أبوالعباس عبد الله المأمون

مخطوطة فهمية من عصر المأمون

أبوالعباس عبد الله المأمون، هوعبد الله بن هارون بن محمد بن عبد الله بن محمد بن علي ابن عبد الله بن العباس. ولد ليلة الجمعة (15 ربيع الأول 170 هـ،ستة سبتمبر 786م - 18 رجب 218 هـ،عشرة أغسطس 833م) خليفة عباسي. وأمه "مراجل" جارية فارسية، وما لبث حتى توفيت بعد أيام من ولادته متأثرة بحمى النفاس .

صفته

عصره عصر الفهم حيث يقل لولم يكن المامون خليفة لصار أحد عالم عصره ولإن خسر الفهم تفرغ المامون فقد كسب الفهم مئات الفهماء الذين رعاهم المأمون وقليلا مايتولى الحكم عالم فينصف الفهم والفهماء كان من أفضل حكام بني ًا لعباس وأكثرهم رجاحة بالعقل كان محبا للفهم جدا فتبحر في علوم الفلسفه وعلوم القران ودرس كثير من المذاهب فكان من أكثر ذاك الزمان قراءه عم في زمانه السلام بين العرب والروم مما ساعد بانتشار الفهم واستقرار الدولة وزيادة دخلها إنشاء كثير من المخطات والمستشفيات وشجع على نشر الفهم.

خلفاء بني العباس في بغداد
الدولة العباسية

السفاح.
المنصور.
المهدي.
الهادي.
الرشيد.
الأمين.
المأمون.
المعتصم بالله.
الواثق بالله.
المتوكل على الله.
المنتصر بالله.
المستعين بالله.
المعتز بالله.
المهتدي بالله.
المعتمد على الله.
المعتضد بالله.
المكتفي بالله.
المرتضي بالله.
المقتدر بالله.
القاهر بالله.
الراضي بالله.
المتقي لله.
المستكفي بالله.
المطيع لله.
الطائع بالله.
القادر بالله.
القائم بأمر الله.
المقتدي بأمر الله.
المستظهر بالله.
المسترشد بالله.
الراشد بالله.
المقتفي لأمر الله.
المستنجد بالله.
المستضئ بأمر الله.
الناصر لدين الله.
الظاهر بأمر الله.
المستنصر بالله.
المستعصم بالله.

خلافته

أصبح الأمر في المشرق والمغرب تحت سلطان المأمون (بعد حتى أوفد جيشا عظيما من خرسان - وقصفوا بغداد بالمنجنيق ودمروها - وجلبوا له رأس أخاه الخليفة الأمين بعد تراجع الأمين عما بتره لأبيه من عهود ومواثيق، حيث جعل ابنه موسى وليًا للعهد بدلاً من أخويه المأمون و"المؤتمن"، كما رفض حتى يردَّ إلى أخيه المأمون مائة ألف دينار كان والده قد أوصى بها إليه، وسرعان ما تطور الخلاف بين الأخوين إلى صراع وقتال، ودارت حرب عنيفة بين الجانبين،) وهوسابع خلفاء بنى العباس، لقد كان المأمون في ذلك الوقت واليًا من قبل والده على "خراسان" وكان يقيم في عاصمتها "مرو"، وكان من الطبيعى حتى يفضِّلها بعد حتى انفرد بالخلافة.

إنها تضم أنصاره ومؤيديه، فهوهناك في أمان واطمئنان، وكان الفرس يودون حتى يبقى "بمرو" لتكون عاصمة الخلافة، ولكنها بعيدة عن مركز الدولة، وهي أكثر اتجاهًا نحوالشرق، مما جعل سيطرتها على العرب ضعيفة، بل إذا أهل بغداد أنفسهم دخلوا في عدة ثورات ضد المأمون؛ حتى إنهم خلعوه أخيرًا، وبايعوا بدلا منه عمه إبراهيم بن المهدى.واضطر المأمون أخيرًا حتى يمضى إلى بغداد وأن يهجر "مرو" للقضاء على هذه التحركات في مهدها.

القضاء على الفتن والثورات

سعى المأمون منذ الوهلة الأولى للعمل على استقرار البلاد، والقضاء على الفتن والثورات، فتصدى بحزم وقوة لثورات الشيعة، وقابل بحسم وعنف حركات التمرد ومحاولات الخروج على سلطة الخلافة، فقد قضى على حركة "ابن طباطبا العلوي" سنة 199هـ ،814م، وثورة "الحسن بن الحسين" في الحجاز، و"عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب" في اليمن سنة 207هـ ،822م.

وفي لقاء ذلك فإنه أقدم على خطوة جريئة، وأمر لم يسبقه إليه أحد من الخلفاء، فقد اختار أحد أبناء البيت العلوي وهو"علي بن موسى الرضا" ليكون وليًا للعهد من بعده، وقد أثار هذا الأمر غضب واستياء العباسيين؛ مما دفعهم إلى مبايعة "إبراهيم بن المهدي" –عم المأمون– بالخلافة سنة 202هـ،817م.

لما فهم المأمون بذلك جهز جيشًا كبيرًا، وسار على رأسه من خراسان قاصدًا بغداد، فهرب إبراهيم بن المهدي من بغداد. وفي ذلك الوقت توفي علي بن موسى، فكان لذلك أكبر الأثر في تهدئة الموقف، فلما ولج المأمون بغداد عفا عن عمه.

ثورة مصر

كان أخطر هذه الثورات جميعًا ثورة مصر؛ ذلك حتى جند مصر كانوا قد اشهجروا في خلافات الأمين والمأمون جميع فريق في جانب، وبعد حتى انتهى الخلاف بفوز المأمون، ظل الخلاف قائمًا بين جند مصر، وأصبح موضع الخلاف التنافس على خيرات مصر، فكان الجند يجمعون الخراج لا ليرسل للخليفة، بل ليحتفظوا به لأنفسهم.

قد قامت جيوش المأمون كثيرًا بمحاربتهم مع أهل مصر الذين شاركوا في هذه الثورات، ولكن هذه الثورات ما لبثت حتى أشعلت من حديث حتى أوفد إليهم جيشًا ضخمًا، فاستطاع القضاء على الثورة نهائيًا، كما تمكن قائده "طاهر بن الحسين" من القضاء على ثورات العرب أنصار الأمين، إلى غير ذلك سيطر على الدولة في سكون وهدوء.

نهضة فهمية

شهد عصر المأمون نهضة حضارية كبيرة، فقد كان المأمون محبًا للفهم والأدب وكان شاعرًا وعالمًا وأديبًا، يحب الشعر ويجالس الشعراء ويشجعهم، وكان يعجب بالبلاغة والأدب، كما كان للفقه نصيب كبير من اهتمامه، وكان الفهماء والأدباء والفقهاء لا يفارقونه في جاء أوسفر، وقد أدى تشجيعه للشعراء في أيامه إلى إعطاء الشعر دفعة قوية، وكان تشجيعه للعلوم والفنون والآداب والفلسفة ذا أثر عظيم في رقيها وتقدمها، وانبعاث حركة أدبية وفهمية زاهرة، ونهضة فكرية عظيمة امتدت أصداؤها من بغداد حاضرة العالم الإسلامي ومركز الخلافة العباسية إلى جميع أراتى المعمورة، فقد استطاع المأمون حتى يشيد صرحًا حضاريًا عظيمًا، وأن يعطي للفهم دفعة قوية ظلت آثارها واضحة لقرون عديدة.

لقد أوفد المأمون البعوث إلى "القسطنطينية" و"الإسكندرية" و"أنطاكية" وغيرها من المدن للبحث عن مؤلفات فهماء اليونان، وأجرى الأرزاق على طائفة من المترجمين لنقل هذه الخط إلى اللغة العربية، وأنشأ مجمعًا فهميًا في بغداد، ومرصدين أحدهما في بغداد والآخر في "تدمر"، وأمر الفلكيين برصد حركات الكواكب، كما أمر برسم خريطة جغرافية كبيرة للعالم.

حركة الترجمة

وكان لتشجيعه حركة الترجمة أكبر الأثر في ازدهارها في عهده، فظهر عدد كبير من الفهماء ممن قاموا بدور مهم في نقل العلوم والفنون والآداب والفلسفة إلى العربية، والإفادة منها وتطويرها، ومن هؤلاء:

"حنين بن إسحاق" الطبيب البارع الذي ألف الكثير من المؤلفات الطبية، كما ترجم عددًا من خط أرسطووأفلاطون إلى العربية.

و"يحيى بن ماسويه" الذي كان يشرف على "بيت الحكمة" في بغداد وكان يؤلف بالسريانية والعربية، كما كان متمكنًا من اليونانية، وله كتاب طبي عن الحميات اشتهر زمنًا طويلاً، ثم ترجم بعد ذلك إلى العبرية واللاتينية.

و"ميخائيل بن ماسويه" وكان طبيب المأمون الخاص، وكان يثق بفهمه فلا يشرب دواءً إلا من هجريبه.

المأمون والروم

ولعل من أبرز الأسباب التي أدت إلى ظهور تلك النهضة الحضارية والفهمية في عصر المأمون ذلك الهدوء الذي ساد الأجواء بين الخلافة العباسية والروم، والذي استمر لأكثر من عشرة أعوام.

ولكن ما لبث حتى تبدد ذلك الهدوء حينما كان المأمون يخط إلى عمّاله على خراسان في غزومن لم يكن على الطاعة والإسلام من أهل ما وراء النهر، ولم يغفل المأمون عن قتال الروم، بل غزاهم أكثر من مرة، وخرج بنفسه على رأس الجيوش الإسلامية لغزوالروم سنة 215 هـ / 830م، فافتتح حصن "قرة" وحصن "ماجدة" وحصن "سندس" وحصن "سنان"، ثم رحل عنها إلى الشام، وعاود غزوالروم في السنة الثالثة سنة 216هـ، على "طرسوس" وقتلوا نحوألف وستمائة من أهلها،ففتح "هرقلة" ثم وجّه قواده فافتتحوا مدنًا كبيرة وحصونًا، وأدخلوا الرعب في قلوب الرومان، ثم عاد إلى دمشق، ولما غدر الروم ببعض البلاد الإسلامية غزاهم المأمون للمرة الثالثة وللعام الثالث على التوالى سنة 217هـ،واستطاع أخوه "المعتصم" حتى يفتح نحوثلاثين حصنًا من حصون الروم. فاضطر الروم تحت وطأة الهزيمة إلى طلب الصلح. فطلب منه "تيوفيل" – ملك الروم- الصلح، وعرض دفع الفدية لقاء السلام.

اعماله في الخلافة

في سنة 201هـ خلع أخاه المؤتمن من العهد وجعل ولي العهد من بعده علي الرضى بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق حمله على ذلك إفراطه في التشيع.
في سنة 210هـ تزوج المأمون بوران بنت الحسن بن سهل وبلغ جهازها ألوفاً كثيرة.
في سنة 211هـ أمر المأمون بأن ينادي برئت الذمة ممن ذكر معاوية بخير وأن أفضل الخلق بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب.
في سنة 212هـ أظهر المأمون القول بخلق القرآن مضافاً إلى تفضيل علي على أبي بكر وعمر.
في سنة 215هـ سار المأمون إلى غزوالروم
في سنة 218هـ امتحن الناس بالقول في خلق القرآن.

من اقواله

وأنه نطق : القرآن مخلوق، وبذلك خالف قول الله تعالى : { تَنْزٍيلٌ مِنْ رَب الْعَالَمِين بذلك صنفه الفهماء من المعتزلة.

من أشعاره

يا خير من دبت المطي به ومن تقدى بسرجه فرس.

هل غاية في المسير نعهدها أم أمرنا في المسير ملتبس.

ما فهم هذا إلا إلى مـلـك من نوره في الظلام نقتبس.

إن سرت سار الرشاد متبعاً وإن تقف فالرشاد محتبس.

من توفي في أيامه من الأعلام

الإمام الشافعي والنضر بن شميل والسيدة نفيسة وأبوالعتاهية والأصمعي وغيرهم كثيرون.

وفاته

أولا كان المأمون في بغداد وفي الحج اتجه إلى مكة المكرمة وفي محرم عاد إلى بغداد وهومريض ثم مضى إلى "البندون" قريبًا من مدينة طرسوس ليقيم الحرب عليها وأثناء الحرب اشتد السقم عليه ثم في صفر وبينما المأمون نائما أتته نوبة قلبية وتوفي يوم الخميس فيستة رجب 218 هـ. عن عمر بلغ ثمانية وأربعين عامًا، قضى منها في الخلافة عشرين عامًا. ودفن بطرسوس.