كارلوس ليسكانو
User:Sfaxia |
ساهم بشكل رئيسي في تحرير هذا الموضوع |
كارلوس ليسكانوفليتاس Carlos Liscano Fleitas (ولد 1949، مونتڤيديو) محرر من أوروگواي. انتمى إلى حركة توپاماروس الثورية، مما تسبب في سجنه ثلاثة عشر عاماً (1972-1985). وفي تلك الفترة بدأ الكتابة، وبمجرد خروجه من السجن فقد نـُفِي إلى السويد. وعاش بالمنفى حتى يونيو1996، حين عاد للوطن. وفي السويد كان عامل نظافة في مصحة نفسية ثم أستاذ جامعي للغة الاسبانية والرياضيات ومترجم من السويدية إلى الاسبانية. وحين عاد للوطن عمل في الصحافة. وفي 2009 تولى منصب نائب وزير الثقافة في عهد الرئيس تاباري ڤازكويز. ومنذ مارس 2010، عينه الرئيس خوسيه موخيكا مديراً لـمخطة اوروگواي الوطنية
ألف كتابا يحمل عنوان " الكتاب والآخر" حيث يُعدّ هذا العمل أطروحة روائية حول استحالة الكتابة، وتأمّلاً عميقاً وحميميّاً أنجزه المحرر بعد عدة سنوات من " الجفاف" الأدبي. فمن ذلك الفراغ- الهاوية، ومن صحراء الفكر تلك، استطاع ليسكانوحتى يبدع نصّاً رائعاً مؤثراً وبالغ الشعرية. ينطلق الكتاب من مقولة أساسية: هي أنّ" كلّ محرر ابتكار، وذات يوم يبتكر الاديب محرراً ويصبح خادماً له، ومنذ تلك اللّحظة، يعيش كما لوكان اثنين.. على من يريد حتىقد يكون محرراً حتى يبتكر الفرد الذي يخط، أوالفرد الذي سيقوم بكتابة أعماله، إنّ المحرر، قبل حتى يبتكره الخادم، لا وجود له".
يحملنا ليسكانوفي رحلة جذابة، وجريئة، وساخرة أحياناً لتسليط الضوء على هذا "الآخر" الذي لا يكف عن ابتكاره ولا يستطيع التخلص منه أوالتوحد فيه، ويعرض استراتيجيات مختلفة للتعامل اليومي معه في محاولة للعثور على الانسجام الذي قد تمنحه إياه يوماً ما قوّة الكتابة:" المحرر دوماً اثنان: ذلك الذي يشتري الخبز، والبرتنطق، ويجري الاتصال الهاتفيّ، ويمضى إلى عمله، ويدفع فاتورة الماء والكهرباء، ويحيّ الجيران؛ والآخر، ذلك الذي يكرّس نفسه للكتابة. الأول يسهر على حياة المبتَكَر العبثيّة والانعزاليّة. إنّها خدمة يؤديها بكلّ سرور، لكنّه سرور ظاهريّ فقط؛ لأنّ التّوق إلى الاندماج يظلّ موجوداً. فأن تكون اثنين ليس أسهل من حتى تكون واحداً".
ومن خلال بوح حميمي وشفاف عن علاقته بالحدثة وعن صعوبة الانتظار أمام الورقة البيضاء، وفيما يشبه خطابا ميتافيزيقيا، يرسم ليسكانوبورتريهاً ذاتياً صادقاً ولاذعاً، وينشطر في لعبة مرايا مدهشة ومطوّلة بينه وبين "آخره"، لعبةِ تأمل ذكية يطرح من خلالها أسئلة لا تنضب حول إيمانه بالأدب وحول مهنة الكتابة، وبين الاعتراف بالعجز والسّعي الدائم للمطلق، يكتشف ليسكانوحتى "الأدب مركز حياته" وأنّ الأدب والحياة شيء واحد، وأن استحالة الكتابة تغدواستحالة عيش. كلّ ذلك بإيجاز وبساطة وشفافية بالغة، وقدرة نادرة على النقد الذاتي، ونبرة حميمية وصادقة ّ تستدعي تواطؤ القارئ وتعاطفه.
وأثناء هذا الإبحار العميق في ذاته يتناول ليسكانوفي فصول الكتاب التّسعة والثمانين، القصيرة والمكثّفة، موضوعات تكررت في أعماله السابقة مثل السجن والتعذيب والوحدة، وعلاقته باللّيل والزمن وبعضاً من ذكرياته وقراءاته الأثيرة، لكنّها لا تحضر هنا لذاتها بل لتعينه في تفسير تحولّه إلى محرر، فـ"المحرر والآخر" ليس سيرة ذاتيه، بل سيرة روحية وأدبية لذلك الشاب ذي الاثنين وعشرين ربيعاً الممتلئ بالأوهام، والذي أصبح معتقلاً سابقاً في سن الخامسة والثلاثين، ونجا من جحيم التعذيب ليقابل مهمةَ إعادة بناء ذاته عبر الكتابة.
يعد المؤلف أحد أبرز أدباء الأوروگواي المعاصرين.
ولد في مونتيفيديوعام 1949. عاش أحد عشر عاماً في السويد قبل حتى يعود إلى بلاده، شغل منصب نائب وزير التعليم والثقافة ويعمل حاليّاً مديراً لمخطة الأروغواي الوطنية، تتنوع أعماله بين الرواية والقصّة والشعر والمسرح ونذكر منها: الطريق إلى إيثاكا، رواية (2005 )، وعربة المجانين، رواية (2006)، وذكريات الحرب الأخيرة، رواية(2007) وغيرها.
وحاز ليسكانوالكثير من الجوائز أهمها: جائزة الجمهور في مهرجان لييج (فرنسا) 2008، وجائزة المسرح وزارة الثقافة في المسرح-الأرواغواي 2002، وجائزة بلدية مونتيفيديو1996. كما عُرضت أعماله المسرحية في الأرجنتين وكولومبيا وفرنسا وسويسرا وكندا والولايات المتحدة، وترجمت رواياته إلى عدّة لغات عالمية.
مأثورات
أن تعهد شيئا أفضل من حتى لا تعهد أي شيء .... |