التفكير الفهمي (كتاب)
المؤلف | الدكتورفؤاد زكريا |
---|---|
الموضوع | العلوم |
الناشر | سلسلة عالم الفهم |
الإصدار | مارس 1978 |
عدد الصفحات | 259 |
التفكير الفهمى ، هوكتاب من تأليف الدكتورفؤاد زكريا، وهوالإصدار الثالث لخط سلسلة عالم الفهم ، الكويت ، 1978.
محتويات الكتاب
مقدمة
ليس التفكير الفهمي هوتفكير الفهماء بالضرورة. فالعالم يفكر في معضلة متخصصة، هي في أغلب الأحيان منتمية إلى ميدان لا يستطيع غير المتخصص حتى يخوضه، بل قد لا يعهد في بعض الحالات أنه موجود أصلا. وهويستخدم في تفكيره وفي التعبير عنه لغة متخصصة يستطيع حتى يتداولها مح غيره من الفهماء، هي لغة اصطلاحات ورموز متعارف عليها بينهم، وان تكن مختلفة جميع الاختلاف عن تلك اللغة التي يستخدمها الناس في حديثهم ومعاملاتهم المألوفة. وتفكير العالم يرتكز على حصيلة ضخمة من المعلومات، بل انه يفترض مقدما جميع ما توصلت إليه البشرية طوال تاريخهاالماضي في ذلك الميدان المعين من ميادين الفهم.
أما التفكير الفهمي الذي نقصده فلا ينصب على معضلة متخصصة بعينها ، أوحتى على مجموعة المشكلات المحددة التي يعالجها الفهماء، ولا يفترض فهم بلغة فهمية أووموز رياضية خاصة، ولا يقتضي حتىقد يكون ذهن المرء محتشدا بالمعلومات الفهمية أومدربا على البحث المؤدي إلى حل مشكلات العالم الطبيعي أوالإنساني. بل إذا ما نود حتى نتحدث عنه إنما هوذلك النوع من التفكير المنظم، الذي يمكن حتى نستخدمه في شئون حياتنا اليومية، أوفي النشاط الذي نبذله حين نمارس أعمالنا المهنية المعتادة، أوفي علاقاتنا مح الناس.
الفصل الأول
سمات التفكير الفهمي
موضوعنا إذن هوالتفكير الفهمي، أوالعقلية الفهمية، بهذا المعنى الواسع، لا بمعنى تفكير الفهماء وحدهم. على أننا لن نتمكن من إلقاء الضوء على هذه الطريقة الفهمية في التفكير إلا إذا ألممنا بشيء عن أسلوب تفكير الفهماء، الذي انبثقت منه تلك العقلية الفهمية في مجتمعاتهم. فتفكير الفهماء هومصدوالضوء، ومن هذا المصدر تنتشوالإشعاعات في شتى الاتجاهات، وتزداد غموضا حدثا تباعدت، ولكنها تضيء مساحة أكبر في عقول الناس العاديين حدثا كان المنبع الأصلي اشد نصاعة ولمعانا . ومن هنا كان لزاما علينا حتى نعود، من حين لآخر، إلى الكيفية التي يفكربها رواد الفهم، لا في تفاصيلها الفنية المتخصصة، بل في مبادثها واتجاهاتها العامة، التي هي الأقوى تأثيرا في تفكير الناس العاديين.
وفي اعتقادي حتى موضوع التفكير الفهمي هوموضوع الساعة في العالم العربي. ففي الوقت الذي أفلح فيه العالم المتقدم، بغض النظر عن أنظمته الاجتماعية، في تكوين تراث فهمي واسخ ممتد، في العصر الحديث ، طوال أربعة قرون ، وأصبح يشكل في حياة هذه المجتمعات اتجاها ثابتا يستحيل العدول عنه أوالرجوع فيه، في هذا الوقت ذاته يخوض المفكرون في عالمنا العوبي معركة ضارية في سبيل إقرار ابسط مبادئ التفكير الفهمي، ويبدوحتى اليوم، ونعن نمضي قدما إلى السنوات الأخيرة من القرن العشرين، حتى نتيجة هذه المعركة ما زالت على كفة الميزان، بل قد يخيل إلى المرء في ساعات تشاؤم معينة حتى احتمال الفوز فيها اضعف من احتمال الهزيمة.
وفي هذا المضمار لا أملك إلا حتى أشير إلى أمرين يدخلان في باب العجائب حول موقفنا من الفهم في الماضي والحاضر:
الأمر الأول هوأننا ، بعد حتى بدأ تواثنا الفهمي، في العصر المضىي للحضارة الإسلامية: بداية قوية ناضجة سبقنا بها النهضة الأوربية الحديثة ,مازلنا الى اليوم نتجادل حول أبسط مبادىء التفكير الفهمى وبديهياته الأساسية
وأما الأمر الثاني فهوأننا لا نكف عن الزهوبماضينا الفهمي المجيد، ولكننا في حاضرنا نقاوم الفهم أشد مقاومة. بل حتى الأشخاص الذين يحرصون على تأكيد الدور الراثد الذي قام به الفهماء المسلمون في العصر الزاهي للحضارة الإسلامية ، هم أنفسهم الذين يحاربون التفكير الفهمي في أيامنا هذه. ففي أغلب الأحيان تأتي الدعوة إلى الدفاع عن العناصر اللا عقلية في حياتنا، والهجوم على أية محاولة لإقرار أبسط أصول التفكير المنطقي والفهمي المنظم، وجعلها أساسا ثابتا من أسس حياتنا«تأتي هذه الدعوة من أولشك الأشخاص الذين يحرصون، في شتى المناسبات، على التفاخر أمام الغربيين بأن فهماء المسلمين سبقوهم إلى كثير من أساليب التفكير والنظريات الفهمية التي لم تعوفها أوربا إلا في وقت متأخر، وما كان لها حتى تتوصل إليها لولا الجهود الراثدة للفهم الإسلامي الذي تأثر به الأوروبيون تأثرا لا ريب فيه.
ومن الجلي حتى هذا الموقف يعبر عن تناقض صارخ إذ حتى المفروض فيمن يزهوبإنجازاتنا الفهمية الماضية حتىقد يكون نصيرا للفهم، داعيا إلى الأخذ بأسبابه في الحاضر، حتى تتاح لنا العودة إلى تلك القمة التي بلغناها في عصرمضى. أما حتى نتفاخر بفهم قديم، ونستخف بالفهم الحديث أونحاربه، فهذا أمر بيدومستعصيا على الفهم.
وتفسيرهذا التناقض يكمن «من وجهة نظري« في أحد أموين:فمن الجائز حتى أولشك الذين يفخرون بفهمنا القديم إنما يعملون ذلك لأنه "من صنعنا نعن" ، أي أنهم يعربون بذلك عن نوع من الاعتزاز القومي، ومن ثم فهم لا يأبهون بالفهم الحديث ما دام " من صنح الآخرين ". ومن الجائز أيضا حتى تأكيدهم لأمجاد العرب في ميدان الفهم إنما يرجح إلى اعتزازهم بالتراث، أيا كان ميدانه، ومن ثم فان جميع ما يخرج عن نطاق هذا التواث يستحق الإدانة أوالإستخفاف.
الفصل الثاني
- عقبات في طريق التفكير الفهمي.
الفصل الثالث
- المعالم الكبرى في طريق الفهم.
الفصل الرابع
- الفهم والتكنولوجيا.
الفصل الخامس
- نظرة عن الفهم المعاصر.
الفصل السادس
- الأبعاد الاجتماعية للفهم المعاصر.
الفصل السابع
- شخصية العالم.
خاتمة
الهوامش
تحميل الكتاب
انظر أيضا
- قائمة عناوين سلسلة عالم الفهم
- التفكير الفهمي.