علي جواد الطاهر
علي جواد الطاهر (1911 - 1996) ناقد أدبي عراقي.
حياته
ولد في الحلة – بابل - العراق عام 1911، تفهم في مدارسها، ثم في دار المفهمين العالية، ومن فرنسا نال شهادة الدكتوراه من جامعة السوربون.
منذ خمسينيات القرن الماضي شرع بتأسيس مشروعه الثقافي، ترجمة، تأليفا، تنظيرا، وتطبيقا حتى بلغ شأنا رفيعا في الأدب العراقي ولقب شيخ النقاد، نافت خطه على الأربعين كتابا، وهوفي ذلك واحد من كبار المؤلفين المبدعين في الوطن العربي شأنه شأن طه حسين وعباس محمود العقاد وإبراهيم عبد القادر المازني، لا فقط من حيث العدد بل الجودة والتنوع في التراث والمعاصرة، في التحقيق والتأليف، في الترجمة، في النقد ألتنظيري والنقد التطبيقي... مرب في الحياة والأدب، مؤسس وملهم وراع... ذويراع صنعته ثقافة موسوعية عالية، ورأي خلقته دقة الفهم والإطلاع، ساح في ربوع التراث وأنعطف في دروب الفهم العالمية والعربية والمحلية، عالم يعترف (الجميع بذلك) وفي أكثر من ميدان.
استعين به لمراجعة ترجمة كتاب هنري ترويا عن تشيخوف، والمترجم شاعر عربي ضليع في الفرنسية، تربى عليها منذ نعومة أظفاره، لكنه خرج بحقيقة جوهرية ثبتها في مقدمة ترجمته (أنني مدين كثير الدين للشيخ العلامة علي جواد الطاهر، دكتورا وإنسانا، فقد تتبع في مراجعته الترجمة جميع حدثة وحرف في النصين، وكان لملاحظاته أثر كبير في تسديد هفوات كثيرة، إذا الدكتور الطاهر كان مفاجأتي وغبطتي معا فما كنت أعهده عنه كثير، لكن أما تمت لي معهدته عبر الاحتكاك بهذه السيرة عن تشيخوف يقنعني للمرة الألف إذا درب الكمال في الفهم والمجال يحتاج إلى من هم مثل الدكتور)
وبأم عيني رأيت واحدا من كبار نقادنا المعاصرين هوالناقد الألمعي عبد الجبار عباس منحنيا على يد الطاهر ليلثمها، وذلك تواضع كبير من تلميذ نجيب... غير إذا الأستاذ يقابل ذلك بتواضع أكبر بعد إذا توفي التلميذ النجيب والناقد الكبير عبد الجبار عباس فألف عنه كتابا قيما، وتلك سابقة لا مثيل لها، وبأم العين وملء الأذنين سمعت الطاهر وهويسحب كفه من شفتي عبد الجبار عباس وعيناه مغرورقتان بالدمع، يقول لنا (اعتنوا بعبد الجبار).
عن مؤلفاته
ومن قرائاتنا لمؤلفاته نجد انه اديب ومنطقي وناقد من الطراز الأول, يلتقي في ادبه بين القديم والجديد بانسجام وتالف عجيبين, يتميز علي جواد الطاهر بدراساته الأدبية على المستوى الأكاديمي وهي دراسات تتصف بالحرص الشديد على الأناة في الحكم والدقة في النظر إلى الجزيئات من أجل بناء كلي متكامل، والجمع المتنوع بين دراسات تهتم بالتراث وأخرى تهتم بالاتجاهات الأدبية المعاصرة مثل كتابه "مقدمة في النقد الأدبي" و"دراسته عن الشعر الحر والتراث" وهوفيها جميعاً ملتزم بالمنهج الفهمي، مؤمناً بجدواه الكبيرة في نقل الفهم المنظمة.
إن مؤلفات علي جواد الطاهر تنقل لقرائها شغفاً صادقاً بالتجويد في العبارة والفكرة والبناء، وإخلاصاً كلياً لروح الفهم، وموضوعية البحث النقدي. وقد زاول النقد على انه الميدان الأهم ولكن الميادين الأخرى التي زاولها كانت عزيزه عليه فخط الموضوعة الادبية التي تترقرق فيها روح الفن, وله في ذلك مؤلفات منها (منطقات).
وفي منطقات الطاهر تتداخل الأفكار بالمضامين في نطقب من الصياغة محكم النسيج يصعب فيه الفصل بينهما, حتى يخيل للقارئ ان الأفكار هي المضامين تلك التي عناها المحرر وهويحدثنا في الشعر والسيرة والنقد والموضوعة والثقافة بعموم همومها وشجونها, والحق ان الطاهر ذومنهجية املتها عليه طبيعة الموضوعة نفسها, وكان الطاهر ماخوذا بأسلوب يميل إلى الانطباع والتفهم والسخرية والتوجية وإعطاء جميع ذي حق حقه, وتبدوالنزعة التعليمية في عدد ليس بالقليل من منطقاته كان الطاهر قد اكتسبها من المجال الإنساني الارحب (التدريس) في الثانوية والجامعة, ولعل في ذروة اهتمامه بالمضمون يعتمد ابرازة في ثوب فني جميل وحلية لفظية مشعة املا بالتواصل مع القارئ ومكاشفته بما هوضروري وسليم, ويتسم المضمون عند الطاهر بانها عين واعية تمتد سلطتها بين وعيين مهمين هما وعي المحرر وهويتخير افكاره ويصوغها على اللفظ, ووعي القارئ وهويتلقاها, وللخواتيم عند الطاهر قدر كبير من الحرص على تخير الفاظه وانتقاء عباراته فالخاتمه عنده نتيجة اخضاعها لنموالفكرة وتكامل البناء الفني, وروح الموضوعة تبدوحاضرة من اناقة اللفظ وتوخي طراوة الأداء وحيويه الشكل والخاتمة وهي بوح أواعتراف ذاتي حيث يشوبه التواضع الجم وهويتحدث عن تجربته في الكتابة, ويستعرض ذلك بضمير الغائب مرة وضمير المتحدث أخرى وذلك بأسلوب فني عرض مادته, ويعترف بانه تفهم من تلاميذه في الثانوية والجامعة في الحلة وبغداد ويسجل القراء لانهم منحوه صفة الناقد والموضوعي ويرى في نفسه قصورا عن كتابة السيرة غير انه استطاع انقد يكون ناقدا قصصيا إلى راي النقاد والقراء.
مؤلفاته
- الشعر العربي في العراق وبلاد العجم في العصر السلجوقي
- الابن وسبع قصص أخرى (مختارة ومترجمة عن الفرنسية)
- لامية الطغرائي (تحقيق. تحليل. مناقشة)
- منطقات (في النقد الأدبي... والتربية)
- الطغرائي (حياته. شعره. لاميته)
- في القصص العراقي المعاصر (نقد ومختارات)
- تدريس اللغة العربية (في المدارس المتوسطة والثانوية)
- محمود أحمد السيد – رائد السيرة الحديثة في العراق)
- ملاحظات على الموسوعة العربية الميسرة
- منهج البحث الأدبي
- ديوان الخريمي (جمع وتحقيق بالاشتراك مع محمد جبار المعيبد)
- ديوان ألجواهري (جمع وتحقيق بالاشتراك مع د. إبراهيم السامرائي، د. مهدي المخزومي، رشيد بكتاش)
- ديوان الطغرائي (تحقيق بالاشتراك مع الدكتور يحيى الجبوري)
- ملاحظات على وفيات الأعيان
- وراء الأفق الأدبي (منطقات)
- الأعمال القصصية الكاملة لمحمود أحمد السيد (إعداده وتقديمه بالاشتراك مع الدكتور عبد الإله أحمد)*مقدمة في النقد الأدبي
- منهج البحث في المثل السائر
- الخلاصة في مذاهب الأدب الغربي
- ديوان الجعفري (صالح بن عبد الكريم – آل كاشف الغطاء – بالاشتراك مع ثائر حسن جاسم)
- معجم المطبوعات العربية
- تحقيقات... وتعليقات
- الشعر الحر والتراث في الريادة العراقية، سلسلة (الشعر ومتغيرات الفترة)
- عبد الجبار عباس ناقدا
- أساتذتي ومنطقات أخرى
- من حديث السيرة والمسرحية
- أبويعقوب الخريمي (حياته وشعره)
- من يفرك الصدأ
- الباب الضيق
وصلات خارجيه
- ملتقى البلاغيين والنقاد العرب
- اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين
- سلطان العويس
- جريدة الاتحاد
- مركز النور