فريدريش روكرت
فريدريش روكـرْت Friedrich Rückert (عاش 16 مايو1788 - 31 يناير 1866) شاعر ألماني ومترجم ومتخصص في لغات وآداب الشرقين الأدنى والأقصى. نشر بعض أعماله بالاسم المستعار فرايموند راينمر Freimund Rainmer.
ولد في مدينة شڤاينفورت Schweinfurt وتوفي في ضيعته نويْزس Neusess بالقرب من مدينة كوبورگ Coburg. كان والده موظفاً في دائرة الرواتب. تفهم رُكَرْت الحقوق والأدب في ڤورتسبورگ وهايدلبرگ، ولج سلك التعليم الجامعي في عام 1811 في مدينة ينا Jena حيث ألقى في جامعتها محاضرات في الأسطورة الإغريقية، ثم انتقل إلى مدينة هاناوHanau ليمارس فيها التعليم الثانوي مدة ثلاث سنوات، ثم تحول في عام 1815 إلى الصحافة الأدبية في مدينة شتوتگارت حيث عمل محرراً في «جريدة المثقفين الصباحية» Morgenbalt für gebildete Stände. رحل في عام 1817 إلى إيطاليا واستقر فيها مدة سنة، انتقل بعدها إلى ڤيينا ليتعهد فيها إلى المستشرق الشهير يوزف فون هامر-پورگشتال الذي علّمه اللغات الفارسية والعربية والهجرية وأطلعه على آدابها. عاد رُكَرْت بعد ذلك إلى كوبورگ وعمل بين 1822-1825 محرراً في مجلة «كتاب جيب المرأة» Das Frauentaschenbuch ليعود بعدها إلى التدريس الجامعي للغات والآداب الشرقية في مدينة إرلانگن Erlangen حتى عام 1841، حين انتقل إلى جامعة برلين وبقي فيها أستاذاً حتى عام 1848. اعتزل بعدها العمل الرسمي وانتقل للإقامة الدائمة في مغرسته نويْزِس حتى وفاته.
كان رُكَرْت غزير الإنتاج على صعيد الشعر بأنواعه، إذ نظم القصيدة والأنشودة والأغنية والسونيت والملحمة القصيرة والمسرحية الشعرية، إلا أنه في مضامين شعره كان مقلداً للاتباعيين (الكلاسيكيين) والإبداعيين (الرومانسيين) الألمان أكثر منه مبنادىً. أما على صعيد الأشكال والأوزان فكان على النقيض مجدداً كبيرا،ً ولاسيما أنه كان ضليعاً في فهم خصوصية الأشكال الشعرية الشرقية في العربية والفارسية والسنسكريتية ومطلعاً عليها في الهجرية والصينية. ويعود إليه فضل إدخال قصيدة الغزل إلى الشعر الألماني.
نشر رُكَرْت بواكير قصائده في عام 1814 تحت عنوان «قصائد ألمانية» Deutsche Gedichte التي تضمنت أيضاً مجموعة «سونيتات مُبينة» Geharnischten Sonnette المرتبطة من حيث موضوعها بحروب التحرير ضد نابليون. ونشر بعد ثلاث سنوات «إكليل العصر» Kranz der Zeit عام (1917)، وأصدر بين 1834-1838 ستة مجلدات تضمنت جل أشعاره السابقة إضافة إلى مجموعة سونيتات «جُنّاز أگنس» Agnes’Totenfeier و«ربيع الحب» Liebesfrühling ذات الطابع الإيروسي (الغزل الماجن). وكان آخر ما نشره على صعيد الشعر هومجموعة «ستة أناشيد نضالية من أجل شلزڤيگ-هولشتاين» Dutzend Kampflieder für Schleswig-Holstein عام (1863).
أما على صعيد الجهود الفهمية التي بذلها رُكَرْت في جامعة إرلانگن بين 1826-1841 والتي تكللت بالنجاح، فقد أُسّس قسم لعلوم الاستشراق، منفصل عن كلية اللاهوت لأول مرة في تاريخ الجامعات الأوربية، بالإضافة إلى تأسيس مخطة اغتنت مع الزمن لتخدم الدراسات اللغوية والأدبية الشرقية. ولم يقتصر جهد رُكَرْت على النشاط التعليمي، بل تعداه إلى الترجمة الإبداعية عن العربية والفارسية والسنسكريتية مباشرة، وكذلك عن الصينية، لكن عن لغة وسيطة هي اللاتينية. وقد أثبتت الدراسات المقارنة بين لغة المصدر ولغة الهدف دقة رُكَرْت في نقل المضامين، مع إبداعه اللافت، لكونه ينجز ترجماته في صياغات شعرية جميلة ومتينة تكاد تضاهي الأصل. هذا إلى جانب ولعه بتحقيق أكثر من صيغة شعرية ترجمية للنص الواحد، مثلما أنجز في ترجمة «ما يشرح القلب ويبهج العين من الشرق» Erbauliches und Beschauliches aus dem Morgenland بين (1837-1838) وهومجموعة من الأمثال والأقوال السائرة اختارها رُكَرْت من «مجمع الأمثال» للميداني، وكما حقق في ترجمته لـ«مقامات الحريري» بعنوان «تحولات أبي سعيد السروجي أومقامات الحريري» Die Verwandlungen des Abu Seid von Serug oder die Makamen des Hariri. ونشر رُكَرْت في عام 1837 «سبعة خط من أساطير وحكايات الشرق» Sieben Bücher Morgen-ländischer Sagen und Geschichten، وذلك بعد حتى انغمس مدة من الزمن في ترجمة مجموعة من الشعر الصيني بعنوان «Shiking» ولكن عن ترجمة لاتينية قام بها عالم لغوي مغمور من الطائفة اليسوعية Jesuit في القرن الثامن عشر.
ترجم رُكَرْت عن السنسكريتية إلى الألمانية «حكمة الكاهن البراهماني» Die Weisheit des Brahmanen التي صدرت في ستة مجلدات (1836-1839) وتكرر إصدارها ثلاث عشرة مرة حتى عام 1843، نظراً لما لاقته من إقبال واسع من القراء. وكان قد ترجم قبلها، شعراً، مقاطع من ملحمة «مهابهاراتا» بعنوان «نالْ وداماجانتي» Nal und Damajanti عام (1828). كما ترجم عـن الفارسية جزءاً مـن «شاهنامة» الفردوسي بعنوان «رستم وسهـراب» Rustem und Suhrab عام (1839) ومنتخبات من قصائد الشاعر حافظ بعنوان «ورود مشرقية» Östliche Rosen عام (1822). حاول رُكَرْت تجريب إمكاناته الشعرية في ميدان المسرح، فخط عدداً من الأعمال المأساوية والملهاوية، إلا حتى جهوده لم تلق أي نجاح لدى المخرجين والممثلين، لضعفها الدرامي.
ومع فهم رُكَرْت واطلاعه الواسع لم يمتد نشاطه لوضع مؤلفات في دراسات الاستشراق، بل اقتصر على تدريس اللغة العربية والفارسية والسنسكريتية وترجمة وشرح بعض الأعمال الأدبية عن هذه اللغات بما يساعد الدارسين على تعميق معارفهم، ويطلع القراء المهتمين على آداب الشرق.
المصادر
- نبيل الحفار. "رُكَرْت (فريدْريش -)". الموسوعة العربية.
وصلات خارجية
- قائمة اعدادات الأغاني
- Poems of Friedrich Rueckert – complete listing
-
"Rückert, Friedrich". New International Encyclopedia. 1905.
- Works by or about فريدريش روكرت in libraries (WorldCat catalog)
