إريك رولو

عودة للموسوعة

إريك رولو

إريك رولو.

إريك رولو Eric Rouleau (و. 1 يوليو1926 - 25 فبراير 2015) دبلوماسي وصحافي فرنسي، ولد ونشأ في القاهرة. وهومن أبرز الكتاب الصحفيين الأوربيين المتخصصين في شؤون منطقة الشرق الأوسط، الذي تنحدر أصوله منها، وكان من قدامى العاملين في السلك الدبلوماسي الفرنسي.

حياته

رولووجمال عبد الناصر في القاهرة، 1963.

وُلد رولوفي القاهرة في 1 يوليو1926، لعائلة يهودية. بدأ رولومسيرته الصحافية في "الجريدة المصرية" عام 1943 أجرى فيها على الخصوص حواراً مع مؤسس جماعة الإخوان المسلمين حسن البنا. غير حتى أفكاره الشيوعية تسببت له في مشاكل مع الشرطة المصرية في عهد الملك فاروق اضطرته إلى مغادرة مصر نهائياً إلى فرنسا عام 1951، بعد تجريده من جنسيته المصرية. عمل في وكالة الصحافة الفرنسية وصحيفة لوموند، كما تعاون طويلاً مع صحيفة لوموند ديپلوماتيك، قبل حتى يعيّن سفيراً في تونس من 1985 إلى 1986 ثم في هجريا بين 1988 و1991 وذلك في عهد الرئيس الأسبق فرانسوا ميتران.

بعد قيام ثورة 23 يوليو1952 في مصر، أوفد محمد حسنين هيكل المحرر لطفي الخولي إلى باريس يحمل دعوة الرئيس المصري جمال عبدالناصر، لرولولزيارة مصر، في محاولة من عبد الناصر لتحسين علاقته بالزعيم الفرنسي شارل ديجول.

عام 1863، عاد لزيارة مصر بعد 12 سنة من نفيه، بصحبة زوجته روزي، وكان لدى استقباله وفد حكومي مصري.

وحسب رواية رولوفي مذكراته، يعود أصل الرواية التي أخذ يحيى فصولها إلى باريس قبل ذلك ببضعة شهور. في ربيع عام 1963. وكان في تلك الفترة رئيساً لباب الشرق الأدنى والشرق الأوسط في صحيفة لوموند الفرنسية. كانت إدارة الصحيفة تثق به على الأرجح بسبب تحقيقاته السابقة في أفريقيا السوداء، في زمن لم يكن من اليسير العمل هناك، حيث كانت حركة التحرر من الاستعمار في أوجها. ومن المؤكد حتى معهدته باللغتين العربية والإنگليزية كان من شأنها أيضاً تفسير هذا الاختيار العجيب، لكن ذلك من طبيعة الحال ما كان ليفى وحده بفتح أبواب معظم دول المنطقة عبره. ولعل تحقيقاته في إسرائيل، وإيران، وهجريا، هي التي أوحت بقدرته، لكن من جانبه، لم يكن منخنادىً بالمرة، نظراً للعداء الشديد الذي كانت إسرائيل تثيره في المنطقة، حتى أنه كنت ينوي التخلي عن منصبه كي يتخصص بمنطقة أخرى من العالم، لا تكون لأصوله فيها أية عواقب.

ثم كان حتى لاح شعاع من الأمل بعد ثلاثة أعوام، حين طلب لقاءته صحفيٌ مصريٌ قادمٌ فى زيارة عابرة لباريس. الصحفي لطفي الخولي، ذلك المحرر الموهوب بصحيفة الأهرام، والمحرر والمسرحى اليساري. وأثناء الغداء الذي نادىه إليه رولو، قدم له ضيفه المصري عرضاً كان من شأنه إحداث تحول عظيم الأثر في حياته المهنية. فقد صرح له بأنه مكلف من قِبل محمد حسنين هيكل، رئيس تحرير الأهرام في ذلك الوقت، وصديق الرئيس جمال عبدالناصر وكاتم أسراره، بتسليمه دعوة للذهاب إلى مصر. مؤكداً له حتى كافة التسهيلات ستكون رهن تصرفه لكي يجري تحقيقاً صحفياً، وأنه سيكون حراً في تحركاته وفي الاتصالات التي يرغب في إجرائها، بما في ذلك اتصالاته بأعضاء المعارضة، وأنه سيكون حراً كذلك في نشر كتاباته بلا رقيب أوحسيب. وأنه سيمنح على الفور تأشيرة دخول بمدة الإقامة التى تطيب له. وكانت تلك كلها مزايا لا تجود بها مصر الناصرية افتراضياً أبداً على أى صحفى أجنبى كائناً من كان. وعندما اطَّلعت إدارةُ صحيفة لوموند على العرض، سمحت له بقبول الدعوة بشرط واحد: هوحتى تكون كافة تكاليف السفر والإقامة على نفقة الصحيفة لا على نفقة الصحيفة المصرية.

وقد مرت عقود عدة قبل حتى يتمكن من كشف الغموض الذي أحاط بتلك الدعوة الغريبة التى وجهها إليه رئيس تحرير الأهرام. فبسؤال المقربين من عبد الناصر بعد رحيله، لا سيما سامي شرف، مدير مخطه، اكتشفت حتى حسابات سياسية محنكة كانت وراء قرار فتح أبواب مصر أمام المبعوث الخاص لصحيفة لوموند. فبحصول الجزائر على الاستقلال فى العام السابق، استأنفت مصر وفرنسا العلاقات الدبلوماسية فيما بينهما، وكان عبد الناصر يأمل فى إنهاء سنوات الشقاق واللقاءات، والبدء فى علاقات مبنية على الثقة مع حكومة الجنرال ديجول الذى أولاه عبدالناصر إعجاباً كبيراً، تبين أنه إعجاب متبادل، لا سيما حتى الرئيس المصرى كان يرى محقاً حتى باريس تمثل بالنسبة للدول المستقلة حديثاً طريقاً ثالثاً يسمح بالإفلات من دائرة المنطق الثنائى السوفييتى الأمريكي. هكذا، بدا لازماً تبديدُ جميع مسببات العداء الراهن بين البلدين، بمحاورة وسائل الإعلام الفرنسية، وذلك ضمن تدابير أخرى. وكانت صحيفة "لوموند"، التى كانت تعد آنذاك ديجولية التوجه وموالية للعالم الثالث، والتى كان تأثيرها يتخطى بقوة الحدود الوطنية، خليقةً وحدها دون غيرها بالإسهام فى التقريب بين البلدين.

وقد رأى مستشاروعبد الناصر، وبخاصة رئيس تحرير الأهرام، بإيعاذ من لطفى الخولى بلا ريب، إذا خطوة أولى فى ذلك الاتجاه تقضى بإقامة علاقة مع الشخص الذى يدير قسم الشرق الأوسط بصحيفة لوموند. ولم يكن ذلك الرهان خلواً من الحكمة تماماً. إذ كان رولويعَد فى الأوساط السياسية بمثابة "تقدمي" قابل للتأثر ببعضٍ من إنجازات النظام الناصري.

وكان توجه منطقاته قد استرعى انتباه المسئولين المصريين. ففى أثناء الأزمة البلجيكية الكونغولية عام 1960، كان قد التزم موقفاً واضحاً إزاء اللقاءة بين بروكسل وليوبولدفيل (الاسم القديم لعاصمة الكونغوزائير)، وذلك لصالح الحركة الاستقلالية وزعيمها باتريس لومومبا، الذى كان ضحية مؤامرة دولية موسعة (لم تكن الولايات المتحدة الأمريكية بمعزل عنها)، وهى المؤامرة التى أدت إلى قتله وإلى إحلال موبوتومحله. وقد كان رولوواحداً من قلائل فى الصحافة الفرنسية ممن كشفوا خبايا انفصال إقليم كاتانجا الذى قاده عن بعد "اتحاد المناجم"، تلك الشركة البلجيكية القابضة التى كانت تملك حق استغلال مناجم النحاس الغنية. وعلى غرار جميع كبريات المؤسسات فى الحقبة الاستعمارية، كانت تلك الشركة تخشى حتى يضر الاستقلال بامتيازاتها الطائلة.

وبعد عامين، فى 1962، دافع رولوفي سلسلة من الموضوعات عن الجمهورية اليمنية بعد الإطاحة بالملكية. كما لفتتْ انتقاداته المستمرة لدكتاتورية شاه إيران (الذى كان الغرب يعده بمثابة "إصلاحى كبير")، ولانتهاكاته لحقوق الإنسان، ولخضوعه لإرادة الولايات المتحدة، انتباهَ الأوساط السياسية المصرية التى كانت تشاطره آرائه السياسية إجمالاً.

ولقد كانت مواقفه المتعاطفة نسبياً مع مصر الناصرية تتباين مع العداء الصريح الذى كانت تظهره كافة الصحف تقريباً إزاء "دكتاتور" القاهرة، ولم تكن صحيفته آخر من هاجم الرئيس المصري، أوشبهه بهتلر أوبستالين، أواتهمه تباعاً أوفى الوقت نفسه بأنه فاشي، وشيوعي، بل وعميل للكرملين. ومن جانبي، ما كان بالغرِّ الذى تخدعه النعوت المألوف إطلاقها فى الغرب بهدف شيطنة قادة العالم الثالث ممن كانوا يتحدّون النظام القائم. إذ لم يكتفِ قائد ثورة يوليوبالإطاحة بالملكية، وبتجريد كبار الملاك العقاريين من ممتلكاتهم، وبتفكيك دوائر النفوذ الصناعية والمالية الأهلية منها، والبريطانية، والفرنسية، وغيرها، وبتأميم شركة قناة السويس، رمز سيطرة القبضة الأجنبية على وادى النيل، بل إنه قد أقام أيضاً علاقات ودية مع الاتحاد السوفيتى وأتباعه من الدول كى يعادل وزن التأثير الغربي، وبخاصة الأمريكي.

ومن جانبها، كانت فرنسا الجمهورية الرابعة تعتب عليه خاصةً دعمه لانتفاضة الشعب الجزائري، ناسبةً إليه عملياً تبنى الحركة القومية. وكما تقتضى أصول اللعبة فى مثل تلك الحالات، اصطبغت الحملة الموجهة ضد عبدالناصر بصبغة أخلاقية واضحة من أجل التستر بصورة مثلى على المصالح التى لا تود القوى الكبرى الإفصاح عنها. وكان رولويرى أنه من المشروع تماماً حتى يساند عبد الناصر الثورة الجزائرية، وأن يرغب فى تشييد السد العالي بأسوان بهدف توسيع نطاق الرى وترشيده فى بلد صحراوى فى معظمه، وزيادة سعته من الطاقة ومن ثَم، حمل قدرته الصناعية. وكنت أعتقد حتى قرار واشنطن عام 1956 بحرمان ذلك المشروع من مساعدتها المالية والتقنية إنما هوقرار دنيء، إذ هى طريقة "لمعاقبة" عبدالناصر لإبرامه صفقة أسلحة مع موسكو، رغم كونها صفقة يبررها رفض الولايات المتحدة إمداده بأسباب دفاعه عن بلاده.

ولم يكن من العسير بمكان مشاطرة المصريين ومجمل شعوب العالم الثالث حماستهم إبان تأميم شركة قناة السويس فى 26 يوليو1956، فيما يمثل بادرة عظيمة الجسارة بالنسبة لتلك الفترة، وعملاً ثورياً هوالثانى من نوعه فى تلك المنطقة بعد عملية التأميم المجهضة للبترول الإيرانى التى قام بها محمد مصدق، ذلك القومى المعتدل، قبل ذلك بأربعة أعوام. ولقد كان ثمن التحدى الذى حمله هذا الأخير هوالتعرض للإهانة وللتشهير بوصفه، بين تهم أخرى، عميلاً لموسكوقبل حتى تتم الإطاحة به فى 1953، عبر انقلاب دبرت له وكالة الاستخبارات الأمريكية المركزية. وفى الحالتين، مع ذلك، تمت استعادة ملكية الموارد الوطنية وفقاً لاستحقاقات السيادة وبصورة لا تخرق مصالح المساهمين، الذين تم إبطال ملكيتهم بصورة قانونية وتم تعويضهم بنزاهة.

ولقد بدا لرولورد العمل الانتقامى الموجه ضد عبد الناصر، مقارنةً بذلك الذى استهدف محمد مصدق، أشد قسوة ومماثلاً فى افتقاره للمبررات. إذ لم تكد تنقضى ثلاثةُ أشهر على تأميم شركة قناة السويس حتى تدفقت الدبابات الإسرائيلية داخل سيناء بينما رست القوات الفرنسية والبريطانية فى بورسعيد، مدعيةً الرغبة فى الفصل بين المتحاربين. وفى الواقع، كان الهدف المشهجر للحلفاء الثلاثة هوالقضاء على جمهورية ناصر، فضلاً عن طموح الدولة العبرية الرامى إلى التمتع بحرية الملاحة فى قناة السويس، بل وإلى الاستيلاء على سيناء على وجه الخصوص. وقد بدا نصر الغزاة حتمياً رغم المقاومة المصرية العفيـَّة، إلى حتى فرض الرئيس أيزنهاور التهدئة، وأوجب انسحاب جميع القوات الأجنبية وتحقق له ذلك. سليم حتى رئيس الدولة السوفيتية، المارشال بولجانين، قد هدد من جانبه بالتدخل عسكرياً، وهى بادرة ترمز بلا ريب إلى مساندة موسكوللدول النامية.

هذا ولم تكن مبادرة الرئيس الأمريكى الفريدة تلك، متحملة هى الأخرى عن جميع غرض. إذ كان قد أقلقه تواطؤ لندن وباريس والقدس، من وراء ظهره، من أجل تحقيق هدف جليّ هووضع مصر تحت وصايتهم. وكان أيزنهاور قد أحسن النظر، فقد حملت وساطته من شعبية الولايات المتحدة، وتأثيرها فى مصر وفى مجمل الشرق الأوسط، إلى أعلى مستوياتها، بينما آذن فشل "العدوان الثلاثي" بنهاية الوجود الفرنسى والبريطانى فى مصر، وسجل بداية انحسار تأثير هاتين القوتين فى المنطقة. ولم تكن تخطئة إسرائيل بأقل حجماً: إذ اعتُبرت الدولة اليهودية أكثر من أى وقت مضى دولة توسعية ترتهن بخدمة الإمبريالية الغربية. وعلى الرغم من ذلك كله، عدتُ إلى مصر محملاً بتحفظات شديدة على النظام الناصري. سليمٌ حتى الإطاحة بالملكية، وما استتبع ذلك من إصلاحات اقتصادية واجتماعية، واستعادة للسيادة الوطنية بعد اندحار جيش الاحتلال البريطانى نهائياً، كان يوافق معتقداة رولوفى شبابه، لكنَّ الطابع العسكرى للنظام الذى أرسته الزمرة التى استولت على الحكم فى 23 يوليو1952، بقى فى ناظره أشبه ببقعة لا تُمحى. وفى النزاع الدائر بعد ذلك بعامين بين عبدالناصر واللواء محمد نجيب، زعيم الثورة إسماً ورمزاً، كان يرجح كفة هذا الأخير، الذى كان يرغب فى تقنين كافة الأحزاب السياسية، من الإخوان المسلمين وحتى الشيوعيين، وإعادة الحياة البرلمانية إلى نصابها.

والمفارقة هى أنرولولم يكن مجافياً تماماً للحجة التى تعلل بها خصوم اللواء نجيب، والقائلة بأن مثيلة تلك الدمقرطة ستؤدى حتماً إلى إعادة إقرار نفوذ ممثلى رأس المال الكبير الذين كانوا محتفظين بعد بأسباب السيطرة على الساحة السياسية. مع ذلك كان نظام الحزب الواحد سارياً فى معظم الدول التى حصلت على استقلالها منذ الحرب العالمية الثانية، وكانت جميع المؤشرات تفيد بأن ذلك هوالثمن الواجب دفعه فى سبيل ضمان تقدم ورفاهية الشعوب النامية.

وإذ تنازعته هاتان الفكرتان المتناقضتان فيما بينهما، حسب رولوأنِّه قد بلغ القسط إذ رأى أنه سواء هوحزبٌ واحدٌ أوعدة أحزاب، لا شيء يبرر مصادرة الحريات العامة، وخرق ما يُسمى فى أيامنا هذه بحقوق الفرد. إذ بدا له القمعُ الوحشيُّ المنصبُّ فى مصر فوق رؤوس كافة المعارضين، من لبراليين وفديين، أوشيوعيين، أوإخوان مسلمين، فوق حدّ الاحتمال. لاسيما وأن ممارسات العنف بكافة صورها لم تكن استثنائية داخل المعتقلات.

هكذا، نقلت صحيفة لوموند فى مطلع الستينيات، حتى اثنين من مفكرى الصف الأول ممن كان قد عهدهم رولوبطريقة شخصية في القاهرة فى سنوات شبابه، قد قتلا تحت التعذيب، وقد كان الرجلان محط تقديرى: أحدهما هوفريد حداد، الملقب ب"طبيب الفقراء"، الذى كان زميل رولوفي المدرسة الثانوية، أما الآخر فهوشهدي عطية الشافعي الذى عهده رولوحين كان رئيساً لتحرير صحيفة الجماهير الأسبوعية. كان شهدي أستاذاً للغة الإنجليزية، وكان يملك من الكاريزما والذكاء ما كان يأسر به الألباب، وقد لعب دوراً عظيم الأهمية فى الحركة الشيوعية. وتكمن السخرية المريرة فى أنهما قد تعرضا للضرب المفضى إلى الموت على أيدى جلاديهما بينما لم يكن أى منهما مناهضاً عملياً لعبد لناصر.

وقد طافت ذكراهما بخاطر رولوحين استقبله هيكل فى اليوم التالى لعودته إلى القاهرة فى يونيو1963. وفى أثناء العشاء الذى أقامه هيكل على شرفه بسميراميس، ذلك الفندق الكبير الكائن على ضفاف النيل، حرص رولومن فوره على تبديد أى التباس قد يشوب علاقتهما الوليدة. فشكره على الدعوة التى وجهها إليه، وحمد له منحه فرصة العودة إلى مسقط رأسه فى ظروف تختلف تماماً عن تلك التى ألقت به إلى المنفى.

كما كان ممتناً له أيضاً لحصوله على موافقة مبدئية من الرئيس عبد الناصر كى يخص صحيفة "وموند بحوار، وهى مكرُمة لا يجود بها الريّس إلا فيما ندر. وإذ أخذ رولويطلعه عَرَضاً على الأخلاقيات المهنية التى يستند إليها ويلتزم بها التزاماً دقيقاً، ألمح له بوضوح إلى أنه، أي رولو، وإن كان صديقاً فلنقد يكون أبداً صديقاً غير مشروط، وأنه سينشر لدى عودته إلى باريس سلسلة من الموضوعات التى قد لا تلقى استحسانه على الأرجح وإن كانت ستعكس بأمانة آراء رولوالخاصة، التى تختلف من طبيعة الحال عن آرائه أوعن آراء أولى الأمر فى مصر.

وقد استقبل هيكل الرسالة، وهوالرجل الفائق الذكاء، بإيماءة تنم عن الدهشة، أتبعها، فيما بدا لرولو، برضا لم يكَد يخفيه. وفيما بعد، أبلغ لطفى الخولي رولو، الذى كان شاهداً على اللقاء، حتى رئيس تحرير الأهرام يفضل جميع التفضيل التعامل مع رجل صاحب رأي، شأنه هوذاته، حتى وإن تباينت آراؤهما. فقد رأى حتى الانتقادات الصادقة الصادرة عن مراقب موثوق قد تخدم النظام الناصرى خيراً من المدائح المبذولة من قِبل صحفى متزلِّف. ونظراً لكون هيكل نفسه صحفياً واعياً، وواسع الاطلاع على أحوال الصحافة الغربية، كان من المستبعد حتى يصدمه تمسك رولوبموقفه.

هكذا، ذكر رولوله بلا تحفظ مسألة المسائل المحرمة، تلك المتعلقة باضطهاد سجناء الرأي، فأشار رولوإلى اعتزامه طرحها على الرئيس فى أثناء الحوار الذى سيخصه به. وإذ كان واثقاً حتى هيكل لن يغفل عن إخطار عبد الناصر بذلك، فقد أضاف قائلاً إذا المعتقلات تحجب الجوانب الإيجابية فى سياسة الحكومة المصرية عن أعين الرأى العام العالمي، وبالتحديد الرأى العام الفرنسى فيما يخص صحيفته. ولم يفلت هذا التحذير الضمنى من هيكل الذى اكتفى على سبيل الرد برسم ابتسامة غامضة على شفتيه. وقد فهم رولوبعد ذلك بأعوام عديدة، حتى هيكل كان يشاطره رأيه سراً. لقد كان من شأن لقاء رولومع عبدالناصر بعد ذلك بأيام، حتى تكون فاصلةً على عدة أصعدة.

غطى رولوحربي عام 1967 و1973 بين العرب وإسرائيل، كما أجرى لقاءات مع أنور السادات والملك حسين وياسر عهدات وديڤيد بن گوريون وموشيه ديان وإسحاق رابين]] وشمعون پـِرِس، وجميع القادة الذين كان لهم تأثير كبير في تاريخ المنطقة.

بعد زيارة مصر، بنى رولورصيداً ضخما من العلاقات مع العالم العربى بسبب منطقاته التى انتقدت إسرائيل حيث ادانته إسرائيل مرات عديدة وإعتبره رئيس وزراء إسرائيل الأسبق مناحم بيگين عميلاً مصرياً، ولكنه أعتاد حتى يقتبس من صديقة اليهودى المصرى شحاتة هارون قوله: "أنا يهودى حين يتم قمع اليهود. أنا فلسطيني حين يتم قمع الفلسطينيين. أنا زنجى حين يتم قمع الزنوج."


العمل الدبلوماسي

فى عام 1986 هجر الصحافة بعد حتى قام الرئيس الفرنسى الراحل فرانسوا ميتران بتعيينه سفيراً لفرنساً لدى تونس ومنظمة التحرير الفلسطينية.

خط

  • في كواليس الشرق الأوسط: 1952-2012: ضمنه شهادة حيّة عن تاريخ المنطقة، وخصوصاً التحول الذي أحدثته حرب 1967 على مختلف الأصعدة في المنطقة العربية.
  • صلاح خلف أبوإياد: فلسطيني بلا هوية - حوارات مع إريك رولو: هومحادثة مطول مع القيادي الفلسطيني صلاح خلف يختزل حقبة من الكفاح المرير في تاريخ الشعب الفلسطيني.

تسجيلات مرئية

<embed width="480" height="385" quality="high" bgcolor="#000000" name="main" id="main" >http://media.marefa.org/modules/vPlayer/vPlayer.swf?f=http://media.marefa.org/modules/vPlayer/vPlayercfg.php?id=3402106c575658472fa" allowscriptaccess="always" allowfullscreen="false" type="application/x-shockwave-flash"/>

مشاهدات إريك رولوعن مصر في عهد جمال عبد الناصر - الجزء الأول

<embed width="480" height="385" quality="high" bgcolor="#000000" name="main" id="main" >http://media.marefa.org/modules/vPlayer/vPlayer.swf?f=http://media.marefa.org/modules/vPlayer/vPlayercfg.php?id=d3be2fe5614f42ba989" allowscriptaccess="always" allowfullscreen="false" type="application/x-shockwave-flash"/>

مشاهدات إريك رولوعن مصر في عهد جمال عبد الناصر - الجزء الثاني


<embed width="480" height="385" quality="high" bgcolor="#000000" name="main" id="main" >http://media.marefa.org/modules/vPlayer/vPlayer.swf?f=http://media.marefa.org/modules/vPlayer/vPlayercfg.php?id=e42b59d74cff571fbb3" allowscriptaccess="always" allowfullscreen="false" type="application/x-shockwave-flash"/>

مشاهدات إريك رولوعن عهد جمال عبد الناصر - الجزء الثالث


<embed width="480" height="385" quality="high" bgcolor="#000000" name="main" id="main" >http://media.marefa.org/modules/vPlayer/vPlayer.swf?f=http://media.marefa.org/modules/vPlayer/vPlayercfg.php?id=fd342ae44213df68868" allowscriptaccess="always" allowfullscreen="false" type="application/x-shockwave-flash"/>

مشاهدات إريك رولوعن مصر في عهد أنور السادات

المصادر

  1. ^ "رحيل "المصري حتى النخاع": الصحافي والدبلوماسي الفرنسي إيريك رولوأحد كبار المتخصصين بقضايا الشرق الأوسط". مونت كارلوالدولية. 2015-02-26. Retrieved 2015-02-27.
  2. ^ "مذكرات "إريك رولو" أشهر صحفى ودبلوماسى فرنسى "الحلقة الأولى". جريدة الأهرام. 2012-12-04. Retrieved 2015-02-27.
تاريخ النشر: 2020-06-04 17:07:00
التصنيفات: مواليد 1926, وفيات 2015, أشخاص من القاهرة, فرنسيون من أصل مصري, يهود مصريون, يهود فرنسيون, صحفيون فرنسيون, دبلوماسيون فرنسيون, سفراء فرنسا لدى تونس, سفراء فرنسا لدى تركيا

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

موعد صرف مرتبات شهر مارس 2023 مع رمضان

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-02 03:21:15
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 53%

مبادرة «رعاية النشء» تعقد أولى اجتماعاتها بتنسيقية شباب الأحزاب

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-02 03:19:41
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 57%

موعد مباراة ريال مدريد وبرشلونة فى كأس ملك إسبانيا والقنوات الناقلة

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-02 03:21:12
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 53%

رئيس الشركة المصرية للمطارات يتفقد مطار أسوان الدولي 

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-02 03:19:32
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 64%

صور| تقدم أعمال تنفيذ محطة مترو «بولاق» بالخط الثالث 

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-02 03:19:34
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 58%

طقس دافئ خلال الـ48 ساعة القادمة.. ودرجة الحرارة تتجاوز 30 درجة

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-02 03:19:33
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 66%

رئيس حزب الجيل يشيد بقرار عودة العمل بنظام التوقيت الصيفي

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-02 03:19:43
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 68%

«التنسيقية» تلتقي السفير الفيتنامى بالقاهرة

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-02 03:19:40
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 65%

زيلينسكي: القوات الأوكرانية تسيطر على كل قطاعات الجبهة

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-02 03:17:35
مستوى الصحة: 92% الأهمية: 90%

صفارات الإنذار تدوّي في 4 مقاطعات أوكرانية

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-02 03:17:10
مستوى الصحة: 85% الأهمية: 90%

باشاغا: الأمم المتحدة وراء منعي من دخول طرابلس

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-02 03:18:21
مستوى الصحة: 91% الأهمية: 92%

بعد مأساة غرق 67 مهاجراً.. إيطاليا تلقي باللوم على اليونان

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-02 03:17:34
مستوى الصحة: 79% الأهمية: 89%

هشام خرما يحيي حفلا ضخما في القاهرة ويعزف أشهر مقطوعاته - فن

المصدر: الوطن - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-02 03:20:41
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 62%

خريطة عرض مسلسلات رمضان على قنوات المتحدة

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-02 03:21:16
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 59%

رابط الشركة القابضة لكهرباء مصر وأبرز الخدمات عليه

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-02 03:21:13
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 70%

الولايات المتحدة تكشف جانبا من خططها الرامية لاحتواء الصين

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-02 03:17:09
مستوى الصحة: 82% الأهمية: 93%

مواعيد عرض الحلقة الأخيرة من مسلسل «بالطو» ومنصة عرضه

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-02 03:21:11
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 60%

معتقلون سوريون تحتجزهم ليبيا يضربون عن الطعام

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-02 03:18:19
مستوى الصحة: 92% الأهمية: 92%

الشرطة الإسرائيلية تشتبك مع متظاهرين ضد الإصلاح القضائي

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-02 03:17:35
مستوى الصحة: 87% الأهمية: 87%

الأرجنتين.. انقطاع الكهرباء عن حوالي 20 مليون شخص

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-02 03:17:11
مستوى الصحة: 85% الأهمية: 88%

pendik escort
betticket istanbulbahis zbahis
1xbetm.info betticketbet.com trwintr.com trbettr.info betkom
Turbanli Porno lezbiyen porno
deneme bonusu
levant casino levant casino levant casino levant casino levant casino levant casino
bodrum escort
deneme bonusu veren siteler
Bedava bonus casino siteleri ladesbet
deneme bonusu veren siteler
deneme bonusu
deneme bonusu
sex ki sexy
deneme bonusu
kargabet
تحميل تطبيق المنصة العربية