أبوالعباس ثعلب
أبوالعباس ثعلب النحوي (200 هـ/816م - 17 جمادى الأول 291 هـ/903م) نحوي كوفي.
اسمه ونسبته
أبوالعباس أحمد بن يحيى بن زيد بن سَيَّار النحوي، الشيَّبانيّ بالولاء المعروف بثعلب؛ ولاؤه لمعن بن زائد الشيباني. كان إمام الكوفيين في النحوواللغة.
شيوخه وتلامذته
سمع من ابن العرابي، والزبير بن بكار، وروى عنه الأخفش الأصغر وأبوبكر ابن الأنباري، وأبوعمر الزاهد وغيرهم.
أخباره
كان ثقة حجة صالحاً مشهوراً بالحفظ وصدق اللهجة والفهم بالعربية ورواية الشعر القديم، مقدماً عند الشيوخ منذ هوحَدَثٌ. وكان ابن الأعرابي إذا شك في شيء نطق له: ما تقول يا أبا العباس في هذا ثقة بغزارة حفظه. وكان يقول: ابتدأت في طلب العربية واللغة في سنة ست عشرة ومائتين، ونظرت في " حدود " الفراء وسني ثماني عشرة سنة، وبلغت خمساً وعشرين سنة وما بقيت علي مسألة للفراء إلا وأنا أحفظها. ونطق أبوبكر ابن مجاهد المقرئ: نطق لي ثعلب: يا أبا بكر، اشتغل أصحاب القرآن بالقرآن ففازوا، واشتغل أصحاب الحديث بالحديث ففازوا، واشتغل أصحاب الفقه بالفقه ففازوا، واشغل ت أنا بزيد وعمرو، فليت شعري ماذاقد يكون حالي في الآخرة؟،يا ترى؟ فانصرفت من عنده، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم تلك الليلة في المنام، فنطق لي: أقرىء أبا العباس عني السلام وقل له: أنت صاحب الفهم المستطيل، نطق أبوعبد الله الروذباري العبد الصالح: أراد حتى الكلام به يكمل، والخطاب به يجمل، وأن جميع العلوم مفتقرة إليه.
ونطق أبوعمر الزاهد المعروف بالمطرز: كنت في مجلس أبي العباس ثعلب فسأله سائل عن شيء فنطق: لا أدري، فنطق له: أتقول لا أدري وإليك تضرب أكباد الإبل، وإليك الرحلة من جميع بلد،يا ترى؟ فنطق له أبوالعباس: لوكان لأمك بعدد ما لا أدري بعر لاستغنت. ونطق أبوبكر ابن القاسم الأنباري في بعض أماليه: أنشدني ثعلب، ولا أدري هل هي له أولغيره:
إذا كنت قوت النفس ثم هجرتها | فكم تلبث النفس التي أنت قوتها |
ستبقى بقاء الضب في الماء أوكما | يعيش ببيداء المهامة حوتها |
وكان له شعر، نطق ابن الأنباري: وزادنا أبوالحسن بن البراء فيها:
أغرك مني حتى تصبرت جاهداً | وفي النفس مني منك ماسيُميتُها |
فلوكان مابي بالصخور لهدها | وبالريح ما هبت وطال خفوتها |
فصبراً لعل الله يجمع بيننا | فأشكوهموماً منك فيك لقيتها |
خطه
- كتاب الفصيح، وهوصغير الحجم كثير الفائدة، حققه د. عاطف مدكور، وطبع في دار المعارف بمصر عام 1984، وله كثير من الشروح.
- كتاب المصون.
- اختلاف النحوين.
- معاني القرآن.
- ماتلحن فيه العامة.
- القراءات.
- معاني الشعر.
- التصغير.
- ما ينصرف وما لا ينصرف.
- ما يجُرى وما لا يجُرى.
- الشواذ.
- الأمثال.
- الإيمان.
- الوقف والابتداء .
- الألفاظ.
- الهاتى.
- المجالس، وطبع باسم مجالس ثعلب بتحقيق عبد السلام هارون، في دار المعارف بمصر.
- الأوسط.
- إعراب القرآن.
- المسائل.
- حد النحو
وغير ذلك.
ولادته ووفاته
ولد في سنة مائتين لشهرين مضيا منها، نطقه ابن القراب في تاريخه، وقيل: سنة أربع ومائتين، وقيل: إحدى ومائتين، والذي يشير على أنه ولد في سنة مائتين أنه نطق: رأيت المأمون لما قدم من خراسان في سنة أربع ومائتين وقد خرج من باب الحديد يريد الرصافة، والناس صفان، فحملني أبي على يده ونطق: هذا المأمون، وهذه سنة أربع، فحفظت ذلك عنه إلى الساعة وكان سني تقديرا يومئذ أربع سنين.
وتوفي يوم السبت لثلاث عشرة ليلة بقيت من جمادى الأولى، وقيل: لعشر خلون منها سنة إحدى وتسعين ومائتين ببغداد، ودفن بمقبرة باب الشام، رحمه الله تعالى، وكان سبب وفاته أنه خرج من الجامع يوم الجمعة بعد العصر، وكان قد لحقه صمم لايسمع إلا بعد تعب، وكان في يده كتاب ينظر فيه في الطريق فصدمته فرس فألقته في هوة، فأخرج منها وهوكالمختلط، فحمل إلى منزله على تلك الحال وهويتأوه من رأسه، فمات ثاني يوم.
المصادر
- وفيات الأعيان 1/102-104، ل ابن خلكان ، تحقيق إحسان عباس .