سورة الأعراف
الأعراف الأسوار | |
---|---|
| |
التنزيل | مكية |
الجزء | جزءثمانية حتى 9 |
رقم الحزب | 16 حتى 18 |
عدد الآيات | 206 |
عدد السجدات | 1 (206 آية) |
جزء من سلسلة عن |
القرآن |
---|
البنية النصية
|
شخصيات محورية
|
المحتوى
|
العلوم
|
التاريخ
|
القراءات والروايات
|
التفسير
|
الترجمة
|
نساء ذكرن في القرآن
|
مواضيع متعلقة
|
وجهات نظر
|
شخصيات ذكرت ضمنياً في القرآن
|
|
سورة الأعراف هي سورة مكية عدد آياتها 206 آية وترتيبها بين السورسبعة .
التعريف بالسورة
سورة الأعراف من أطول السور المكية وهي أول سورة عرضت بالتفصيل قصص الأنبياء من بداية خلق آدم إلى نهاية الخلق مروراً بنوح، وهود، وصالح، ولوط، وشعيب، وموسى عليهم السلام وعلى رسولنا عليه أفضل الصلاة والسلام.
والسورة تجسد الصراع الدائم بين الحق والباطل وكيف حتى الباطل يؤدي إلى الفساد في الأرض، وفي قصص جميع الأنبياء الذين ورد ذكرهم في السورة تظهر لنا الصراع بين الخير والشر وبيان كيد إبليس لآدم وذريته لذا وجه الله أربعة نداءات متتالية لأبناء آدم بـ (يابني آدم) ليحذرهم من عدوهم الذي وسوس لأبيهم آدم حتى أسقطه في المخالفة لأمر الله. كما تعرضت السورة الكريمة إلى أصناف البشر فهم على مرّ العصور ثلاثة أصناف: المؤمنون الطائعون، العصاة، والسلبيون الذين هم مقتنعون لكنهم لا ينفذون إما بدافع الخجل أوالامبالاة وعدم الاكتراث. والسلبية هي من أبرز المشاكل التي تقابل الفرد والمجتمع والأمة. واتىت الآية لتحذرنا أنه علينا ان نحسم مواقفنا في هذه الحياة ونكون من المؤمنين الناجين يوم القيامة ولا نكون كأصحاب الأعراف الذين تساوت حسناتهم وسيئاتهم وينتظرون حتى يحكم الله فيهم.
وسميت السورة (الأعراف) لورود ذكر اسم الأعراف فيها وهوسور مضروب بين الجنة والنار يحول بين أهلهما وروى جرير عن حذيفة أنه سئل عن أصحاب الأعراف فنطق: هم قوم تساوت حسناتهم وسيئاتهم فقعدت بهم سيئاتهم عن دخول الجنة وتخلفت بهم حسناتهم عن دخول النار فوقفوا هنالك على السور حتى يقضي الله فيهم.
- وقد بدأت السورة بمعجزة القرآن الكريم على الرسول وأن هذا القرآن نعمة من الله على الإنسانية جمعاء عمليهم حتى يتمسكوا بتوجيهاته وإرشاداته ليفوزوا بسعادة الدارين ويكونوا من الناجين يوم القيامة ومن أهل الجنة. (كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلاَ يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ* اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ) آية 2 -3
- النموذج الأول من صراع الحق والباطل: سيرة آدم مع ابليس ويبين لنا تعالى في هذه السيرة كما في باقي السورة كيف من الممكن أن حتى الحق ينتصر في النهاية على الباطل. وقد اتىت حدثة (فدلاهما بغرور) (فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَآنَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ) آية 22 في وصف إغواء الشيطان لآدم لتبين لنا معنا كيف من الممكن أن حتى الذين لايحسمون أمورهم ومواقفهم كأنهم معلقين في البئر لا هم هالكون ولا هم ناجون مما يؤكد على حتى علينا حتى نحدد موقفنا من الصراع بين الحق والباطل. فسبحانه تعالى ما أبلغ هذا القرآن وما أحكم وصفه وألفاظه.
- عرض يوم القيامة وسيرة أصحاب الأعراف: (الآيات 44 -51) تذكر الآيات سيرة أصحاب الأعراف الذين تساوت حسناتهم وسيئاتهم وبقوا على الأعراف ينتظرون حكم الله فيهم. والأعراف قنطرة عالية على شكل عهد بين الجنة والنار والمكث عليها مؤقت لأن في الآخرة الناس إما في النار أوفي الجنة. وأصحاب الأعراف كانوا يعهدون الحق والباطل لكنهم لم يحسموا أمرهم فحبسوا بين الجنة والنار حتى يقضي الله فيهم (وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْاْ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَن سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ) آية 46. عملينا حتى لا نضع أنفسنا في هذا الموقف ونعمل جاهدين على حتى نكون من أهل الجنة حتى لا نقف هذا الموقف على الأعراف.
- عرض نماذج من صراع الحق والباطل عبر قصص الأنبياء على مر العصور: عرضت الآيات سيرة جميع نبي مع قومه والصراع بين الخير والشر وكيف حتى الله ينجي نبيه ومن اتبعه على عدوهم. سيرة نوح مع قومه (فَكَذَّبُوهُ فَأَنجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْماً عَمِينَ) آية 64، سيرة هود (فَأَنجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَقَطَعْنَا دَابِرَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَمَا كَانُواْ مُؤْمِنِينَ) آية 72، سيرة صالح (آية 73 – 79)، سيرة لوط (فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ) آية 83، سيرة شعيب (قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ مِن قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَكَ مِن قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ) آية 88.
- مقارنة بين الحسم والتردد في سيرة موسى وفرعون والسحرة: الآيات توضح كيف من الممكن أن حسم السحرة موقفهم من نبي الله موسى بعدما رؤوا الحق وأخذوا موقفاً واضحاً من فرعون وأتباعه وآمنوا بالله وبما اتى به موسى (لأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلاَفٍ ثُمَّ لأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ* قَالُواْ إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ * وَمَا تَنقِمُ مِنَّا إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِآيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءتْنَا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ) الآيات 124 – 125- 126، وتردد بني إسرائيل باتباع موسى (قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللّهِ وَاصْبِرُواْ إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ* قَالُواْ أُوذِينَا مِن قَبْلِ أَن تَأْتِينَا وَمِن بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الأَرْضِ فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ) (الآيات 128 – 129) وهذه عبرة لنا بأن التردد لا يؤدي إلى الحق والجنة.
- سيرة أهل السبت: وكيف تحايلوا على الله لأنهم لم يحسموا مواقفهم بالتسليم الكلي لله وتطبيق ما يعتقدونه عملياً حتىقد يكونوا من الفائزين، لكنهم كانوا يعتقدون شيئاً ويمارسون شيئاً آخر. (واَسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وَيَوْمَ لاَ يَسْبِتُونَ لاَ تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُم بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ) آية 163
- فئات بني إسرائيل: عرضت السورة فئات بني إسرائيل الثلاثة، فهم إما: عصاة، أومؤمنون ينهون عن المعاصي، وإما متفرجون سلبيون وهذه الفئات موجودة في جميع المجتمعات. السلبيون نطقوا (وَإِذَ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا) آية 164 والمؤمنون ردوا (قَالُواْ مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ) آية 164. وقد ذكر الله لنا كيف من الممكن أن نجّى الفئة المؤمنة وعاقب الفئة العاصية كما في سيرة أصحاب الأعراف (فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُواْ بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ) آية 165، ولم يذكر هنا مصير الفئة السلبية، بعض الفهماء يقولون أنهم مع الفئة الضالة الظالمة لأنهم لم ينهوا عن السوء والبعض الآخر يرى أنهم سكتوا عن الحق والله سيحسم وضعهم يوم القيامة لذا لم يرد ذكرهم في السورة والله أفهم.
إذن بعد هذا العرض للسورة نستنتج أنه علينا الابتعاد عن السلبية وعلينا حتى نحسم مواقفنا من الآن لأننا ترغب حتى ندخل الجنة بإذن الله ولا نريد حتى نكون مذبذبين لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء وعلينا حتى لا يثنينا عن نصرة الحق لا خجل ولا عدم مبالاة أوقلة اكتراث ولا ضعف. ولعل الغفلة هي من أبرز مسببات التردد والسلبية عملينا ان نسعى حتى لا نكون من الغافلين لأن الغافل قد يحدث أسوأ من العاصي، فالعاصي قد يتوب كما عمل سحرة فرعون أما الغافل فقد يتمادى في غفلته إلى حين لا ينفع معه الندم ولا العودة. (وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ) آية 179.
وتأتي ختام السورة لهجرز على البعد عن الغفلة وحسم الامر (وَإذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ وَلاَ تَكُن مِّنَ الْغَافِلِينَ) آية 205
والسجدة في الآية الأخيرة كأنما اتىت لتزيد في النفس الاستعداد للحسم فربما بهذه السجدة يصحى الغافل من غفلته ويحسم السلبي موقفه إذا عهد بين يدي من يسجد فيعود إلى الحق (إِنَّ الَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ) آية 206. وقد ختمت السورة بإثبات التوحيد كما بدأت به وفي هذا دعوة إلى الإيمان بوحدانية الله في البدء والختام. وهذه السوة مرتبطة بسورة الأنعام لأن الابتعاد عن السلبية وحسم الموقف هومن توحيد الله في المعتقد والتطبيق أيضاً.
أسباب النزول
1- مسببات نزول الآية (31): عن ابن عباس نطق: كانت المرأة في الجاهلية تطوف بالبيت وهي عريانة وعلى فرجها خرقة وهي تقول:
|
||
اليوم يظهر بعضه أوكله | وما بدا منه فلا أحله |
فنزلت الآية، فأمروا بلبس الثياب.
2- مسببات نزول الآية (184): عن قتادة نطق: ذكر لنا حتى نبي قام على الصفا فنادى قريشا فجعل يدعوهم فخذا فخذا، يا بني فلان، يحذرهم بأس الله ووقائعه إلى الصباح، فنطق قائلهم: إذا صاحبكم هذا لمجنون بات يصوت إلى الصباح، فأنزل الله الآية.
3- مسببات نزول الآية (187): عن ابن عباس نطق : نطق حمل بن أبي قشير وسموأل بن زيد اليهوديان لرسول الله أبلغنا متى الساعة إذا كنت نبيا كما تقول فإنا نفهم ما هي. فأنزل الله الآية. وفي رواية عن قتادة نطق: نطقت قريش لرسول الله إذا بيننا وبينك قرابة، فأسر إلينا متى تكون الساعة فنزلت الآية.
4- مسببات نزول الآية (204): وعن محمد بن كعب نطق: كانوا يتلفقون من رسول الله في القراءة إذا قرأ شيئا قرءوا معه، حتى نزلت هذه الآية - رواه البيهقي وسعيد بن منصور. ونطق ابن عباس: قرأ رسول الله في الصلاة المكتوبة، وقرأ أصحابه وراءه رافعين أصواتهم فخلطوا عليه. فنزلت الآية. ونطق سعيد بن جبير ومجاهد وعطاء وآخرون: نزلت في الإنصات للإمام في الخطبة يوم الجمعة .
انظر أيضاً
- الأعراف - قصيدة مقتبسة من السورة ألفها إدگار آلان پوى
- المطهر
- ليبمو
وصلات خارجية
- سورة الأعراف: تجويد-تفسير - مسقط .Altafsir.com
- ^ كتاب تفسير روائع البيان لمعاني القرآن ، أيمن عبدالعزيز جبر ، دار الأرقم - عمان
- ^ أخرجه مسلم والنسائي
- ^ رواه ابن أبي حاتم وأبوالشيخ
- ^ أخرجهما ابن جرير وابن إسحاق
- ^ كتاب مسببات النزول للنيسابوري