اوستپوليتيك
نويـِه اوستپوليتيك Neue Ostpolitik (مصطلح ألماني يعني "السياسة الشرقية الجديدة")، أواختصاراً اوستپوليتيك Ostpolitik، تشير إلى تطبيع العلاقات بين جمهورية ألمانيا الاتحادية (FRG، أوألمانيا الغربية) وأوروپا الشرقية، خصوصاً جمهورية ألمانيا الديمقراطية (GDR، أوألمانيا الشرقية) بداية من 1969. فتأثراً بـ إگون بار، الذي اقترح "التغيير عبر التقارب" في خطبة عام 1963، فقد اُنتُهجت سياسات بداية من ڤيلي برانت، رابع مستشاري ألمانيا الاتحادية من 1969 حتى 1974.
وكانت اوستپوليتيك جهداً لكسر سياسات الاتحاد الديمقراطي المسيحي (CDU)، الذي كان الحكومة المنتخبة لألمانيا الغربية من 1949 حتى 1969. فحاول الديمقراطيون المسيحيون بقيادة كونراد أدناور وخلفائه حتى يحاربوا النظام الشيوعي في ألمانيا الشرقية، بينما حاول الديمقراطيون الاشتراكيون بقيادة برانت انجاز درجة ما من التعاون مع ألمانيا الشرقية.
المصطلح اوستپوليتيك أُطلِق منذ ذلك الحين على جهود الپاپا پولس السادس للتواصل مع بلدان أوروپا الشرقية أثناء نفس الفترة. وصيـِغ المصطلح نوردپوليتيك Nordpolitik ليصف سياسات تقارب مماثلة بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية بدءاً من ع1980.
عمليات الشتازي في عهد ڤيلي برانت
أيمن زغلول |
ساهم بشكل رئيسي في تحرير هذا الموضوع |
كانت المعارضة الألمانية ضد حكم ڤيلي برانت وسياسته الجديدة من الإنفتاح نحوالشرق معارضة عاتية إختلط فيها العامل السياسي مع العامل الشخصي مع العامل الحزبي. بل حتى بعضا من رجال الإئتلاف الحاكم لم يكنوا قادرين على هضم تلك التطورات السريعة في التعامل مع الشرق، زيارة في إرفورت، إنفتاح مع موسكو، إعتراف واقعي بوجود الجمهورية الشرقية (ولكنه ليس قانونيا بالطبع، فهذا لم يحدث لثانية واحدة) وتبادل لممحرر التمثيل معها إلخ. والحقيقة أنه لولا هذه السياسة طويلة النفس من جانب برانت تجاه الشرق واستغلال وجود إتصال محدود بين المجتمعين بحيث يظهر الفرق بينهما في الأداء والفرص والنتيجة ظهورا جليا حتي تقع المقارنة، أقول لولا هذه السياسة الحكيمة من برانت لما اتىت الوحدة. فالجماهير التي كانت تتحفز للهرب سواء عن طريق البر أوالبحر أوالسور وكانت في ذلك مستعدة للتعرض لإطلاق النيران الحية، لم تصل إلى هذا اليأس إلا بعد حتى عقدت في ذهنها تلك المقارنة. ثم حتى وجود برلين الغربية كرأس حربة في صدر وقلب الشرق جعل من صحافتها وإذاعتها وتليفزيونها وطريقة الحياة فيها معرضا للغرب أمام الشرقيين، وهوأيضا مما عجل بنهاية الشيوعية.
ولكن المعارضة الألمانية التي كان يرأسها في ذلك الوقت راينر بارتسل المهاجر من پروسيا الشرقية والذى فقد جميع شىء نتيجة ضياع إقليم بروسيا الشرقية من ألمانيا إلى الأبد، بالإضافة إلى فرانس يوزف شتراوس البافاري العتيد وصاحب الفكر الصقورى الهجومي، لم تكن هذه المعارضة قد توصلت بعد إلى فهم هذه السياسة.
إلى غير ذلك قدمت المعارضة في أبريل عام 1972 أى عقب تولي برانت الحكم في إنتخابات عام 1969، قدمت طلب سحب الثقة من حكومته. وبرانت كان قد حظي بتقدير دولي كبير تمثل في جائزة نوبل للسلام عام 1970، وبالتالي فإن هوخسر الحكم بسبب مبادراته الإنفتاحية فقد تأتي هذه النتيجة مؤثرة على سمعة ألمانيا الغربية التي يعاقب شعبها صانعي السلام بالعزل من المنصب! شىء شبيه بما وقع بعد ذلك لأنور السادات.
وعلى الجانب الآخر من الستار الحديدي كان الزعيم السوفيتي ليونيد بريجنيڤ راغبا رغبة أكيدة في الإستمرار في سياسة الإسترخاء وتخفيف التوتر مع الغرب وكان يريد لبرانت حتى يبقى في الحكم. وكان حتى إستدعي أحد العاملين بالمخابرات السوفيتية ليسأله كيف من الممكن أن يمكننا حتى نساعد في بقاء برانت في الحكم؟ واتى رد رجل المخابرات سريعا وحاسما: الرشوة. فسأله بريجنيف كم يبلغ ثمن رشوة أحد أعضاء البوندستاگ،يا ترى؟ واتى الرد أيضا سريعاً ومحدداً: ربع مليون مارك. فاندهش بريجنيف جدا من ضآلة المبلغ وقرر فورا المضي في العملية لأنها رخيصة للغاية مقارنة بفوائدها العظيمة حيث تخفف عبء السباق التسليحي مع الولايات المتحدة مع هجرها تنزف في ڤيتنام حتي تصل الأمور إلى رفض شعبي للدور المهيمن للولايات المتحدة يجعل تغييرا في السياسة أمرا لا مناص منه.
إلى غير ذلك تلقي ذلك الضابط المبلغ نقدا وسافر به إلى بون للقيام بمهمة الرشوة.
كان على ضابط المخابرات السوفيتي حتى يدبر لهذه العملية من الرشوة، وبالطبع لم يكن هناك من مستودع خبرة يلجأ إليه سوي مستودع مخابرات ألمانيا الشرقية حيث أنهم كانوا أكثر إلتصاقا بالسياسة والمجتمع الألماني الغربي بحكم الثقافة واللغة والقدرة العالية لمخابرات الشرق أيضا.
إلى غير ذلك قامت المخابرات الشرقية (شتازي) بناءا على أوامر من موسكوبإرشاد الروس إلى الشخص الذى يعهدون عنه إستعداده. وكان راينر بارتسل قد قام بالإجتماع مع وزارة الظل التي شكلها على عجل وطلب موعدا مع رئيس الدولة لكي يتسلم منه شهادة تعيينه مستشارا لألمانيا الغربية ونبه على سكرتيرته حتى تتخذ الإجراءات اللازمة لانتنطقه إلى دار المستشارية في المساء عقب التصويت الذى كان واثقاً من نتيجته. إذ حتى حكومة برانت كانت تآلفا بين حزبي الإشتراكيين والأحرار. ومن الأحرار كان عدد من النواب قد أعربوا صراحة أنهم ضد برانت وسوف يصوتون بعدم الثقة في حكومته. وكان ما ينقص برانت لكي ينجح صوت واحد أوإثنان. وبالطبع لم تتجه أموال المخابرات الروسية إلى أحد من أعضاء حزب الأحرار الذين أعربوا تضامنهم ضد برانت، بل مضىت إلى أحد أعضاء حزب بارتسل نفسه، الرجل الذى يقود المعارضة ويدبر لكي يصبح مستشارا في المساء. وكانت نتيجة التصويت صادمة للجميع، واحتقن وجه بارتسل لدي إعلانها في جلسة البرلمان وتخشب وجه المستشار برانت إذ أنه كان واثقا من عدم نجاحه.
وبالطبع فإن الإقتراع أظهر حتى أحد نواب المعارضة قد قام بالتصويت ضد حزبه، وهي صفعة مؤلمة لبارتسل ولكن لم يكن أحد يعهد من هولأنه إقتراع سرى.
ولم تعهد شخصيته إلا عقب سقوط سور برلين وفتح أسرار ملفات المخابرات الشرقية.
وبالطبع فقد تسبب ذلك في تأخير وصول الحزب المسيحي الديموقراطي المعارض للحكم لمدة عشر سنوات تالية وتغيرت القيادة ليتولاها إنسان غير راينر بارتسل الذى تحطم مستقبله السياسي بسبب عدم قدرته على السيطرة على رجال حزبه واتى محله هلموت كول.
ولعل هذه الحادثة قد أثبتت للعالم حتى المجتمع الألماني يقف خلف سياسة برانت حتي ولوبأغلبية صوت واحد. وهذا هوالتعقل بعينه حيث حتى تلك السياسة نجحت في تدبير لقاءات بين أعضاء الأسر المشتتة وسهلت على الأمهات والآباء لقاء الأبناء المقيمين على الجانب المعاكس وقربت من الحركة المجتمعية على جانبي الحدود الأيديولوجية. وانتصرت المخابرات الشرقية مرحليا، لكنها خسرت على المدي الطويل.
دبلوماسية الڤاتيكان
اوستپوليتيك كان أيضاً الاسم المُطلق على سياسات الپاپا پولس السادس تجاه الاتحاد السوڤيتي ودول أوروپا الشرقية الدائرة في فلكه. فحاول تحسين أحوال المسيحيين عموماً والكاثوليك خصوصاً وراء الستار الحديدي، فتواصـَل في محادثة مع السلطات الشيوعية على مستويات متعددة، مستقبلاً وزير الخارجية أندري گروميكووالرئيس السوڤيتي نيقولاي پودگورني في 1966 و1967 في الڤاتيكان. وضع الكنيسة في پولندا، المجر ورومانيا تحسن بعض الشيء أثناء فترة پاپويته.
كوريا
سياسة جمهورية كوريا في ع1980 والمسماة نوردپوليتيك Nordpolitik أخذت الاسم تشبيها لها بسياسة اوستپوليتيك؛ وثمة مفهوم مشابه هوسياسة الشمس المشرقة، وهي تابع النوردپوليتيك.
الصين
سياسات جمهورية الصين (تايوان) في عقد 2010 والمسماة البر الرئيسي پوليتيك Mainlandpolitik سُميت تشبها بسياسة اوستپوليتيك.
قائمة المعاهدات
هذه هي المعاهدات الألمانية الغربية التي كانت اوستپوليتيك هدفاً سياسياً رئيسياً أوثانوياً فيها.
- Permit Agreement from December 17, 1963
- معاهدة موسكوfrom August 12, 1970
- معاهدة وارسوfrom December 7, 1970
- Four Power Agreement on Berlin from September 3, 1971
- معاهدة العبور from December 17, 1971
- Basic Treaty from December 21, 1972
- معاهدة پراگ from December 11, 1973
الاتفاقيات اللاحقة في فترة هلموت كول الديمقراطي المسيحي (منذ 1982 وحتى اعادة توحيد ألمانيا في 1990), although dealing with similar issues and having similar goals, are not considered to be "اوستپوليتيك".
انظر أيضاً
- Territorial evolution of Germany
- Détente
الهامش
- ^ Franzen 427
للاستزادة
- Carol Fink, Bernd Schaefer: Ostpolitik, 1969–1974, European and Global Responses, Cambridge University Press, Cambridge [et al.] 2009, ISBN 978-0-521-89970-3.
وصلات خارجية
- "Change through Rapprochement", excerpt from Egon Bahrs speech
- Ostpolitik.net, international history project at the University of Mannheim