المقدم أحمد حسين الغشمي (1941 - 24 يونيو1978) رأس اليمن في الفترة من 1977 – 1978.

ولد أحمد حسين الغشمي في ضلاع همدان، احدى ضواحي صنعاء عام 1941.

التحق بالقوات المسلحة بعد قيام ثورة سبتمبر ، وتولى مهام ومسئوليات قيادية عسكرية كرئيس لاركان حرب فوج، وقائدا للمحور الغربي ثم الشرقي، واللواء الأول مدرع.

أسهم بدور رئيسي في حركة 13/6/1974 التسليمية ، وتولى منصب رئيس الاركان ثم نائبا لرئيس مجلس القيادة (رئاسة الدولة).

تشير إله بعض أصابع الاتهام بمشاركته في اغتيال سلفه المباشر إبراهيم الحمدي، وهووالرائد علي عبد الله صالح وسرحان الخليدي الذين كانومدعومين من المملكة العربية السعودية من الملك خالد وقد وقع حتى رماه المواطنون بالأحذية ونعتوه بـ"قاتل الحمدي" يوم جنازة الحمدي في صنعاء.

تولى رئاسة اليمن الشمالي عام 1977 اثر اغتيال الرئيس ابراهيم الحمدي.

اغتيل في مخطه برسالة مفخخة نقلها مبعوث لرئيس الشطر الجنوبي في 24 يونيو1978.

دور الغشمي في اغتيال الحمدي

صفية الحمدي شقيقة الرئيس الراحل تكشف شقيقة الرئيس اليمني الراحل إبراهيم الحمدي تفاصيل جديدة عن حادثة مقتله، مشيرة إلى حتى سائقها اوصل الرئيس لبيت أحمد الغشمي، وبعد ابتعاده مع السيارة بقليل سمع إطلاق نار، ولم يكن يتسقط حتى الرصاص كان في صدر الرئيس الحمدي.

صنعاء: إبراهيم الحمدي.. لا زال هذا الاسم يرسم الدمعة في مآقي اليمنيين حدثا ذكر، برغم مرور 33 وثلاثين عاما على رحيله بطريقة بشعة. ثلاثة أعوام وأربعة أشهر ويومان أمضاها الراحل رئيسا لليمن قبل حتى يمضى لدعوة غداء كان الغداء الأخير له ولشقيقه القيادي العسكري عبدالله. وبرغم حتى التفاصيل متداولة وغير مؤكدة من أي طرف من الأطراف لكن شقيقة الراحل تحدثت لنا لتكشف معلومة تحسم بعض الشك في مسألة مكان الاغتيال حيث تم فبركة الحادثة حينها وتم تلبيس الراحل تهمة الاختلاء بفرنسيتين جلبتا خصيصا للحادثة، وظهر الحادث أنه كان لغرض أخلاقي وأنه تم اغتال الرئيس وشقيقه بجوار الفرنسيتين التين كانتا مقتولتين أيضا.

تروي "صفية الحمدي" الشقيقة الأكبر للرئيس الراحل تفاصيل الحادثة لـ إيلاف حيث التقت أخاها الرئيس في منزله وهي قادمة من قريتهما "ثلا"-30 كيلومترا غرب العاصمة- بعد عودته من دوامه الرسمي. تقول صفية: "وجدته عائدا من العمل ونطق لي، أهلا أختي، متى جيت، قلت له الآن وصلت، ودار حديث عادي بيننا ونطق إنه سيمضى لدعوة غداء عند الغشمي، برغم أنه كان يريد الغداء في بيته، لكن اتصلوا به وأصروا حتى يحضر، نطق لهم إنه تعبان ومرهق، وقدمنا له بطاط مع "السحاوق"-طماطم مسحوق مع الفلفل والبهارات- وكان قد بدأ يأكل البطاط وكان يحبها، وبعد قليل كنا سنقدم له الغداء، وكان معه إنسان اسمه احمد عبده سعيد كان سيتغدى معه، وهوإنسان قد توفي..

ابراهيم الحمدي وكان يقول لهم ما فيش سيارة وبعدها رأى السيارة التي أتت بي من القرية، ونطق لهم خلاص سيارة "أم عادل" موجودة، وهذا الموقف لازال يحز في نفسي، كانت السيارة لم يمض على شرائنا لها سوى أيام من واحد جارنا في "ثلا".

تتابع: كنت أرغب بالجلوس معه لكنهم أصروا، وكان لم يمض على زيارته لي في القرية سوى أربعة أيام، ونطق لي خلاص انتظريني سأتغدى عند الغشمي وأرجع سريع، وشفته آخر مرة من نافذة المطبخ". وتضيف صفية: "انتظرت إلى الساعة الرابعة عصرا، ولم يعد، فغادرت منزله وعدت إلى القرية، وسمعت مثل الناس الفاجعة بأنهم اغتالوه هووأخي عبد الله".

"عهدنا فيما بعد إذا عبدالله استدعوه إنه في سيارات اتىت هدايا وسنوزعها للوحدات العسكرية تعال استلم نصيب وحدتك، وتم التمويه على الاثنين لأنه عبدالله لا يحضر مكان فيه إبراهيم وكذلك إبراهيم نفس الشيء. أما ابراهيم نطقوا له تعال نتباحث حول مسألة المفاوضات على الوحدة وهوكان مسافر اليوم الثاني إلى عدن، ونطقوا له إذا عبدالعزيز عبدالغني موجود –حاليا رئيس مجلس الشورى وحينها كان عضومجلس القيادة.

=قتل في منزل الغشمي

الحمدي والغشمي يمينياًوعلى عكس ماتم تلفيقه حينها تنقل شقيقة الراحل معلومة هامة، وهي إذا "السائق الذي أوصل الرئيس الحمدي "نطق لنا إذا أحمد حسين الغشمي هواللي استقبله في الباب وسلم عليه وأدخله، وبعد ابتعاده مع السيارة بقليل سمع إطلاق نار، نطق إنه لم يبتعد كثيرا وقد سمع إطلاق النار ولم يكن يتسقط حتى الرصاص كان في صدر الرئيس الحمدي". وأضافت: "السائق كان هوالسائق عندي، وأكد لي ذلك لكنه لم يكن يتسقط حتىقد يكون إطلاق النار على الرئيس". هنا انتهت حكاية الرئيس الذي حلم بأن يبحث اليمني "عن كوامن القدرة في أعماقنا وسنجدها لأننا شعب كريم عظيم" كما أوردت خواطر بخط يده، وأن "كل مواطن هوأخي وحبيبي، وسعادتي حتى أراه حرا سعيدا، إنسانا منتجا قادرا وليس عالة على أحد، ولا يطلب الاستجداء من أحد".

ولد الحمدي في منطقة حدودية بين الشمال والجنوب اسمها قعطبة حيث كان والده قاضيا هناك أثناء فترة حكم الإمام يحي بن حميد الدين، في العام 1943 حفظ القرآن الكريم وتفهم القضاء على يد والده في سن مبكرة. ارتبط بوالده كثيرا وساعده في أعمال القضاء في عدة مناطق من اليمن حتى بعد قيام ثورة 1962 ودرس في الكلية الحربية وأصبح في عهد الرئيس عبدالله السلال وهوأول رئيس للجمهورية بعد الإطاحة بالملكية أصبح قائداً لقوات الصاعقة، ثم مسؤولاً عن المقاطعات الغربية والشرقية والوسطى. وفي العام 1972 أصبح نائب رئيس الوزراء للشؤون الداخلية، ثم عين في منصب نائب القائد العام للقوات المسلحة، وفي 13 يونيو1974، قام بانقلاب عسكري أبيض أطاح بالقاضي عبدالرحمن الارياني في حركة أسميت حركة الـ 13 يونيوالتسليمية.

قام الحمدي بتوديع الرئيس الإرياني رسميا في مطار تعز مغادرا إلى دمشق المدينة التي اختارها للإقامة مع أفراد عائلته.

القبيلة والتحديث

كان أبرز خطوط النار التي اقترب منها كثيرا هوالحد من سلطة المشائخ القبليين ونفوذهم وأقصى عدد منهم من المناصب العليا في الجيش والدولة. كان رجلا بسيطا ولا يحب المظاهر واكتفى بالعيش في بيته المتواضع وسط العاصمة متنقلا بينها وبين قريته واصطحب سيارة فيها أربعة حراس كانت هي جميع موكبه وكان يستغني عنهم في أوقات كثيرة كما روت شقيقته. بدأ الحركة الأبرز في حياة اليمنيين وهي إنشاء "الاتحادات التعاونية" التي كانت تعبير عن مجالس محلية تكفلت بشق الطرقات وإنشاء المدارس في حركة دؤوبة هي الأولى من نوعها، وتقبلها الناس بحب.

الحمدي وجدت هيبة الدولة بقوة، أوبالأصح "هيبة الحمدي" في جميع أراتى البلاد وبدأ يسعى للتوسع في علاقاته من خلال المراحل الأولى لإقامة الوحدة اليمنية والتقى الرئيس الجنوبي سالم ربيع علي الذي اغتال بعده في الجنوب بأيام. وعلى المستوى الدولي اعتبر مؤتمر الدول المطلة على البحر الأحمر الذي طرح فكرته مزعجا لبعض الأطراف الدولية. عاش اليمنيين أثناء فترة الحمدي أفضل سنوات عهد الجمهورية كما يجمع الشارع، حيث لمس الناس نوعا من العدالة وحداثة التفكير في ظل شعور بعدالة لأول مرة تعهدها اليمن. ما يؤخذ على الحمدي أنه كان معاديا لطبقة المشائخ القبليين على اعتبار أنهم أداة تؤخر النمووالتحديث، وأداة مصالح فردية كما كان يرى، في حين كان مشروعه حتى قادة البلد "خدام للبلد، وليسوا سادة عليه" كما كان يقول.

الملف لازال مغلقا

أغلق ملف اغتيال الرئيس ابراهيم الحمدي وشقيقه في يوم مقتله في 11 أكتوبر 1977، وصعد الرئيس أحمد الغشمي رئيسا، لكنه اغتال بحقيبة ملغومة أوفدت من النظام الجنوبي بعد أشهر من توليه الرئاسة، ينطق إنها انتقاما لمقتل الحمدي.

بعدها أغلق الملفين نهائيا وتولى الرئيس علي عبدالله صالح الحكم في العام 1978 وحتى اليوم لازال الملف مغلقا، وكأنه طوى فترة من الزمن لا يسمح بالاقتراب من تفاصيلها. تقول صفية الحمدي إذا " الحقيقة ستخرج أكيد في يوم من الأيام، خصوصا حين ينتهي هذا "النظام". تضيف: "المسألة ليست في إبراهيم الحمدي أنه كان جيدا وحسب، لكن لوكان أتى من يسير على درب الحمدي أوأفضل منه فأعتقد حتى الناس كانوا سينسونه!". رحل الحمدي مخلفا ثلاثة أبناء وبنت لا أحد يعمل منهم مع الحكومة، اثنين مغتربين أحدهم في لبنان وآخر في الصين وثالث يجلس في منزل والده المعهود في العاصمة وفي المكان نفسه.

الهامش