رد عرابي على برقية الخديوتوفيق

رد عرابي على برقية الخديوتوفيق ، هي وثيقة صادرة من "وزارة الخارجية المصرية، القضية المصرية 1882 - 1954، المطبعة الأميرية بالقاهرة، ص 11 - 12"

الوثيقة

مولاي: في شريف فهم مولاي المعظم حتى المحاربة التي سقطت بيننا وبين الإنجليز إنما تسببت عن طلبات من الأميرال الإنجليزي، وبلغت مسامع عظمتكم، وعرضت على مجلس نظاركم المنعقد تحت رياسة سموكم بحضور كثير من ذوات البلاد المنتخبين ودولتلودرويش باشا نائب الحضرة السلطانية، ولما تحقق عند جميعهم حتى هذه الطلبات مضرة بالحكومة الخديوية، ومخلة بشأن البلاد قرّ رأيهم على معارضة طلب الأميرال ولوأدّى ذلك إلى الحرب، وبناء على ذلك، قرر المجلس المذكور لزوم زيادة خمسة وعشرين ألف عسكري، وصدرت الأوامر إلى المديريات بطلبهم، وقرر المجلس أيضا أنه لا تطلق المدافع من جهتنا إلا بعد إطلاق خمسة مدافع من السفن الإنجليزية، ولما ابتدأت السفن بضرب النيران على مدينة الإسكندرية لم نقابلها إلا بعد عشرين طلقة، ولم يكن عندنا قبل وقت الضرب أدنى استعداد لاستمرار الأوامر بعدم الاستعداد، ثم بعد ذلك أعرب حضرة رئيس مجلس النظار وناظر خارجية حكومتكم إلى جميع جهات الإدارة بصيرورة البلاد حربا مع الإنجليز، وأنها صارت تحت الأحكام العسكرية، كما هوحكم القانون زمن الحرب، فبهذه الأسباب يا مولاي تكون حكومتكم الخديوية المصرية محاربة لدولة الإنجليز بوجه الحق والشرع، ولم يحصل من الحكومة ولا من عساكرها أدنى تحقير ولا ازدراء بالدوننمة كما هومعلوم لدى عظمتكم، وإنما كانت الحرب عدوانا من الإنجليز على الحكومة التي لم يبد منها أدنى شيء يستوجب الحرب، فإن كان الأميرال في مخابرته مع سموكم أظهر أنه عدل عن المحاربة إلى المسالمة، فذلك بعد وقوع الحرب يعدّ طلبا للصلح وسعيا في تجديد العلاقات، ولا يجوز حتىقد يكون إنكار للحرب بالمرة وتبرؤا من العدوان بعد وقوعهما، ولا شك في أني أطابق أفكار سموكم في الميل إلى الصلح مع حفظ شرف البلاد، والحكومة وإن كان الأميرال يريد تسليم المدينة لجيش حكومتكم المنظم بعد حتى تخربت بمدافع السفن الإنجليزية هدما وحرقا، فها هوجيشها المنظم الذي لم يقع منه أدنى أمر يخل بنظامه، مستعد لأن يستلمها بعد براح المراكب عن مياه الإسكندرية، وللمحافظة على شرف حكومتكم الوطنية ينبغي الاستمرار على الاستعداد العسكري، كما وافق رأي سموكم أولا حتى تفارق المراكب السواحل المصرية خوفا مما عسى حتى يحدث من قبيل ما سبق، فقد صارت الحادثة الماضية برهانا جليا على حتى الوعد بالمسالمة من الإنجليز لا يمكن كمال الثقة به، وإنما هولأجل شغلنا عن الاستعداد واقتراح مطالب مضرة بمصالح البلاد، وإنني كنت أتمنى حتى أتمثل بين يدي عظمتكم لإبداء هذه الملحوظات، لكن مع الأسف أنه تحقق عندي من الاكتشافات الحقيقية حتى مدينة الإسكندرية مشغولة الآن بعساكر الإنجليز، فمن المعلوم عند مولاى أنه لا يمكنى الحضور بتلك المدينة لهذا السبب، فإذا حسن لدى مولاى، فليصدر أمره السامى بحضور حضرات النظار أوسعادة رئيس مجلس النظار إلى مركز الجيش للمداولة في هذا الأمر لنكون على بينة من الحقيقة حتى يمكننا بعد ذلك صرف العساكر وهجر التجهيزات الحربية والحضور إلى المدينة، والأمر لمن له الأمر.