اقتحام الباستيل

عودة للموسوعة

اقتحام الباستيل

اقتحام الباستيل

الاستيلاء على سجن الباستيل, للفنان جان بيير لويس
التاريخ 14 يوليو1789م
المسقط
باريس, فرنسا
النتيجة الاستيلاء على سجن الباستيل, وبدء التمرد
الخصوم
الحكومة الفرنسية الميليشيا في فرنسا (سلف الحرس الوطني الفرنسي)
القادة والزعماء
بيرنارد رينيه دي لوني, أمير لامبيسك (كانت تسمى قديما فرساي) كاميل ديمولين
القوات
114 جندي, 30 مدفعية 600 - 1000 متمرد
الخسائر
1 (وقتلستة أومن الممكنثمانية بعد الاستسلام) 600 - 100 متمرد

حادثة اقتحام سجن الباستيل سقطت في باريس في الرابع عشر من يوليوعام 1789. وكان السجن والحصن الذي يعود تاريخه إلى العصور الوسطى والمعروف باسم "الباستيل" يمثل رمزًا للسلطة الحاكمة وسط باريس. وبالرغم من أنه لم يكن في السجن سوى سبعة أسرى وقت اقتحامه,إلا حتى سقوطه كان بمثابة شرارة اندلاع الثورة الفرنسية، وأصبح فيما بعد رمزًا للجمهورية الفرنسية. ويُعتبر الرابع عشر من تموز, Le quatorze juille , عطلة رسمية في فرنسا, ويُعهد باسم Fête de la Fédératio أي عطلة الدولة الفيدرالية. ويُطلق عليه عادة اسم "يوم الباستيل" - Bastille Day - في اللغة الإنجليزية.

سلسلة عن
تاريخ فرنسا
الغال الكلتيون
الغال الرومانية
الفرنجة
العصور الوسطى
فرنسا أوائل العصر الحديث
الثورة إلى ح.ع.1
الثورة الفرنسية
الأسباب
مجلس طبقات الأمة
الجمعية الوطنية
اقتحام الباستيل
التأسيسية (1, 2, 3)
الجمعية التشريعية
وسقوط الملكية
المؤتمر الوطني
وعهد الرعب
الديركتوار
القنصلية
الحرب في الڤندي
شوانري
متعلقات: معجم,
خط زمني, الحروب,
قائمة الشخصيات,
التاريخانية
الامبراطورية الأولى
الاستعادة
ملكية يوليو
الجمهورية الثانية
الامبراطورية الثانية
الجمهورية الثالثة
الجمهورية الرابعة
فرنسا الحديثة

قابلت فرنسا في عهد الملك لويس السادس عشر أزمة اقتصادية كبيرة بدأتها التكاليف التي تكبدتها فرنسا جرّاء تدخلها في حرب الاستقلال الأمريكية, وجرّاء الجهود المتواصلة لغزوبريطانيا العظمى على وجه الخصوص, وتفاقمت هذه الأزمة نتيجة النظام الضريبي غير العادل. في الخامس من أيار عام 1789م, اجتمع مجلس طبقات الأمة لسنة 1789م للبحث في هذه المسألة, ولكن الأنظمة القديمة والطبقة الاجتماعية الثانية المحافظة في الحكم - والتي كانت تتألف من النبلاء الذين شكلوا ما نسبته 2% من سكان فرنسا في ذلك الوقت - أعاقوا عملهم. في السابع عشر من يونيو1789م, قامت الطبقة الثالثة وممثليها المنبثقين من الطبقة الوسطى (أوما يسمى بالبرجوازية الوسطى ) بإعادة تشكيل أنفسهم في الجمعية الوطنية ، والتي كانت تهدف إلى إيجاد دستور فرنسي. عارض الملك في البداية هذا التطور, ولكنه اضطر إلى الاعتراف بسلطة هذه الجمعية والتي أطلقت على نفسها اسم الجمعية التأسيسية الوطنية في التاسع من تموز.

كانت حادثة اقتحام سجن الباستيل وما تبعها من إعلان حقوق الإنسان والمواطن الحدث الثالث من الفترة الأولى للثورة الفرنسية. أما الحدث الأول فكان تمرد النبلاء ورفضهم مساعدة الملك لويس السادس عشر من خلال دفع الضرائب. وكان الحدث الثاني تشكيل "الجمعية الوطنية" وقسم ملعب التنس.

وقد شكلت الطبقة الوسطى الحرس الوطني, وكان يرتدي قبعات عليها أشرطة بثلاث ألوان: الأزرق والأبيض والأحمر. وهذه الألوان هي نتيجة دمج أشرطة بلدية باريس الحمراء والزرقاء مع أشرطة الملك البيضاء. وأصبحت هذه الأشرطة وألوانها الثلاثة رمزًالفرنسا نفسها فيما بعد.

وأظهرت باريس, والتي كانت قريبة من التمرد و"ثمِلة بالحرية والحماسة", كما عبر عنها فرانسوس مغنت François Mignet , تأييدًا واسعًا للجمعية.ونشرت الصحافة مناقشات الجمعية, وتجاوزت المناظرات السياسية حدود الجمعية وانتشرت في الساحات العامة وقاعات العاصمة. وأصبح القصر الملكي وبلاطه مكانًا للاجتماعات المستمرة التي لا تنتهي. وهبّت الحشود - محتجّين بالاجتماع المُعقد في القصر الملكي - لفتح سجن أباي Abbaye وإطلاق سراح بعض جنود الحرس الفرنسي والذين اعتُقلوا - حسب ما تناقله الناس - بسبب رفضهم إطلاق النار على السكان. وأوصت الجمعية بإحالة أمر الحراس الأسرى إلى رأفة الملك. وقد أُعيدوا إلى السجن وحصلوا على العفو. وأصبحت صفوف الفرقة العسكرية, والتي كان يمكن الاعتماد عليه من ذي قبل, تميل نحوقضية الشعب.

عزل نيكر

في الحادي عشر من تموز عام 1789م, قام الملك لويس السادس عشر بتأثير من النبلاء المحافظين في مجلس الشورى ومع القوات الموجودة في ڤرساي وسيفر وساحة دي مارس وسانت دني بعزل ونفي وزيره المالي جاك نيكر والذي كان متعاطفا مع الطبقة الاجتماعية الثالثة والذي أعاد تشكيل الوزارة بالكامل. وشغل مناصب پويسيگور Puységur, ومارك دي مونموران Armand Marc, comte de Montmorin ولا لوزرن La Luzerne وسانت بيير Saint-Priest ونكير من بعدهم جميع من المارشال فكتور فرانسس Victor-François , والدوق دى بروجلي duc de Broglie, ولا جاليسوني la Galissonnière وسيزار گيوم دلا لوزرن César Guillaume de La Luzerne ، دوق لا ڤوگيون duc de la Vauguyon، وسان پيير والبارون لويس دي برتي Louis de Breteuil]] , والمحافظ فولون Foulon.

وصلت أخبار عزل نيكر باريس مساء يوم الأحد الثاني عشر من تموز. وبشكل عام, افترض سكان في باريس حتى عزل نيكر مرشد على بداية حدوث الانقلاب من جانب العناصر المحافظة. وازداد غضب سكان باريس التحريريون من تخوّفهم حتى حشود القوات الملكية القادمة من الحاميات المتاخمة نحوفرساي ستحاول غلق الجمعية الوطنية التأسيسية والتي كانت تلتقي في فرساي. فاجتمعت الجماهير من جميع أنحاء باريس أمام القصر الملكي, وكانت أكثر من عشرة آلاف. وكان كامي ديمولان Camille Desmoulins، وهو- حسب مغنت - ماسوني من محفل الأخوات التسع , قد نجح في تجميع الحشود بصعوده على طاولة حملا مسدسه في يده وصارخًا: "أيها المواطنون، لا يوجد وقت لنضيعه. إذا عزل نيكر هودق ناقوس سانت بارثولوميوللوطنيين! هذه الليلة بالذات, ستغادر جميع الكتائب السويسرية والألمانية ساحة دي مارس لإبادتنا جميعا. لم يبقَ لدينا سوى خيار واحد: حمل السلاح."

وكانت الفرق العسكرية السويسرية والألمانية المشار إليها من بين فرق المرتزقة الأجنبية المرتزقة والتي شكلت نسبة هامة من الجيش الملكي, وكان يُنظر إليهم أنهم من المرجح أقل تعاطفًا مع قضية الشعب مقارنة مع الجنود الفرنسيين العاديين. ومع مطلع شهر تموز, كانت هذه الفرق العسكرية الأجنبية تشكل حوالي نصف الخمسة والعشرين ألف قوة نظامية المتمركزة حول باريس وفرساي.

وكانت الجماهير تحمل مجسمات لنيكر ولويس فيليب الثاني، دوق اورليان Louis Philippe II, Duke of Orléans, خلال المظاهرات العامة التي بدأت في الثاني عشر من يوليو. وتصادمت حشود الجماهير مع فرقة الفرسان الملكية الألمانية (Royal-Allemande) بين ميدان ڤندوم Place Vendôme وقصر التويلري Tuileries Palace. وسحب القائد الملكي [[البارون دى بيسنفال Baron de Besenval الفرسان نحوسيفر خوفًا من وقوع سفك دماء بين الحشود غير المسلحة بشكل جيد أوحدوث انشقاقًا في صفوف رجاله. في ذلك الوقت, كانت الاضطرابات تتزايد في صفوف سكان باريس الذين قاموا, نتيجة عدائهم للتشريعات المالية لطبقة الفلاحين, بمهاجمة المراكز الجمركية والتي تسببت في ازدياد أسعار المواد الغذائية والنبيذ. وبدأ سكان باريس بسلب أي مكان يُخزّن فيه مواد غذائية وأسلحة ومؤونة.في اليوم التالي, الثالث عشر من تموز, انتشرت شائعات بين بأن المؤونة مخزنة في سانت لازار Saint-Lazare والذي كان ملكية ضخمة تابعة لرجال الدين وكان بمثابة دير ومستشفى ومدرسة وحتى سجن.اقتحمت الجماهير الغاضبة المكان ونهبت الممتلكات واستولت على 52 عربة طحين أخذت إلى السوق العام. وفي نفس اليوم, قامت حشود من الناس بسلب أماكن أخرى كثير من بينها مخازن أسلحة. بينما لم تعمل القوات الملكية شيئًا لإيقاف انتشار الفوضى الاجتماعية في باريس خلال تلك الأيام.


النزاع المسلح

شكلت فرقة الحرس الفرنسي Gardes Françaises الحامية الدائمة لباريس وبسبب علاقاتها المحلية الكثيرة مالت نحوقضية الشعب بشكل مشجع.بقيت هذه الفرقة محتجزة في ثكناتها خلال المراحل الأولى لاضطرابات منتصف تموز.وعندما أصبحت باريس مسرحًا للشغب العام, أمر لامبيسك Lambesc, غير واثق بطاعة الفرقة لأوامره, ستين جنديًا بالتمركز أمام المستودع في شوازي دي انتين Chaussée d'Antin. ومرة أخرى, إجراء هدفه كبح الجماح لم يفلح إلا بإثارة الجموع.هزمت فرقة الحرس الوطني جنود الفرسان, وقتلت اثنين منهم وجرحت ثلاثة وأجبرت الباقي على الفرار.وقاوم ضباط الحرس الفرنسي بمحاولات بائسة لاسترداد جنودهم,بينما حصل المواطنون المتمردون على فرقة عسكرية مدربة. ومع إشاعة هذا الأمر, أصبح القادة الملكيون المعسكرون في ساحة دي مارس شاكين بإمكانية الوثوق حتى بالفرق الأجنبية.وشهد "الملك المواطن" المستقبلي لويس فيليب, دوق أورليان هذه الأحداث كضابط شاب, وكان على قناعة بأن الجنود كانوا سيطيعون الأوامر إذا وُضعوا على المحك. وعقّب أيضًا على الأحداث الماضية حيث رأى حتى ضباط الحرس الفرنسي أهملوا مسؤولياتهم قبل حدوث الثورة تاركين الفرق العسكرية تحت سيطرة ضباط الصف (العريفين) بذلك. أما قيادة ام دى بيسينفال M. de Besenval غير الحاسمة فقد أدت إلى تنحٍ عملي عن السلطة الملكية باريس المركزية.

اقتحام سجن الباستيل

صبيحة اليوم الرابع عشر من تموز عام 1789م, كانت مدينة باريس في حالة من الذعر. وكان قد اقتحم المتظاهرون في وقت سابق أوتيل ديزنفاليد Hôtel des Invalides لجمع الأسلحة (29000 – 32000 بندقية من طراز قديم لكن دون مسحوق البارود أوطلقات). وكانوا يسعون بشكل أساسي إلى الاستيلاء على الأسلحة والذخائر المخزنة في سجن الباستل – كان يوجد أكثر من 13600 كيلوغرام من البارود مخزنة هنالك في الرابع عشر من تموز.

نقش فرنسي على لوح معدني يصوّر اقتحام الباستيل

في هذه الفترة كان سجن الباستيل فارغَا تقريبَا من السجناء؛ فيه فقط سبعة: أربعة مزورون, ومجنونان, ومنحرف أرستقراطي واحد وهوالكونت دي سولاجي comte de Solages (وكان قد نُقل الماركيز ديي ساد Marquis de Sade من السجن قبل عشرة أيام من يوم اقتحامه). التكاليف المنفقة على الحامية وصيانة الحصن الذي يعود تاريخه إلى العصور الوسطى, واستعماله لغرض محدود جدًا أدى إلى اتخاذ قرار بإغلاقه قبل وقت قصير من اندلاع الاضطرابات.لكن رغم ذلك, كان يشكل رمزًا للاستبداد الملكي.

تكونت الحامية الدائمة من اثنين وثمانين من المحاربين القدامى invalides (الجنود الذين لم يعودوا ملائمين للخدمة في ميدان القتال). ولكن تم دعمه في السابع من تموز بـاثنين وثلاثين جندي تابعين لفرقة ساليس ساماد السويسرية the Swiss Salis-Samade Regimen في ساحة دي مارس. وكان على الأسوار ثماني عشر بندقية تزن ثمانية باوند, واثنتا عشرة بترة صغيرة.أما المحافظ فكان بيرنارد رينيه دي لوانيبيرنارد رينيه دي لوني Bernard-René de Launay {/0, ابن المحافظ السابق والمولود داخل سجن الباستيل.

Arrest of de Launay, by Jean-Baptiste Lallemand, 1790

Arrest of de Launay by an anonymous artist

قائمة المدافعين عن سجن الباستيل تضم حوالي 600 اسمًا, ومجموع الحشود كان تقريبا أقل من 1000. احتشدت الجماهير في الخارج في منتصف الصباح مطالبين بإعلان السجن للاستسلام وإزالة البنادق وإخراج الأسلحة والباروددُُعي اثنين من ممثلي الجماهير للدخول إلى داخل الحصن, وبدأت بعدها المفاوضات؛ وفي الظهيرة جاز لآخر بالدخول حاملاً مطالب محددة.طالت المفاوضات طويلا بينما ازداد عدد الحشود ونفد صبرهم.تدفقت الحشود حوالي الساعة الواحدة والنصف نحوالفناء الخارجي غير المحمي, وبتروا سلاسل الجسر المتحرك المؤدي إلى الفناء الداخلي والذي أدى إلى سحق أحد المدافعين سيء الحظ. تقريبا في هذا الوقت بدأ إطلاق النار, رغم حتى فهم أي الفريقين بدأ إطلاق النار أولا لن يتم التوصل إليها أبدا بشكل قاطع. ويبدوحتى الحشود شعرت نفسها قد سقطت في فخ وأصبح القتال أكثر عنفًا وشدة, وتجاهل المهاحمون محاولات النواب للتوصل إلى وقف إطلاق النار.

استمر إطلاق النار. وفي الساعة الثالثة, دعم متمردوالحرس الفرنسي وغيرهم من الفارين من القوات النظامية ومعهم مدفعين المهاجمين.ولم تتدخل قوات الجيش الملكية ذات القوة الكبيرة المعسكرة في ساحة دي مارس المجاورة.ومع وجود احتمالية وقوع مجزرة مشهجرة بين الطرفين, ظهر محافظ السجن دي لوني فجأة وأمر بإيقاف إطلاق النار في الساعة الخامسة. وتم تسليم رسالة يعرض فيها شروطه للمحاصِرين في الخارج عبر فتحة في البوابة الداخلية.وعلى الرغم من رفضهم لطلباته, إلا حتى دي لوني استسلم مدركًا حتى قواته لن تقوَ على الصمود أكثر من ذلك, وفتح الأبواب المؤدية إلى الفناء الداخلي فاندفع المتظاهرون للداخل محررين الحصن الساعة الخامسة والنصف.

مضى ضحية القتال ثمانية وتسعون مهاجمًا وومدافع واحد. وأُلقي القبض على دي لوني وسُحب إلى دار بلدية دفيل Hôtel de Ville وسط وابل من الشتائم. وبدأ نقاش حول مصيره خارج دار البلدية.وصاح المهزوم دي لوني: "كفى! دعوني أمت!"وركل طاهي فطائر اسمه دواليت Dulait على فخذه, فطعنوه عدة مرات حتى سقط, ونشروا رأسه وثبتوه على رمح ليجوبوا به الشوارع.وقتل الحشود أيضا الضباط الثلاثة لحامية الباستيل الدائمة, وقد نقل الجنود الناجون تفاصيل جراحهم وألبستهم.وأعدم اثنين من المحاربين القدامى التابعين للحامية, وقام الحرس الفرنسي بحماية جميع السويسريين النظاميين التابعين لفرقة ساليس ساماد عدا اثنين, وتم تحريرهم تدريجيا ليعودوا إلى فرقتهم. وخط ضابطهم ليتنانت لويس دي فلوLieutenant Louis de Flue, والذي نجا, تقريرًا مفصّلاً حول دفاعهم عن سجن الباتستيل والذي أُدرج في سجل أداء الفرقة. إن موت الماركيز دي لوني, والذي اتهم دي فلوقيادته بالضعف وعدم الحسم, أمر خطير (بل وربما غير عادل).ويبدوحتى مسؤولية سقوط الباستيل تقع على عاتق قادة قوات الجيش الملكية المعسكرة في ساحة دي مارس, حيث أنهم لم يقوموا بأي جهد للتدخل بينما كان ديزنفاليد المجاور والباستيل يُهاجمان.

أما في دار بلدية دفيل, فقد اتهم الجماهير شهبندر التجار prévôt ès marchands جاك دى فليسيل Jacques de Flesselles بالخيانة, واغتيل في طريقه إلى المحاكمة الصورية في القصر الملكي.


العواقب

السانز كولوت مرتدين القلنسوات والأشرطة ذات الألوان الثلاث

تسقط مواطنوباريس هجومًا مضادًا, فتحصّنوا الشوارع, وأقاموا الحواجز من حجارة الرصف, وتسلحوا بكل ما استطاعوا وخاصة بالرماح. في ذلك الوقت, بقيت الجمعية في فرساي جاهلة بمعظم الأحداث التي شهدتها باريس, لكنها كانت مدركة تمامًا حتى المارشال دى برولي كان داعمًا لإحداث انقلاب ملكي لإجبار الجمعية على تبني مرسوم الثالث والعشرين من تموز ومن ثم حلها. وعلى ما يبدو, أحضر دي نوال de Noailles في البداية أخبار دقيقة حول أحداث باريس إلى فرساي. وأوفد م. جانيل M. Ganilh وبانسال ديس اسارت Bancal-des-Issarts إلى دار بلدية دفيل بسرعووأكدوا هذا تقريره.

في صبيحة اليوم الخامس عشر من تموز, أصبحت العواقب واضحة للملك أيضا, وتنحّى عن منصبه هووقادته العسكريين. وتشتت القوات الملكية المعسكرة حول باريس إلى مواقعهم على الحدود. وتولى الماركيز دي لا فايت Marquis de la Fayette السيطرة على الحرس الوطني في باريس, بينما أصبح جان سيلفان بيلي Jean-Sylvain Bailly – قائد أحد قادة الطبقة الاجتماعية الثالثة والمحرض على قسم نادي التنس - عمدة المدينة تحت هيكلية الحكومة الجديدة والمعروفة باسم "بلدية باريس Commune de Paris". وأعرب الملك أنه سيستدعي نكير ليعود من فرساي إلى باريس. في السابع والعشرين من يوليو، وافق الملك على القبعة المثبت عليها أشرطة ذات الألوان الثلاثة من بيلي ودخل دار بلدية دفيل بينما تغيرت الهتافات من "يعيش الملك" إلى "تعيش الأمة."

وبعد هذا العنف, بدأ النبلاء - والذين لم يثقوا بالتسوية الظاهرية التي تبين أنها مؤقتة بين الملك والشعب - بالفرار من البلاد كلاجئين سياسيين émigrés . وكان من ضمن المهاجرين الأوائل دي أرتوا comte d'Artois (ملك فرنسا المستقبلي شارلز العاشر) وولديه الأمير دي كوندي prince de Condé ووالأمير دي كونتي prince de Conti, وعائلة پولينياك Polignac , وفيما بعد وزير المالية السابق شارلز ألكسندر دي كالون Charles Alexandre de Calonne. واستقروا في تورينو، وهناك بدأ كالون، بصفته وكيلا للكونت دي أرتوا والأمير دي كوندي، بالتخطيط لخرب أهلية داخل الملكة والتحريض لتشكيل ائتلاف أوروبي ضد فرنسا.

عاد نيكر من بازل إلى فرنسا وسط فرحة الفوز (التي سرعان ما تبددت). واكتشف حين وصوله حتى الجماهير قد قتلت فولون Foulon وابن أخ فولون، برثييه (Berthier), وأن البارون دى بسنڤال baron de Besenval (قائد تحت إمرة ده برولي) قد أسر. ورغبة من نيكر في تجنب المزيد من سفك الدماء، أكد على المطالبة بتحقيق عفوعام يصوت عليه مجموع منتخبي باريس. وقد أخطأ نكير تقدير وزن القوات السياسية بمطالبته بالعفوبدلا من مجرد المطالبة بمحاكمة عادلة. وغالى في تقدير قوة جمعية خاصة ad hoc assembly حين أقامت محاكمة في شاتليه Châtelet ولكنهم سرعان ما قرروا إلغاء أمر العفولحفظ مكانتهم وربما أرواحهم. ويعتبر مغنت هذه الحادثة أنها اللحظة التي هجرت الثورة فيها نكير خلفها.

انتشر أمر نجاح التمرد في باريس إلى كافة أنحاء فرنسا.ووفقًا لمبادئ السيادة الشعبية وبالتجاهل التام لمطالب السلطة الحاكمة, أنشأ السكان نظام مماثل في مجالس البلديات لبناء الحكومة المدنية, وحرس وطني لتقديم الحماية المدنية.وفي المناطق الريفية, مضى الكثيرون أبعد من ذلك؛ فقام البعض بإحراق صكوك التمليك وعددًا ليس بالقليل من القصور, وهاجموا ملاك الأراضي معتقدين حتى الطبقة الأرستقراطية كانت تسعى إلى إخماد الثورة, وذلك خلال انتشار "الرعب الهائل" في المناطق الريفية في الفترة الممتدة من 20 تموز إلىخمسة آب.

وكملاحظة تاريخية مثيرة للاهتمام, فإن مفتاح الباستيل موجود الآن في مقر جورج واشنطن في ماونت ڤرنون وقد أوفده له لافايت Layfette عام 1790م.

ملاحظات

  1. ^ Mignet 1824, §Chapter I
  2. ^ Louis, Bergeron (1970). Le Monde et son Histoire. Paris. p. Volume VII, Chapter VI.
  3. ^ "The Séance royale of 23 June, 1789". Fitchburg State College. Retrieved 22 January 2009.


المراجع

  • تحوي هذه الموضوعة معلومات مترجمة من الطبعة الحادية عشرة لدائرة المعارف البريطانية لسنة 1911 وهي الآن من ضمن الملكية العامة.


  • نطقب:Mignet

قراءات إضافية

  • Lüsebrink, Hans-Jürgen; Reichardt, Rolf; Schürer, Norbert (1997). . Duke University Press. ISBN .CS1 maint: multiple names: authors list (link)
  • Mignet, Francois-Auguste (1 January 2006). .
  • Taylor, David (1997). . Heinemann. pp. 16–17. ISBN .
  • Stephens, Henry Morse (1886). . C. Scribner's sons. pp. 128–168.
  • Abbott, John Stevens Cabot (1887). . Jefferson Press. pp. 112–122.

روابط خارجية

  • Media related to Bastille at Wikimedia Commons
  • Thomas Jefferson's letter to John Jay recounting the storming of the Bastille

تاريخ النشر: 2020-06-04 14:26:54
التصنيفات: صفحات تستخدم وسوم HTML غير صالحة, مقالات مأخوذة من الطبعة الحادية عشرة لدائرة المعارف البريطانية, CS1 maint: multiple names: authors list, Articles containing non-English-language text, Use dmy dates, Thomas Jefferson's letter to John Jay recounting the storming of the Bastille, تاريخ پاريس

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

بـ3 زجاجات "مولوتوف".. تفاصيل مقتل شاب على يد نجل عمته فى حلوان

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-08 00:21:22
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 52%

مجسمات للكعبة.."إسراء" تصمم أشكالاً لعيد الأضحى من إعادة التدوير

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-08 00:21:23
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 57%

مدارس الفيوم الرياضية تحصد مراكز متقدمة في ألعاب القوى

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-08 00:21:18
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 68%

وفود رفيعة المستوى من السعودية وبنجلاديش وتركيا تزور متحف الحضارة

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-08 00:21:07
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 68%

المتحف القومى للحضارة يستضيف الملتقى الصحفى العُمانى المصرى

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-08 00:21:06
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 70%

ثلاثي تونسي على ردار الزمالك المصري

المصدر: جريدة المغرب - تونس التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-08 00:21:20
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 59%

سيراميكا كليوباترا يحول تأخره إلى تعادل مثير مع سموحة فى الدورى

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-08 00:21:10
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 65%

العثور على جثة مسن متوفى داخل شقته بالهرم

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-08 00:21:20
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 70%

وزير الخارجية الإيطالي: نعمل على وقف تدفقات الهجرة من ليبيا وتونس

المصدر: جريدة المغرب - تونس التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-08 00:21:14
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 51%

تعرف على تردد قناة ماسبيرو زمان على نايل سات لعام 2023

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-08 00:21:24
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 69%

رئيسة الحكومة تواكب انطلاق اختبارات دورة الباكالوريا

المصدر: جريدة المغرب - تونس التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-08 00:21:24
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 58%

السبكى وطه يجريان عملية افتراضية بتقنية الواقع الافتراضى

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-08 00:21:08
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 66%

"حلق على الزيرو".. محمد رمضان يثير الجدل بإطلالة جديدة

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-08 00:21:02
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 56%

ماذا يحتاج الأهلى بعد التقدم الطفيف فى ذهاب نهائى الأبطال؟

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-08 00:21:09
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 63%

بيان رسمى من نادى برشلونة بخصوص انتقال ليونيل ميسى إلى إنتر ميامى

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-08 00:21:11
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 62%

قرية تشيع جثمان 4 سيدات في حادث دهس بالغربية: ما القصة؟ (صور)

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-08 00:21:18
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 59%

إخلاء سبيل متهمين من عصابة "هوج بول"

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-08 00:21:21
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 69%

بنزرت : الاحتفاظ بــ 35 شخصا حاولوا إجتياز الحدود البحرية خلسة

المصدر: جريدة المغرب - تونس التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-08 00:21:12
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 68%

أمينة خليل بإطلالة جذابة

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-08 00:21:27
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 58%

زغوان : جلسة عمل لمتابعة سير مشاريع التزود بالماء الصالح للشراب

المصدر: جريدة المغرب - تونس التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-08 00:21:22
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 67%

وزارة التضامن: الاستعلام عن الأسماء الجدد فى تكافل وكرامة

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-08 00:21:05
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 67%

pendik escort
betticket istanbulbahis zbahis
1xbetm.info betticketbet.com trwintr.com trbettr.info betkom
Turbanli Porno lezbiyen porno
deneme bonusu
levant casino levant casino levant casino levant casino levant casino levant casino
bodrum escort
deneme bonusu veren siteler
Bedava bonus casino siteleri ladesbet
deneme bonusu veren siteler
deneme bonusu
deneme bonusu
sex ki sexy
deneme bonusu
kargabet
تحميل تطبيق المنصة العربية