هكاري (منطقة)
هكاري (بالسريانية: ܚܟܐܪܝ أوܗܟܐܪܝ هكّاري) هي منطقة جبلية تاريخية تقع بين سهول نينوى وسهول جنوب بحيرة وان، تضم أجزاء من محافظات حكاري وشرناق، ووان في هجريا ومحافظة دهوك في العراق.
التاريخ
لا يعهد الكثير عن تاريخ المنطقة قبل زيارة الأوروبيين لها في القرن الثامن عشر. ومع ذلك يعتقد حتى هجريز المسيحية بها يعود إلى القرن الرابع عشر عندما احتل تيمورلنك بلاد فارس وبلاد ما بين النهرين وشن حملة اضطهاد على المسيحيين بها دافعا بهم إلى الجبال. وبحلول منتصف القرن السادس عشر اختفى النساطرة من الكثير من المدن التي ازدهروا بها سابقا، مثل تبريز ونصيبين. كما نقل كرسي بطريركية كنيسة المشرق من بغداد إلى مرغة في أورميا سنة 1553. هجرز وجود الآشوريين لاحقاً في منطقة جبلية على شكل مثلث رؤوسه في بحيرة وان وبحيرة أورميا والموصل. فقدت كنيسة المشرق معظم افرادها في القرون الأولى بعد انشقاق 1552 الذي أدى إلى تشكيل الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية. غير حتى أولئك الذين عاشوا في حكاري، لم يتأثر بالخلافات الكنسية. وفي حوالي سنة 1600 انفصل بطريرك الكنيسة الكلدانية دنخا التاسع شيمون عن روما، وانتقل إلى قودشانس في حكاري حيث أنه أعادت خط شيمون والبطريركية الوراثية التي استمرت حتى عام 1976.
تمتع البطاركة المقيمين في كنيسة مار شاليطا في قودشانيس بالسلطة الروحية والسياسية على رعاياههم. ولأن الكهنة كانوا ملزمين بالامتناع عن الزواج فقد كانت السلطة الوراثية تنتقل من العم إلى ابن الأخ. وكان هذا النظام يعهد باسم "ناطر كرسيا" (ܢܛܪ ܟܘܪܣܝܐ) أي حارس الكرسي، وبحلول القرن التاسع عشر أصبح هذا النظام يطبق بجميع أبرشيات حكاري.
شكل الآشوريون تحالفات معقدة مع العثمانيين ورعاياهم من القبائل الكردية المجاورة. وكان يترأس جميع قبيلة مالك (ܡܠܟ) والذي يعمل أيضا كقائد عسكري خلال وقت الحرب.
الحروب الكردية
نشأت الكثير من المراكز الكردية المتنافسة في المنطقة في القرن التاسع عشر. وتمكن مير محمد أمير سوران الكردي الذي اتخذ راوندوز مقرا له من إنشاء إمارة قوية بعد حتى قضى على منافسيه امتدت من ماردين إلى أذربيجان الفارسية. غير حتى محاولته إخضاع آشوريي حكاري في 1838 باءت بالفشل. كما ولج في حروب مع العثمانيين أدت في نهاية المطاف إلى إسقاط إمارثه.
سعى بدر خان أمير بوهتان إلى توسيع منطقته لتضم المناطق الآشورية في حكاري بعد سقوط منافسه الرئيسي. فاستغل صراعا بين البطريرك إبراهيم السابع عشر شيمون ونورالله "أمير حكاري" الكردي بان عقد حلفاء مع نورالله وآشوريون من منطقة تياري وهاجم "آشوريوحكاري" في صيف عام 1843 فقتل الآلاف منهم باع أولئك الذين نجوا كرقيق. وفي 1846 قام بمجزرة أخرى استهدفت حلفائه السابقين من "آشوريي تياري". أدت ضغوط القوى الغربية، إلى تدخل العثمانيين الذين اشتبكوا مع بدر خان ونفوه إلى جزيرة كريت في عام 1947.
السيطرة العثمانية المباشرة
بالرغم من كون المنطقة إسمياً تحت السيطرة العثمانية منذ القرن السادس عشر، إلا أنها كانت تدار بشكل كلي من قبل سكانها من الآشوريين والأكراد. غير حتى الوضع تغير بعد الحروب الكردية حيث تمكن العثمانيون الآن من بسط سيطرتهم الكاملة عليها. وأنشئوا "سنجق حكاري" في عام 1868.
الإبادة الجماعية ونزوح
كان البطريرك الآشوري شمعون الحادي والعشرون بنيامين قد تلقى وعودا من العثمانيين عشية الحرب العالمية الأولى بمعاملة تفضيلية لقاء عدم تعاونه مع الأرمن أوالروس تحسبا للحرب. غير حتى القوات الكردية شبه النظامية المتحالفة العثمانيين هاجمت قرى آشورية وأرمنية في سهل وان إلى الشمال من حكاري. كما قام العثمانيون بإجبار بعض أعيان الآشوريين على العمل كحمالين في الجبهات وقاموا بإعدامهم بعض إنهاكهم.
واتىت نقطة التحول في موقف البطريرك الآشوري عندما سجن شقيقه الذي كان يفهم في القسطنطينية، وطالبه العثمانيين بإعطاء ضمانات لحياده، ومن ثم قاموا بإعدام شقيقه كتحذير. وفي اللقاء، أعرب البطريرك الحرب على العثمانيين فيعشرة نيسان 1915.
هوجم الآشوريين من قبل قوات كردية شبه نظامية الأكراد مدعومة بأخرى عثمانية، ففر معظم "آشوريوحكاري" إلى قمم الجبال، وقتل أولئك الذين بقوا في قراهم. تمكن شمعون بنيامين من الأنتنطق خلسة إلى أورميا التي كان تحت سيطرة روسيا وحاول إقناع الروس بإرسال قوة لإغاثة الآشوريين المحاصرين. وعندما رد الروس بعدم قدرتهم على ذلك عاد إلى حكاري وقاد أكثر من 50,000 آشوري عبر الجبال إلى أورميا. بينما لقي آلاف حتفهم بردا وجوعا خلال هذه المسيرة.
بعد الحرب العالمية الأولى
خلال مؤتمر السلام في باريس في عام 1919، طالب آشوريين بوضع مناطق حكاري والجزيرة الفراتية والموصل، وأورميا تحت الوصاية البريطانية، وطالب آخرون بأقليم لهم في آمد وشمال بلاد ما بين النهرين في العراق. اعترض الأتراك والأكراد على عودة النازحين من الآشوريين إلى أراضيهم في حكاري، وفشلت محاولة قام بها آغا بطرس لاحتلال المنطقة. في عام 1924 تمكنت هجريا رسميا من ضم مناطق شمال حكاري وطرد آخر سكانه المسيحيون إلى الجنوب.
أبرز من أنجبتهم منطقة حكاري
- فقي طيران
انظر أيضا
- برواري
- طور عابدين
ملاحظات
- ^ Aboona 2008, p. 2
- ^ Victor 1994, p. 36
- ^ Wilmshurst 2000, p. 277
- ^ Aboona 2008, p. 35
- ^ Aboona 2008, p. 173
- ^ Aboona 2008, p. 174
- ^ Aboona 2008, p. 179
- ^ McDowall 1996, p. 47
- ^ Aboona 2008, p. 3
- ^ Stafford 2006, p. 23
- ^ Stafford 2006, p. 24
- ^ Gaunt & Beṯ-Şawoce 2006, p. 134
- ^ Gaunt & Beṯ-Şawoce 2006, p. 136
- ^ Malik, Yusuf (1934), The Assyrian Tragedy , S. Michael
- ^ Stafford 2006, p. 25
- ^ Nisan 2002, p. 187
- ^ Nisan 2002, p. 188
مراجع
- Nisan, M (2002) [1991], Minorities in the Middle East: a history of struggle and self-expression, McFarland, ISBN 978-0786413751, http://books.google.com/books?id=keD9z1XWuNwC.
- Alexander, V (1994) [1994], The First Civilization, Victor Alexander, ISBN 978-1448670895, http://books.google.com/books?id=PPbzbZo6nDAC.
- Stafford, R (2006) [1935], The Tragedy of the Assyrians, Gorgias Press LLC, ISBN 978-1593334130, http://books.google.com/books?id=LSzuzsRh37gC.
- Aboona, H (2008), Assyrians, Kurds, and Ottomans: intercommunal relations on the periphery of the Ottoman Empire, Cambria Press, ISBN 978-1604975833, http://books.google.com/books?id=AdZfWpd4YrYC.
- Wilmshurst, D (2000), The ecclesiastical organisation of the Church of the East, 1318-1913, Volume 582, Cambria Press, ISBN 978-9042908765, http://books.google.com/books?id=jB8ir0ek8bgC.
- McDowall, D (2000), A modern history of the Kurds, I.B.Tauris, ISBN 978-1850434160, http://books.google.com/books?id=dgDi9qFT41oC.
- Gaunt, D; Beṯ-Şawoce, J (2006), Massacres, resistance, protectors: Muslim-Christian relations in Eastern Anatolia during World War I, Gorgias Press LLC, ISBN 978-1593333010, http://books.google.com/books?id=4mug9LrpLKcC.
