المدرسة الطبية بمصر
مدرسة الطب بأبي زعبل (أول مدرسة طبية في المنطقة العربية)
أسس محمد علي في أبي زعبل أول مدرسة للطب الحديث سنة 1827 م. وكانت في الأصل قشلاق لقوات السواري، وقد بنيت المدرسة والمستشفي علي مساحة كبيرة من الأرض وأحيط بها سور ضخم سميك من الحجارة واحاطتها مساحات واسعة من الأرض المزروعة ومجاري المياه وهذا يشير علي حسن اختيار المكان إلا إنه كان بعيدا عن قلب القاهرة. وكان أول ناظرٍ لها هُوَ الطبيب الفرنسي العالم أنطوان كلوت، أو« كلوت بك » كما صار يدعى بعد ذلك. احتوت المدرسة علي عدة أقسام فهمية طبية: الفيزياء، الكيمياء، النبات، التشريح، الفسيولوجيا، فهم الصحة، السموم، المفردات الطبية، التشخيص السقمي الداخلي والخارجي، هذه العلوم المساعدة لفهم الطب، وقد توسعت المدرسة فيما بعد لتضم مدرسة للصيدلة سنة 1830 ومدرسة للقابلات سنة 1831، ثم انتقلت مدرسة الطب البيطري إلي مدينة العباسية، وانتخبت هيئة التدريس من عشرين أستاذ من الفرنسيين والإسبانيين والطليان والباڤاريين، ومنهم:
- غيتاني في التشريح العام الوصفي
- لاسبيرنزا في التشريح والباثولوجيا
- سيليزيا للطبيعة والتشريح
- شروبيني للتشريح والفسيولوجيا
أما الخط المدرسية المستعملة فَقَد كانت كلها باللغة الفرنسية، وقَدْ كان من رأي كلوت بك حتى التعليم ينبغي حتىقد يكون بالعربية، « لأن التعليم بلغة خارجية - عَلَى حد قوله - لا تحصل منه الفائدة المنشودة، كما لا ينتج عنه توطين الفهم أوتعميم نفعه وكانت المشكلة الأولى هي الترجمة إِلَى العربية. ولم يجدوا مصرياً يتقن لغة أوربية إلا رجلاً من آل عنجوري وَهُوَ سوري يعهد الإيطالية فقط. فترجموا له الخط الفرنسية إِلَى الإيطالية أولاً، ثم قام هُوَ بترجمتها من الإيطالية إِلَى عربيته الركيكة، وكلف عالم من الأزهر هُوَ الشيخ محمد الهواري، يعاونه آخرون بتهذيبها وصقلها. وكان عدد الخط المترجمة اثنين وخمسين كتاباً. ومن بين هذه الخط، صنف كلوت بك كتاب "القول الصريح في فهم التشريح"، طبع سنة 1872، وكتاب "مبلغ البراح في فهم الجراح" ترجمهما العنحوري وكتاب "نبذة عن التشريح السقمي" ترجمه النبراوي وطبع سنة 1876.
مصادر
- "مدرسة الطب بابي زعبل (أول مدرسة طبية في المنطقة العربية)"
- الدكتور كمال صالح, كلية الطب جامعة سبها