سيف الدين بشتاك الناصري
الأمير سيف الدين باشتاك الناصرى الأمير بشتاك الناصري هوواحد من المماليك المفضلين لدى السلطان الناصر محمد بن قلاوون. وقد اشتراه لقاء ستة آلاف درهم، وقام الأمير قوصون على تربيته.
خلفية تاريخية
وقد شغل بشتاك الناصرى عدة مناصب في عهد السلاطان الناصر محمد قلاوون ومنها أمير الشكار المسئول عن الصيد الملكى ومحرر السر وكان إقطاعه ست عشرة طبلخانة أكبر من إقطاع قرصون ولما توفي بكتمر الساقي ورثه في جميع أمواله واصطبله الذي على بركة الفيل وفي امرأته أمّ أحمد واقتنى جاريته خوبي بستة آلاف دينار ودخل معها ما قيمته عشرة آلاف دينار وأخذ ابن بكتمر عنده وزاد أمره وعظم محله فثقل على السلطان وأراد الفتك به فما تمكن.
وتوجه إلى الحجاز وأنفق في الأمراء وأهل الركب والفقراء والمجاورين بمكة والمدينة وكان شديد البذخ ومنح من الألف دينار إلى المائة دينار إلى الدينار بحسب مراتب الناس وطبقاتهم فلما عاد من الحجاز لم يشعر به السلطان إلاّ وقد جاء في نفر قليل من مماليكه ونطق: إذا أردت إمساكي فها أنا قد جئت إليك برقبتي فغالطه السلطان وطيب خاطره وكان يرمى بأوابد ودواهي من أمر الزنا وجرّده السلطان لإمياك تنكر نائب الشام فحضر إلى دمشق بعد إمساكه هووعشرة من الأمراء فنزلوا القصر الأبلق وحلف الأمراء كلهم للسلطان ولذريته واستخرج ودائع تنكر وعرض حواصله ومماليكه وجواريه وخيله وسائر ما يتعلق به ووسط طغاي وحفاي مملوكي تنكر في سوق الخيل ووسط دران أيضًا بحضوره يوم الموكب وأقام بدمشق خمسة عشر يومًا وعاد إلى القلعة وبقي في نفسه من دمشق وما تجاسر يفاتح السلطان في ذلك فلما سقم السلطان وأشرف على الموت ألبس الأمير قوصون مماليكه فدخل بشتاك فعهد السلطان ذلك فجمع بينهما وتصالحها قدّامه ونصر السلطان على حتى الملك بعده لولده أبن بكر فلم يوافق بشتاك ونطق: لا أريد إلاَّ سيدي أحمد فلما توفي السلطان قام قوصون إلى الشباك وطلب بشتاك ونطق له: يا أمير المؤمنين أناما يجيء مني سلطان لأني كنت أبيع الطسما والبرغالي والكشاتوين وأنت اشتريت مني وأهل البلاد يعهدون ذلك وأنت ما يجيء منك سلطان لأنك كنت تبيع البوز وأنا اشتريت منك وأهل البلاد يعهدون ذلك وهذا أستاذنا هوالذي وصى لمن هوأبلغ به من أولاده وما يسعنا إلا امتثال أمره حيًا وميتًا وأنا ما أخالفك إذا أردت أحمد أوغيره ولوأردت حتى تعمل جميع يوم سلطانًا ما خالفتك.
فنطق بشتاك: هذا كله سليم والأمر أمرك وأحضر المصحف وحلفا عليه وتعانقا ثم قاما إلى رجلي السلطان فقبلاهما ووضعا أبا بكر ابن السلطان على الكرسيّ وقبَّلا له الأرض وحلفا له وتلقب بالملك المنصور ثم إذا بشتاكًا طلب من السلطان الملك المنصور نيابة دمشق فأمر له بذلك. وخط تقليده وبرز إلى ظاهر القاهرة وأقام يومين ثم طلع في اليوم الثالث إلى السلطان ليودّعه فوثب عليه الأمير فطلوبغا الفخريّ وأمسك سيفه وتكاثروا عليه فأمسكوه وجهزوه إلى الإسكندرية فاعتقل بها ثم اغتال في الخامس من ربيع الأول سنة اثنين وأربعين وسبعمائة لأوّل سلطنة الملك الأشرف كجك
وكان شابًا أبيض اللون طريفًا مديد القامة نحيفًا خفيف اللحية كأنها عذار على حركاته رشاقة حسن العمة يتعمم الناس على مثالها وكان يشبّه بأبي سعيد ملك العراق إلاّ أنه لم يكن يسلك مسلكا عفيفا وكان زائد الهرج والمرج لم يعف عن مليحة ولا قبية ولم يدع أحدًا يفوته حتى يمسك نساء الفلاحين وزوجات الملاحين. وأشتهر بذلك ورمي فيه بأوابد وكان زائد البذخ منهمكًا على ما يقتضيه عنفوان الشبيبة كثيرا الصلف والتيه ولا يظهر الرأفة ولا الرحلة في تأنيه ولما توجه بأولاد السلطان ليفرّهم في دمياط كان يذبح لسماطه في جميع يوم خمسين رأسًا من الغنم وفرسًا لا بد منه خارجًا عن الأز والدجاج وكان راتبه دائمًا جميع يوم من الفحم برسم المشوي مبلغ عشرين درهمًا عنها مثنطق مضى وذلك سوى الطوارىء وأطلق له السلطان جميع يوم بقجة قماش من اللفافة إلى الخف إلى القميص واللباس والملوطة والغلطاق والقباء الفوقاني بوجه اسكندراني على سنجاب طريق مطرّز مزركش رقيق وكلوته وشاش ولم يزل يأخذ ذلك جميع يوم إلى حتى توفي السلطان وأطلق له في يوم واحد عن ثمن قرية تبنى بساحل الرملة مبلغ ألف درهم فضة عنها يومئذ خمسون ألف مثنطق من المضى وهوأوّل من أمسك بعد موت الملك الناصر.
ونطق الأديب المؤرخ صلاح الدين خليل بن أيبك الصفدي والذى من من كتابه نقل ابن تغرى بردى ترجمة بشتاك: نطقَ الزمانُ وما سمعنا قولهُ والناسُ فيه رهائنُ الأشراكِ من ينصرِ المنصورَ من كيدي وقد صاد الردى بشتاك لي بشراك خط باب الزهومة هذا الخط عهد بباب الزهومة أحد أبواب القصر الكبير الشرقي فإنه كان هناك وقد صار الآن في هذا الخط سوق وفندق وعدّة آدر.
انظر أيضا
- قصر الأمير بشتاك
- المماليك
المصادر
- ^ مصر الخالدة
- ^ موسوعة أقباط مصر