سفر عزرا
سفر عزرا هوأحد أسفار التناخ والعهد القديم.
المحتوى
يعد سفر عزرا وسفر نحميا القانوني أقدم المصادر التي ورد فيها نشاط عزرا، بينما تعد الأسفار الأخرى المنسوبة لعزرا (اسدراس الأول، 3-6 عزرا) أعمالاً أدبية لاحقة تعتمد على أسفار عزرا ونحميا القانونية.
حسب الكتاب العبري، كان عزرا كاهناً ومحرراً (حبراً). وقاد حوالي 5000 من بني إسرائيل الذين كانوا يعيشون في المنفى في بابل في عودتهم الى مدينة أورشليم. أعاد عزرا تشكيل المجتمع اليهودي الذي كان قد تشتت، وعمل ذلك على أساس التوراة مع الهجريز على شريعة الرب، بعد حتى كانت فهم التوراة بين بني إسرائيل قد ضعفت.
وعندما صعد عزرا من بابل إلى أرض اسرائيل، عمل على توطيد فهم التوراة وإقامة مركزية مكانها في حياة المجتمع اليهودي (التلمود البابلي، عيد المظال، ٢٠أ). وفي التقليد الرباني، يشار إلى عزرا على سبيل المجاز باسم "الزهور التي تظهر على الأرض" مما يشير على فصل الربيع في التاريخ الوطني اليهودي.
ومن النظرة الربانية، كان عزرا على قدم المساواة مع سيدنا موسى عليه السلام من حيث ملاءمته كوسيلة لنقل التوراة، لأَنَّ عِزْرَا أَخْلَصَ نِيَّتَهُ لِطَلَبِ شَرِيعَةِ الرَّبِّ وَمُمَارَسَتِهَا، وَتَعْلِيمِ الشَّعْبِ فَرَائِضَهَا وَأَحْكَامَهَا (عزرا 7: 10) (التلمود البابلي، سنهدرين 21ب).
خط عزرا أسفار عزرا، نحميا، وأخبار الأيام حسب التلمود البابلي (بابا باترا، 15أ). ومن المرجح حتى سفر عزرا تم تأليفه بين 460 و440 قبل الميلاد. يتناول هذا السفر الأحداث التي سقطت في أرض إسرائيل بعد عودة بني إسرائيل من المنفى والسنوات التى تلت، وهويغطي فترة قرن واحد تقريبا ابتداء من عام 538 قبل الميلاد. ويركز سفرعزرا على اعادة بناء بيت المقدس، ويحتوي على سجلات أنساب واسعة النطاق غرضها الرئيسي إقرار حق الكهنوت لنسل هارون.
ووفقا لسفر عزرا (7: 1-5)، كان عزرا بن سَرَايَا، الذي قد كان رئيس الكهنة عندما أسره البابليون، وإنحدر من فِينْحَاسَ بْنِ أَلْعَازَارَ بْنِ هارُونَ الذي كان رئيس الكهنة الأول.
استجابت مجموعة من اليهود إلى الدعوة إلى الصعود إلى أورشليم لإعادة بناء بيت المقدس. وقاد زربابل المجموعة الأولى من الأسرى الذين عادوا من بابل الى ارض اسرائيل وكان عددهم 42360 (عزرا، الفصل 2). ولم يمضى عزرا معهم في ذلك الوقت، وكان عزرا الزعيم الأكثر أهمية عندئذ، وبقي في بابل لمواصلة التفهم تحت أستاذه باروخ بن نريه، الذي كان عجوزاً ولم يستطيع حتى يقوم بالرحلة إلى أرض إسرائيل. هكذا منح عزرا الأولوية للدراسات التوراتية، وأشار بذلك إلى حقبة جديدة في التاريخ اليهودي تميزت بالهجريز على دراسة التوراة من قبل جميع بني إسرائيل، ليس فقط الأحبار والكهنة كما سنرى أدناه.
وعندما وصلت المجموعة الأولى من بني إسرائيل، استقروا في مدنهم في أرض إسرائيل ثم اجتمعوا في أورشليم،
وبنى يشوع بن يوصاداق وزربابل بن شألتئيل مذبح إله إسرائيل، ليقربوا عليه محرقات كما هومكتوب في شريعة سيدنا موسى رجل الله واحتفلوا بعيد المظال. وفي السنة الثانية بعد عودتهم تم وضع أسس بيت المقدس وتكريسها وسط إبتهاج كبير (عزرا، الفصل 3). وبذل أعداء اليهود، ولا سيما السامريون، جهوداً لعرقلة بناء بيت المقدس. وخط السامريون رسالة الى الملك الأخميني أرتحشستا طالبين منه ان يحظر بناء بيت المقدس. ونتيجة لذلك، توقفت أعمال البناء حتى السنة الثانية من حكم داريوس، وهوالملك الثالث للامبراطورية الاخمينية (عزرا، الفصل 4).
وإستجابة لمواعظ الانبياء حجي وزكريا، استأنف زربابل ويشوع بن يوصاداق بناء بيت المقدس، وأوفد تَتْنَايُ الوالي الفارسي في أرض إسرائيل خبراً عن عملهما إلى الملك (عزرا، الفصل 5).
لكن داريوس عثر على مرسوم سابق من كورش فِي محفوظات قصر أَحْمَثَا عاصمة إقليم مَادِي(همدان) ونصه كلأتى: «مُذَكِّرَةٌ : أَصْدَرَ الْمَلِكُ كُورُشُ فِي السَّنَةِ الأُولَى لِحُكْمِهِ مَرْسُوماً بِشَأْنِ هَيْكَلِ اللهِ فِي أُورُشَلِيمَ، جَاءَ فِيهِ: لِيُعَدْ بِنَاءُ الْهَيْكَلِ الَّذِي يُقَرِّبُونَ فِيهِ الذَّبَائِحَ... وأمر داريوس تَتْنَايُ بأن لا يزعج اليهود في عملهم. كما عفاهم من دفع الجزية، ووفّر جميع ما إحتاجوا إليه لتقديم القرابين. وقد تم إكمال إنشاء وتكريس بيت المقدس في شهر أذار في السنة السادسة من حكم داريوس وسط وقار عظيم (عزرا، الفصل 6).
وفي السنة السابعة لحكم أرتحششتا ملك فارس، وبعد هذه الأمور، سلم الملك لعزرا رسالة أمر فيها بالسماح لكل من أراد في مملكته من شعب إسرائيل وكهنته واللاويين حتى يرجع مع عزرا إلى أورشليم (عزرا، الفصل 7).
وأظهر أرتحشستا اهتماما كبيرا بمشروع عزرا ومنح له ما طلبه وأعطاه الهدايا لبيت الله. وجمّع عزرا مجموعة من المنفيين من بني إسرائيل عددها نحو٥٠٠٠ للذهاب الى أورشليم. وإستراحوا على ضفاف نهر أَهْوَا لمدة ثلاثة أيام، وإستعادوا لمسيرتهم عبر الصحراء التي يفترض أن تستغرق أربعة أشهر. وبعد ما قاموا بالصوم والصلاة، غادروا ضفاف نهر أَهْوَا متهجين إلى أورشليم وهم يحملوا الهدايا والكنوز الثمينة ولكنهم ساروا من غير حراسة عسكرية وهم يتكلون على الله سبحانه وتعالى للحماية. فكانت عناية الرب ترعاهم فأنقذتهم من يد العدوالمترصد لهم على الطريق (عزرا، الفصل 8).
بعد ما وصل عزرا الى أورشليم، أبلغه أمراء إسرائيل بأن الكثير من الإسرائيليين قد تزوجوا من النساء اللاتي كن يعبدن الأصنام. وإتخذ عزرا التدابير الصارمة ضد هذه الزيجات وأصر على فسخها. واضطر أولئك الذين قد اتخذوا مثل هذه الزوجات حتى يبعدوهن (عزرا، الفصولتسعة و10).
في اليوم الأول من الشهر السابع (تشرين الأول)، قرأ عزرا ومساعدوه التوراة -- كلها بصوت عال -- امام جميع بني إسرائيل من الصباح حتى منتصف النهار. وحدثت صحوة روحانية عظيمة بينهم وقاموا بإحتفالات اتىت ذروتها في حفل عيد المظال التي كانت أيامها مليئة بالحماسة والبهجة. وبعد ذلك، عقدوا جمعية وقورة وقاموا بالصوم وإعترفوا بخطاياهم وذنوب آبائهم، ثم جددوا ميثاقهم للإلتزام بالتوراة ومراعاة جميع وصايا الرب.
وكان عزرا من منشئي الكنيست (المجمع الكبير) في أرض إسرائيل بعد وقت قصير من إكمال بناء بيت المقدس الثاني عام 349 قبل الميلاد. وكان الكنيست الكبير يضم 120 عضومن أقدم وأهم قادة وأحبار بني إسرائيل، وكان بعض منهم أنبياء، بما في ذلك عزرا ونحميا ومردخاي وزربابل وحجي وزكريا وملاخي. وكان الكنيست الكبير سباق السنهدرين، أي "المحكمة العليا" والذي كان أعلى سلطة تشريعية وقضائية لبني إسرائيل. كما يسمي البرلمان الإسرائيلي الراهن بالكنيست.
وإنشأ الكنيست الكبير الكثير من مميزات الديانة اليهودية التقليدية التي لا تزال يحافظ عليها اليهود حتى يومنا هذا. وأقر المراسيم التي سهلت عملية الانتنطق من عصر الانبياء الذي كان يقترب من نهايته إلى عصر الحاخامات، وضمن الكنيست الكبير بقاء الشعب اليهودي في وقت حاسم جدا في تاريخه.
كان أعضاء الكنيست الكبير الذي ترأسه عزرا، يدركون أنه كانت هناك حاجة إلى قوة روحية جديدة لتحل محل النبوة في ذلك العصر الجديد، وإعترفوا بضرورة تعزيز دراسة التوراة. لذلك صلى أعضاء الكنيست الكبير إلى الله ليمنحهم مزيد من الوضوح ليمكنهم من حتى يفهموا أعماق التوراة وإستجاب الله لهم، وبدأ عصر حكمة توراتية توسعية خلال حقبة بيت المقدس الثاني أثرت على كثيراً من بني إسرائيل وأسفرت عن نشر فهم التوراة وشريعة الله بينهم. وقاد عزرا هذه الحقبة الجديدة، التي شاهدت بروز التأكيد على تفهم التوراة بطريقة أكثر هجريزا وأوسع نطاقاً. ولا تزال هذه الحقبة مستمرة حتى اليوم.
وإتخذ الكنيست الكبير تدابير هامة عديدة، منها: إنشاء الكتاب المقدس اليهودي الكنسي في شكله الحالي والذي يتضمن ٢٤ كتابا. وضع صيغة للصلاة اليهودية الموحدة لا تزال حتى يومنا هذا تستخدم في العبادة (أنظر العبادة في هذه الصفحة).
تزامن التقويم القمري اليهودي مع التقويم الشمسي لضمان وقوع عيد الفصح في الربيع كما أمر الله في التوراة (سفر الخروج 23:15) وذلك بإضافة شهر كبيس إلى السنة اليهودية سبع مرات جميع تسعة عشر عاما (أنظر التقويم اليهودي وتاريخه في هذه الصفحة).
إنشاء نظام تعليمي متطور في أرض إسرائيل لنشر دراسة التوراة لتصبح التوراة معروفة من قبل الشعب بأسره وليس الفهماء والكهنة فقط. أمر عزرا بأن تنشاء مدارس إضافية للأطفال في جميع مكان، كما انه قام بتقسيم التوراة إلى أجزاء يمكن ان يقرأ جزء منها جميع سبت في المعابد.
أنشأ الكنيست الكبير كثيراً من الممارسات الأساسية بشكل رسمي مثل الصلاة ثلاث مرات في اليوم وتلاوة البركات قبل تناول الطعام.
وينطق حتى الكنيست الكبير استمر حوالي 200 سنة، لكن هيكل وبنية الحياة اليهودية التي كرسها لا تزال على حالها حتى يومنا هذا.
استرجع عزرا طهارة الشعب اليهودي، وعزز تفهم التوراة في الحقبة الجديدة من التاريخ اليهودي التي بدأت ببناء بيت المقدس الثاني، ووضع الأسس لبقاء الشعب اليهودي من خلال دراستهم للتوراة والتمسك بتعاليمها ووصاياها بشكل منظم.
المصادر
-
^ خطأ استشهاد: وسم
<ref>
غير سليم؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماةBritannica
- ^ "عزرا المحرر". المجلس اليهودي الأمريكي. 2014-01-12. Retrieved 2014-01-28.
كتاب العهد القديم | |
---|---|
|
التكوين - الخروج - اللاويين - العدد - التثنية - سفر يوشع - القضاة - سفر راعوث - سفر صموئيل الأول - سفر صموئيل الثاني - الملوك الأول - الملوك الثاني - أخبار الأيام الأول - أخبار الأيام الثاني - سفر عزرا - سفر نحميا - سفر أستير - سفر أيوب - المزامير - الأمثال - نشيد الأنشاد - سفر أشعياء - سفر أرميا - سفر مراثي أرميا - سفر حزقيال - سفر دانيال - سفر هوشع - سفر يوئيل - سفر عاموس - سفر عوبديا - سفر يونان - سفر ميخا - سفر ناحوم - سفر حبقوق - سفر صفنيا - سفر حجي - سفر زكريا - سفر ملاخي |