ركن الدولة أبوعلي الحسن بن بويه
أبوعلى الحسن بن بويه بن فنا خسروالديلمي الملقب ركن الدولة (284هـ-366هـ/897 - سبتمبر 976) مؤسس الدولة البويهية في إصفهان والري، فكان صاحب أصبهان والرى وهمذان وجميع عراق العجم.
الأصل
تنسب الأسرة البويهية إلى أبي شجاع بويه، رجل ديلمي فقير كان يعمل صياداً على شواطئ بحر قزوين، على حتى التواريخ بعد نجاح أولاد بويه الثلاثة، علي والحسن وأحمد، حملت عليهم أنساباً مختلفة، فبعضهم ربطهم ببهرام جور الملك الساساني، وبعضهم الآخر ربطهم بوزيره، مهرنرسي، أما أبوإسحاق الصابئ، فقد أرجع نسبهم في كتابه «التاجي» الذي خطه لتمجيد البويهيين بأمر عضد الدولة إلى بني ضَيَّة في العرب وإلى بُهرام جور في آن واحد.
ويرافق غموض النسب البويهي غموض آخر في نشأة الأخوة الثلاثة، فما يذكر عنهم يكاد يشبه الخرافة، على أنه يستنتج من جميع ما ذكر نشأتهم الفقيرة، وقد كان معزّ الدولة بعد تملكه البلاد يعترف بنعمة الله تعالى ويقول «كنت أحتطب الحطب على رأسي».
وقد برز أكبر الأخوة علي، بمهارته الحربية وشجاعته وسماحته حتى أضحى هووأخوه الحسن من القوَّاد البارزين في جيش «ماكان بن كاكي» القائد في خدمة الداعي إلى الحق «الحسن بن القاسم» آخر رجال الدولة العلوية في طبرستان، فلما هزم ما كان على يد مرداويج وانتقل إلى خدمة السامانيين انتقل الأخوان إلى خدمة مرداويج الجيلاني الذي علا شأنه سنة 315هـ/927م، وهومؤسس الدولة أوالأسرة الزيارية التي كانت أول سلالة ثبتت مركزها غرب أراضي السامانيين في إيران، وامتد نفوذها من غربي إيران إلى الأهواز، ولكنها استقرت أخيراً في منطقة جرجان، واستمر حكمها حتى سنة 470هـ/1077م.
الهجوم على العراق
أظهر أولاد بويه أيام مرداويج مقدرة وكفاية، وترقَّى منهم علي حتى ولاه مرداويج على الكرج، فأصاب نجاحاً وأظهر له الكرج الحب، فأثار ذلك شكوك مرداويج، وكاد الشر يقع بينه وبين أبناء بويه، لكن مقتل مرداويج بيد الأتراك سنة 323هـ/934م، أعطى الفرصة أمام الأخوة الثلاثة، فتمكن علي وأخوه الحسن من السيطرة على بلاد فارس والجبَل، وبقي أخوهما الأصغر أحمد بغير ولاية يستبد بها، فرأيا حتى يسيِّراه إلى كرمان فعمل، ثم ازداد طموح أحمد فأخذ يهاجم ممتلكات الخليفة ما بين سنتي 331-334هـ، موغلاً في جميع هجمة في بلاد العراق، وكانت أحوال بغداد السياسية في غاية السوء والفوضى بعدما أخفق نظام إمرة الأمراء إخفاقاً ذريعاً، وفي سنة 334 توفي توزون أمير الأمراء، فخلفه في منصبه قائد آخر يعهد بابن شيرزاد، وبعد تسلمه لمنصبه ببضعة أشهر، تحرَّك أحمد بن بويه من الأهواز واستطاع الوصول إلى بغداد دون عناء كبير، فاستقبله الخليفة المستكفي 333-334هـ في دار الخلافة، وخلع عليه، ولقَّبه معزّ الدولة كما لقَّب أخاه علياً بعماد الدولة ولقَّب أخاه الحسن بركن الدولة.
لم يكن الأخوة الثلاثة متفقين في العمل لواحد منهم، بل كان جميع منهم على تساندهم يعمل لحسابه الخاص، ولهذا فقد استقرّ أصغرهم أحمد (معز الدولة) في بغداد. بينما بقي أخوه الأوسط حسن (ركن الدولة) في الري وهمذان وأصبهان بعد حتى استخلصها من وشمكير أخي مرداويج، أما الأخ الأكبر علي (عماد الدولة)، وهوسبب مجد البويهيين فأقام في فارس وكرمان، فتألف من هؤلاء الأخوة الثلاثة أسرة حاكمة واحدة في ثلاثة مواقع. وكان للبويهيين في العراق الأثر البارز.
خلفه
وركن الدولة هووالد عضد الدولة فنا خسرو، ومؤيد الدولة أبى منصور بويه، وفخر الدولة أبى الحسن علي. وكان ملكًا جليل القدرعالى الهمة، ملك أربعًا وأربعين سنة، وكان مسعودًا ورزق السعادة في أولاده الثلاثة وقسم عليهم الممالك فقاموا بها أحسن قيام.
أثره وذكراه
فيما يتعلق بعاصمة المُلك، ففي البداية كانت اصفهان عاصمة مُلك ركن الدولة، واستمرت كمدينته المفضلة حتى بعد استيلائه على الري ونقله بلاطه هناك. وقد استمر خلفاؤه في استخدام الري عاصمة لهم. وكباقي البويهيين، فقد كان ركن الدولة شيعياً. وبينما خضع لسلطة الخليفة في صك العملة والنادىء له على منابر صلاة الجمعة، إلا أنه في جميع باقي مناحي الحياة جكم كشيعي. إلا أنه لم يكن متطرفاً، فقد أيقن حتى رعيته من أهل السنة يجب حتى يحميهم لكي يتجنب الاقتتال الداخلي.
كان بنوبويه بعيدين عن الثقافة عامة وعن الثقافة العربية بوجه خاص، ولم يقتبسوها إلا اقتباساً في أجيالهم التالية، فحين اتى معز الدولة إلى بغداد وملكها احتاج إلى حتى يترجم له كلام الوزير علي بن عيسى، وقد بقيت أسماء البويهيين فارسية (كخسروورستم وفيروز وكاليجار) على حتى هذا لم يمنع نشوء طبقة من الكتّاب المشاهير في العربية تحت ظلهم كابن العميد الأب وزير ركن الدولة.
وتوفى بالرى سنة (366هـ).
الهامش
سبقه لا أحد |
أمير بويهي (في الري) 943-976 |
تبعه فخر الدولة البويهي |
سبقه لا أحد |
أمير بويهي (في همدان) ?-976 |
تبعه مؤيد الدولة البويهي |