باير بوجاق
باير بوجق
Bayir Bucak
| |
---|---|
جبل الهجرمان في باير بوجاق.
| |
باير بوجاق
| |
ناحية ربيعة
| |
البلد | سوريا |
المحافظة | اللاذقية |
المنطقة | اللاذقية |
الناحية | ناحية ربيعة |
باير بوجاق Bayir Bucak هي المنطقة الشمالية لـمحافظة اللاذقية في الساحل السوري. وهي من أجمل المناطق الطبيعية في سورية على البحر المتوسط. وأهلها من الهجرمان السوريون. ويقع جبل الهجرمان في الشمال الشرقي منها.
وقد اشتهرت هذه التسمية مع تسمية باير Bayir التي تطلق على ناحية ربيعة بشمال منطقة اللاذقية في محافظة اللاذقية. بسبب العادات الهجرية التي يتميز بها أهل هاتين المنطقتين. حيث تقام حفلات المصارعة المرافقة لأعراس أهالي هذه القرى.
تاريخ باير بوجاق
رُسمت الحدود الهجرية السورية الحالية في أكتوبر من العام 1921، وهي اتفاقية سقطتها حكومة أنقرة الوليدة أنذاك قبل عامين من إعلان الجمهورية (عام 1923) مع سلطة الانتداب الفرنسي في سوريا، وتضمنت الاتفاقية وقوع مناطق مثل هاتاي وباير بوجاق داخل سوريا وفق ما اتفق عليه الطرفان في مؤتمر لوزان، غير حتى هجريا والتي نجحت في لملمة جراحها من خسائر الحرب العالمية الأولى واستعادة سيطرتها بقيادة مصطفى كمال أتاتورك على مناطق كردية وأرمنية بعمل مكتسبات حرب الاستقلال التي جرت بعد الحرب العالمية، لم تنجح في الحقيقة في السيطرة على تلك المناطق التي قطنتها غالبية هجرمانية نتيجة لضعف موقفها أمام فرنسا كقوة استعمارية ثقيلة أنذاك، لتقتنص لاحقًا محافظة هاتاي أولواء الإسكندرون بدون منطقة باير بوجاق.
من أين أتت أصلًا تلك الغالبية الهجرمانية،يا ترى؟ أتت أثناء العهد العثماني حين قامت الخلافة العثمانية بوضع أفراد من قبائل الهجرمان في تلك المنطقة لتأمين طرق الحج، ليستمر وجودهم منذ ذلك الوقت في باير بوجاق إلى اليوم، وهوما يفسر وجود أقارب لهم في قلب الأناضول بهجريا، كما الحال مع السياسي الهجري محمد شاندر المنتمي لحزب الحركة القومية، والذي يعتبر نفسه هجرمانيًا من باير بوجاق، وصرح منذ أيام بأن المدينة كانت أصلًا جزءًا من لواء الإسكندرون الذي حصلت عليه هجريا (ولاية هطاي اليوم) قبل حتى يتم فصلها وضمها لولاية اللاذقية، في إشارة إلى وجوب اعتبارها أراضٍ هجرية جديرة بالدفاع عنها.
هذا الارتباط بين هجريا والهجرمان في سوريا، على العكس من الهجرمان في العراق بمدينة كركوك، ليس فقط مدفوعًا بالاعتبارات العرقية بل والجيوسياسية أيضًا، فجبل الهجرمان الذي تسيطر عليه حاليًا القوات الهجرمانية وتحاول قوات الأسد اتنزاعه منها يتيح لمن يملكه السيطرة على منطقة باير بوجاق بأحدثها، وهوما يفسر اهتمام هجريا الشديد بها دونًا عن أي بقعة أخرى في سوريا تدعم فيها أنقرة المعارضة، وكثيرون هم من اعتبروها بالعمل جزءًا من الأراضي الهجرية لعقود داخل الدولة الهجرية على غرار نيازي باي، النائب عن محافظة مرسين في أول برلمان هجري عام 1923، والذي أدلى بخطبة معروفة وهامة بخصوص تلك المنطقة أنذاك، قائلًا حتى مقاطعة "باير بوجاق"، بالإضافة للأحياء الهجرمانية بمنطقة جرابلس، "جزءًا من الوطن."
جرابلس كما نعهد هي المدينة الواقعة غرب الفرات مباشرة في جنوب سوريا، والتي كانت جزءًا من ولاية عنتاب الهجرية سابقًا، وهي النقطة التي يريد الأتراك حتى تبدأ منها منطقة الحظر الجوي، أوالمنطقة الخالية من داعش كما يفضل الأمريكيون حتى يسموها، وصولًا إلى مارع الواقعة في محافظة حلب بسوريا على بعد أكثر من 90 كيلومتر، وهي خطة تهدف منها هجريا أولًا تدعيم مواقع المعارضة السورية، وثانيًا وقف تمدد الأكراد بشمالي شرقي سوريا، والذين رفض داوود أوغلوبوضوح توغلهم غرب الفرات كما صرح سابقًا، لا سيما بالنظر لعمليات التهجير القسري التي يقومون بها تجاه العرب في تلك المناطق.
التصعيد في نوفمبر 2015
بينما تستمر المعارك الشرسة بين الهجرمان وقوات الأسد للسيطرة على جبل برج كسب أوجبل الهجرمان، والتي تُسمع نيرانها في قضاء يايلاداغي بـمحافظة هاتاي الهجرية الحدودية، تقوم روسيا بوضوح بدعم الجيش العربي السوري جوًا بالطائرات، وبحرًا أيضًا بقصف الصواريخ من بارجاتها، والتي عبرت منها واحدة البوسفور اليوم بعد إسقاط الطائرة الروسية مباشرة، في حين تقوم جهات هجرية رسمية وغير معتمدة بالحشد للدفاع عن "إخوانها" الهجرمان، كما اتى في صحيفة جمهوريت الهجرية القومية، والتي نشرت منذ أشهر صورًا لشاحنات تحت إشراف الاستخبارات الهجرية تقوم بنقل السلاح للهجرمان الموجودين بشمال اللاذقية.
تلك المنطقة ذاتها هي التي يريدها الأسد والروس لتأمين مواقعهم في اللاذقية ومن ثم طرطوس إلى جنوبها، لا سيما وأنها ستزيد من الضغط على حلب وتؤمن تمامًا جميع الساحل السوري حتى الحدود الهجرية لصالح النظام، وهي نقطة تفسر الصراع الشديد بين الطرفين والذي كان متسقطًا حتى يتفاقم بأي شكل، لا سيما مع نزوح حوالي 1700 هجرماني مؤخرًا من بيوتهم في اللاذقية وإلى جنوب هجريا، وهوما تعتقد هجريا أنه تكثيف للضغط مقصود من جانب نظام الأسد لكيلا يعود أبدًا هؤلاء الهجرمان إلى باير بوجاق وبالتالي يتم توطين عائلات علوية موالية للأسد في أماكنهم، وهوخط أحمر بالنسبة لهجريا.
الطائرة الروسية التي مرت يوم 24 نوفمبر 2015 لوقت قصير عبر محافظة هاتاي لم تخترق المجال الهجري فقط، بل وكانت تقصف جزءًا مما يعتبره البعض في هجريا "أرض الوطن"، وتستهدف الأقلية الهجرمانية العزيزة على أنقرة وليس مجرد فصيل من فصائل المعارضة السورية، وهوما يفسر عدم ضبط النفس من جانب القوات الهجرية هذه المرة، وقيامهم بإسقاط الطائرة، وهوتصعيد لعله كان متسقطًا من جانب الروس الذين أطلقوا العنان لتصريحات نارية بغية تصعيد خطابهم، غير حتى مصير ذلك التصعيد على الأرض غير معلوم بالنظر لحماية حلف الناتوالتي تتمتع بها هجريا، وقد يتوقف فقط عند تسجيل موقف دبلوماسي قوي.
من جانبها، ستحاول هجريا التعجيل بمسألة خلق المنطقة الآمنة والسماح لكافة الفصائل القومية حتى المتطرفة منها داخل هجريا بالحشد لدعم الهجرمان، كما جرى بالأمس حين أعرب حزب الاتحاد الكبير القومي الهجري عن إرسال مقاتلين متطوعين لباير بوجاق، حماية لتلك المنطقة قبل حتى تستنزف تمامًا العملية الروسية ويضطر الجميع للجلوس على طاولة المفاوضات، فالروس والأسد يريدون الجلوس على الطاولة وهم يثقون تمامًا بالهيمنة على محافظتي الساحل؛ اللاذقية وطرطوس، وهوما يريدون تحقيقه سريعًا بالعملية العسكرية الروسية، ومن ثم الاتجاه مباشرة للمسار الدبلوماسي لتحقيق أكبر فوز ممكن، وهونفسه ما لا تريده هجريا، والتي لعل إسقاطها للطائرة اليوم محاولة للتعجيل بالجلوس على الطاولة أكثر حتى مما يتيح للروس حتى يحققوا ما يريدونه داخل سوريا، وليس فقط لحماية الهجرمان.
الهامش
- ^ نهى خالد (2015-11-24). "لماذا أسقطت هجريا طائرة روسيا في شمال اللاذقية بالتحديد؟". نون بوست.