أدلة وبراهين تحريف الانجيل

أولا :من الذي حرف التوراة والاناجيل ؟ :

نقل تقارير بعض القسس الذين يعترفون بتحريف التوراة والاناجيل :

آ ) فاستس ( من فهماء فرقة ماني كيز / القرن الرابع ) : ( ان هذا العهد الجديد ما صنفه المسيح ولا الحواريين , بل صنفه رجل مجهول الاسم , ونسب إلى الحواريين ورفاقهم خوفا من حتى لا يأخذ به الناس ) . ( ص26) .

ب ) سلسوس ( من فهماء القرن الثاني ) : ( ان النصارى بدلوا أناجيلهم ثلاث مرات اواربع مرات , بل ازيد منها تبديلا كأن مضامينها ايضا بدلت ) . ( ص26) .

ج) اكستاين ( المجلد الاول من تفسير هنري واسكات ) : ( ان اليهود قد حرفوا النسخة العبرانية في زمان الاكابر . . . لعناد الدين النصراني ) . ( ص27) .

ثانيا - تزوير الترجمة :

يقول الشيخ احمد ديدات : اتى بسفر التثنية اشارة الى (( فتح مكة )) : ( وهذه هي البركة التي بارك بها موسى رجل الله نبي اسرائيل قبل موته فنطق : اتى الرب من سيناء واشرق من سعير وتلألأ من جبل فاران وأتى من ربوات القدس وعن يمينه نار شريعة لهم ) . ( سفر التثنية / الاصحاح 33 / الجملتان الاولى والثانية ) .

وقد اسقط المترجم للعربية التالي : (( ومعه عشرة الآف قديس )) حتى لا يشير النص الى فتح مكة . ( فكما هومعروف عند المسلمين ان عدد الصحابة الذين فتحوا مكة المكرمة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا عشرة الآف صحابي ) .

تقول النسخة الانجليزية : (( and he came with ten thousand saints )) .

اسقطت الترجمة العربية هذا التعبير الموجود في النسخة الانجليزية من الكتاب المقدس . هل حذفه المترجم عن عمد حتى لا يشير الى فتح مكة ؟! . ام سقط سهوا ؟! . ولماذا اسقط ( اوسقط ) من الكتاب المقدس المترجم الى العربية (( عشرة الآف قديس )) واثبت في النسخة الانجليزية ؟! .

ملاحظة : يرجى التأكد والمقارنة بين النسختين العربية والانجليزية . ( عتاد الجهاد ص13 )

ثالثا: ردد النصارى دائماً حتى الكتاب المقدس كان قد انتشر بملايين النسخ وبلغات العالم المعروف آنذاك . فكيف سيتم التحريف لكتاب منتشر بين الشعوب وبلغاتها المتعددة وهي متفقة ومتشابهه على الرغم من كثرتها فلو

1. هل المسلمون فقط هم اللذين يقولون بتحريف الاناجيل ؟

2. هل المسلمون فقط هم اللذين ينكرون الصلب ؟

هل المسلمون فقط اللذين يقولون بتحريف الاناجيل

من المعلوم حتى مجمع نيقية ( 325م) هوالذى قام باختيار الأناجيل الأربعة المعتمدة اليوم عند النصارى من بين مايزيد على سبعين إنجيلا ، ولم يتم ذلك الاختيار وفق منهج فهمي ، يمكن على أساسه اختيار ما تم اختياره ورفض ما تم رفضه ، وإنما كان المنهج الذى اتبع في ذلك هوعدم معارضة تلك الأناجيل لما تبنوه من القول بألوهية المسيح عليه السلام وأنه ابن الله .

وبالطبع فلم يحظى هذا القول بموافقة أغلبية المؤتمرين، فقد عارضه جمع عظيم منهم، إلا حتى قوة سيف الرومان حسمت الخلاف لصالح من مضى إلى القول بألوهية عيسى عليه السلام ، وجعلت من المخالفين مبتدعة ومهرطقين، فهما أنهم الأكثرية وفيهم عدد من الموحدين الذين نادوا بوحدانية الله لا شريك له وأن عيسى عليه السلام عبد الله ورسوله .

إلى غير ذلك قضت قوة الرومان على هؤلاء المخالفين وخاصة الموحدين منهم بالملاحقة والتشريد، فلم ينتشر ممضىهم، بل اضمحل مع مرور الوقت حتى أضحى اليوم - فيما يظهر- من غير أتباع . وسوف نحاول هنا حتى ننقل بعضا من مواقف قدماء النصارى الذي حكموا على هذه الأناجيل أوبعضها بالتحريف والتزوير حتى يرى المنصف حتى المسلمين ليسوا هم وحدهم الذين وقفوا من هذه الأناجيل موقف المتشكك والمتهم.

نقل أقوال الفرق النصرانية القديمة التي يعدُّ النصارى أصحابها مبتدعة:

الفرقة الأبيونية : ظهرت هذه الفرقة في القرن الميلادي الأول وكانت معاصرة لبولس ، فأنكرت عليه إنكاراً شديداً وعدَّته مرتداً ، وكانت تسلِّم من خط العهد القديم بالتوراة فقط ، وتسلم من خط العهد الجديد بإنجيل متىّ فقط ، وتختلف النسخة المعتمدة عندهم عن النسخة المعتمدة عند أتباع بولس ، فليس فيها مثلا البابان الأولان من إنجيل متى الموجود حاليا؛ لأنها تعتقد حتى هذين البابين ومواضع أخرى كثيرة محرفة، وكانت تنكر ألوهية المسيح وتعتقد إنه إنسان فقط .

الفرقة المارسيونية :من فرق النصارى القديمة أيضا ، وكانت تنكر جميع خط العهد القديم وتقول : إنها ليست خطاً موحى بها، وتنكر جميع خط العهدالجديد إلا إنجيل لوقا وعشر رسائل من رسائل بولس ، وهذه الرسائل العشر المسلمة عندها مخالفة للرسائل الموجودة الآن ، وأما إنجيل لوقا فكانت هذه الفرقة تنكر البابين الأولين منه، وتنكر منه مواضع أخرى كثيرة .

فرقةماني كيز : ومن أعظم فهماء هذه الفرقة "فاستس" الذي عاش في القرن الرابع الميلادي ، وقد نقل "لاردنر" في تفسيره عن "أكستاين" ما يلي:

نطق "فاستس" : أنا أنكر الأمور التي ألحقها في العهد الجديد آباؤكم وأجدادكم بالمكر، وعيبوا صورته الحسنة وأفضليته؛ لأن هذا الأمر محقق : إذا هذا العهد الجديد لم يصنفه المسيح ولا الحواريون ، بل صنفه رجل مجهول الاسم ، ونسبه إلى الحواريين ورفقاء الحواريين خوفاً عن حتى لا يعتبر الناس تحريره ظانين أنه غير واقف على الحالات التي خطها، وآذى المريدين لعيسى إيذاءً بليغاً بأن ألف الخط التي يوجد فيها الأغلاط والتناقضات .

فزعيم هذه الفرقة كان ينادي بعدة أِشياء أبرزها :

1*- حتى النصارى أدخلوا في العهد الجديد أشياء خارجة عنه .

2*- حتى هذا العهد الجديد المعروف الآن ليس من كتابة المسيح ولا الحواريين ولا تابعيهم ، وإنما هوكتابة رجل مجهول الاسم .

3*- حتى هذا العهد الجديد سقطت فيه الأغلاط والتناقضات .

وهذا المسلك أعني مسلك الطعن في مصداقية هذه الأناجيل لم يكن محصورا على فرق عدتها الكنائس شاذة ومبتدعة واتهمتها بالهرطقة والشذوذ ، بل إنه ليتجاوز ذلك ليشكل قناعات لدى مفسرين ومؤرخين مقبولين لدى النصارى كافة ، فمن هؤلاء :

أ) "آدم كلارك" الذي نطق في تفسيره : " أكثر البيانات التي خطها المؤرخون للرب ( يقصد عيسى) غير سليمة ؛ لأنهم خطوا الأمور التي لم تقع بأنها سقطت يقيناً ، وغلطوا في الحالات الأخر عمداً أوسهواً ، وهذا الأمر محقق حتى الأناجيل الكثيرة الكاذبة ، كانت رائجة في القرون المسيحية الأولى، وبلغت هذه الأناجيل أكثر من سبعين إنجيلاً، وكان فابري سيوس قد جمع هذه الأناجيل الكاذبة وطبعها في ثلاثة مجلدات " .

ب) نطق "لاردنر" في تفسيره : حكم على الأناجيل المقدسة لأجل جهالة مصنفيها بأنها ليست حسنة بأمر السلطان أناسطيثوس ( الذي حكم ما بين سنتي 491 - 518م ) فصححت مرة أخرى ، فلوكان للأناجيل إسناد ثابت في عهد ذلك السلطان ما أمر بتسليمها ، ولكن لأن مصنفيها كانوا مجهولين أمر بتسليمها ، والمصححون إنما صححوا الأغلاط والتناقضات على قدر الإمكان ، فثبت التحريف فيها يقيناً من جميع الوجوه ، وثبت أنها فاقدة الإسناد .

ج) نطق "واتسن" : " إذا "أوريجن" كان يشكومن الاختلافات ، وينسبها إلى مسببات مختلفة ، مثل غفلة المحررين وعدم مبالاتهم، ولما أراد "جيروم" ترجمة العهد الجديد قابل النسخ التي كانت عنده فوجد اختلافاً عظيماً " وقد ذكر القديس جيروم ما اكثر من هذا في مقدمته .

د) ونطق "آدم كلارك" في تفسيره : كانت ترجمات كثيرة باللغة اللاتينية من المترجمين المختلفين موجودة قبل "جيروم"، وكان بعضها في غاية درجة التحريف ، وبعض مواضعها مناقضة للمواضع الأخرى ، كما صرح به جيروم .

هـ) نطق المؤرخ الإنجليزي "توماس كارلايل" ( المتوفى سنة 1881م): المترجمون الإنكليزيون أفسدوا المطلب، وأخفوا الحق ، وخدعوا الجهال ، ومطلب الإنجيل الذي كان مستقيماً جعلوه معوجاً وعندهم الظلمة أحب من النور ، والكذب أحق من الصدق .

و) وخاطب "بروتن " كبير المسؤولين في مجلس الترجمة الجديدة في بريطانيا القسيسين قائلا : " إذا الترجمة السائدة في إنكلترا مملوءة بالأغلاط، وإنّ ترجمتكم الإنجليزية المشهورة حرفت عبارات العهد القديم في ثمانمائة وثمانية وأربعين ( 848) موضعاً، وصارت سبباً لرد خط العهد الجديد من قبل أناس غير محصورين".

هذه بعض الأقوال التي نقلها صاحب كتاب إظهار الحق رحمت الله الهندي , وهي جميعها صادرة عن فرق نصرانية أوعن باحثين نصارى معتبرين، وكلها تشهد بتحريف هذه الأناجيل، ومن هنا نفهم حتى المسلمين ليسوا وحدهم من نطق بتحريف هذه الأناجيل، كما يزعم بعض النصارى، بل إننا نقول : إذا جميع من ينظر في هذه الأناجيل سواء من ناحية السند أومن ناحية المتن يفهم فهما يقينيا أنها أناجيل محرفة، وأن يد العبث قد تدخلت فيها فزادت ونقصت، نسأل المولى عز وجل حتى يوفقنا لبيان الحق والدعوة إليه والعمل به ، وأن يهدي قلوبنا لما اختلف فيه من الحق بإذنه إنه يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم .

هل المسلمون فقط هم اللذين ينكرون الصلب

يدعى النصارى حتى المسلمين بقولهم بنجاة المسيح من الصلب ينكرون حقيقة تاريخية أجمع عليها اليهود والنصارى الذين عاصروا صلب المسيح فكيف لنبي الإسلام وأتباعه الذين اتىوا بعد ستة قرون من الحادثة حتى ينكروا صلب المسيح؟!! قد يظهر الاعتراض النصراني وجيهاً لأول وهلة لكن البحث يظهر الحقيقة.

,ورغم حتى الاسلام لاينكر حادث الصلب بذاتة ولكن ينكر حتىقد يكون المسيح هوالمصلوب ,عملينا الرجوع إلى التاريخ والتنقيب في رواياته وأخباره عن حقيقة حادثة الصلب، ومَن المصلوب فيها ،يا ترى؟ ليتبن لنا الكثير من الامور المهمة:

• حتى كثير من قدماء النصارى ينكرون صلب المسيح، وقد ذكر المؤرخون النصارى أسماء فرق مسيحية كثيرة أنكرت الصلب. وهذه الفرق هي: الباسيليديون والكورنثيون والكاربوكرايتون والساطرينوسية والماركيونية والبارديسيانية والسيرنثييون والكاربوكرايتون والساطرينوسية والماركيونية والبارديسيانية والسيرنثييون والبولسية والماينسية، والتايتانيسيون والدوسيتية والمارسيونية.

• بعض هذه الفرق قريبة العهد بالمسيح، إذ يرجع بعضها للقرن الميلادي الأول ففي كتابه "الأرطقات مع دحضها" ذكر القديس الفونسوس ماريا دي ليكوري حتى من بدع القرن الأول قول فلوري:

"أن ألمسيح قوة غير هيولية، وكان يتشح ما ما شاء من الهيئات ولذا لما أراد اليهود صلبه؛ أخذ صورة سمعان القروي، وأعطاه صورته، فصلب سمعان، بينما كان يسوع يسخر باليهود، ثم عاد غير منظور، وصعد إلى السماء".

• ويبدوحتى هذا القول استمر في القرن الثاني، حيث يقول المفسر جون فنتون شارح متى: " إذا إحدى الطوائف الغنوسطية التي عاشت في القرن الثاني نطقت بأن سمعان القيرواني قد صلب بدلاً من يسوع"وقد استمر إنكار صلب المسيح، فكان من المنكرين الراهب تيودورس (560م) والأسقف يوحنا ابن حاكم قبرص (610م) وغيرهم.

• ولعل أبرز هذه الفرق المنكرة لصلب المسيح الباسيليديون؛ الذين نقل عنهم سيوس في " عقيدة المسلمين في بعض مسائل النصرانية " القول بنجاة المسيح، وأن المصلوب هوسمعان القيرواني، وسماه بعضهم سيمون السيرناي، ولعل الاسمين لواحد وهذه الفرقة كانت تقول أيضاً ببشرية المسيح.

• ويقول باسيليوس الباسليدي: " إذا نفس حادثة القيامة المدعى بها بعد الصلب الموهوم هي من ضمن البراهين الدالة على عدم حصول الصلب على ذات المسيح".

• ومن هذه الفرق التي نطقت بصلب غير المسيح بدلاً عنه الكورنثيون والكربوكراتيون والسيرنثيون. يقول جورج سايل : إذا السيرنثيين والكربوكراتيين، وهما من أقدم فرق النصارى، نطقوا : إذا المسيح نفسه لم يصلب ولم يقتل، وإنما صلب واحد من تلاميذه، يشبهه شبهاً تاماً، وهناك الباسيليديون يعتقدون حتى شخصاً آخر صلب بدلاً من المسيح.

• وثمة فِرق نصرانية نطقت بأن المسيح نجا من الصلب، وأنه حمل إلى السماء، ومنهم الروسيتية والمرسيونية والفلنطنيائية وهذه الفرق يرون القول بصلب المسيح وإهانته لا يلائم البنوة.

• ويقول ارنست دي بوش الألماني في كتابه " إذا جميع ما يختص بمسائل الصلب والفداء هومن مبتكرات ومخترعات بولس، ومن شابهه من الذين لم يروا المسيح، وليس من أصول النصرانية الاصلية).

• ويقول ملمن في كتابه " تاريخ الديانة النصرانية " إذا تطبيق الحكم كان وقت الغلس، وإسدال ثوب الظلام، فيستنتج من ذلك إمكان استبدال المسيح بأحد المجرمين الذين كانوا في سجون القدس منتظرين تطبيق حكم القتل عليهم كما افترض بعض الطوائف، وصدقهم القرآن".