ماركوس پورسيوس كاتو (Latin: M·PORCIVS·M·F·CATO) (عاش 234 – 149 ق.م.). رجل دولة روماني مرموق، بدأ حياته السياسية تحت قيادة ڤالريوس فلاكوس أحد الرومان ذوي النفوذ الكبير. أحب فلاكوس بما قدَّمه كاتولروما من خدمات في حربها ضد حنبعل في قرطاج. اشتهر كاتوبأنه محافظ لأنه كان بصفة عامة يعارض التغيير. ظل كاتولمدة خمسين عامًا يكافح البذخ الذي اتسمت به حياة الرومان حدثا ازداد ثراء المدينة. حاول كاتوبصفته رقيب Censor العودة بالحياة الرومانية إلى البساطة، وعهد باسم "كاتوالرقيب". في أواخر أيامه، تسببت عملية استعادة قرطاج لقوتها، في إصابته بالقلق والحذر. ذُكر أنه كان ينهي جميع خطبة له بقوله: · شجعت تحذيراته روما على حرب قرطاج مرة أخرى. وحطم الرومان المدينة عام 146 ق.م.

السيرة

امتلأت قلوب الرومان أصحاب النزعة المحافظة خوفاً كما امتلأت نفوسهم اشمئزازاً من الغزواليوناني لآداب الرومان، وفلسفتهم، ودينهم، وعلومهم، وآدابهم؛ ومن هذا الانقلاب العنيف في أخلاقهم، وعاداتهم، ودمائهم. وكان هؤلاء الرومان القدامى المحافظين شيخ متقاعد يدعى ڤالريوس فلاكوس Valerius Flaccus يقيم في مغرسة سبينية، وأخذ هذا الشيخ يأسف لما أصاب الأخلاق الرومانية القديمة من ضعف وانحلال، وما أصاب السياسة من فساد، ومن حلول الأفكار والأساليب اليونانية محل "أساليب أجدادنا". وكان الرجل شيخاً طاعناً في السن لا تمكنه قواه من حتى يكافح بنفسه هذا التيار الجارف، ولكن اتفق حتى كان في مسكن بالقرب منه وفي جوار بلدته رياته Reate، وفي خارج حدودها، شاب مزارع من العامة اجتمعت له جميع الصفات الرومانية القديمة، فكان يحب فلاحة الأرض ولا يمل العمل المجهد الشاق، وكان مقتصداً يعيش عيشة البساطة القديمة، ولكنه مع ذلك يتحدث حديث المتظرفين النابهين. وكان اسم هذا الرجل ماركس پورسيوس كاتو Marcus Porcius Cato وكان سبب تسميته بورسيوس حتى أسرته ظلت أجيالاً عدة تربى الخنازير، أما سبب تسميته كاتوفإن أفراد هذه الأسرة كانوا على جانب عظيم من الدهاء. وأشار عليه فلاكوس حتى يفهم القانون، فعمل كاتوبنصيحته وكسب ما حمله جيرانه من القضايا في المحاكم المحلية. ثم نصحه فلاكوس حتى يسافر إلى روما، فعمل، وما زال يرقى في المناصب العامة حتى أصبح كوِستراً Quaestor يشرف على الشؤون المالية.

في الحروب الپونية

بين الحربين

ولما يبلغ الثلاثين من عمره (204). وفي عام 199 عين إيديلا مشرفاً على الأشغال العامة والملاعب والأسواق والشرطة. وما وافت سنة 198 حتى كان بريتوراً Praetor يلي القنصل في المرتبة، ثم صار قنصلاً في عام 195، ثم تربيوناً في عام 191، ثم رقيباً Censro في عام 184. وكان في هذه المدة قد خدم في الجيش ستة وعشرين عاماً، وكان فيها كلها جندياً شجاعاً، وقائداً محنكاً، قاسي القلب شديد البأس. وكان من رأيه حتى النظام أساس الأخلاق والحرية، وكان يحتقر الجندي "الذي يستخدم يديه في المشي وقدميه في الحرب، والذي يعلوغطيطه في النوم على صراخه في الحرب". ولكنه كسب احترام جنده بسيره إلى جانبهم على قدميه، وبإعطاء جميع منهم رطلاً من الفضة من غنائم الحرب، وعدم احتفاظه بشيء من هذه الغنائم لنفسه(41).

ملتزم بالصرامة الرومانية القديمة

وكان في فترات السلم يندد بالخطابة والخطباء، وأصبح بهذا العمل أقوى خطباء زمانه. وكان الرومان يستمعون إليه وهم مأخوذون على الرغم منهم بسحر بيانه، لأن أحداً من قبله لم يتحدث إليهم بمثل ما تحدث به هومن الإخلاص الواضح والفكاهة اللاذعة. وكان في مقدوره حتى يسلط سوط لسانه على أي إنسان يستمع إلى خطبه، ولكن من يستمعه كان يسره حتى يرى هذا السوط يسلط على جاره. وظل كاتويكافح الفساد والرشوة في رومه غير عابئ بما يصيبه في هذا الكفاح، ولم تغرب عليه شمس يوم من الأيام إلا وقد خلق له فيه عدواً جديداً. وقلما كان أحد يحبه لأنه كان يقلق بال الناس بوجهه الكثير الندب، وشعره الأحمر الأشعث، ويخيفهم ويهددهم بأسنانه الكبيرة، ويخجلهم بتقشفه، ويسبقهم بجده وكدحه، وتنفذ نظراته التي يلقيها عليهم من عينيه الخضراوين خلال ألفاظهم إلى مكنون صدورهم، فيطلع فيها على أنانيتهم. وحاول أعداؤه من الأشراف حتى يقضوا عليه بما وجهوه إليه من التهم العلنية، ولكنه في جميع مرة كان ينجيه من هذا الاتهام اعتراض الزراع الذين كانوا لا يقلون عنه بعضاً للفساد والترف. ولما حتى حملته أصوات العامة إلى منصب الرقيب وجفت قلوب الرومان أجمعين. وما حتى تولى هذا المنصب حتى أخذ ينفذ النذر التي بها، والتي كسب بها المعركة الانتخابية، ففرض الضرائب الباهظة على الكماليات، وأسقط غرامة على أحد أعضاء مجلس الشيوخ لإسرافه، وأخرج من هذا المجلس ستة من أعضائه عثر في سجلاتهم أحكاماً قضائية. وطرد منه مانليوس لأنه قبل زوجته علناً، ونطق عن نفسه إنه لم يعانق قط زوجته إلا في وقت قصف الرعد- وإن كان يسره حتى يقصف الرعد. وأتم كاتونظام المجاري في المدينة، وبتر الأنابيب التي تأخذ الماء خفية وخيانة من القنوات المبنية العامة، وأجبر الملاك على حتى يهدموا ما كان يمتد من مبانيهم في عرض الطريق أوفوقه، وخفض ما كانت تؤديه الدولة ثمناً للأعمال العامة، وأرغم جباة الضرائب على حتى يؤدوا لخزانة الدولة نصيباً أوفى مما كانوا يجنونه من الأهلين. وبعد حتى قضي خمس سنين يجاهد جهاد الأبطال في أعمال تتعارض مع طبيعة الإنسان، اعتزل منصبه واستثمر ما كان له من المال استثماراً ناجحاً، وملأ ضيعته التي اتسعت رقعتها في ذلك الوقت بالعبيد، وأخذ يقرض المال بربا فاحش ويبتاع الرقيق بأبخس الأثمان، ثم يدربهم على بعض الأعمال التي تتطلب شيئاً من المهارة، ويبيعهم بأغلاها، وبذلك أثرى إثراء مكنه من حتى يبتر لتأليف الخط- وهي مهنة كان يزدريها.

الطريق إلى الماجسترية

فوزه الروماني

نهاية عمله كقنصل

حياته العسكرية اللاحقة

معركة ثرموپيلاي

كتاباته

وكان كاتوأول محرر عظيم من كتاب النثر اللاتيني، وقد بدأ كتاباته بنشر مجموعة خطبه، ثم أصدر كتاباً في فن الخطابة نادى فيه إلى التزام الأسلوب الخشن الروماني بدلاً من أسلوب الخطباء الإيزوقراطي Isocratean الرقيق، وعهد الخطيب بأنه "رجل صالح برع في الكلام vir bonus dicendi peritus (وهما صفتان قل حتى اجتمعتا في إنسان)، وبهذا التعريف أوجد مجالاً لجدل كونتليان quintilian ونقاشه. وخط رسالة جمع فيها تجاربه في الزراعة وسماها De agricultura. وهي الكتاب الوحيد الذي وصل إلينا من خط كاتو، وأقدم كتاب في اللغة اللاتينية الأدبية أبقى عليه الدهر. وقد خط هذا الكتاب بأسلوب سهل رصين مركز هجريزاً يجعله من جوامع الحدث. فهولا يسرف في الألفاظ، وقلما ينزل فيه إلى استخدام حرف من حروف الوصف، وفي هذا الكتاب يقدم النصائح المفصلة لمن يريد حتى يشتري أويبيع الرقيق (فيقول مثلاً: إذا كبار السن منهم يجب حتى يباعوا قبل حتى يصيروا مصدر خسارة لسادتهم)، ولمن يؤجر الأرض بجزء من غلتها، ولزراع الكروم والأشجار، وتدبير شؤون المنازل والصناعات، وصنع الأسمنت وطهوأصناف الطعام النادرة الشهية، وعلاج الإمساك والإسهال، ومداواة لسع الأفاعي بروث الخنازير، وتقريب القربان للآلهة. ويسأل كاتونفسه في هذا الكتاب عن أحكم الطرق للإفادة من الأرض الزراعية، ثم يجيب عن هذا السؤال بقوله إنها "تربية الماشية المربحة"، وتليها "تربية الماشية المتوسطة الربح"، وتليها "تربية الماشية العديمة الربح"، ويليها كلها "حرث الأرض وغرسها". وهذه هي الحجج التي أوجدت الضياع الواسعة في إيطاليا.

ولعل أبرز خطه كلها هوكتاب "الأصول" Origines الذي لم يعثر عليه حتى الآن، وهومحاولة جزئية للبحث في آثار إيطاليا، وشعوبها، ونظمها، وتاريخها منذ نشأتها إلى السنة التي توفي فيها كاتو، ولا نكاد نعهد من هذا الكتاب أكثر من حتى مؤلفه أراد حتى يغيظ الأشراف بالسخرية من أسلافهم فلم يذكر فيه اسم أحد من قواد الحرب، ثم ذكر فيلا باسمه، وأثنى عليه لأنه قاتل پيروس Pyrrhus قتال الأبطال(45). وكان الغرض الذي يهدف إليه كاتومن تأليف هذا الكتاب ومن منطقاته عن الخطابة، والزراعة والصحة العامة، والعلوم العسكرية، والقانون، حتى يؤلف دائرة معارف يستعين بها على تربية ولده. وكان يرجومن الكتابة اللاتينية حتى تحل الخط المكتوبة بهذه اللغة محل الخط المدرسية اليونانية التي كان يرى أنها تربك عقول شباب الرومان وتفسدها. ويلوح أنه، وإن كان هونفسه قد تفهم اليونانية ستعجل بالقضاء على العقائد الدينية لدى شباب الرومان، فلاقد يكون في حياتهم الخلقية ما يحميها من الشراهة والخصام والغرائز الجنسية، وكان يسخط على سقراط كما يسخط عليه تخصصه، ويصفه بأنه أشبه بالقابلة العجوز الثرثار، ويقول إذا قتله مسموماً كان جزاء حقاً على إفساده أخلاق أثينا وشرائعها. وحتى الأطباء اليونان أنفسهم كانوا من أبغض الناس إليه، وكان يفضل على طبهم العلاج المنزلي القديم، ولا يثق بالجراحين الذين يعجلون باستعمال المبضع في أكثر الحالات. وقد خط إلى ولده يقول:

وكان وهوالذي يعتنق هذه الآراء العدوالطبيعي الأكبر للندوة السبيونتية، وهي التي كانت ترى حتى انتشار الآداب اليونانية في رومه عاملاً لابد منه لحمل الآداب اللاتينية والعقلية الرومانية إلى كمال نموهما؛ وكان كاتوممن أشاروا بمحاكمة سكبيوالإفريقي وأخيه، ونطق إذا القوانين التي تحرم الرشوة والفساد يجب ألا يفرق فيها بين الأشخاص. أما الدول الأجنبية فكان ينادي بأن تعامل جميعها، إلا واحدة منها، بالعدل، وألا تتدخل رومه في شؤونها، وكان يحتقر اليونان وإن كان يعظم بلادهم ويجلها. ولما حتى قام نادىة الاستعمار النهابون من أعضاء مجلس الشيوخ يدعون إلى محاربة الغنية ألقى عليهم خطبة قوية يدعوفيها إلى السلام والى مصالحة أهل تلك الجزيرة. أما الدولة التي كان يدعوإلى استثنائها من المعاملة العادلة، ومن عدم التدخل في شؤونها فهي- كما يفهم العالم كله- قرطاجنة. ولما أُرسل إليها في بعثة رسمية عام 175 هاله ما رأى من انتعاش المدينة واستعادتها حياتها بعد الذي أصابها في حروب حنبعل، وما سقطت عليه عيناه من بساتين الفاكهة والكروم، وما يتدفق فيها من الثروة الناتجة من انتعاش تجاربها، وما كانت تخرجه دور الصناعة فيها من أسلحة. فلما عاد أمسك أمام المجلس بكمية من التين الطازج قطفها من أشجار قرطاجنة منذ ثلاثة أيام ليتخذها رمزاً لرخاء المدينة وقربها من روما، وهما القرب والرخاء اللذان كانا نذيري شؤم لرومه؛ وتنبأ بأنه إذا كانت قرطاجنة وشأنها فإنها لا تلبث حتىقد يكون لها من الثراء ومن القوة ما يحفزها إلى العودة إلى كفاحها للسيطرة على البحر الأبيض المتوسط. وظل من ذلك اليوم يحتم جميع خطاب له في مجلس الشيوخ أياً كان موضوعه بتلك العبارة التي تنم عن عقيدته وعناده، ويصر عليها إصراراً عجيباً: "هذا إلى أني أعتقد حتى قرطاجنة يجب حتى تدمر" Ceterum censes delendum esse Carthaginem. وكان نادىة الاستعمار في مجلس الشيوخ متفقين معه في رأيه، ولم يكن ذلك لأنهم يطمعون في تجارة قرطاجنة، بل لأنهم كانوا يرون في حقول شمال إفريقية، وهي الحقول الخصبة التربة الجيدة الإرواء، مجالاً جديداً يستثمرون فيه أموالهم ويفلحونه على أيدي الرقيق. وكانوا والحالة هذه ينتظرون على أحر من الجمر حجة يتذعرون بها لخوض غمار الحرب البونية الثالثة.

وعارض كاتوبشدة النفوذ الإغريقي، إلا أنه تفهم الإغريقية حينما بلغ عمره 80 عامًا. نشر خطبه وألف كتابًا حول الفلاحة التي تصور جميعها الحياة في إيطاليا القديمة. ألف كاتوأيضًا كتابًا حول تاريخ الرومان القديم المندثر.

اقتباسات

• "توقـُّف العمل لا يصحبه توقف للمصاريف."
• "الذرة قد اشتد ساقها، وقرطاج يجب حتى تُدمَّر."
• "أمسك بالموضوع، والحدثات ستأتي."
• "الغضب يغيـِّم العقل، فلا يستطيع رؤية الحقيقة."
• "لا تعتد بالأحلام."
• "وما رأيك في الربا؟" - "ما رأيك في القتل؟"
• "بعد وفاتي، أفضل حتى تسأل الناس لما ليس لي تمثال، عن حتى يسألوا لما لي تمثال."
• "لا أكون أقل وحدة عن حينما أكون بمفردي، ولا أكون أكثر نشاطاً من حين أكون لا أعمل شيئاً."
• "الحكماء يتفهمون من الحمقى أكثر مما يتفهم الحمقى من الحكماء."
• "إذا وجدت زوجتك تزني، فإن القانون يبيح لك حتى تقتلها من غير محاكمة؛ وإذا ما فاجأتك مصادفة وأنت ترتكب هذه الجريمة نفسها فليس لها حتى تمسك حتى بأطراف أصابعها، لأن القانون يحرم عليها هذا".
• "يبدوأنه كانت هناك زيجات سعيدة كثيرة على الرغم من هذا التفريق. فشواهد القبور تنطق بالكثير من عبارات الحب والإخلاص التي خطت عليها بعد وفاة الأزواج. فهاهي ذي تعبير مؤثرة تعظم إحدى السيدات التي أخلصت في خدمة زوجها: "لقد كنت يا ستاتليا Statilia بارعة الجمال إلى أبعد حد، وفية لأزواجك! ولوحتى أول من اتى إليك قد استطاع حتى يقاوم الأقدار لأقام إليك هذا الحجر؛ أما أنا الذي نعمت بقلبك الطاهر هذه السنين الست عشرة فقد فقدتك، ألا ما أشد أسفي عليك".

انظر أيضاً

• Ancient Rome and wine - with details on Cato's influences on Roman viticulture وصناعة النبيذ
• Otium
• Horatii
• Lucius Quinctius Cincinnatus
• Marcus Atilius Regulus

الهامش

المصادر

• Astin, A. E. (1978), Cato the Censor, Clarendon Press
• Chassignet, M. (1986), Caton: Les Origines. Fragments, Collection Budé, Les Belles Lettres
• Dalby, Andrew (1998), Cato: On Farming, Prospect Books, ISBN 0907325807
• Malcovati, H. (1955), Oratorum romanorum fragmenta liberae rei publicae, Paravia
• This entry incorporates public domain text originally from: William Smith (ed.), Dictionary of Greek and Roman Biography and Mythology, 1870.
• تحوي هذه الموضوعة معلومات مترجمة من الطبعة الحادية عشرة لدائرة المعارف البريطانية لسنة 1911 وهي الآن من ضمن الملكية العامة.

وصلات خارجية

مشاع الفهم فيه ميديا متعلقة بموضوع [[commons: Category:Cato Major | Cato Major ]].

• Cato's De Agricultura: Latin text, English translation, information on the manuscripts, prefatory material.
• أعمال من Cato the Elder في مشروع گوتنبرگ