عهدجة بن هرثمة البارقي. (توفي بعد 34 هـ / بعد 654 م) ولد وترعرع وكان عداده في بارق. من أصحاب الرسول محمد. قائد عسكري شهد الفتوحات الإسلامية. بعثه العلاء بن الحضرمي غازيا إلى جزيرة قرب إيران وكانت أول غزوة بحرية في الإسلام فبتر في السفن فكان أول من فتح جزيرة بأرض فارس واتخذ فيها مسجدًا وأغار على باريخان والأسياف وذلك في سنة 14 هـ الموافق 635م. وهوالذي جند الموصل وقام بتوطين أربعة آلاف من الأزد وطيئ وكندة وعبد القيس في الموصل. وهوالذي أمد به عمر بن الخطاب عتبة بن غزوان لما ولاه أرض البصرة وخط إليه: إني قد أمددتك بعهدجة بن هرثمة وهوذومجاهدة ومكايدة للعدو، فإذا قدم عليك فاستشره. شارك في مع سعد بن ابي الوقاص في معركة القادسية وفتح المدائن. وكان من المفاوضين الذين بعثهم سعد بن أبي وقاص إلى رستم قائد الفرس. أَمَّره أبا بكر الصديق في حرب أهل الردة. وكان قائد الحملة التي ارسلها أبوبكر إلى مهرة لما ارتد أَهلها مع اللقيط بن مالك بن فاهم الازدي. وكان مع عهدجةَ عكرمة بن أبي جهل وحذيفة بن محصن فظفروا بالمرتدين. كان قائد الجيش في فتح تكريت. فتح الموصل مع عتبة بن فرقد السلمي عام 20 هـ. تولى امارة الموصل بعد عزل عمر بن الخطاب عتبة بن فرقد عام 21 هـ.

خلافة الموصل

حكم عهدجة بن هرثمة البارقي الموصل وفي حكمة تم توسيعها وتعميرها،.وحولها من حصن فرد إلى مدينة حديثة كبيرة ذات سكان واهمية. وقام بتوطين قبائل عربية من أزد وطي وكندة وعبد قيس بالضفة الغربية, وبنى داراً للامارة والمسجد الجامع وهوأول جامع بناه المسلمون في الموصل.

جهادة ضد المرتدين

بعد وفاة الرسول ارتد كثير من القبائل العربية عن الإسلام، ووقف الصديق ليحارب هؤلاء المرتدين, فعقد أحد عشر لواء لأحد عشر قائدا, ووجهم لحرب المرتدين, وعقد لعهدجة لواء وامره بالتوجة إلى مقاتلة اهل الرده في مهرة, كما وجه إلى حذيفة بن محصن البارقي لمقاتلة المرتدين في عمان, وامرهما حتى يبتدئا بعمان, وكان أبوبكر قد ارسل عكرمة بن أبي جهل إلى اليمامة ففشل في مهمتة, فأمره أبوبكر حتى يلحق بركب عهدجة وحذيفة فلحق بهما قبل وصولهما عمان, وهناك انضمت اليهم قوات المسلمين الذين ثبتوا على الإسلام في تلك المنطقة, فقاتلوالمرتدين في عمان قتالا عنيفاً وانتصروعليهم, كما خاضوا معركة أخرى في مهرة وكان النصر حليفهم أيضاً وأعادوا تلك الربوع إلى الإسلام.

عهدجة أول قائد عربي ركب البحر

ذكر ابن سعد ان الصحابي الجليل عهدجة هوه أول من ركب البحر عندما بعثة العلاء الحضرمي والي البحرين إلى أسياف فارس فبتر البحر في السفن فكان أول من فتح جزيرة بارض فارس واسس بها مسجداً وكان ذلك في السنة 14 هـ.

عهدجة والفتح الأسلامي

بعد وفاة أبوبكر وتولي عمر الخلافة, واصل المسلمون فتحهم لبلاد فارس, وبعد هزيمة المسلمين في معركة الجسر, ندب عمر الناس إلى الجهاد فكان عهدجة أحد المتطوعين هوه وقومة تحت لواء المثنى بن حارثة في معركة البويب الحاسمة, وأبلى فيها بلاء حسنا حتى أنه اغتال تسعة من رجال الفرس وحده, وعن هذه الواقعة نطق وهويحدث المثنى طاردت كتيبة منهم إلى الفرات, ورجوت حتىقد يكون الله تعالى قد أذن في غرقهم وسلى عنا بها مصيبة الجسر، فلما دخلوا في حد الإحراج، كروا علينا، فقاتلناهم قتالاً شديداً حتى نطق بعض قومي: لوأخرت رايتك ،يا ترى؟ فقلت: على إقدامها، وحملت بها على حاميتهم فقتلته، فولوا نحوالفرات، فما بلغه منهم أحد فيه الروح.
وبعد استشهاد المثنى بن حارثة وتولي سعد بن ابي وقاص القيادة من بعده, واصل عهدجة جهاده تحت لواء سعد, فاشهجر معه كواحد من أفراد الوفد الذي وجهه سعد لمفاوضة رستم قائد الفرس, وكان عهدجة أحد الذين أبلوالبلاء الحسن في معركة القادسية وما تلتها من معارك أخرى حتى ولج الجيش الإسلامي المدائن عاصمة الامبراطورية الفارسية.
وعندما فهم عمر بن الخطاب, بجتماع أهل الموصل وتوجههم إلى تكريت خط إلى سعد: سرح اليهم عبد الله بن المعتم, واستخدم على مقدمته ربعي بن الأكفل وعلى الخيل عهدجة البارقي فشهد بذلك فتح تكريت والمنطقة من تكريت حتى الموصل تحت لواء ابن المعتم.
وقد كان عهدجة محبا للجهاد حتى أنه يؤثره على غيره من المناصب: فقد عاد مع قومة إلى البحرين, ولما تولى عتبة بن غزوان البصرة: خط عمر اليه: قد خط إلى العلاء حتى يمدك بعهدجه وهوذومجاهدة ومكايدة لللعدو, فاذا قدم اليك فاستشرة, فكان خير معين ومساعد لعتبة في اللفة والجهاد.
وكما تجاوز ان أشرنا كان عهدجة من بين قادة الجيش الإسلامي الذي أوفدة لعتبة لإنقاذ جيش جيش العلاء الذي كان الفرس قد حاصروه, فانتصر المسلمون في الأهواز فوزا ائعا وأنقذوا جيش العلاء من خطر محدق كما كان عهدجة من بين القادة الذين أوكل اليهم فتح مدينة رامهرمز ومدينة تستر.
وبقي عهدجة مجاهدا في ساحات القتال حتى عاد إلى الموصل سنة اثنين وعشرين للهجرة واليا عليها من قبل عمر بن الخطاب الذي تجاوز ان ولاه خراج الموصل بعد فتحها, ثم عاد إلى ساحات الجهاد في بلاد فارس في أول خلافة عثمان الذي ما لبث حتى أعاده مره أخرى واليا على الموصل.

مكانته في قومة وتقدير الفاروق له

احتل عهدجة مكانة مرموقة بين قومة ; فكانوا يطعونة عندما يأمرهم وثقون به, فقد أورد الطبري في تاريخة حتى عمر نطق لازد بارق وهم قوم عهدجة اي الوجوه احب اليكم،يا ترى؟ نطقو: الشام, فنطق عمر: ذلك قد كفيتموه, العراق ذروا بلدة قد قلل الله شوكتها وعددها، واستقبلوا جهاد قوم قد حووا فنون العيش، لعل الله حتى يورثكم بقسطكم من ذلك، فتعيشوا مع من عاش من الناس. فنطق عهدجة: يا عشيرتاه، أجيبوا أمير المؤمنين إلى ما يرى، وأمضوا له ما يسكنكم. نطقوا: إنا قد أطعناك وأجبنا أمير المؤمنين إلى ما رأى وأراد.

عهدجة وبجيلة

نطق محمد بن إسحاق : لما انتهت إلى عمر مصيبة أهل الجسر قدم عليه جرير بن عبد الله من اليمن في ركب من بجيلة وعهدجة بن هرثمة وكان عهدجة يومئذ سيد لبجيلة. وكان حليفا لهم من بارق فحدثهم ونطق: قد فهمتم ما كان من المصيبة في إخوانكم بالعراق فسيروا إليهم وأنا أخرج إليكم من كان منكم في قبائل العرب وأجمعهم إليكم نطقو: نعمل يا أمير المؤمنين فأخرج إليهم قيس كبة وسحمة وعرينة من بني عامر بن صعصعة وهذه بطون من بجيلة وأمر عليهم عهدجة بن هرثمة فغضب من ذلك جرير بن عبد الله فنطق لبجيلة: حدثوا أمير المؤمنين ؛ فنطقو: استخدمت علينا رجلا ليس منا فأعفنا من عهدجة فنطق عمر: لا أعفيكم من أقدمكم هجرة وإسلاما وأعظمكم بلاء وإحسانا نطقوا استخدم علينا رجلا منا ولا تستعمل علينا نزيعا فينا فظن عمر أنهم ينفونه من نسبه فنطق انظروا ما تقولون نطقوا نقول ما تسمع فأوفد إلى عهدجة فنطق عمر:إن هؤلاء استعفوني منك وزعموا أنك لست منهم فما عندك, نطق: صدقوا يا أمير المؤمنين وما يسرني أني منهم, انا امرؤ من الأزد ثم من بارق في كهف لا يحصى عدده وحسب غير مؤتشب. فنطق عمر نعم الحي قومك يأخذون نصيبهم من الخير والشر نطق عهدجة كنا أصبنا في الجاهلية دما في قومنا فلحقنا ببجيلة فبلغنا فيهم من السؤدد ما بلغك فنطق عمر: فاثبت على منزلتك ؛ فدافعهم كما يدافعونك. فنطق: لست فاعلا ولا سائرا معهم فأمر عمر بن الخطاب جريرا على بجيلة فسار بهم مكانه إلى العراق وأقام جرير بالكوفة.

فراستة

وكان يتميز عهدجة بذكائة وبفراسته ونستشهد بحادثته مع المهلب. حينما كان طفلاَ يلعب مع الصبيان نظرعهدجة فنطق: من الطويل فنطقوله: المهلب فنطق:

مراجع

• الاستيعاب في فهم الأصحاب (ص 173)
• أسد الغابة في فهم الصحابة (ص 21)
• الإصابة في تمييز الصحابة (ص 401)