محمد عبد الحميد مندور
محمد عبد الحميد مندور (1907 – 19 مايو1965) أديب وناقد مصريّ حديث.
النشأة
ولد في كفر مندور، مركز منيا القمح، محافظة الشرقية. بدأ دراسته في كتاب الشيخ عطوة ثم حصل على الابتدائية من مدرسة الألفى بمنيا القمح، والبكالوريا ١٩٢٥ من مدرسة طنطا الثانوية، وليسانس الآداب سنة ١٩٢٩، وليسانس الحقوق عام ١٩٣٠، فعينته كلية الآداب معيدًا بها، ثم أوفدته في بعثة إلى باريس سنة ١٩٣٠، حيث حصل على شهادات في اللغة اليونانية وأدابها وشهادة في الأدب الفرنسي، وشهادة في فقه اللغة الفرنسية، ويحدث ما يوقفه عن البعثة عام ١٩٣٦، ويتوسط له أحمد لطفي السيد لدى مكرم عبيد الذى أعاده للبعثة بسبب موقفه الوطنى في باريس دفاعا عن حق مصر في إلغاء الامتيازات الأجنبية. مكث في فرنسا تسع سنوات. وكان من أهداف بعثته تحضير الدكتوراه في الأدب العربي مع أحد المستشرقين في جامعة السوربون.
عاد مندور من بعثته دون حتى يحصل على الدكتوراه، وغضب منه وعليه الدكتور طه حسين وأبى عليه حتى يقوم بالتدريس في قسم اللغة العربية، ولكن أحمد أمين هيأ له العمل في الترجمة من الفرنسية إلى العربية، وفى العام الجامعى ١٩٤٠-١٩٤١ أخذ جدولاً في معهد الصحافة لتدريس اللغة الفرنسية والترجمة من الفرنسية إلى العربية وفى سنة ١٩٤٢، عينه الدكتور طه حسين عضواً في هيئة التدريس بجامعة الإسكندرية وكانت جامعة ناشئة فعكف في القاهرة على أطروحته (النقد المنهجى عند العرب) تحت إشراف أحمد أمين وأنجزها في تسعة أشهر،
وحصل بها على الدكتوراه في ١٩٤٣. وقدم استنطقته وعمل بالصحافة في جريدة المصرى سنة ١٩٤٤، ولم يلبث حتى هجرها إلى جريدة الوفد وحين كان الصراع السياسى محتدماً في تلك الأيام بين الوفد واليسار واليمين والإخوان كان لمندور قناعاته فقد كان مؤمنا بالديمقراطية، وبدرجة من تدخل الدولة في الاقتصاد والحرص على الدين وعلى الملكية الخاصة، والعدل الاجتماعى مما يشكل في مجموعه ديمقراطية اشتراكية أوديمقراطية اجتماعية على حد تعبيره، وبهذه الأسلحة خاض مندور الحياة السياسية من باب الصحافة.
بعد ثورة 1952
تم اعتنطق محمد مندور.
حياته الشخصية
كانت الشاعرة الكبيرة ملك عبد العزيز تلميذته في قسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة فؤاد الأول، ثم تزوجته في مارس ١٩٤١، وعقب رحيله في مثل هذا اليوم ١٩ مايو١٩٦٥ قامت بجمع خطه ومنطقاته، وسلمت هذه الحصيلة لصديق مسيرته الفكرية الدكتور لويس عوض، الذى خط منطقين في الأهرام عنهُ منذ صداقته له في ١٩٣٧ إلى وفاته، ثم عاودت ملك الكرة وسلمت نسخة أخرى لمجلة الطليعة التى أصدرت في مايو١٩٦٦ ملفاً عنه.
خطه
خط دراسات مميزة عن الشعر والمسرحية والرواية، ومن خطه:
- في الميزان الجديد؛
- نماذج بشرية؛
- النقد المنهجي عند العرب؛
- محاضرات في الشعر المصريّ بعد شوقي؛
- النقد والنقاد المعاصرون؛
- المسرح النثريّ.
وجوهر نظريته النقدية حتى مهمة الأدب إبراز الجمال واستثارة الروح لإمتاعها وليس لإصلاحها، ولذا عارض فكرة الالتزام في الأدب. لكنه لم ينكر مايمكن حتى يحمله الأدب من قيم اجتماعية أوفكرية، غير حتى هذه القيم ـ في رأيه ـ يجب حتى تنبع من العمل الأدبي نفسه لا حتى تكون سابقة التأسيس، أي مقصودة لذاتها. ولكنه في منتصف الخمسينيات تبنى مقولة النقد الأيديولوجي ويعني به الاهتمام بالمضمون والجمال معًا.
كان من رأيه حتى النقد الأدبي فن لا فهم، فهويقوم على الحسّ الباطنيّ النابع من ثقافة الناقد وطبيعة شخصيته وذائقته، لاعلى المنهج العقلي المستند إلى حقائق الفهم؛ لذا وقف مندور موقفًا معارضًا للمذاهب النقدية الفهمية، كالنقد النفسي المبني على اكتشافات فهم النفس؛ مثل: دراسات عباس العقاد ومحمد النويهي عن أبي نواس. وسيظل كتابه النقد المنهجي عند العرب مَعْلمًا بارزًا في مسيرة النقد الأدبي الحديث.