة فائقة بما يحقق في نهاية الأمر مصالح الإمبراطورية الألمانية.

الهامش

المصادر

اقرأ اقتباسات ذات علاقة باوتوفون بسمارك، في فهم الاقتباس.
  • Crankshaw, Edward. Bismarck. The Viking Press. (1981).
  • Eyck, Erich. Bismarck and the German Empire. W. W. Norton & Company. (1964).
  • Hiss, O.C. Bismarck: Gesetze und Würste. Sans Souci Druck (1931)
  • Lerman, Katharine Anne. Bismarck: Profiles in Power. Longman, 2004. ISBN 0-582-03740-9.
  • Emil Ludwig, Wilhelm Hohenzollern: The last of the Kaisers, New York (1927)
  • Palmer, Alan. Bismarck, Charles Scribner’s Sons. (1976)
  • Otto Pflanze. Bismarck and the Development of Germany. ثلاثة vols. (Princeton University Press, 1963–90).
  • Stern, Fritz. Gold and Iron: Bismarck, Bleichröder and the Building of the German Empire. Penguin. (1977).
  • Taylor, A. J. P. Bismarck: the Man and the Statesman. Hamish Hamilton. (1955).

انظر أيضاً

  • Wilhelm Stieber

وصلات خارجية

  • 1867 Caricature of Bismarck by André Gill
  • Life of Otto von Bismarck
  • "Thoughts and Remeniscences" by Otto von Bismarck Vol. I
  • "Thoughts and Remeniscences" by Otto von Bismarck Vol. II
  • Bismarks Memoirs Vol. II. In English at archive.org
  • at archive.org
  • at archive.org
  • at archive.org
  • at archive.org
  • Speech of Reich Chancellor Prince Bismark on the League between Germany and Austria Oct.سبعة 1879
مناصب دبلوماسية
سبقه
سفير پروسيا إلى
الاتحاد الألماني

1852-1858
تبعه
سبقه
سفير پروسيا إلى روسيا
1858-1862
تبعه
سبقه
سفير پروسيا إلى فرنسا
يونيو— سبتمبر 1862
تبعه
مناصب سياسية
سبقه
Adolf zu Hohenlohe-Ingelfingen
رئيس وزراء پروسيا
1862-1873
تبعه
Albrecht von Roon
سبقه
ألبرخت فون برنشتورف
وزير خارجية پروسيا
1862-1890
تبعه
Leo von Caprivi
لقب حديث
تكوين
اتحاد شمال ألمانيا
مستشار اتحاد شمال ألمانيا
1867-1871
ترقية إلى امبراطورية
لقب حديث
تشكيل
الامبراطورية الألمانية
مستشار ألمانيا
1871-1890
تبعه
Leo von Caprivi
سبقه
Albrecht von Roon
رئيس وزراء پروسيا
1873-1890
نبيل ألماني
لقب حديث Fürst von Bismarck
1871-1898
تبعه
Herbert von Bismarck
Duke of Lauenburg
(for life)

1890-1898
انقرض

تاريخ النشر: 2020-06-04 17:48:08
التصنيفات: صفحات تستخدم وسوم HTML غير صالحة, مستشارو ألمانيا, الامبراطورية الألمانية, دبلوماسيون ألمان, لوثريون ألمان, كتاب غير روائيين ألمان, مناهضة الكاثوليكية, أشخاص من الحرب الفرنسية الپروسية, أشخاص من ساكسونيا أنهالت, فرسان الوبر الذهبي, Bismarck family, Recipients of the Pour le Mérite (military class), Walhalla enshrinees, مواليد 1815, وفيات 1898

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

كهل يتعرّض لمحاولة قتل في حي سيدي سالم بالبوني

المصدر: آخر ساعة - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-05 00:24:13
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 54%

طائرة خاصة تحلّق «بالخطأ» فوق المنزل الذي يقضي فيه بايدن عطلته

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-05 00:23:55
مستوى الصحة: 93% الأهمية: 100%

الباطن ينوع تحضيراته السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2022-06-05 00:24:14
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 69%

المنتحب الوطني يفوز على أوغندا (2-0)

المصدر: آخر ساعة - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-05 00:24:03
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 67%

باستعمال أقنعة الألتراس..محاولة سرقة 3 فتيات تحت تهديد السلاح والأمن يتدخل

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-05 00:23:41
مستوى الصحة: 63% الأهمية: 71%

مضاعفة عدد الموثقين لتسريع عملية توزيع سكنات “عدل”

المصدر: آخر ساعة - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-05 00:24:11
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 62%

المطبخُ الجزائريُّ يَتبوّأ الصّدارة عربيًّا بـ"طاجينٍ مغربيٍّ"!

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-05 00:23:38
مستوى الصحة: 62% الأهمية: 76%

تركيز فني في الحزم السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2022-06-05 00:24:15
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 55%

الأهلي يرفع لياقته للحاسمة السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2022-06-05 00:24:17
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 69%

كويلار يعود للزعيم السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2022-06-05 00:24:14
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 52%

إجلاء بايدن وزوجته بعد تحليق طائرة فوق مقر إقامته!

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-05 00:23:37
مستوى الصحة: 74% الأهمية: 74%

ملتقى محمد السادس الدولي لألعاب القوى.. مواجهة مرتقبة بين البقالي ولاميشا

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-05 00:23:39
مستوى الصحة: 64% الأهمية: 80%

روسو يشرح أخطاء العالمي السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2022-06-05 00:24:16
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 52%

ماكرون يعرب عن «قلقه» حيال «تدهور الوضع» في الأراضي الفلسطينية

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-05 00:23:54
مستوى الصحة: 91% الأهمية: 99%

البلطان: لن أسكت.. ولديَّ أدلة تدينهم - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-06-05 00:24:08
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 58%

مختص: هذه الأسباب تعزز استمرار ظهور الأوبئة الجديدة - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-06-05 00:24:09
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 62%

25 ريالا متوسط التكلفة اليومية للنقل العام بالمدن السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2022-06-05 00:24:12
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 51%

العثور على جثة شخص متوفى في ظروف غامضة ببوشقوف بقالمة

المصدر: آخر ساعة - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-05 00:24:07
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 66%

موسكو تتوقع قفزة كبيرة بأرباحها من صادرات الطاقة في 2022

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-05 00:23:55
مستوى الصحة: 79% الأهمية: 95%

الرائد ينتظر المنقذ السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2022-06-05 00:24:16
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 53%

أدخل زوجته المستشفى وذبح أمها لمنعها الزيارة - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-06-05 00:24:10
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 58%

وزير الداخلية ينهي مهام رئيس ديوان والي خنشلة

المصدر: آخر ساعة - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-05 00:24:05
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 51%

اتفاقيات التوطين.. بوابة دخول 68% من السعوديين لسوق العمل السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2022-06-05 00:24:13
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 66%

النٌطق مفاوضة والقصد مساومة: حول ضعف النخب السياسية

المصدر: صحيفة التغيير - السودان التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-05 00:23:21
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 70%

انتحار تلميذة مقبلة على شهادة البكالوريا في ثنية العابد بباتنة

المصدر: آخر ساعة - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-05 00:24:09
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 70%

pendik escort
betticket istanbulbahis zbahis
1xbetm.info betticketbet.com trwintr.com trbettr.info betkom
Turbanli Porno lezbiyen porno
deneme bonusu
levant casino levant casino levant casino levant casino levant casino levant casino
bodrum escort
deneme bonusu veren siteler
Bedava bonus casino siteleri ladesbet
deneme bonusu veren siteler
deneme bonusu
deneme bonusu
sex ki sexy
deneme bonusu
kargabet
تحميل تطبيق المنصة العربية